هل قرار «الإفطار» يفسد الصوم حتى دون تناول الطعام؟.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل مجرد العزم على الإفطار دون تناول طعام أو شراب يفسد الصوم؟ فقد نويتُ صوم واجب عليَّ، وبعد أن شرعتُ فيه تذكَّرت بعض الأعمال الشاقة التي ينبغي عليَّ القيام بها، فعزمتُ على الإفطار، لكن لم أتناول الطعام أو الشراب، ثم رَجعتُ عن هذا العَزْم وأكملتُ الصوم، فهل يصح صومي في هذه الحالة أو لا؟
وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأن مجرد العَزْم على الفِطْر بعد الشروع في الصوم الواجب لا يُبطل الصوم ما لم يرتَكب الصائم شيئًا من مُفسدات الصوم الأُخْرَى، وينبغي على الصائم المحافظة على الصوم بعد الشروع فيه ممَّا قد يُؤدِّي إلى الفِطْر، ما دام في حال السلامة والاختيار.
وقد ورد في الأحاديث أنَّ مدار الأعمال على النية، فعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» متفقٌ عليه.
وقد اختلف الفقهاء في عدِّ مَن نوى صومًا واجبًا وشَرَع فيه، ثم نوى الفطر من الأمور المنافية لها في باب الصوم، من عدمه:
فيرى جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية في الصحيح، والشافعية في الأصح على ما ذهب إليه أكثرهم، والحنابلة في وجه: أَنَّ العَزْم على الفِطْر بعد عقد نية الصوم الواجب والشروع فيه لا يُبْطِل الصوم، ما دام ذلك لم يتجاوز النية إلى غيرها مِن ارتكاب شيء من مفسدات الصوم.
بينما ذهب المالكية في قولٍ، والشافعية في أحد الوجهين (صححه البغوي والشيرازي ومَن وافقهما)، والحنابلة في ظاهر المذهب إلى أَنَّ عقد نية الفطر بعد نية الصوم في النهار يُبْطِل الصوم.
وذكرت دار الإفتاء، أن المختار للفتوى: ما ذهب إليه الحنفية، والمالكية في الأصح، وهو ما صححه الأكثرون من فقهاء الشافعية، والحنابلة في وجه من أَنَّ العَزْم على الفطر بعد الشروع في الصيام لا يُبْطِل الصوم؛ وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ» متفقٌ عليه، والجزم بنية الفطر بعد الصوم دون ارتكاب شيء من المفطرات من قبيل حديث النَّفْس الذي تجاوز الله عنه كما قال العلامة السرخسي في "المبسوط" (3/ 86).
ومع ذلك: فإنَّه ينبغي التَّحرُّز في الصوم عَمَّا قد يستوجب الفِطْر، ولو قال به بعض العلماء؛ وذلك خروجًا مِن الخلاف، فالخروج منه مستحبٌّ، عملًا بالاحتياط الذي هو مطلوب شرعي، كما قَرَّره تاج الدين السبكي في "الأشباه والنظائر" (1/ 111-112، ط. دار الكتب العلمية)، والإمام السيوطي في "الأشباه والنظائر" (ص: 136-137، ط. دار الكتب العلمية).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الصوم الطعام دار الإفتاء ل الصوم الع ز م الف ط ر
إقرأ أيضاً:
ما حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل؟ الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: “ما حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل؟”.
وأجابت دار الإفتاء عبر صفحتها على “فيس بوك” عن السؤال قائلة: “إن الوارد في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضلية تأخير العشاء عن أول الوقت إلى ثُلث الليل أو نصفه”.
وذكرت أن من هذه الأحاديث ما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلأخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ».
وهذا يكون لمَن يعلم من نفسه أنه إذا أخَّرها لا يغلبه نومٌ ولا كسلٌ، مع كونه يصليها في بيته؛ مراعاةً لمواقيت الأذان والإقامة في المساجد، وإلا فيجب عليه تعجيلها، وأداؤها في أول وقتها.
حكم تأخير العشاء لوقت قيام الليل؟
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء بالأزهر الشريف، وذلك خلال فتوى مسجلة له: إن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان يقول إن من أفضل وأحب الأعمال الى الله تعالى هى الصلاة على وقتها.
وتابع أن هناك وقتا يسمى بوقت الاختيار فى الصلاة وهو من وقت العشاء الى منتصف الليل ومنتصف الليل هذا الى الساعة 11 ونصف، فلا تأخر صلاة العشاء أكثر من 11 ونصف لأن بعد ذلك يكون الوقت الاختياري للعشاء انتهى، وبقى الوقت الأضطرارى، فإذا أذن الفجر عليك ولم تؤدي العشاء فيكتب عليك إثم لأنك أخرت الصلاة عن وقتها.
هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل؟
لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل أو قبل أذان الفجر بقليل كما يفعل البعض من الناس.
وإذا ورد عن سيدنا رسول الله أنه كان يؤخر صلاة العشاء فهذا صحيح لكن هذا ليس معناه أنه كان يؤخرها إلى قرب أذان الفجر ولكن كان يؤخرها إلى الثلث الأول من الليل حتى كان «يسمع رسول الله للصحابة غطيط» أى صوت كأنهم ينامون فى المسجد.
تحديد منتصف الليل
منتصف الليل يحسب على عدد الساعات من بعد غروب الشمس إلى أذان الفجر، وليس من الضرورى أن يكون منتصف الليل فى الساعة 12 صباحا ولكن قد تكون فى الحادية عشر والربع مساء.
تأخير صلاة العشاء للنساء
أفضلية تأخير العشاء عن أول الوقت إلى ثلث الليل أو نصفه تثبت في حق النساء مطلقًا، وكذلك في حق من لا يحضرون الجماعة لعذرٍ شرعي، وأما غيرهم من الرجال فتثبت الأفضلية للتأخير في حقهم إذا كانوا جماعةً في مكانٍ وليس حولهم مسجد.
ما آخر وقت لصلاة العشاء
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن أهل العلم اختلفوا في آخر وقت العشاء، فمنهم من قال إلى آخر ثلث الليل الأول، ومنهم من
قال إلى نصفه، ومنهم من قال إلى طلوع الفجر الصادق الذي منه بدء الصوم.
وأضاف المجمع عبر موقعه الرسمي، أن هذا هو الراجح، وعليه الفتوى، فصلاة العشاء تكون أداء إذا أديت قبل أذان الفجر، فإذا أذن للفجر، فقد خرج وقتها اتفاقا، وهي بعد ذلك قضاء.