السودان: «التغيير» تتحصل على تفاصيل اجتماعات البحرين بين «كباشي» و «عبد الرحيم دقلو»
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
شملت المبادئ التي اتفق عليها كباشي ودقلو تفكيك دولة الـ 30 من يونيو والقبض على الفارين من السجون وتسليم المطلوبين لدى الجنائية للعدالة الدولية، لكن بعد اجتماعين ناجحين تغيب كباشي عن الاجتماع الثالث ولم تصل الاتفاقية للنهاية التي توقعتها الوساطة.
خاص: التغيير
تحصلت (التغيير) على تفاصيل اجتماعات البحرين التي تمت بين مساعد القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي، وقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في مدينة “المحرق” أقصى شمال مملكة البحرين بين يومي 6 و20 من يناير الماضي، والتي تغيب الفريق الكباشي عن اجتماعها الأخير.
وسبقت اجتماعات المنامة لقاء بين الحكومة المصرية ووفد من قوات الدعم السريع بالقاهرة التي تقدمت بهذه المبادرة وحددت أهم معالمها المتمثلة في “حفظ جوار مصر” والتأكيد على وحدة السودان ومحاولة احتواء الأوضاع العسكرية والابقاء عليها دون تمدد.
وأكدت مصادر (التغيير) أن فشل اتفاق المنامة جاء نتيجة لغياب كباشي عن الاجتماع الاخير الذي كان مقرر له الوصول لتفاهمات حول القضايا العالقة، وأن فشلها كان هو السبب في تمدد العمليات العسكرية في الخرطوم وكردفان، فيما هدد قائد الدعم السريع في تسجيل صوتي بالوصول لمدن أخرى.
الاجتماع الأولوانعقد الاجتماع الأول بين وفدي الجيش برئاسة كباشي ووفد الدعم السريع برئاسة عبد الرحيم دقلو، وشارك في الاجتماع رؤساء المخابرات البحرينية والمصرية والاماراتية. فيما رفض الدعم السريع حضور رئيس المخابرات السودانية أحمد إبراهيم مفضل.
وبحسب ذات المصادر ناقش الاجتماع تفاصيل وقف العدائيات، إلى جانب اتفاقيات جدة، وتم التوصل عبر نقاشات مستفيضة على مجموعة مبادئ أساسية متفق عليها من الطرفين.
فيما تم عقد اللقاء الثاني بين الطرفين يوم 20 يناير وشارك في هذا الاجتماع إلى جانب البحرين ومصر والامارات كل من الولايات المتحدة والسعودية بتمثيل على مستوى السفراء، وتم الاتفاق على المبادئ العامة بين الطرفين والتي احتوت على 21 بندا.
مبادئ متفق عليهاأكدت مصادر (التغيير) أن المبادئ المتفق عليها شملت بناء وتأسيس جيش مهني وقومي من جميع القوات (الجيش، الدعم السريع، الحركات المسلحة)، وتم التأكيد في هذا البند على ابتعاد القوات المسلحة عن تبني أي ايدولوجيا أو انتماء حزبي.
كما شملت المبادئ تفكيك نظام الـ 30 من يونيو والقبض على الفارين من السجون وتسليم المطلوبين للجنائية. واقرار مبدأ العدالة، بجانب تبني نظام الحكم الفيدرالي، ووقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان والاثنيات.
كذلك أقر اتفاق المنامة – وفقاً لذات المصادر – نظام الحكم المدني الديمقراطي الذي يأتي فيه الوصول للحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وشملت أيضا ضرورة معالجة كافة المشاكل الجذرية في البلاد منذ الاستقلال لتكون حرب الـ 15 من ابريل آخر الحروب، إلى جانب التأمين على وحدة السودان أرضا وشعبا وكفل المواطنة المتساوية لجميع السودانيين.
أيضا شمل اتفاق المنامة قضية وقف العدائيات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، وتم مناقشة القضايا العالقة في منبر جدة والتي كانت أهم النقاط الخلافية فيها اجراء عملية سياسية عقب 10 أيام من وقف العدائيات.
نقاط خلافيةوكان مصدرا عسكريا مطلعا كشف لـ (التغيير) عن رفض وفد الجيش بجدة هذا البند، كذلك كانت قضية تجميد تحرك القوات أيضا من النقاط الخلافية، حيث تم الاقتراح من قبل خبراء دوليين على بقاء القوات على حالها في مواقعها (تجميد) فيما طالب الجيش بانسحاب الدعم السريع من الارتكازات في النقاط التي سيطر عليها.
ووفق مصدر مطلع؛ كانت الوساطة قد أحضرت خبراء قدموا نماذج دولية وحروب سابقة وكيفية وقف العدائيات فيها، وعلى الرغم من موافقة وفد الجيش على معظم ما تم التوصل إليه الا أنه عاد وأعلن رفضه لها.
وعلى غرار ما حدث في جدة، بعد اتفاق كباشي وعبد الرحيم على المبادئ الأولية التي تم الاتفاق عليها، تعلل مساعد القائد العام للجيش بارتباطات مهمة وتغيب عن الاجتماع الثالث الذي كان مقررا أن يتم التوصل فيه إلى تفاهمات نهائية حول الأمور العالقة.
وشن الاسلاميون حملة إعلامية ضد لقاء كباشي بدقلو في المنامة الأمر الذي وصفه مراقبون بالسبب الرئيس خلف فشل مباحثاته والتوصل إلى اتفاق كان يجب أن يمهد للقاء مباشر بين قائدي الجيش والدعم السريع.
نقاش محتدمكانت قضية الجيش الواحد من أكثر النقاط التي تم تناول النقاش فيها بصورة مستفيضة، وبعد الحرب سقطت فكرة دمج القوات وتم الاتفاق على إعادة بناء وتأسيس جيش قومي مهني موحد.
وتوصل الطرفان إلى ضرورة معالجة كافة القطاع الأمني إلى جانب اصلاح وإعادة بناء كافة مؤسسات الدولة المدنية وإجراء حوار وطني “شامل” ومعالجة الكوارث الاقتصادية والانسانية التي أحدثتها الحرب.
الوسومإعلان جدة البحرين المنامة حرب الجيش والدعم السريع شمس الدين كباشي عبد الرحيم دقلو
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إعلان جدة البحرين المنامة حرب الجيش والدعم السريع شمس الدين كباشي عبد الرحيم دقلو عبد الرحیم دقلو الدعم السریع إلى جانب
إقرأ أيضاً:
استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟
الفاشر- في خطوة مفاجئة لجأت قوات الدعم السريع إلى تعبئة شاملة، مستنفرة جميع الفئات المجتمعية في مناطق سيطرتها (ولايتا جنوب وشرق دارفور)، في مؤشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي باتت تهدد مواقعها.
وتعكس هذه التعبئة -التي تعد الأولى من نوعها بهذه الشمولية- إدراك قيادة الدعم السريع حجم الضغوط العسكرية المتفاقمة مع تصاعد الاشتباكات في محاور عدة بالبلاد.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع تحقيق الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تقدما ملحوظا في شمال وغرب كردفان، إضافة إلى عمليات توسع باتجاه دارفور.
ويفرض هذا التطور معادلات جديدة في ميزان القوى، حيث تسعى الفصائل المتحالفة مع الجيش إلى استكمال السيطرة على مناطق رئيسية بدارفور، مما يضع الدعم السريع في موقف دفاعي أكثر صعوبة.
تعبئة وحشدوفي جنوب دارفور غرب السودان، أصدرت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع قرارات تعبئة عامة تشمل مختلف شرائح المجتمع، وسط توجيهات صارمة تلزم الشباب والطلاب وحتى القطاعات التجارية والدينية بالمشاركة في الجهود العسكرية الجارية حاليا.
ويرى مراقبون ومحللون أن هذه الخطوة تمثل محاولة لتعزيز الصفوف أمام التقدم العسكري السريع للجيش السوداني وحلفائه، في حين يُطرح تساؤل بشأن مدى فعالية هذه التعبئة في تغيير موازين القوة على الأرض.
إعلانوفي تصريح الجزيرة نت، قالت إحدى القيادات الأهلية من مدينة نيالا -لم يكشف هويتها- إن "التعبئة الإجبارية الجارية حاليا في المنطقة تكشف أزمة حقيقية داخل صفوف الدعم السريع، حيث تواجه قواتها نقصا حادا في المقاتلين بعد الخسائر الأخيرة التي تعرضوا بها في ولاية الخرطوم وأم درمان".
وأضاف أن هناك "حالة من التململ بين بعض الفئات المجتمعية التي باتت ترى في هذا الاستنفار محاولة يائسة لتعويض خسائر غير قابلة للتعويض"، مشيرا إلى أن "الضغط المتزايد على السكان قد يؤدي إلى موجة رفض، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعاني منها بعض المناطق".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح العقيد أحمد حسين مصطفى إن "الدعوات التي تطلقها مليشيات الدعم السريع لانضمام الشباب للحرب ليست سوى استمرار لمشروع آل دقلو الذي يخدم مصالحهم الضيقة"، مؤكدا أن "المليشيا تمثل امتدادا لأجندات خارجية توفر لها الدعم العسكري بهدف إيجاد نفوذ داخل السودان لنهب ثرواته".
وأضاف العقيد مصطفى للجزيرة نت أن "القوة المشتركة والقوات المسلحة لا تعادي أي جهة مجتمعية، بل تركز على دحر هذه المليشيا التي ارتبطت بالانتهاكات والجرائم".
أما يعقوب الدموكي المستشار السابق لقائد الدعم السريع فأكد في تصريحات للجزيرة نت أن قوات الدعم السريع فقدت كل قدراتها العسكرية وقواها البشرية بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بها في ولاية الخرطوم وأم درمان.
وأضاف الدموكي أنه بعد تلك الهزائم أصبحت كل قبيلة تدافع عن مناطقها فقط، وليست لديها القدرة الكافية للمشاركة مرة ثانية في القتال بشكل أقوى، مبينا أن التعبئة والاستنفار الحاصلين لا يعدوان كونهما تأكيدا على ضعف هذه القوات في الموارد البشرية واللوجستية.
إعلانوأشار إلى أن الاستعدادات الحالية تعكس الوضع الصعب الذي تواجهه قوات الدعم السريع، مما يدل على تآكل قدراتها القتالية، وذكر أن هذه التحديات قد تؤثر بشكل كبير على موقفها، مرجحا انهيارها في المستقبل القريب.
تدمير للمجتمعويرى مراقبون أن سياسات التعبئة الإجبارية والتهديد بالعقوبات بدأت تلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تلوح في الأفق بوادر انقسامات مجتمعية تهدد استقرار تلك المناطق.
وقال الناشط السياسي آدم سليمان للجزيرة نت إن الإجبار على المشاركة في القتال يثير حالة من "الاستياء الواسع" بين القيادات الأهلية والسكان المحليين، إذ يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للانخراط في الصراع رغم رفضهم له.
وقد تؤدي هذه السياسات -وفق سليمان- إلى تفاقم الانقسامات الداخلية التي تشهدها المجتمعات منذ فترة، مشيرا إلى حادثة مقتل الطاهر إدريس يوسف وكيل ناظر قبيلة الفلاتة داخل سوق منطقة تلس بجنوب دارفور، وما أعقبها من حملة اعتقالات نفذتها قوات الدعم السريع طالت عددا من القيادات الأهلية -بينها العمدة أحمد محمد إسماعيل، والعمدة محمد آدم الله جابو، والعمدة إسحق عبد الجبار- بتهم تتعلق بالحادثة وأخرى إضافية.
ولفت سليمان إلى أن الضغط العسكري المستمر والتعبئة "القسرية" المفروضة على الأهالي قد يتسببان في موجات نزوح جديدة، إضافة إلى زيادة التوتر بين الفئات الاجتماعية المختلفة، مما يعمق الفجوة بين مكونات المجتمع ويزيد حالة عدم الاستقرار.
وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع اعتقلت 178 شخصا -بينهم كوادر طبية- في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وأجبرتهم على خيارين، إما الانضمام إلى القتال في صفوفها أو دفع فدية مالية.
وفي تدوينة نشرتها على فيسبوك أدانت الشبكة هذه الإجراءات، ووصفتها بأنها "عملية اعتقال قسري وزج بالمدنيين في الصراع"، مؤكدة أن إجبار الأشخاص على القتال يخالف القوانين الإنسانية الدولية.
واستنكرت الشبكة اقتياد كادر التمريض حمدان عبد الله موسى ضمن المعتقلين، حيث تم تخيير أسرته بين دفع الفدية أو الزج به في القتال.
إعلانوأكدت أن ما يحدث في مدينة الضعين يمثل جريمة واضحة ضد المدنيين العُزل، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على قوات الدعم السريع لإيقاف "الانتهاكات التي تتعارض مع كافة الأعراف الدولية".
ومع اشتداد المواجهات يرى محللون أن المعارك القادمة ستحدد ما إذا كانت التعبئة العامة للدعم السريع ستنجح في تثبيت مواقعها، أم أنها مجرد تحرك يسبق انهيارا محتملا، وأن الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة.
وبحسب الباحث في علم الاجتماع بجامعة الفاشر الدكتور آدم حسن، فإن التعبئة القسرية لا تؤثر فقط على ميزان القوى العسكرية، بل تمتد تداعياتها إلى المدنيين، خصوصا الفئات الأكثر ضعفا مثل النساء والأطفال وكبار السن.
وأشار حسن إلى أن "الإجراءات القسرية المفروضة على الأهالي تجبر العائلات على تقديم أفرادها للقتال، مما يخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار داخل المجتمعات المحلية"، ومع التحاق الرجال بالقوات تجد النساء أنفسهن أمام تحديات معيشية صعبة، في ظل نقص الخدمات وانعدام مصادر الدخل.