ماذا يمكن أن يكشفه تشريح الجثة عن وفاة نافالني؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن وفاة المعارض السياسي الروسي أليكسي نافالني المفاجئة في سجن ناءٍ كان يقضي فيه حكما بالسجن 19 عاما، أثار كثيرا من التكهنات، واتهم أقاربُه السلطات الروسية باحتجاز جثته لإخفاء الأدلة، وحمَّلت رفيقته يوليا نافالنايا، مثل العديد من القادة الغربيين، السلطات الروسية مسؤولية هذه الوفاة.
ورأت الصحيفة –في تقرير بقلم سيسيل تيبر- أن هذه الوفاة، قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية محرجة لموسكو، إلا أن الكرملين رد على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، رافضا كل الاتهامات، ووصفها بأنها "جسيمة ولا أساس لها من الصحة".
وفي الوقت نفسه، أعلن المكتب المركزي لمصلحة السجون الفدرالية الروسية، إرسال فريق من الأطباء لإجراء التحاليل.
وقالت المتحدثة باسم المتوفى، كيرا إيارميش، إن الجثة لن تُعاد إلى العائلة قبل 14 يوما، مما أثار استياء كبيرا لدى والدة المعتقل السابق، التي طالبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم جثة ابنها "دون تأخير".
وقد فاجأ التأخير الذي أعلنته السلطات الروسية المتخصصين، وقال مارك أوغسبرغر، رئيس وحدة علم السموم في مركز جامعة روماند للطب القانوني بمدينة لوزان "بشكل عام، لا يتطلب تشريح الجثة سوى بضع ساعات، وربما يوما واحدا في الحالات المعقدة"، في حين قال جان كلود ألفاريز، رئيس مختبر السموم في مستشفى بفرنسا "لا يمكننا أن نستبعد أنه أصيب بنوبة قلبية، أو تمزق الأوعية الدموية، أو انسداد رئوي، ومن شأن تشريح الجثة أن يمكن من تحديد ذلك".
وإذا لم يُعثر على سبب طبيعي، ينبغي لنا إجراء المزيد من الاختبارات، مما يجعل التأخير أطول، يقول مارك أوغسبورغر "قد يستغرق البحث عن المواد السامة أسابيع، أو حتى أشهرا"، ويقدر جان كلود ألفاريز أن الأمر يستغرق "3 أسابيع لإجراء تشريح كامل للجثة من الناحية السمية".
وينص "بروتوكول" مينيسوتا، وهو وثيقة للأمم المتحدة تحكم التحقيقات في الوفيات المشبوهة، على أخذ جثة المُتوفَّى من الأسرة، كما ينص على وجوب إجراء التحقيقات بطريقة "سريعة ومستقلة ونزيهة وشفافة".
ويمكن للمحققين قانونيا الاحتفاظ بجثة الشخص الذي تُوفي في السجن لمدة تصل إلى 30 يوما، مما يعني أن التأخير لمدة أسبوعين لا يبدو خارجا عن المألوف.
نوفيتشوك.. أسلحة كيميائية يصعب اكتشافها
واتهمت المتحدثة الرسمية والصديقة المقربة لنافالني كيرا إيارميش، السلطات بالرغبة في "التغطية على آثار القتل"، وإن كان ذلك ليس ذا مصداقية من وجهة نظر طبية؛ لأنه "في حالة التسمم، من النادر جدا أن يمحو الزمن جميع آثار المواد السامة"، بخلاف الغازات، كما يؤكد البروفيسور جان كلود ألفاريز.
أما بالنسبة لنوفيتشوك (المواليد الجدد باللغة الروسية)، فهي أسلحة كيميائية طوّرها الاتحاد السوفياتي في السبعينيات ويصعب اكتشافها.
يتذكر جان كلود ألفاريز "أنها مجموعة من العوامل السامة العصبية التي تعمل على شل العضلات، بما في ذلك عضلات الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى الموت السريع للغاية"، ومن الصعب تتبع هذه المواد في المختبرات الأوروبية، حتى باستخدام أفضل الآلات "نحن لا نعرف تركيبتها الكيميائية جيدا".
وذكرت الصحيفة بأن الوفاة رسميا، حدثت بعد فترة وجيزة من نزهة أليكسي نافالني في باحة السجن، حيث ورد أنه شعر بتوعك بعد مشيه وفقد الوعي.
وأرسل فريق طبي من المستشفى القريب بسرعة إلى مكان الحادث، وأُنعش المريض ولكنه توفي، علما أنه شارك عبر الفيديو في جلستين للمحكمة ،و"لم يُعرِب عن أي شكوى بشأن صحته"، في اليوم السابق للوفاة، كما تقول الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السفارة الروسية في لندن: بريطانيا حملت راية المواجهة مع روسيا في قمة الناتو
أكدت السفارة الروسية لدى لندن اليوم الخميس، أن بريطانيا دفعت بأجندة المواجهة خلال قمة حلف "الناتو" في لاهاي بهدف تصعيد المواجهة مع روسيا.
وجاء في تعليق السفارة: "كما كان متوقعا تبنت القيادة البريطانية خلال قمة الناتو في لاهاي، ترويج برنامج المواجهة الهادف إلى تصعيد المواجهة مع روسيا. إن الخطوات التي اتخذتها الحكومة البريطانية، وما صاحبها من تصعيد للهستيريا المعادية لروسيا، تتناقض بشكل مباشر مع أهداف ضمان الأمن القومي، الذي تزعم لندن الرسمية اهتمامها به".
وأشارت البعثة الدبلوماسية إلى أن خطط بريطانيا لشراء مقاتلات أمريكية من طراز "إف-35أ" قادرة على حمل أسلحة نووية تُرسل إشارة مزعزعة للاستقرار إلى أوروبا.
وأضافت السفارة: "لا شك أن الاستحواذ واسع النطاق على مقاتلات إف-35أ لمهام الناتو النووية المشتركة سيُشكّل عبئا ثقيلا آخر على ميزانية البلاد. وعلاوة على ذلك، يُبدي خبراء محليون مُقربون من المؤسسة العسكرية آراءً مُتزايدة بشأن ما تتضمنه هذه الخطوة من إرسال إشارات مُزعزعة للاستقرار إلى العالم الخارجي حول تركيز لندن على تكييف ترسانتها النووية مع سيناريو تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في مسرح العمليات الأوروبي".
وأكدت السفارة الروسية أن زحف البنية التحتية العسكرية لحلف "الناتو" إلى حدود الاتحاد الروسي وإعادة تسليح الدول الأعضاء سيُلغيان في النهاية "مكاسب السلام" ويدفعان القارة الأوروبية إلى أخطر مرحلة منذ الحرب العالمية الثانية.
وعُقدت في لاهاي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين أول قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقد انتقد الرئيس الأمريكي أوروبا مرارا لضعف مساهمتها في القدرة الدفاعية للحلف، وطالب جميع الدول الأعضاء بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأسفرت القمة عن التزام مشروط من الدول الأعضاء بتخصيص 5% سنويًا من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع بحلول عام 2035. وقد تم إدراج هذا البند في البيان الختامي، بغض النظر عن موقف إسبانيا غير الموافق.