صمت عن "الجرائم في غزة"... و"أصوات غربية متعالية" ضد بوتين في أوكرانيا
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
لم يستغرب من يعرف سياسة أمريكا وبريطانيا موقفهما الأخير في مجلس الأمن الدولي، المجلس الذي يفترض أن يؤمّن الأمن والسلام ووقف الحروب في البلدان، بدلا من الصمت عن الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية ضد الشعوب المستضعفة، لا وبل رفض قرارات تدعو إلى وقف نزيف غزة الجريحة بشعبها وأطفالها ونساءها ورجالها طيلة هذه الأشهر دون أي ذنب.
رفض أمريكا لمشروع الجزائر الذي قدمته لمجلس الأمن الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، أكّد للعالم ازدواجية الغرب في التعامل مع القضايا وفقا لمصالحهم الشخصية ومصالح بلدانهم. نستذكر كيف تعالت أصوات الدول الغربية قبل سنتين في وجه روسيا بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وكيف تسارعت الدول لمقاطعة روسيا وفرض عقوبات تاريخية عليها، واتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقيام بأعمال عدائية ضد الشعب الأوكراني، وهو ما تنفيه موسكو جملة وتفصيلا.
ونستذكر أيضا كيف فتحت الدول الأوروبية ذراعيها للشعب الأوكراني واصفة ما يحدث هناك بـ "المجزرة" وبـ "الجريمة الإنسانية"، وبأن على المجتمع الدولي محاسبة روسيا والرئيس الروسي. ولا ننسى التضليل الإعلامي الذي صاحب رفضا لوسائل الإعلام الروسية من أجل عدم إظهار الحقائق والرؤية الروسية لهذه العملية العسكرية، والتي يقول دائما الرئيس بوتين أنها تهدف لحماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية التي مارسها نظام كييف ضدهم.
وبالتالي فإنّ رفض الولايات المتحدة الأمريكية لقرار الجزائر بوقف فوري للنار في غزة، أثبت للعالم أنّ هذه المنظمات والجمعيات وخاصة تلك التي تنادي بالأمن والسلام وحقوق الإنسان هي مجرد جمعيات تخدم مصالح القوى العظمى. ولم تكتف واشنطن بالرفض فقط، بل وعلى لسان مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد في أنّ "واشنطن لا تؤيّد التصويت على المشروع الجزائري ووعدت بأنه في حال طرحه للتصويت فلن يتم قبوله".
الجزائر حين قدمت مشروعها أمام مجلس الأمن الدولي، طالبت "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية يجب أن تحترمه جميع الأطراف". كما تضمن المطالبة بالإفراج عن جميع المحتجزين فورا ودون أي شروط مسبقة. وطالبت الوثيقة بالتنفيذ الكامل للقرارين 2712 و2720 اللذين تم تبنيهما في 7 أكتوبر 2023 بشأن الصراع بين الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2712، مع التركيز على الحاجة إلى حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، في 15 نوفمبر 2023، كما تم اعتماد القرار 2720، مع الأهداف المعلنة المتمثلة في زيادة ومراقبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في 22 ديسمبر 2023.
نصف مليون شخص على حافة المجاعة
ماذا لو نتحدث قليلا إنسانيا، ماذا عن الأطفال الذين ماتوا والذيبن اليوم يعيشون ظروفا قاسية وهم على حافة الموت من المجاعة، تحت أي بند قانوني يخول لأي دولة أو كيان أو نظام أن يقتل شعبا باستخدام سياسة التجويع وقصف المستشفيات والمدارس والمخيمات والسكنات المدنية؟.
أمس الأربعاء، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إنّ نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة ويفتقرون إلأى ابسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.
هل ننكر ما نراه يوميا عبر وسائل الإعلام ومن خلال مقاطع الفيديو التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي للظروف التي يعيشها أهالي القطاع؟، هل يغض العالم الغربي أعينه عن هذه الجرائم بحجة أنّه وكما صرحت بها الخارجية الأمريكية في وقت سابق، في أن "واشنطن لم تر أي دليل على أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا خلال حربها على قطاع غزة، وليس لديها أي معلومات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف الصحفيين".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة مساعدات نظام ازدواجية شروط مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن شعوب فلاديمير بوتين المجتمع الدولي فی غزة
إقرأ أيضاً:
الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
البلاد (موسكو)
في أحدث تصريحات تعكس تمسك موسكو بمواقفها الصلبة تجاه الحرب في أوكرانيا، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شرطين أساسيين لأي تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدًا أن روسيا لن تتنازل عنهما تحت أي ظرف.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى”وسط المعاني” أن الشرط الأول يتمثل في ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف أي توسّع للحلف نحو الشرق. أما الشرط الثاني فهو الاعتراف بالواقع الميداني على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، والتي باتت تُدرجها في دستورها كأراضٍ روسية.
وقال الوزير الروسي:” نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا القومي. لقد توسع الناتو فعليًا حتى حدودنا رغم جميع التعهدات السابقة”. وأضاف أن روسيا “تخوض للمرة الأولى في تاريخها معركة بمفردها ضد الغرب بأسره”، مشددًا على أن هزيمة الأعداء تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن أوكرانيا لم تقدم بعد أي رد على اقتراح روسي يتعلق بإنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة قضايا تبادل الأسرى، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية. وأوضح أن روسيا لا تزال بانتظار موقف رسمي من كييف بهذا الشأن، رغم انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات في إسطنبول يوم 23 يوليو، والتي اقتصرت نتائجها على اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى.
وأعادت روسيا التأكيد على أن مسارها المفضل هو الحل السياسي والدبلوماسي، متهمةً أوكرانيا والدول الغربية بتقويض أي جهود نحو الحوار، وهو ما وصفه بيسكوف بأنه السبب المباشر لاستمرار العمليات العسكرية.
من جانبها، شددت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي على أن أي تسوية للنزاع لن تكون ممكنة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملةً الاتحاد مسؤولية تأجيجه. وقالت في بيان إن على الأوروبيين التخلي عن”نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع السياسي والميداني القائم.
يأتي ذلك في وقت صادقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي وُصفت بأنها من أشد العقوبات المفروضة حتى الآن. وردًا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يسعى إلى “احتواء وإضعاف روسيا”، واصفًا هذه الإستراتيجية بـ”الفاشلة”، مشيرًا إلى أن العقوبات تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي برمته، وليس فقط بروسيا.
وفي تطور لافت، لم يستبعد الكرملين إمكانية عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الصين في سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضح بيسكوف أن اللقاء مرهون بتواجد الزعيمين في الصين في ذات التوقيت.