تدرس السلطات الفرنسية فحص المباني المطلة على مسار نهر السين في العاصمة باريس، بعد تحذيرات خبراء من أنها قد تنهار تحت وطأة المتفرجين الذين يشاهدون حفل افتتاح الألعاب الأولمبية خلال صيف 2024.

ولأول مرة في التاريخ سيقام حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقررة في باريس بين 26 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب 2024، خارج مكان مغلق أو ملعب رياضي، وهو ما خلق تعقيدات لوجستية جديدة.

ويتوقع الخبراء أن تكون الشرفات مكتظة بالأشخاص الذين يتوقون لمشاهدة حفل الافتتاح الفخم الذي وعد به المنظمون، ومن شأن ذلك أن يثير مشاكل غير متوقعة من قبيل العيوب الهيكلية للمباني أو مشكلات صيانة الشرفات أو تجاوز الحد الأقصى لعدد الأشخاص أو الوزن الذي يمكنها تحمله.

عضو جمعية الاتحاد الوطني للوكلاء العقاريين أوليفييه برينسيفال قال لوكالة "فرانس برس"، إن "من الواضح أن هذا السيناريو ممكن الحدوث. أثير الموضوع في اجتماع تحضيري منتظم مع مسؤولي الشرطة ومجلس المدينة".

وأضاف، "علينا أن نتأكد تمامًا من أن الشرفات ستتحمل الوزن الزائد، وأن الدرابزينات صلبة، لتجنب وقوع الحوادث. المباني التي يبلغ عمرها في كثير من الأحيان 150 عاما أو أكثر لن تكون مناسبة للضغط الإضافي المحتمل، وهذا يخلق مخاطر كبيرة".

وتابع برينسيفال أن "المباني المصممة على طراز هوسمان -التي اشتهرت في باريس في القرن الـ19-، لا تتسع عادة لأكثر من شخصين أو 3 أشخاص في شرفاتها، وقد يمثل الاكتظاظ المحتمل خلال الألعاب تحديًا".

وبحسب ما نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، فإن خطط حفل الافتتاح المقرر في 26 يوليو/تموز 2024، تتضمن إقامة فقرة على سطح الماء، حيث سيبحر أكثر من 10 آلاف رياضي ومسؤول عبر نهر السين في أكثر من 160 قاربًا مفتوحًا، وسيشاهدها 300 ألف متفرج من ضفاف النهر.

وقد تم تكليف 3 شركات من قبل مجلس مدينة باريس ببناء حوض ضخم يسمى "أوسترليتز" لتخزين مياه الأمطار بدلا من تركها تتدفق مختلطة بمياه الصرف الصحي في نهر السين، وذلك بهدف جعل النهر أنظف لأنه سيصبح مفتوحا للسباحة، حيث سيفتح أولا للرياضيين المشاركين في ألعاب صيف 2024، وبعد مرور عام من ذلك ستفتح 3 مواقع لعامة الناس.

ومن حيث المبدأ، تصل طاقة احتمال شرفات المباني الباريسية التي يعود تاريخ إنشائها إلى أواخر القرن الـ19 إلى 350 كيلوغراما لكل متر مربع، أي ما يعادل حوالي 3 أشخاص بالغين، لكن السلطات تخشى أن يؤدي سوء الصيانة والاكتظاظ إلى وقوع حوادث.

وكان 4 أشخاص لقوا حتفهم في بلدة أنجيه -غربي فرنسا- في العام 2016، بعد انهيار شرفة أثناء حفل، بينما أصيب شخصان في مايو/أيار 2023 بجروح خطيرة بعد سقوطهما من الطابق الخامس عندما انهار درابزين وجزء من الشرفة في الدائرة الخامسة عشرة في باريس.

ويتعين على مالكي العقارات ومقدمي الإسكان الاجتماعي وشركات الإدارة بموجب القانون التحقق بانتظام من سلامة الشرفات والدرابزينات، إلا إن الصحيفة البريطانية استبعدت التزامهم  بالتعليمات.

وأكدت قوة شرطة باريس ومجلس المدينة أن المشكلة، التي تشمل نظريًا عدة آلاف من المباني على طول طريق الحفل الذي يبلغ طوله 4 أميال (6 كيلومترات)، أثيرت دون أن يتم اتخاذ قرار فيها بعد، مشيرة إلى ارتفاع تكلفة الفحص الهيكلي الكامل لهذا العدد الكبير من المباني.

وأمس الثلاثاء، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خططًا لنقل العديد من أكشاك بائعي الكتب المستعملة في المدينة من ضفاف نهر السين في الفترة التي تسبق حفل الافتتاح، مشيرا إلى أنه يعتبرها جزءًا من "التراث الحي للعاصمة".

وأخبرت الشرطة بائعي الكتب في الصيف الماضي أنه "لأسباب أمنية واضحة، سيتعين نقل 570 من أكشاك بيع الكتب والتي تمثل نحو 60% من إجمالي الأكشاك، مؤقتا إلى قرية خاصة لبائعي الكتب طوال مدة الألعاب".

وقام بائعو الكتب بحملة نشطة لإبقاء أكشاكهم ذات اللون الأخضر في مكانها، حتى لو كان لا بد من إغلاقها خلال حفل الافتتاح نفسه، قائلين إنها تمثل جزءا من باريس مثل برج إيفل أو كاتدرائية نوتردام.

وقال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي أصدر تعليماته للمسؤولين بضمان تكييف الترتيبات الأمنية للحفل للسماح للبائعين الذين يبيعون الكتب المستعملة على أرصفة نهر السين منذ أكثر من 400 عام بالبقاء.

وبعد نحو قرن من حظر السباحة في نهر السين بسبب قذارة المياه، أعلنت رئيسة بلدية العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالغو في يوليو/تموز 2023، عودة السباحين والغواصين  بدءا من العام 2025.

ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية، تدخل باريس المرحلة الأخيرة من تنظيف النهر الذي يشق المدينة والذي وصلت تكلفة تجديده 1.4 مليار يورو (أي 1.6 مليار دولار).

ومن المقرر أن تقام في نهر السين بوسط باريس 3 أحداث هي: الألعاب الأولمبية، والألعاب البارالمبية -الترياتلون والسباحة الماراثون- والبارا-تريثلون.

ومع حلول العام 2025، سيكون من الممكن وصول السباحين إلى 3 مناطق سباحة في الهواء الطلق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة حفل الافتتاح نهر السین أکثر من

إقرأ أيضاً:

سعيا وراء الميداليات.. رياضيون يلجؤون لتقنية مرضى السكري في أولمبياد باريس

يستعين رياضيون أولمبيون، بينهم عداء الماراثون الهولندي عبدي ناجيي، بأداة جديدة يأملون أن تعزز فرصهم في الفوز بميدالية في أولمبياد باريس وهي أجهزة صغيرة تلتصق بالجلد لقياس سكر الدم.
وتبدو أولمبياد باريس، التي تنطلق في 26 يوليو/تموز المقبل، فرصة لاستعراض التكنولوجيا رغم عدم وجود أدلة تثبت قدرتها على تحسين الأداء الرياضي.

وتبلغ قيمة سوق هذه الأجهزة، المخصصة لمرضى السكري، مليارات الدولارات سنويا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يؤثر الزلزال السياسي في فرنسا على أولمبياد باريس؟هل يؤثر الزلزال السياسي في فرنسا على ...list 2 of 2الإسباني ألكاراز يفوز بلقبه الأول في بطولة فرنسا المفتوحة للتنسالإسباني ألكاراز يفوز بلقبه الأول في ...end of list

ويسعى المصنعون للتوسع في قطاع الرياضة والصحة، حيث قد يطلق أبرز الرياضيين التوجهات الجديدة.

ما أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟

أجهزة القياس المستمر لسكر الدم (continuous glucose monitor) هي لصقات بحجم العملة المعدنية تتصل لا سلكيا بالهاتف الذكي. وبمساعدة إبرة، يوضع مستشعر صغير في أعلى الذراع لقياس سكر الدم بين الخلايا الموجودة أسفل الجلد مباشرة. وتبقى اللاصقة على جهاز الاستشعار في مكانه لفترة تصل إلى أسبوعين.

وأصبحت النماذج الحالية أصغر وأدق، ولم تعد بحاجة لجهاز استقبال منفصل.

كيف يستخدم الرياضيون أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟

يستخدم بعض الرياضيين البارزين وفريق العمل الخاص بهم هذه الأجهزة لتقييم السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وشدة التمرين. وتعتبر الاستفادة خلال السباقات التي تستمر لأقل من 3 ساعات محدودة.

وقالت السباحة الأسترالية المعتزلة تشيلسي هودجز، التي فازت بذهبية التتابع في أولمبياد طوكيو، إن الجهاز ساعدها في معالجة نوبات من الإجهاد الشديد والدوار في الحصص التدريبية التي تدوم طويلا. وباستخدام الجهاز، تبين أنها عرضة لانخفاض مستويات سكر الدم.

قال العداء الهولندي عبدي ناجيي، الذي فاز بفضية أولمبياد طوكيو، إنه ومدربيه يتابعون سكر الدم كمؤشر للطاقة المتاحة، في إطار مساعيه لركض "بلا عناء".

وأضاف السويدي إميل بلومبرغ المنافس في سباقات الموانع، الذي يسعى للتأهل إلى باريس، أنه استخدم الجهاز لتجنب الإفراط في التدريب. وساعدته الأجهزة على إدراك حاجته لتناول مزيد من الطعام خلال حصص المران الأطول.

Olympians including Dutch marathon runner Abdi Nageeye are using a new tool they hope will boost their medal chances this summer: tiny monitors that attach to the skin to track blood glucose levels. More here: https://t.co/eQHcCe6PMk

— Reuters Sports (@ReutersSports) June 10, 2024

هل استخدام الجهاز عادل؟

وفي 2021، منع الاتحاد الدولي للدراجات استخدام أجهزة القياس المستمر لسكر الدم لأغراض غير طبية خلال السباقات "لضمان احترام الصفات الفردية وروح المنافسة والإنصاف" لكن الاتحادات الأخرى لم تحذ حذوه.

وقال بعض الرياضيين إن تكلفة الأجهزة تجعله بعيدا عن المتناول دون عقود رعاية، إذ تتراوح تكلفة جهاز لينجو الخاص بشركة أبوت في بريطانيا بين 120 و150 جنيها إسترلينيا (152-190 دولارا) شهريا.

ويقول باحثو التغذية الرياضية إن الفوائد حتى الآن غير مؤكدة، في غياب دليل واضح على أن الأجهزة تعطي ميزة تنافسية.

ما التفسير العلمي لاستخدام هذه الأجهزة في الرياضة؟

لا تزال محاولات فهم كيفية استخدام القياس المستمر لسكر الدم فيما يتعلق بتحديد السعرات الحرارية التي يتناولها الرياضي وكذلك جدول التدريبات في بدايتها.

على سبيل المثال، قد يؤثر استهلاك قدر أكبر من الطاقة خلال المران مقارنة بالسعرات الحرارية التي يتناولها الرياضي على مدار الوقت على صلابة العظام وجهاز المناعة والخصوبة. لكن لم يتضح بعد كيف يمكن لجهاز القياس المستمر لسكر الدم أن يساعد في تجنب ذلك.

وتبرز من بين الاكتشافات المفاجئة خلال الأبحاث، ارتفاع معدلات سكر الدم بصورة كبيرة بين نخبة متسابقي الماراثون، متأثرة على ما يبدو بهرمونات التوتر. وتنخفض معدلات سكر الدم بشدة بين الكثير من رياضيي التحمل أثناء النوم قبل الفجر، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا مضرا.

وقال باحثون لرويترز إن معظم أعمالهم الاستشارية المعتمدة على الجهاز للرياضيين الذين لا يعانون من مرض السكري في الوقت الحالي تعتمد على ملاحظات وليس النتائج التي تم التحقق من صحتها.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024
  • ثنائي الأهلي يشعل أزمة قبل أولمبياد باريس 2024
  • تغييرات مفاجأة في قائمة منتخب فرنسا لـ أولمبياد باريس 2024
  • سعيا وراء الميداليات.. رياضيون يلجؤون لتقنية مرضى السكري في أولمبياد باريس
  • مصر ترصد مكافآت بالملايين لحاصدي الذهب والفضة في أولمبياد باريس
  • موعد مباراة المنتخب الأولمبى ضد كوت ديفوار فى الودية الثانية استعدادا للأولمبياد
  • هل يؤثر الزلزال السياسي في فرنسا على أولمبياد باريس؟
  • منتخب الجودو يعسكر في اليابان استعدادا لأولمبياد باريس
  • منتخب الجودو يصل اليابان للدخول في معسكر استعدادا لأولمبياد باريس
  • رئيس اللجنة الأولمبية: مكافأة الفوز بميدالية ذهبية في الأولمبياد تصل لـ 5 ملايين جنيه