خبير عسكري يقرأ أسباب نشر مصر وثائق سرية حول حرب أكتوبر في هذا التوقيت
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تحدث الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد، عن سبب نشر الجيش المصري وثائق سرية تتعلق بالحرب مع إسرائيل في هذا الوقت.
إقرأ المزيدوقال عبد الواحد في تصريحات لـRT إن "أهمية نشر هذه الوثائق تأتي لعدد من الأسباب، أولها أنه مر عليها 50 عاما ومن حق المواطن معرفة الحقائق، حيث تم عرض وثائق متعددة ومتنوعة منها بخط اليد تتعلق بالتخطيط لحرب أكتوبر وإدارة المعارك العسكرية لخطة الخداع الاستراتيجي".
وأشار إلى أن نشر الوثائق جاء أيضا بسبب التوترات الدولية والإقليمية المتصاعدة والتهديدات والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، حيث يتم نشر هذه الوثائق السرية في ظل الحرب على غزة وعدم التنبؤ بمستقبل هذا الصراع وبالتالي يجب أن تكون مصر في حالة تأهب شديد واستنفار أمني وعسكري حفاظا على حقوقها وحفاظا على حدودها وأمنها القومي وسيادتها.
وتابع: "بالتالي مصر تريد أن تظهر الوثائق في هذا التوقيت وتعرض بطولات الجيش المصري خلال تلك الفترة لافتا إلى ربط الشعب المصري بالجيش بقوة خاصة فئة الشباب الذين لم يعاصروا هذه الفترة وبالتالي أخرجت لهم وثائق مكتوبة باليد".
ونوه اللواء عبد الواحد بأن "الدولة المصرية تمر بمراحل تحديات كثيرة سواء اقتصادية أو جيوسياسية، ولديها تحديات كثيرة على حدودها الجنوبية والتي تشمل التواترات في السودان وتحديات بسبب ملف مياه النيل، وتحديات على حدودها الغربية مع ليبيا، وحالة من عدم الاستقرار على حدودها الشرقية مع إسرائيل والتهاب الموقف والصراع وعدم التنبؤ بما سيحدث في الفترة القادمة مع وجود تهديدات بنزوح العديد من الفلسطينيين إلى داخل الأراضي المصرية".
وأشار اللواء المصري إلى وجود تهديدات أخرى من الإعلام الإسرائيلي وتصريحات إسرائيلية غير مسؤولة وبالتالي من المهم الإفراج عن هذه الوثائق في هذا التوقيت لتوحيد الجبهة الداخلية المصرية وربط الولاء والانتماء و تعزيزه للشعب المصري تجاه دولته وتجاه جيشه.
وأضاف أن "الدولة المصرية خلال الفترة السابقة تعرضت لهجمات بشعة وحرب نفسية ممنهجة على القيادة السياسة وعلى الجيش المصري ولا شك أنها أثرت إلى حد ما، وبالتالي من الأهمية نشر هذه الوثائق في هذا الوقت وربط الشعب والشباب بجيشه حتى يكون خلف القيادة السياسة إذا لزم الأمر خلال الفترة القادمة وحدث أي نوع من التصعيد ربما يكون تصعيد عسكري".
وأضاف أن "حرب غزة كان لها آثار سلبية من المجتمع المصري والعديد تأثر بها بشدة وما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه أهل غزة، تسبب في تأثر الشعب المصري وإحباطه من وجود آمال لتحقيق انتصار في ظل دعم أمريكى متواصل لإسرائيل وما فعلته إسرائيل في مناطق غزة أيضا، وهناك تأثر من الشعب المصري الذي ارتبط بالمقاومة الفلسطينية".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم الجيش المصري القاهرة غوغل Google الجیش المصری هذه الوثائق على حدودها فی هذا
إقرأ أيضاً:
انتهى زمن الحرب الخاطفة.. أخبروا من لم يقرأ التاريخ
في كل مرة تُشعل فيها إسرائيل فتيل حرب في المنطقة تغرق في وهم استراتيجي قديم يعتقد أن الحروب الخاطفة لا تزال قادرة على إعادة تشكيل المعادلات الجيوسياسية. لكنّ الأيام الثلاثة الماضية أثبتت لإسرائيل، وللعالم، أن هذا التصور لم يعد له مكان في زمن التوازنات الدقيقة والردع المتبادل. اعتقد المخططون في تل أبيب أن الضربة العدوانية التي وجهت إلى إيران صباح الجمعة الماضية كانت ضربة حاسمة لن تستطيع إيران استيعابها سريعا، لكنّ الأمر تحول إلى ما يمكن أن يكون شرارة في طريقها لإشعال المنطقة برمتها وإدخال أطراف جديدة في الحرب في منطقة كانت على الدوام تعيش فوق برميل بارود يحاول الجميع إشعال فتيله في أي وقت.
وليست مغامرة إسرائيل معزولة عن السياق.. لقد سقطت من قبل رهانات عسكرية مماثلة في بيروت وغزة وبغداد وكابول. كان على إسرائيل أن تتعلم من تجاربها وتجارب التاريخ أن العدوان على دول ذات عمق حضاري واستراتيجي لا يولّد الخضوع، بل يستنفر كل أدوات الرد. في المقابل فإن الرد الإيراني الذي ما زال مستمرا يؤكد أن كلفة الحرب باتت خارج نطاق السيطرة ليس على إيران وحدها، بل حتى على من بدأ هذه الحرب أو يراهن عليها، ويبدو هذا الأمر واضحا للجميع، بما في ذلك حلفاء إسرائيل من دول الاتحاد الأوروبي.
وفي ظل هذا الانسداد العسكري والسياسي، لا تعود القوة إلى مَن يملك القذائف، بل إلى من يمتلك أدوات احتواء النار قبل أن تتحول إلى حريق إقليمي شامل.. وفي خضم هذا المشهد المتسع، ومع تفاقم أثمانه الجسيمة، تتمسك سلطنة عُمان بدورها كوسيط عقلاني، يرفض منطق الفراغ بين الانفجار والانكسار، تعمل على إعادة ترميم المساحات الرمادية بالدبلوماسية الأخلاقية، وتفتح النوافذ حين تُغلق الأبواب. ورغم أن بداية الحروب تميل عادة إلى استبعاد المنطق، تظل عُمان مؤمنة بأن الإنصات لا يزال ممكنا، وأن اللغة الهادئة لا تفقد تأثيرها إذا صيغت من موقع الأخلاق والمسؤولية.
تقود مسقط جهودا دبلوماسية نشطة لا تنقطع، مدفوعة بإيمان بأن كل نافذة تُفتح أمام الحوار، هي نافذة محتملة للسلام. وتتجه أنظار الجميع في العالم إلى مسقط على اعتبار أن لديها مسارات موثوقة من شأنها أن تقود إلى لحظة سلام ينتظرها الجميع.
لم يعد يُنظر إلى الدور العماني باعتباره تدخلا ثانويا، ولكنه تجسيد حي لفلسفة سياسية راسخة: السلام ليس حالة خمول، بل فعل مستمر بين المتخاصمين، يُراكم الممكن حين يبدو المستحيل هو اللغة الوحيدة السائدة.. ومن يراقب المسار العُماني، سيدرك أنه لا يقوم على مقايضات، بل على قناعة بأن أمن المنطقة لا يُبنى إلا على فهم أعمق لتوازنات المصالح، واحترام الأطراف لا تحجيمها.
وإذا كان هدف إسرائيل والغرب هو منع إيران من تطوير سلاح نووي، فإن الحرب لن تحقق ذلك.. بل إن ما جرى سيجعل إيران تتمسك بحقها في تطوير قدراتها النووية بحجة حماية نفسها من تكالب الجميع عليها. وإذا كانت إسرائيل تعتقد أن إضعاف إيران يمر عبر القصف، فإن ردّ طهران يقول عكس ذلك. أما الثمن، فيدفعه الجميع: من المدنيين في العمق الإيراني إلى المنشآت الحيوية في إسرائيل، ومن استقرار الخليج إلى خطوط الطاقة التي لا تتحمل مغامرات من هذا النوع.
وفي حين تزداد دعوات بعض الدوائر الأوروبية للتهدئة، لا بد من الاعتراف بأن سياسة الانحياز الأعمى ـ التي تمارسها بعض القوى الكبرى ـ لا تعزز الردع، بل تطيل أمد النزاع. فالمنطقة لا تحتاج إلى رعاة حرب، بل إلى رعاة عقل.
بهذا المعنى، فإن الخيار الوحيد الذي يمتلك منطقا وشرعية في هذه اللحظة، هو وقف فوري لإطلاق النار، وعودة متأنية إلى طاولة الحوار. والعقلانية التي يُنظر إليها أحيانا كضعف، هي في هذه اللحظة بالذات الشكل الأذكى من أشكال القوة.