جددت دولة قطر إدانتها بأشد العبارات الهجمات والتهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وحذرت من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت الملاذ الأخير لمليون ونصف المليون شخص من النازحين داخل القطاع المحاصر. ودعت في الوقت ذاته، إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة وتنفيذ مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.


جاء ذلك في كلمة ألقتها سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، أمام الحدث الجانبي الوزاري رفيع المستوى حول «حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني» في جنيف أمس.
وأشارت سعادتها، إلى استمرار العدوان الإسرائيلي والأوضاع الصعبة التي يعيشها حاليا الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والتي أصبحت على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة «مقبرة للأطفال». ولفتت إلى أن إسرائيل انتهكت خلال الـ 75 سنة الماضية جميع القوانين والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وارتكبت جميع الانتهاكات والجرائم التي نصت عليها المواثيق الدولية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأوضحت أنه على مدى هذه العقود الطويلة لم يتوقف العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ولم تتوقف سياساته الاستعمارية والعنصرية ومخططاته الاستيطانية غير القانونية وانتهاكاته المتواصلة للمقدسات الدينية ومخططاته لتهويد مدينة القدس وتغيير وضعها القانوني والتاريخي، فضلاً عن الاعتقالات والاحتجازات التعسفية وسياسات الحصار والعقاب الجماعي.
ورأت سعادتها أن ما نشهده الآن في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو استمرار لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة، وذلك في استهدافها المتعمّد للمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ودور العبادة، وقصفها العشوائي للمدنيين بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا واستخدامها سياسات التجويع عبر منع وقطع وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الماء والكهرباء والوقود والأدوية والغذاء، والتهجير القسري لأكثر من 2.2 مليون شخص. مشيرة إلى استهداف الصحفيين وعوائلهم والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والخدمات الطبية، وموظفي المنظمات والوكالات الأممية العاملة في المجالات الإنسانية والطبية. 
وجدّدت سعادتها ترحيب دولة قطر بالقرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن الامتثال لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وعدته خطوة مهمة في مسيرة محاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت إن دولة قطر تدعو جميع الدول إلى الابتعاد عن الازدواجية واتخاذ كافة التدابير من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ التدابير المؤقتة التي أقرتها المحكمة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت أن مواصلة الإفلات من العقاب وعدم ضمان تحقيق المساءلة والمحاسبة على هذه الجرائم والانتهاكات سيدفع إلى تكرارها وارتكاب المزيد منها دون أي رادع أو خوف، الأمر الذي سيهدد حياة ملايين الناس ويقوض الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر التهديدات الإسرائيلية قطاع غزة التهجير القسري للفلسطينيين حقوق الإنسان الإبادة الجماعیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أوروبي سابق يحذر من تكرار الإبادة الجماعية في غزة.. لم نمنع إبادة سريبرينيتسا

قارن الممثل السابق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بين الإبادة الجماعية بسربرينيتشا في البوسنة والهرسك عام 1995 وحرب الإبادة في قطاع غزة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع وقوع المزيد من الفظائع.

وكتب بوريل على منصة "إكس" (تويتر سابقا) الجمعة: "قبل 30 عامًا، لم نمنع إبادة سربرينيتشا. واليوم ننحني إجلالًا للضحايا".



وأضاف: "أفضل طريقة لتكريم ذكراه هي وقف الإبادة الجماعية الأخرى التي تُرتكب الآن في غزة".

30 years ago we did not prevent the Srebrenica genocide. Today we bow to the victims. The best way to honour his memory is to stop the other genocide that is now being committed in Gaza. — Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) July 11, 2025
في تموز/ يوليو 1995، هاجمت قوات صرب البوسنة منطقة سربرينيتشا التي أعلنتها الأمم المتحدة منطقة آمنة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 8000 رجل وفتى بوسني مسلم على الرغم من وجود قوات حفظ السلام الهولندية.

واجتاحت قوات بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش، الذي حُكم عليه لاحقًا بالسجن المؤبد بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، المنطقة في ١١ تموز/ يوليو، وأعدمت 2000 رجل وفتى في ذلك اليوم، وآلافًا آخرين في الأيام التالية أثناء فرارهم إلى الغابات القريبة.


وعُثر على جثث ضحايا في 570 مقبرة جماعية في أنحاء البوسنة والهرسك.

رفضًا للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا وحشيًا على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 57,800 فلسطيني حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال. وقد دمّر القصف المتواصل القطاع وأدى إلى نقص في الغذاء وانتشار الأمراض.

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

كما تواجه "إسرائيل" دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية بسبب حربها على القطاع.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التحريض الإسرائيلي ضد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف
  • مسؤول أوروبي سابق يحذر من تكرار الإبادة الجماعية في غزة.. لم نمنع إبادة سريبرينيتسا
  • صحيفة إسرائيلي: الإخلاء إلى “غيتو رفح”… المرحلة الأخيرة قبل الإبادة الجماعية
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • البصرة.. حقوق الإنسان تطلق نداءً ثالثاً وتدعو لتحرك عاجل
  • أردوغان: الإدارة الإسرائيلية ستحاسب على الإبادة الجماعية بغزة
  • كيف فشل العالم في وقف الإبادة الجماعية في غزة؟
  • بفعل جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 10%
  • «الأونروا» تحذر من التهجير الجماعي للفلسطينيين نحو رفح
  • FP: كيف توظف إسرائيل العصابات والفوضى لمحاولة التهجير القسري لسكان غزة؟