إحالة أوراق قـاتل زوجته الصيدلانية بطنطا وأبنتية إلى فضيلة المفتى.

كتبت: إيمان أبو النازع

قررت محكمة جنايات طنطا بمحافظة الغربية الدائرة الرابعةاليوم بإحالة أوراق المتهم "أحمد عاطف قطب" المتهم بقتل زوجته الصيدلانية منى السروجي وابنتيه الصغيرتين زينة وجميلة، في القضية رقم ١٦٠٥٧ لسنة ٢٠٢٣ أول طنطا الي فضيلة المفتي.

وترجع البداية:.

عندما تلقى مدير أمن الغربية، إخطاراً من مأمور أول طنطا، بورود بلاغ من سيدة يفيد بوفاة شقيقتها وتدعى منى السروجي طبيبة صيدلانية ٤٢ سنة وابنتيها زينة ١٧ سنة وجميلة ٧ سنوات نتيجة الاختناق بالغاز داخل شقتهاواتهمت زوج المجني عليها بالتسبب في الواقعة.

وعلى الفور أنتقلت الأجهزة الأمنية وسيارة إسعاف إلى محل الواقعه وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها وبإلقاءالقبص علية اعترف أمام جهات التحقيق، أنه خطط للتخلص من زوجته صيدلانية طنطا وابنتيه في أثناء النوم بسبب تراكم الديون عليه، واستغل نومهن ودخل غرفة الأم وقبض بيديه حول رقبتها ولم يتركها إلا جثة هامدة، وكرر ذات التصرف مع ابنتيه، وبعد أن تأكد من موت زوجته وابنتيه حاول التخلص من نفسه عن طريق فتح الغاز في الشقة لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جنايات طنطا فضيلة المفتى

إقرأ أيضاً:

فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان

في بعض آي القرآن تأتي كلمات في غير سياقها المألوف، فما تفسير الشيخ لهذه الآيات، مثال في سورة الشورى: «ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا»، وفي سورة البقرة: «بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»، فكيف تكون السيئة كسبًا والحسنة اقترافًا؟

الجواب يقوم أولا على تصحيح ما يتوهمه كثير من الناس من أن بعض المفردات القرآنية ينصرف معناها إلى معنى متصوَّر في أذهانهم، إلا أن اللغة ودلالاتها -كما هو الاستخدام القرآني- لا يحصران معنى تلك المفردة فيما تصوره الناس، ومن هذه المفردات: الاقتراف، والكسب، والاكتساب، ويغلب على الاستعمال القرآني وفي اللغة أن يكون الاقتراف في إتيان السوء والشر، وأن يكون الاكتساب أو الكسب في تحصيل الخير والحق، لكن ذلك لا يحصر معنى الكلمتين في هذه الدلالات، فقواعد اللغة ودلالاتها تشهد باستعمال المفردتين في الخير وفي الشر، في إتيان ما هو خير وما هو حق ومحمود، وفي إتيان ما هو دون ذلك.

فإذا تقرر هذا، فإن السياق هو الذي يرجح استعمال شيء من هذه المفردات في ذلك الموضع تحديدًا دون المفردات الأخرى، لا سيما عند القائلين بأنه لا ترادف بمعنى التطابق في المفردات القرآنية، وهو قول ظاهر الرجحان؛ بمعنى أنه لو أُدّيت كلمات اللغة العربية ليحلّ منها شيء محل الكلمة القرآنية في ذلك الموضع من ذلك السياق لَما أمكن، ولاختل المعنى، وهذا أيضًا مما ينبغي أن يُتفق عليه، ولا توجيه لترجيح هذا القول عند من يقول بالترادف، قد توجد في بعض المواضع تأويلات تقوم على التنويع في المفردات المستعملة، أو مراعاة الفاصلة القرآنية، لكن هذا غير مطرد حتى تُبنى عليه قاعدة الترادف، فالصحيح أن الترادف الذي هو بمعنى التطابق لا وجود له في كتاب الله -عز وجل-، فلا يمكن أن تقوم كلمة مقام مفردة قرآنية استُعملت في موضع من آية كريمة في محلها من سورة كريمة.

هذا هو الأمر الثاني، بقي أن نفرّع على ما تقدم استعمال الاقتراف في الآية محل السؤال، وهي قوله -تبارك وتعالى- في سورة الشورى: «وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا»، الاقتراف هو من حيث الجذر اللغوي مأخوذ من القِرْف، بكسر القاف، والفعل منه قَرَفَ من باب ضَرَب، فالمضارع يَقْرِف، والقرف هو القِشرة، ولذلك القرفة التي تُستعمل هي قشرة شجرة، ويقال: قرف الرمان؛ أي قشر الرمان، وكما تقدم: الفعل منه قرف، واقترف مزيد وقارف، كلها مستعملة.

فإذا رجعنا إلى القاعدة الأولى وهي أنها تستعمل في الخير وفي الشر، في السوء وفي الخير، وإن كان يغلب استعمال أعمالها في سياقات السوء والشر، إلا أنها غير منحصرة فيه كما تقدم. واستحضرنا أيضًا القاعدة الثانية: أن السياق بناءً على هذا هو الذي يحدد الحكمة من اختيار هذه المفردة في هذا الموضع، أمكن لنا أن نخلص إلى أن المعنى المقصود هنا لا ينحصر الخطاب فيه على أهل الإيمان، فسورة الشورى سورة مكية، وفي صدارة موضوعاتها مخاطبة أهل الشرك في القضايا المتعلقة بالبعث والحساب، وفي رد شبهاتهم، وفي ضرب الأمثلة لهم بما كان من قصص الأنبياء والمرسلين، فالخطاب في هذا السياق الذي وردت فيه هذه الآية الكريمة موجه إلى أهل الشرك، ووُجدت فيه آيات تتحدث عن أهل الإيمان أيضًا.

إذًا، الأنسب لخطاب أهل الإيمان وأهل الشرك بخطاب واحد هو استعمال مفردة مشتقة من الإتيان ولو في أدنى الدرجات، لأن كلمة أو الجذر كما تقدم (القرف) مأخوذ من القشرة؛ فإذًا أدنى ملابسة مقصودة هنا، وهذا لا يُتوصل إليه إذا كان الخطاب مقصودًا به خطاب أهل الشرك -أهل الجاهلية-، وكان الخطاب مقصودًا منه تعميمه أيضًا ليشمل أهل الإيمان، ولذلك فناسب أن تُستعمل كلمة الاقتراف الدالة على أدنى درجات الفعل نفسه؛ حتى لا يُعترض، لأن الاقتراف فيه تكلّف، وقارف أيضًا فعل مزيد يدل على الإتيان، إتيان الفعل بما هو أعلى من الحد الأدنى، لكن يبقى أن أصل الاشتقاق اللغوي حاضر في هذا المعنى، لأن معنى الكسب في المقابل فيه شيء من التحصيل، والكسب والاكتساب أيضًا الاكتساب فيه افتعال، فيه معالجة وقصد إليه، كذلك الاقتراف فيه شيء من المعالجة والقصد إليه، لكنه في درجاته كما يقال ولو كان ذلك في القشور.

فـ«ومن يقترف حسنة» أي: يأتي هذه الحسنة ولو في أدنى درجاتها؛ «نزد له فيها حسنا»، فناسبت الزيادة هنا، وناسب هذا المعنى الذي يُخاطب به المشركون كما يُخاطب به المسلمون المؤمنون، وأنهم بإتيانهم أدنى درجات الحسنات فإن الله -تبارك وتعالى- يزيد لهم في تلك الحسنات حسنًا، هذا الذي يناسب.

بينما نجد في قول الله -تبارك وتعالى-: «بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته» أن السياق يشهد بأن المقصود منه الوعيد، وأن هذا الإتيان، هذا التحصيل للسيئات متوعَّد عليه من الله -تبارك وتعالى-، بهذا الوعيد المذكور في الآية الكريمة. إذًا، السياق هو الذي يؤدي بنا إلى استنتاج الحكمة من استعمال هذه المفردات كل في سياقها الذي وردت فيه، لنجد أنه لا يمكن أن تحل المفردة الأخرى محلها، وأنه بالإتيان بها في هذا السياق فإن أصل دلالتها اللغوية مقصود، وأصل المخاطبين أيضًا حاضر لمعرفة الخطاب؛ يوجَّه لمن، وما الذي يُطلب منهم إتيانه، فهذا هو الذي يظهر لي، والله تعالى أعلم.

يوجد شخص مَدين عليه مطالبات مالية، ويواجه مطالبات من الدائنين، ويُتحسب عليه بقولهم: حسبي الله ونعم الوكيل، مما له الأثر في نفسيته، حيث إنه لا يملك لسداد هذه الديون، فما حكم ما يقوم به هؤلاء، وما نصيحتكم لهذه الأفعال من الدائنين؟

حسبي الله ونعم الوكيل، لا، هي تعني أن يفوّض المرء أمره إلى الله -تبارك وتعالى- ليكون -جل وعلا- كافيه وحسيبه، هذا مما يُحمد للمسلم، ولا يضر صاحب الحق أن يقول الذي عليه الحق له مثل هذه الكلمة، فلو كان قد ظلمه أو آذاه بتنقّص حق، أو بضرر أصابه، أو باعتداء، أو بغير ذلك من وجوه الظلم، فحينئذ لا شك أنه سيضطرب حينما يسمع من هذا الذي وقع عليه الظلم أنه يفوّض ربه -تبارك وتعالى- في ذلك الأمر ويستنصر به، فعليه أن يبادر في هذه الحالة إلى رفع الظلم وأداء الحقوق.

أما إن كان صاحب حق، فالحقوق يجب أن تؤدّى إلى أصحابها، ولا يظنّن هذا الذي يذكر ربه بهذا الذكر أن ذلك يبرّئ ذمته من الحقوق التي عليه للآخرين، بل عليه أن يسعى مع ذكره لله -تبارك وتعالى- ليفتح عليه أبواب الرزق، ويوفّقه إلى اكتساب ما يعينه على أداء هذه الحقوق وردّها إلى أصحابها، ليكثر من ذكر الله -تعالى- مع هذا الاجتهاد في السعي لأداء الحقوق وإخلاص قصده بردّ هذه الحقوق إلى أهلها.

فهذا ما يتعلق بالطرفين: بأصحاب الحقوق، سواء كانت هذه الحقوق لم يكونوا معتدين فيها أو كانوا معتدين، فإن كانوا معتدين فينبغي لهم أن يذكروا حينما يسمعون من خصمهم تفويض أمره لله -تبارك وتعالى- بهذا الذكر أو بغيره، كما ورد من التحذير من دعوة المظلوم: «اتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، وفي بعض الآثار أن الله -تعالى- يقول للمظلوم: «لأَنصرنَّك ولو بعد حين»، فهذا الذي يستنصر بالله -تبارك وتعالى- وهو مظلوم على من ظلمه، فإن المؤمن الحق يخشى من مثل هذا الاستنصار، وعليه أن يذّكر وأن يرجع إلى الله -تبارك وتعالى- وأن يرفع الظلم عمن ظلمه.

وأما إن كان صاحب حق فلا يضيره ذلك، ولكن ينبغي له أن يوسّع قدر المستطاع، وأن يُمهل، أن يُنظِر الذي عليه الحق إلى حين، فقد ورد في ذلك الكثير من الآثار، ربنا -تبارك وتعالى- يقول: «فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ»، ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بيّن عظيم منزلة هذا الذي يُنظر الناس ويتسامح معهم، فقال: «رحم الله امرئ سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى». فيدعو له رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن تشمله رحمة الله -تبارك وتعالى-، هذا والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • «طب الأسنان بطنطا» تستضيف ندوة لمناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع القومي للمرأة
  • الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة سيدة مع زوجة ضابط شرطة بطنطا
  • ندوة أدبية ثرية لمناقشة كتاب «الذي لم يخرج» بنادي الأدب بطنطا
  • محافظ الغربية يعقد اجتماعًا مع شركة “تراست” لمتابعة إجراءات تشغيل وإدارة مرفقي النقل الداخلي بطنطا والمحلة الكبرى
  • سقوط لص سرقة مستلزمات من داخل سيارة بطنطا
  • الإفتاء تحيي سيرة فضيلة الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي
  • وفاة طفل في حريق شقة سكنية بطنطا
  • انطلاق تصوير فيلم «حين يكتب الحب» بطولة أحمد الفيشاوي وجميلة عوض
  • وفاة طفلين فى حريق داخل شقة بطنطا بسبب ماس كهربائي.. تفاصيل