ممثلة واحدة تستطيع أن تقوم ببطولة فيلم بمفردها ولا تحتاج إلى بطل بجانبها.. هى الممثلة التى يقف وراءها مخرج جريء ومبدع وحقيقى!
واختيار المخرج هانى خليفة لمنى زكى فى فيلم «الرحلة 404» كان اختيارًا ذكيًا على أكثر من مستوى.. فهى تكاد أن تكون الممثلة الوحيدة التى يمكن أن يذهب إليها الجمهور إلى السينما من بين كل الممثلات اللاتى على الساحة الآن.
ومن أيام أفلام نادية الجندى وبعض أفلام نبيلة عبيد، للأسف، لا توجد ممثلة تستطيع أن تتحمل بطولة فيلم بمفردها أو يذهب إليها الجمهور مخصوص إلى السينما، مع الفارق بالطبع بين جمهور الجندى وعبيد وبين جمهور منى زكى.. لأن منى يراها الجمهور دائما أنها واحدة منهم وتشبه كثيرًا بنات الأسرة أو بنت الجيران أو الزميلة البسيطة فى الجامعة وملامحها ساعدتها أن تقوم بأدوار بنت مصرية من الطبقة المتوسطة تواجه مثلها مثل جمهورها مصاعب الحياة!
ومع ذلك كانت جرأة المخرج هانى خليفة وراء اختياره لهذا السيناريو الذى كتبه محمد رجاء وعاشه وعايشه لسنوات قبل أن نراه بهذه الصيغة الأخيرة بعد معاناة من التعديلات والتبديلات والاضافات لتراكم السنين عليه.. ربما ذلك جعل الفيلم يدور حول أفكار إنسانية شكسبيرية عامة ومجردة، يمكن أن تحدث فى كل زمان ومكان ومع كل إنسان وهى قابلة للعيش سنوات حتى ولو تغير هذا الواقع.. فهو عن التطهر والخلاص من الأخطاء الإنسانية، والندم، وطلب الغفران عن خطيئة يحملها الانسان صليبا وسط مصاعب حياة تحاصره على أمل أن يحصل على فرصة للاعتراف ونيل الغفران، أو الذهاب إلى الحج على أمل العودة والولادة من جديد طاهرًا متطهرًا!
و«الحج» هى رحلة تطهير وتكفير عن الذنوب لدى معظم، إن لم يكن كل المسلمين، وهكذا كانت امنية «غادة السعيد» بطلة الفيلم الذى يدور خلال الأيام التى تسبق سفرها إلى (مكة) لأداء فريضة الحج، تتورط (غادة) فى مشكلة طارئة، فتلجأ لأشخاص من ماضٍ ملوث كانت قد قطعت علاقتها بهم، من أجل جمع مبلغ مبالى كبير، وتتوالى الأحداث.. ولا شك أن السيناريو مصنوع بإتقان وحرفية عالية وبوعى من السيناريست محمد رجاء بأهمية الحوار ومدلولاته، وإن كاد الحوار يكون بديلًا عن الصورة فى كثير من المشاهد.. وهنا تبرز مسألة اللعب فى السيناريو على مدى سنوات ليتوافق ويواكب متغيرات ومستجدات السنين منذ الكتابة الأولى!
ويظل إدراك المخرج هانى خليفة بعمق السيناريو وقناعته بدور الممثل وتأثيره فى نجاح أو فشل أى فيلم استعان بجوقة من الممثلين ضمت منى زكى، محمد ممدوح، محمد فراج، شيرين رضا، خالد الصاوى، حسن العدل.. وغيرهم. ولذلك فجزء كبير من نجاح الفيلم من ممثليه وليس من الصورة.. وعمومًا هانى خليفة يعرف كيف يتعامل مع الممثلين والحصول منهم على أفضل أداء.. وليست مبالغة فى القول إن بعض ممثلى فيلمه الأول « سهر الليالي» (2003) لم يقدموا أداء تمثيليًا جيدًا مثلما قدموه فى هذا الفيلم.. فيلم «الرحلة 404» فيلم يستحق المشاهدة!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المخرج هاني خليفة منى زكي الرحلة 404 السينما الجمهور منى زکى
إقرأ أيضاً:
الوحيدة من نوعها على مستوى العالم.. كلية الوافدين الأزهرية حلم تحقق بعد ألف عام!
تحوَّل حلم الوافدين الأزهريين لحقيقة بعد ألف عام من تاريخ الأزهر تلبيةً من الجامعة العريقة للطلبات المتزايدة من الطلاب المسلمين من 200 دولة حول العالم لغير الناطقين باللغة العربية لدراسة العلوم الإسلامية والعربية بمختلف تخصصاتها. وبدعم بروتوكولي علمي من ماليزيا كانتِ البداية عام 2008م.
وتقدم كلية الوافدين برنامجًا دراسيًّا خاصًّا متكاملًا للعلوم العربية وعلوم الشريعة «العقيدة، التفسير، علوم القرآن، الحديث، علوم الفقه، أصول الفقه، النحو والصرف، البلاغة، الأدب، والمنطق».. فضلًا عن تخصص الاقتصاد الإسلامي وتاريخ الحضارة العربية، وتخصص الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.
وقال آجي مدثر «وافد نيجيري»: «إن كليتنا الفريدة من نوعها تؤهل الدارسين الأجانب بالعلم الشرعي والواقع المعاصر، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يرعى الوافدين فزاد عددهم بالأزهر من 31783 طالب وطالبة في عام 2010 إلى 76458 طالب وطالبة من 129 دولة من مختلف دول العالم، وزاد عدد المنح الأزهرية من 1170 منحة سنويًّا لعدد 94 دولة من مختلف دول العالم الإسلامي إلى 2872 منحة سنويًّا لعدد 144 دولة بالعام الحالي».
وأضاف مدثر: «نحن كوافدين نعيش على المنح النقدية الشهرية للطالب وهي 1500 جنيه لطلاب مدينة البعوث الإسلامية، و2500 جنيه للطلاب المقيمين خارج مدينة البعوث الإسلامية».
وقال الباحث الهندي الأزهري محمد روشن ضمير بن شكيل الدين الأنصاري: «إنني فخور بكوني أول هندي يحصل على الماجستير من كلية الوافدين بمشاركة عميدة الكلية الدكتورة نهلة الصعيدي من قسم البلاغة والنقد عن «العهد والعقد والميثاق في الذكر الحكيم- دراسة بلاغية تحليلية» يوم الأربعاء الماضي 21 مايو 2025، وأشرف على رسالتي الدكتور سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر، وهذا يثبت مكانة الكلية وقيمتها في الجامعة والعالم».
أضاف: «منذ سنوات طويلة كان حلمي الدراسة في الأزهر مثل آلاف الهنود المسلمين، والحمد لله وُفِّقت وحضرت وعشت بمصر. لكن في بلادي الهندية آخرون، ونظرًا لصعوبة الحضور فمن نيودلهي يدرس عشرات الهنود بالكلية، وهم عباقرة في علم الكمبيوتر بحق، ولذلك يناسبهم التحصيل بنظام التعليم عن بُعد لدراسة العلوم العربية. أما عنِّي أنا فقد فضَّلت الدراسة في مصر داخل جامعة الأزهر «التعليم المباشر»، وبحثي سوف يُنشر بمجلة الوافدين العلمية بالكلية، وقد ساهمتِ العميدة الدكتورة نهلة الصعيدي في تطوير التقنية ومعدات البرمجيات المتقدمة، بالإضافة لصقل الكوادر الفنية بالخبرة الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، والارتقاء بطرق التدريس وأساليب التقييم، كذلك التدريب المستمر لكل الكوادر التي تشارك في التنفيذ والبث عبر الإنترنت».
وتابع: «في الكلية عشرات الطلاب من خريجي معهد الوافدين الأزهري «ثانوية البعوث» والحاصلين على شهادة الثانوية العامة المصرية للأجانب المقيمين بمصر، وتبدأ المرحلة الثانية للدراسة بالكلية في منتصف يونيو القادم وتمتد حتى نهاية أغسطس».
وأضاف آس مالك جي مور، طالب دراسات عليا بقسم الفقه المقارن، رئيس اتحاد الرابطة الوطنية للطلاب السنغاليين، أن الطلاب الوافدين هاجروا من بلدانهم لأرض الكنانة إنقاذًا لدينهم وقلوبهم وعقولهم بمفاهيم الأزهر، فإذا أردت أن تبحث عن أهل المجد فهم بالأزهر في قادته وعلمائه، وذلك التراث الأصيل لم ينبت إلا في تربة الأزهر.
أضاف بروفسير باي تشنج (رئيس اتحاد الطلبة والعلماء الصينيين في مصر): «إن الأزهر يرعى الطلبة الصينيين الوافدين بمصر، ونحن نشعر بامتنان عميق لما وجدناه من رعاية واهتمام من الإمام الطيب شيخ الأزهر، فقد ساهمت جهوده في تعزيز التواصل الثقافي والعلمي بين الصين والعالم الإسلامي، ورسَّختِ القيم النبيلة مع كل الجنسيات على مستوى العالم».
وقالت فاطمة الطاهر صالح (وافدة سودانية بكلية التمريض بالأزهر: «إن المِنَح التي قدمها الدكتور الطيب للطالبات والطلاب الوافدين كثيرة ومتعددة، وعلى رأسها تطوير المناهج بما يتناسب مع مقتضيات التطور العلمي والتكنولوجي، بالحفاظ على الهوية الأزهرية الأصيلة، وإدخال التخصصات الطبية الجديدة، واهتمام فضيلته بالوافدين وتطوير البنية التحتية للكلية ومدينة البعوث الإسلامية، وتجهيز المعامل والمباني بأحدث التقنيات، مما ساعد على خلق بيئة تعليمية مناسبة، فهو بحق شخصية من أكبر الشخصيات الإسلامية المؤثرة على مستوى العالم علميًّا ودينيًّا، بجانب دوره الكبير في نشر الوسطية والقضاء على التطرف».
من جانبها، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي عميدة الكلية، أن جامعة الأزهر تحرص على توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب الوافدين بالكلية، وتفتح أبواب التعاون الأكاديمي والثقافي مع مختلف المؤسسات الدولية تحقيقًا لرسالتها العالمية في تخريج طلاب قادرين على نشر قيم الاعتدال والتسامح، وخدمة مجتمعاتهم بوعي وعلم يزيد عمق العلاقات التاريخية التي تربط الأزهر الشريف بكل الدول الإسلامية. ففي الأزهر يتخرّج على مدى العقود الماضية مئات الآلاف من أبناء العالم الإسلامي الذين يشغلون اليوم مواقع قيادية في مؤسسات علمية ودعوية ببلادهم، ما يعكس متانة الروابط التعليمية والثقافية مع حكومات العالم، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب الذي يولي اهتمامًا بالغًا للطلاب الوافدين ويعمل على توفير بيئة تعليمية شاملة تراعي تنوعهم الثقافي، وتسهم في بناء شخصياتهم علميًّا وفكريًّا. فالأزهر يعمل باستمرار على توسيع آفاق التعاون الثقافي والعلمي مع مختلف المؤسسات الدولية، دعمًا لرسالته في نشر قيم الوسطية والسلام عالميًّا.
وأشارت العميدة إلى أن كلية الوافدين تولي اهتمامًا خاصًّا للباحثين من خلال: «برامج دراسات عليا متقدمة، تشجيع البحث العلمي الرصين، توفير الإمكانات الأكاديمية التي تؤهل كوادر متميزة لخدمة مجتمعاتهم ونشر رسالة الأزهر المعتدلة في مختلف أنحاء العالم.. مشيرةً إلى أنه يجب على الطالب الدارس من الخارج تسجيل عدد المواد الدراسية التي يرغب في دراستها، علمًا بأن الحد الأدنى للتسجيل هو خمس (5) مقررات دراسية بالمستوى الواحد، حيث سيقوم النظام بتسجيل المواد الدراسية المختارة التي سيدرسها الطالب في المستوى الأول من بداية مشواره الدراسي بالجامعة بنظام الساعات المعتمدة. وتتكون الدراسة بالبرنامج من ثمانية مستويات دراسية، وكل مستوى دراسي يحتوي على عشرة مقررات دراسية، وكل مقرر من هذه المقررات مدعوم بالنص العلمي المدقق المُعَد من قِبل نخبة من أساتذة وعلماء جامعة الأزهر الشريف، ومخدوم بالوسائط المتعددة المناسبة من صوت وڤيديو وإثراءات تعليمية وفق أحدث أنظمة التصميم التعليمي والإمكانات التقنية التي تتيح عرض المحتوى العلمي بطرق متنوعة وفي هيئات مناسبة لكل الطلاب، مراعين الفروق الفردية في عمليات التعلم. والعام الدراسي يحتوي على مستويين دراسيين، والمستوى الدراسي الواحد يحتوي على عشرة مقررات دراسية، ويحصل الطالب بعد اجتياز جميع المستويات الدراسية الثمانية على شهادة (الليسانس) في العلوم الإسلامية والعربية للوافدين عن بُعد من جامعة الأزهر أقسام الدراسات الأولية. ثانيًا، قسم أصول الدين وتخصصات في قسم الشريع أو قسم الأديان المقارن، أو قسم الفلسفة الإسلامية، أو قسم الحضارة والآثار الإسلامية، أو قسم المعاملات المالية والمصرفية الإسلامية المعاصرة، أو قسم اللغة العربية. وقد نظمتِ الكلية مؤتمرها العلمي الدولي الأول تحت عنوان: «الأزهر وصناعة المصلحين» الأسبوع الماضي وشارك فيه خبراء من الأزهر وكليات الجامعة وعميدة الكلية رئيسة المؤتمر، الذي يُعَد محطة علمية مهمة لتسليط الضوء على الدور الأصيل للأزهر الشريف في صناعة المصلحين وإعداد طلابه ليكونوا سفراء لقيم الاعتدال والإصلاح في مجتمعاتهم». مؤكدةً أن المؤتمر يأتي ضمن جهود الكلية في ترسيخ منهج الوسطية والتفاعل الحضاري مع القضايا المعاصرة.
وقالت رئيس المؤتمر: «سعينا لتقديم رؤية علمية متكاملة حول آليات صناعة المصلحين من خلال: المنهج الأزهري، وتشجيع الحوار الأكاديمي بين الباحثين والطلاب، بما يُسهم في إنتاج معرفة مسؤولة قادرة على مواكبة التحديات العالمية. وشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والأساتذة والباحثين من داخل مصر وخارجها، إلى جانب حضور مميز من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات، في إطارٍ يعكس عالمية رسالة الأزهر».
اقرأ أيضاًمديرية الشباب والرياضة بالإسماعيلية تحتفل بختام فعَّاليات النادي الثقافي
وزير العمل.. القيادة السياسية حريصة على تحقيق العدالة الاجتماعية