قصة فيلم تسبب في كشف جريمة قتل.. ماذا حدث في صالة السينما؟
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أواخر عام 1937 وخلال عرض فيلم «سلامة في خير» في إحدى صالات السينما بمحافظة الإسكندرية، انتفض من بين المشاهدين رجل غريب لدى ظهور فنانة ذات ملامح أوروبية على شاشة العرض صارخاً بأعلى صوته «اقبضوا عليها.. دي المجرمة زوجتي»، وبعد حالة من الفوضى عبثت بأرجاء المكان وصلت الشرطة لتلقي القبض على الرجل ذي ندوب الحروق على وجهه، ومخرج الفيلم نيازي مصطفى الذي دوّن تفاصيل الواقعة في كتابه «مذكرات نيازي مصطفى».
كشفت التحقيقات أنَّ ذلك الرجل يدعى محمد عبدالله وهو سليل عائلة ثرية في الإسكندرية، بعد وفاة والده ورث وشقيقه الأصغر منه بخمس سنوات عدة محلات لبيع المشغولات الذهبية، وعندما بدأ الشقيقان في إدارة أعمالهما قرر محمد عبدالله تعيين سكرتيرة لمساعدتهما في إدارة محلاتهما، وتقدمت للوظيفة فتاة يونانية تدعى «مارسيا ديميتريوس»، كانت على قدرٍ عالٍ من الجمال وتجيد التحدث بأكثر من لغة، الأمر الذي فتن رئيسها في العمل فقرر الزواج بها وفوراً أعلنت إسلامها وغيرت اسمها إلى «فاطمة والي».
بعد الزواج عاش محمد عبدالله وزوجته اليونانية مع والدته وشقيقه الأصغر في منزل العائلة، لكن الأمور لم تستقر طويلاً؛ إذ صدمت «مارسيا» زوجها في عام 1933، عندما أخبرته أن شقيقه يتحرش بها، وتحقق «محمد» من الأمر بعينه في أحد الأيام فلم يتمالك غضبه وهو ينهال على شقيقه بالضرب حتى أرداه قتيلاً، ولحسن حظ والدته أنّها لم تكن بالمنزل أثناء الجريمة، لتبدأ حيرتها من اختفاء نجلها تدفعها إلى سؤال شقيقه عنه، فيجيبها بأنّه سافر إلى إيطاليا لاستيراد بعض المشغولات الذهبية من هناك.
لم تقتنع الأم بالكذبة طويلاً، وفاض بها القلق على نجلها بعد مرور أسابيع على اختفائه دون خطاب منه يطمأنها، حتى قررت التوجه إلى مكتب السفارة فاكتشفت هناك أن الابن المختفي لم يخرج من مصر، حينها خافت الزوجة اليونانية من أن تُكتشف جريمة القتل ففكرت في التخلص من حماتها حتى لا تخطر الشرطة باختفاء شقيق زوجها، وعندما عرضت الأمر على «محمد» رفض التخلص من والدته، فهددته بحكم الإعدام الذي ينتظره إذا اكتشفت الشرطة أنَّه قتل شقيقه، فخاف محمد ورضخ لرغبتها وبالفعل وضعت «مارسيا» مادة منومة لحماتها في الطعام ومن ثم خنقتها حتى فارقت الحياة، وساعدت زوجها على دفن أمه بجوار جثة شقيقه.
ساءت حالة «محمد» النفسية بعد قتل شقيقه وأمه وأصبح يميل إلى العزلة والمكوث وحيداً في منزله، حتى اضطر تحت ضغط زوجته أن يمنحها توكيلاً رسمياً للتصرف في ممتلكاته، وبعد أسبوع من ذلك هربت «مارسيا» بما جمعته من أموال وأصول عقارية إضافة إلى المجوهرات، وفي الأول من شهر يناير لعام 1934 تلقى «محمد» اتصالاً هاتفياً يخبره بأن زوجته تقيم في شقة في «سان ستيفانو» في الإسكندرية، وعندما وصل إلى الشقة وجدها هناك برفقة مجموعة من الرجال الذين استأجرتهم لضربه ومن ثم إشعال النيران في الشقة، وبأعجوبة نجا «محمد» من الموت في الحريق.
وبعد مرور عدة سنوات، تفاجأ «محمد» بظهور زوجته على شاشة العرض السينمائي في فيلم «سلامة في خير»، تلعب دور «أم يني»، فظل يصرخ حتى وصلت الشرطة، وعندما علمت زوجته التي غيرت اسمها للمرة الثانية فجعلته «جربيس» بفضح أمرها وأن الشرطة تبحث عنها، حاولت الهرب مع زوجها اليوناني الذي تزوجته بعد أن هربت من زوجها الأول، إلا أنَّه رفض مغادرة مصر وحدثت مشاجرة حادة بينهما انتهت بإطلاقها النار عليه، وقبل أن يفارق الحياة حاول أن يطلق النار عليها لكن الرصاصة أصابت رأس نجلها، وطاش صوابها وهي تصرخ حتى وصلت قوات الشرطة وألقي القبض عليها، وفي عام 1939 صدَر الحكم بالإعدام عليها وعلى زوجها الأول محمد عبدالله.
فيلم «سلامة في خير»يذكر أن الفيلم الذي أوصل إحدى المشاركات في تمثيله إلى حبل المشنقة، من بطولة الفنان نجيب الريحاني الذي لعب دور ساعي يعمل في إحدى المحلات التجارية يتمّ إرساله إلى البنك لإيداع مبلغ نقدي، لكنه يتأخر عن الموعد، ليعود للمحل فيجده مغلقًا فيذهب إلى فندق لينام ويحفظ النقود في خزينة الفندق، إلا أنَّه يصادف بعض الأحداث الغريبة التي والورطات التي يقع فيها بشكل كوميدي، الفيلم من تأليف «الريحاني» بالتعاون مع بديع خيري ومن إخراج نيازي مصطفى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مارسيا نجيب الريحاني محمد عبدالله
إقرأ أيضاً:
"خطأ طبي تسبب في 3 ثقوب بالرئة والقصبة الهوائية".. انهيار أسرة "محمد" أثناء تشييع جثمانه بالبحيرة (فيديو)
حالة من الحزن والآسي أصابت أسرة الشاب "محمد السيد موسي" 21 عاما، والذي فارق الحياة بسبب خطأ طبي أثناء إجراء عملية استئصال العصب السمبثاوي المسئول عن عرق اليدين بمستشفي دمنهور العام، خلال تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة بقرية بركة غطاس التابعة لمركز أبو حمص بمحافظة البحيرة.
لمشاهدة فيديو تشييع الجنازة اضغط هنا
ودخلت والدة الشاب في حالة إنهيار، قائلة: ابني دخل على رجله يعمل عملية علشان عرق اليدين وخرج ميت، والدكتور قال للمرضة قبل العملية لسه ما ادتهوش البنج، أنا مستعجل وعامل عمليات كتير انهارده، وابني لما خرج وراح العناية كان ماسك في إيدي ويقولي ما تسبنيش يا أمه، ولما كنت أسأل الدكتور ابني ماله يرد عليا ويقولي معرفش أنا زي زيك، أنا مش عاوزه غير حقه من الدكتور ومدير المستشفى والمستشفى.
لمشاهدة فيديو انتظار الأهالي وصول الجثمان اضغط هنا
كانت قد اتشحت قرية بركة غطاس التابعة لمركز أبوحمص بمحافظة البحيرة، بالسواد، حزنا علي وفاة "محمد السيد موسي" 21 عاما، والذي فارق الحياة بسبب خطأ طبي أثناء إجراء عملية استئصال العصب السمبثاوي المسئول عن عرق اليدين بمستشفي دمنهور العام.
حيث قام الطبيب "د.م.ر" بثقب 3 ثقوب في رئة الشاب والقصبة الهوائية بالخطأ أثناء إجراء العملية بالمنظار، وعقب ذلك تم وضع الشاب علي أجهزة التنفس الصناعي بالعناية المركزة لمدة أسبوعين دون إبلاغ أهليته عن حالته الصحي ـ حسب روايات الأسرةـ والذين طالبوا بتشكيل لجنة طبية وإنقاذ نجلهم ومحاسبة الطبيب.
من جانبها، استجابت وزارة الصحة والسكان وقامت بنقل الشاب إلي معهد القلب بالقاهرة قبل يومين، ولكن لم ينجوا الشاب من خطأ الطبيب الذي أجري له العملية، وتوفى وسط حالة من الحزن والحسرة علي وجوه أهليته، وجاري نقل الجثمان لتشييعه إلى مثواه الأخير عقب صلاة الظهر من مسجد بركة غطاس بمركز ابوحمص بالبحيرة.
كانت أسرة الشاب محمد، أكدوا أن القصة بدأت بمضاعفات غير متوقعة بعد العملية الأولى، ليدخل الشاب في غيبوبة بالعناية المركزة، وصبروا لأيام على أمل تحسن حالته، وقرر الفريق الطبي إجراء عملية ثانية بعد استقرار المؤشرات الحيوية.
وأضافت الأسرة أنه تم تنفيذ العملية الثانية بعد أيام من الانتظار، وأكد الأطباء وقتها نجاحها، وبشروهم بأنه سيفيق قريبًا وسيُنقل إلى غرفة عادية، لكن الفرحة لم تكتمل ولم يفق من غيبوبته، ليكتشفوا أن الإصابة لم تكن في الرئة فقط، بل امتدت أيضًا إلى القصبة الهوائية في نقطة حساسة للغاية والتي تحتاج إلى تدخل متخصص في أحد مستشفيات القاهرة الكبرى، بتكاليف تفوق قدرة الأسرة.
وناشدت أسرة الشاب، وزير الصحة، للتدخل العاجل في إنقاذ ابنهم، ومحاسبة المسؤول عن هذا الإهمال الطبي الجسيم، قبل أن تتحول القصة إلى ضحية جديدة تُضاف إلى سجل الإهمال في المستشفيات الحكومية، قائلين: مدير المستشفي قال اللي غلط يشيل شيلته انا مش هشيل غلط حد.
البحيرة IMG-20250619-WA0012 IMG-20250619-WA0011 IMG-20250619-WA0010 IMG-20250619-WA0009 IMG-20250619-WA0008 IMG-20250619-WA0007 IMG-20250619-WA0006 IMG-20250619-WA0019 IMG-20250619-WA0018 IMG-20250619-WA0017 IMG-20250619-WA0016 IMG-20250619-WA0015 IMG-20250619-WA0014 IMG-20250619-WA0013