سمكة حامل دون تزاوج تحير العلماء
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
في حادثة نادرة جداً أثارت حيرة العلماء، تنتظر سمكة من نوع الراي تعيش في حوض أسماك ببلدة صغيرة في الولايات المتحدة أن تلِد صغاراً رغم عدم وجود ذكر من نوعها في الحوض نفسه.
بدأت السمكة المسماة "تشارلوت" والتي تتم تربيتها منذ أكثر من 8 سنوات في هندرسون بولاية نورث كارولاينا، في النمو بشكل غير عادي في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، واعتقد المسؤولون عن حوض الأسماك بدايةً أنها قد تكون مصابة بورم.
وفي حديث إلى وكالة فرنس برس، قالت الممرضة كينسلي بوييت "بدأ بطنها ينمو بشكل متزايد، واعتقدنا أنّه قد يكون سرطاناً".
ومن المعروف أن مثل هذه التكيّسات تتطوّر في الأعضاء التناسلية لأسماك الراي التي لا تتزاوج.
ولكن بعد إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، تبيّن أنها بويضات.
وقد تلد "تشارلوت" في أي وقت.
وتُعد "الولادات من دون تزاوج" نادرة، في حين تختلف فترة الحمل بين حالة وأخرى، إذ لا تكون بالضرورة بين ثلاثة إلى أربعة أشهر كما هو معروف بالنسبة إلى هذا النوع.
وقد أثار وضع السمكة حالة من الحماسة في البلدة الصغيرة.
وأشارت بوييت إلى إعادة افتتاح حوض الأسماك الخميس بعدما أغلق مدة طويلة بسبب أعمال ترميم، لافتةً إلى أنّ كل الزائرين أبدوا رغبتهم منذ دخول المكان في رؤية "تشارلوت".
تكاثر لاجنسي
تُعدّ القدرة على التكاثر من دون الدور الجيني للذكر مسألة نادرة جداً، لكنّها سُجلت خلال السنوات الأخيرة لدى عدد كبير من الفقاريات بينها الطيور والزواحف والأسماك، ولكن ليس لدى الثدييات.
وقال بريان لوغار من مركز الدراسات الساحلية في بروفينستاون بولاية ماساتشوستس، عبر وكالة فرانس برس "إنّ الحياة دائماً ما تجد سبيلاً"، وهو اقتباس من "جوراسيك بارك".
وأوضح أن الحيوانات التي لا تستطيع التزاوج تقوم أحياناً بهذه العملية التي تسمى التوالد العذري.
وتعاود خلايا صغيرة تسمى الأجسام القطبية تتشكل في الوقت نفسه الذي تتشكل فيه البويضات وتتفكك في العادة، الاندماج مع البويضة، مما يوفر المادة الجينية اللازمة لتكوين جنين قابل للحياة.
من الصعب معرفة عند أي تكرار يحدث ذلك، بحسب براين لوغار.
وتُرصد حالة مرتبط بسمكة قرش أو سمكة راي داخل حوض السمك كل عام أو عامين. وقد تحدث مثل هذه الحالات في الطبيعة، لكن لا يمكن التأكّد سوى من التي تخضع لاختبارات جينية.
ويزداد خطر حصول مشاكل صحية مقارنة بحالات الحمل التقليدية، بحسب الخبراء.
وفي حين يشير العلماء إلى أن التكاثر الجنسي له فوائد تطورية، إلا أنه يتطلب وجود شريك.
ويقول لوغار بنبرة مازحة "ثمة إيجابيات للتوالد العذري، إذ يمكن أن يكون الحيوان وحيداً في عيد الحب".
بالإضافة إلى حملها غير العادي، تثير تشارلوت المماثلة بالحجم لصحن وتعيش مع خمسة أسماك قرش صغيرة، إعجاب الزوار من خلال شخصيتها.
وقالت كينسلي بوييت "كنت معها في الحوض هذا الصباح، وكانت تقوم بجولات لأنّ صفاً من التلاميذ الصغار كان يزور المكان، وهي تحب أن تكون مركز الاهتمام. هي مذهلة".
وأشارت بوييت إلى أنّ سمكة الراي تحب الاقتراب من الواجهات.
أما طعامها المفضل فهو السلطعون، لكن نظامها الغذائي المعتاد يتكون من الجمبري والمحار والأصداف.
ويحتضن هذا النوع من الأسماك بيضه داخل جسمه قبل أن يلد ما يصل إلى أربعة صغار.
ويأمل الموقع أن يضاعف حجم حوضه إذا ولدت "تشارلوت" أربعة صغار كما هو متوقع.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
لغز يحير العلماء.. اكتشاف وشم فريد على وجه مومياء عمرها 800 عام
#سواليف
في اكتشاف يسلط الضوء على عبقرية الحضارات القديمة، تمكن فريق بحثي دولي من الكشف عن تفاصيل مذهلة لوشوم نادرة زينت وجه ومعصم #مومياء سيدة تعود لحضارة #الأنديز قبل 8 قرون.
ويحمل هذا الكشف الأثري الفريد في طياته أسئلة عميقة عن هوية هذه المرأة ودورها في مجتمعها.
وتعود قصة هذه #المومياء_الغامضة إلى مطلع القرن العشرين، عندما وصلت إلى المتحف الإيطالي للأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا دون أي وثائق تذكر سوى اسم المتبرع الإيطالي. لكن وضعية الجلوس المميزة للجثة، مع ثني الركبتين ولفها بطبقات من النسيج، أرشدت العلماء إلى أصولها الأنديزية، وتحديدا إلى ثقافة “باراكاس” التي ازدهرت على الساحل الجنوبي لبيرو بين القرنين الثامن قبل الميلاد والثاني الميلادي.
مقالات ذات صلةوباستخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع، تبين أن هذه السيدة عاشت بين عامي 1215 و1382 ميلادية، وهي فترة شهدت ازدهارا لحضارات ما قبل كولومبوس في أمريكا الجنوبية.
وللكشف عن أسرار هذه المومياء، استعان العلماء بتقنيات تصوير متطورة تعتمد على الأشعة تحت الحمراء بموجات تتراوح بين 500 و950 نانومتر، بالإضافة إلى تقنية التصوير الانعكاسي بالأشعة تحت الحمراء.
وهذه الأساليب الحديثة كشفت عن وجود وشم غير مرئي للعين المجردة، يتناقض مع التعقيد الفني المعتاد في حضارات المنطقة. فبينما نجد في المومياوات الأخرى زخارف معقدة تزين الأيدي والأقدام، اقتصرت وشوم هذه السيدة على ثلاثة خطوط مستقيمة تمتد من الأذن إلى الفم على كلا الخدين، ورسمة بسيطة على شكل الحرف “S” تزين معصمها الأيمن.
والأكثر إثارة في هذا الاكتشاف كان تحليل المواد المستخدمة في عمل هذه الوشوم. عبر استخدام تقنيات متقدمة مثل حيود الأشعة السينية ومطيافية رامان الدقيقة والمجهر الإلكتروني الماسح، تبين أن الصبغات المستخدمة تتكون من معدن الماغنتيت (أكسيد الحديد الأسود) ومعدن البيروكسين، في حين لم يعثر الفريق على أي أثر للفحم الذي كان شائع الاستخدام في تلك الفترة. وهذه النتائج تشير إلى معرفة متقدمة بخصائص المعادن واستخداماتها بين شعوب الأنديز القديمة.
ورغم هذا الكشف المهم، ما زال الغرض يحيط بهذه الوشوم، خاصة مع عدم وجود سوابق مماثلة في السجل الأثري.
ويرى العلماء أن موقع هذه الرسوم على الوجه – وهو مكان بارز جدا – يشير إلى أهميتها البالغة، سواء من الناحية الجمالية أو الطقسية أو الاجتماعية. وقد تكون هذه الخطوط تمثل علامة مرتبطة بالمرتبة الاجتماعية، أو لها دلالات دينية، أو حتى وظيفة علاجية حسب المعتقدات السائدة آنذاك.
ولا يقدم هذا الاكتشاف فقط دليلا ماديا على تقنيات الوشم المتقدمة في حضارات الأنديز، بل يضيف أيضا بعدا جديدا لفهم الرموز البصرية وتطور الفنون الجسدية في المجتمعات القديمة. كما يثير تساؤلات مهمة حول دور المرأة في هذه الحضارات وموقعها في التسلسل الهرمي الاجتماعي.
ويعتزم الفريق البحثي الآن توسيع نطاق دراسته لمقارنة هذه النتائج مع الاكتشافات الأثرية الأخرى في المنطقة، سعيا لفك شيفرة هذه الرموز الغامضة.