أواخر عام 1937 وخلال عرض فيلم «سلامة في خير» في إحدى صالات السينما بمحافظة الإسكندرية، انتفض من بين المشاهدين رجل غريب لدى ظهور فنانة ذات ملامح أوروبية على شاشة العرض صارخاً بأعلى صوته «اقبضوا عليها.. دي المجرمة زوجتي»، وبعد حالة من الفوضى عبثت بأرجاء المكان وصلت الشرطة لتلقي القبض على الرجل ذي ندوب الحروق على وجهه، ومخرج الفيلم نيازي مصطفى الذي دوّن تفاصيل الواقعة في كتابه «مذكرات نيازي مصطفى».

 

سبب صراخ الرجل في السينما

كشفت التحقيقات أنَّ ذلك الرجل يدعى محمد عبدالله وهو سليل عائلة ثرية في الإسكندرية، بعد وفاة والده ورث وشقيقه الأصغر منه بخمس سنوات عدة محلات لبيع المشغولات الذهبية، وعندما بدأ الشقيقان في إدارة أعمالهما قرر محمد عبدالله تعيين سكرتيرة لمساعدتهما في إدارة محلاتهما، وتقدمت للوظيفة فتاة يونانية تدعى «مارسيا ديميتريوس»، كانت على قدرٍ عالٍ من الجمال وتجيد التحدث بأكثر من لغة، الأمر الذي فتن رئيسها في العمل فقرر الزواج بها وفوراً أعلنت إسلامها وغيرت اسمها إلى «فاطمة والي».

 

خطيئة أدت إلى الهلاك

بعد الزواج عاش محمد عبدالله وزوجته اليونانية مع والدته وشقيقه الأصغر في منزل العائلة، لكن الأمور لم تستقر طويلاً؛ إذ صدمت «مارسيا» زوجها في عام 1933، عندما أخبرته أن شقيقه يتحرش بها، وتحقق «محمد» من الأمر بعينه في أحد الأيام فلم يتمالك غضبه وهو ينهال على شقيقه بالضرب حتى أرداه قتيلاً، ولحسن حظ والدته أنّها لم تكن بالمنزل أثناء الجريمة، لتبدأ حيرتها من اختفاء نجلها تدفعها إلى سؤال شقيقه عنه، فيجيبها بأنّه سافر إلى إيطاليا لاستيراد بعض المشغولات الذهبية من هناك.

 

الجريمة الثانية لـ محمد عبدالله ومارسيا

لم تقتنع الأم بالكذبة طويلاً، وفاض بها القلق على نجلها بعد مرور أسابيع على اختفائه دون خطاب منه يطمأنها، حتى قررت التوجه إلى مكتب السفارة فاكتشفت هناك أن الابن المختفي لم يخرج من مصر، حينها خافت الزوجة اليونانية من أن تُكتشف جريمة القتل ففكرت في التخلص من حماتها حتى لا تخطر الشرطة باختفاء شقيق زوجها، وعندما عرضت الأمر على «محمد» رفض التخلص من والدته، فهددته بحكم الإعدام الذي ينتظره إذا اكتشفت الشرطة أنَّه قتل شقيقه، فخاف محمد ورضخ لرغبتها وبالفعل وضعت «مارسيا» مادة منومة لحماتها في الطعام ومن ثم خنقتها حتى فارقت الحياة، وساعدت زوجها على دفن أمه بجوار جثة شقيقه.

 

حيلة مارسيا للاستيلاء على ممتلكات زوجها

ساءت حالة «محمد» النفسية بعد قتل شقيقه وأمه وأصبح يميل إلى العزلة والمكوث وحيداً في منزله، حتى اضطر تحت ضغط زوجته أن يمنحها توكيلاً رسمياً للتصرف في ممتلكاته، وبعد أسبوع من ذلك هربت «مارسيا» بما جمعته من أموال وأصول عقارية إضافة إلى المجوهرات، وفي الأول من شهر يناير لعام 1934 تلقى «محمد» اتصالاً هاتفياً يخبره بأن زوجته تقيم في شقة في «سان ستيفانو» في الإسكندرية، وعندما وصل إلى الشقة وجدها هناك برفقة مجموعة من الرجال الذين استأجرتهم لضربه ومن ثم إشعال النيران في الشقة، وبأعجوبة نجا «محمد» من الموت في الحريق.

 

القبض على مارسيا

وبعد مرور عدة سنوات، تفاجأ «محمد» بظهور زوجته على شاشة العرض السينمائي في فيلم «سلامة في خير»، تلعب دور «أم يني»، فظل يصرخ حتى وصلت الشرطة، وعندما علمت زوجته التي غيرت اسمها للمرة الثانية فجعلته «جربيس» بفضح أمرها وأن الشرطة تبحث عنها، حاولت الهرب مع زوجها اليوناني الذي تزوجته بعد أن هربت من زوجها الأول، إلا أنَّه رفض مغادرة مصر وحدثت مشاجرة حادة بينهما انتهت بإطلاقها النار عليه، وقبل أن يفارق الحياة حاول أن يطلق النار عليها لكن الرصاصة أصابت رأس نجلها، وطاش صوابها وهي تصرخ حتى وصلت قوات الشرطة وألقي القبض عليها، وفي عام 1939 صدَر الحكم بالإعدام عليها وعلى زوجها الأول محمد عبدالله.

فيلم «سلامة في خير»

يذكر أن الفيلم الذي أوصل إحدى المشاركات في تمثيله إلى حبل المشنقة، من بطولة الفنان نجيب الريحاني الذي لعب دور ساعي يعمل في إحدى المحلات التجارية يتمّ إرساله إلى البنك لإيداع مبلغ نقدي، لكنه يتأخر عن الموعد، ليعود للمحل فيجده مغلقًا فيذهب إلى فندق لينام ويحفظ النقود في خزينة الفندق، إلا أنَّه يصادف بعض الأحداث الغريبة التي والورطات التي يقع فيها بشكل كوميدي، الفيلم من تأليف «الريحاني» بالتعاون مع بديع خيري ومن إخراج نيازي مصطفى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مارسيا نجيب الريحاني محمد عبدالله

إقرأ أيضاً:

الإعدام لعامل والسجن المشدد لـ7 متهمين في جريمة قتل بطوخ

قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة السادسة، بالإعدام شنقًا لعامل، عقب ورود رد مفتي الجمهورية بإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وبالسجن المشدد لمدة 10 سنوات لـ7 متهمين آخرين، وذلك لاتهامهم بقتل شخص عمدًا مع سبق الإصرار، والشروع في قتل شقيقيه، وحيازة أسلحة بيضاء وأدوات دون ترخيص، بدائرة مركز طوخ بمحافظة القليوبية.

صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر بدوي سنجاب، وعضوية المستشارين مصطفى فوزي عبد الله، وأحمد عمر حسين، وعمرو أبو بكر شعيب، وأمانة سر محمد فرحات.

وتعود أحداث القضية رقم 26087 لسنة 2023 جنح طوخ، والمقيدة برقم 1636 لسنة 2023 كلي شمال بنها، إلى يوم 9 أكتوبر 2023، حينما أحالت النيابة العامة المتهمين:

«أحمد م ع ر» (27 عامًا - عامل)، و«حاتم م ع م م» (24 عامًا - سائق)، و«فارس م ع م م» (23 عامًا - حلاق)، و«رشوان م ع م م»، و«محمد ع م م»، و«عبد ربه م م ع»، و«عبد النبي إ أ ا»، و«أحمد ع إ أ»، إلى المحاكمة الجنائية.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل المجني عليه محمد محمد علي محمد العسال، حيث توجهوا إلى محل تواجده حاملين أسلحة بيضاء، وما إن ظفروا به حتى قام المتهم الثاني بالإمساك به وتقييد حركته، بينما سدد له المتهم الأول عدة طعنات بسلاح أبيض «مطواة» استقرت في صدره، محدثة إصابات جسيمة أودت بحياته، وذلك وسط تواجد باقي المتهمين بمسرح الجريمة للشد من أزرهم.

كما شرع المتهمون في قتل شقيقي المجني عليه، إبراهيم وحسن محمد علي محمد العسال، باستخدام أدوات خشبية «شوم»، ما أسفر عن إصابتهما، إلا أن الجريمة لم تكتمل بسبب تدخل الأهالي وإسعاف المصابين.

وأسندت النيابة للمتهمين كذلك تهم استعراض القوة والتلويح بالعنف بقصد ترويع المجني عليهم، وحيازة أسلحة بيضاء وأدوات دون ترخيص، وهو ما ثبت بالأوراق والتحقيقات.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعلم للآن عن البحث وتقفي أثر المسلح بإطلاق النار بجامعة براون؟
  • وفيات الأحد .. 14 / 12 / 2025
  • إعدام عم قتل ابن شقيقه خنقًا وألقى جثته في مصرف بالعياط
  • الإعدام لعامل والسجن المشدد لـ7 متهمين في جريمة قتل بطوخ
  • تعلن محكمة بيت الفقيه أن الأخت هدى عبدالله محمد تقدمت بدعوى انحصار وراثة
  • مختص يوضح أخطاء المتدربين في الأندية الرياضية ومخاطرها
  • وفيات السبت 13-12- 2025
  • وفيات السبت .. 13 / 12 / 2025
  • إيرادات السينما أمس.. الست ينفرد بالصدارة والسلم والثعبان الثالث
  • تعلن محكمة سنحان الابتدائية بأن على/ محمد عبدالله الجبري الحضور إلى المحكمة