أمين هيئة كبار العلماء: الأزهر على مرَّ تاريخه هو الحارس الأمين للإسلام عقيدة وشريعة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، كان الأزهر على مرَّ تاريخه -ولا يزال- الحارس الأمين على الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا، وكانت هيئة كبار العلماء قديمًا وحديثًا القلب النابض في الأزهر الشريف، توجه لبناء نسق إسلامي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك على عدَّة محاور، منها ما يتعلق ببناء الإنسان السوي الصالح، ومنها ما يتعلق بصياغة مناهج علميَّة تتخذ من العقيدة والأخلاق والشريعة مرتكزًا لهذه المناهج الأزهريَّة، ومنها ما يتعلق بخطاب دعوي يوحِّد الصفوف، ويفنِّد الشبهات، ويرسِّخ القيم والمبادئ والمثل العليا، وبينما تقوم هيئة كبار العلماء بهذه المهمة التوجيهيَّة فإنها لا تنشغل عن مهمة أكبر وأعظم تتعلق بمعالجة القضايا العصريَّة، وتقديم الاجتهادات الفقهيَّة.
وأكد خلال الجلسة الختامية بالمؤتمر الذي تقيمه كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعيٍ فكريٍّ آمن: رؤية واقعية استشرافية"، أن المتابع لما تموج به الساحة من رؤى فقهيَّة جديدة، أو أطروحات لفكر فقهي جديد -بغض النظر عن سلامة هذا الطرح أو فساده- يجد أنَّ هيئة كبار العلماء كانت على قدر المسئوليَّة في تلبية حاجة العالم الإسلامي، بما يضمن قدرته على التجاوب مع معطيات العصر، دون المساس أو التفريط في ثوابت الدين، وأصوله.
واستعرض شومان خلال الورقة البحثية التي قدمها تحت بعنوان "التغيرات العصريَّة وقضايا الاجتهاد" رؤية هيئة كبار العلماء في معالجة التغيرات العصريَّة، وجهود هيئة كبار العلماء في بناء وعي فكري آمن، من الإصدارات العلميَّة، والملتقيات التوعويَّة والفكريَّة، والبيانات والقرارات.
وأوضح أمين عام هيئة كبار العلماء، أن الهيئة تشتبك مع واقع الناس ومستجدات عصرهم بغية تقديم أنموذج معرفي يحمل في قسماته عوامل التطور وموجبات التقدم التي ينشدها الإسلام، وقد ترجمت هيئة كبار العلماء هذا الاشتباك من خلال ما تعالجه من قضايا، وتتنوع القضايا العصريَّة التي تُعنى هيئة كبار العلماء بها، فمنها ما تكون ذات صبغة فقهيَّة، ومنها ما تكون ذات صبغة أخلاقيَّة، ومنها ما تكون ذات صبغة اجتماعيَّة، وهي في مجملها تحقق وعيًا فكريًّا آمنًا، كما أن هيئة كبار العلماء تحمل على عاتقها أمانة التبليغ والدعوة إلى الله -عز وجل-، وتأمل أن تؤدي إلى بناء مجتمع آمنٍ فكريًّا، سليم عقديًّا، قويم خلقيًّا، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية اتخذت هيئة كبار العلماء حزمة من الإجراءات اللازمة لتحقيق الأمن الفكري.
واختتم د/ عباس شومان، أن هيئة كبار العلماء تأمل أن تحقق انطلاقة كبرى في مختلف التخصصات الشرعيَّة والعربيَّة لنشر صحيح الدين، وحسم الجدل في كلِّ القضايا الخلافيَّة، وفي طور التجديد المؤسسي لهذه الهيئة العريقة، لتكون القبلة الأولى للمسلمين في التلقي العلمي، والملاذ الأمن للباحثين والمتعطشين للدراسات الجادة التي تتصل بعلوم الشرع الشريف، وانتهز الفرصة لدعوة أساتذة كليتكم العريقة للمشاركة في نشاط هيئة كبار العلماء بالأبحاث الفريدة، والرؤى الإبداعيَّة التي تليق بالأزهر كأكبر مؤسسة علميَّة في العالم، وبمصرنا الحبيبة كدولة رائدة في العلم والمعرفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أمين هيئة كبار العلماء الأزهر كلية الدعوة الإسلامية نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن الدكتور عباس شومان هیئة کبار العلماء ومنها ما ة التی
إقرأ أيضاً:
إعدامات في الظلام وصرخات خافتة!
أكدت اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في المادّة (4) أن «أسير الحرب» هو أيّ شخص «ينتمي إلى القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، ويقع في قبضة الطرف الآخر، سواء كان مقاتلاً نظامياً أو متطوعا»!
والتجارب المدفونة في بطون كتب التاريخ والواقع عَلّمتنا أن الحروب تنتهي، ولكن تبقى آثارها لسنوات وسنوات، ومنها معاناة المصابين بعاهات دائمة، والأسرى، والأرامل والأيتام وغيرهم من الضحايا!
ورغم التوصل لاتفاق وقف القتال بغزة بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل»، قبل بضعة أسابيع، إلا أن معاناة الأسرى داخل السجون «الإسرائيلية» لم تتوقف. وخلال الاتفاق الأخير أفرجت «إسرائيل» عن أكثر من (3985) أسيرًا، بينهم (486) أسيرًا محكوما عليهم بالمؤبد، و319 من ذوي الأحكام العالية، و114 امرأة، و297 طفلا!
وتحتفظ «إسرائيل»، حاليا، بآلاف الأسرى، مع استمرارها باعتقالاتها العشوائية اليومية بعموم المدن المحتلة.
وذكرت «جمعية نادي الأسير الفلسطيني» بموقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بخصوص أعداد الأسرى الفلسطينيين الحاليين لدى «إسرائيل»، حتى ساعة كتابة المقال، بأنهم أكثر من (9250) أسيرًا، بينهم (49) أسيرة!
ووثّقت وجود (3368) معتقلًا إداريًا، ونحو (113) أسيرًا من أصحاب الأحكام المؤبّدة، وما لا يقل عن (350) طفلاً وقاصراً، ومئات الأسرى المرضى داخل السجون «الإسرائيلية»!
والأحكام «القضائية» في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» قاسية لدرجة مذهلة، وهنالك مئات الأسرى حُكِم عليهم بعشرات الأحكام المؤبدة وبمئات السنين، وعلى رأسهم الأسير «عبد الله البرغوثي» المحكوم بالسجن (67) مؤبّدا، و5200 عام، وهو أطول حُكْم في التاريخ!
وبعيداً عن «الظلم القانوني» التي يتعرّض له أكثرية المقاومين والأبرياء الذين اعتقلوا من منازلهم في المحاكم «الإسرائيلية»، فإن القانون الدولي يُشدّد على لزوم معاملة الأسرى معاملة حسنة تضمن حمايتهم وحقوقهم!
حاولت «إسرائيل» محاربة الأسرى الفلسطينيين بالعديد من الأسلحة المادية والمعنوية والنفسية ومنها حروب التجويع والأمعاء الفارغة
وبيّنت اتّفاقيات جنيف الأربع المتعلّقة بحماية حقوق الإنسان الأساسية، وخصوصا الاتّفاقية الثالثة، جملة من حقوق الأسرى، ومنها الحق في المعاملة الإنسانية والحماية من التعذيب، الجسدي والنفسي، والتهديد والتمييز والإكراه أثناء التحقيق، والحق في الغذاء والرعاية الصحية، والتواصل مع الأهل والتمتع بالزيارات، والحق في الحماية من العقوبات الجماعية وغيرها من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
ولقد حاولت «إسرائيل» محاربة الأسرى الفلسطينيين بالعديد من الأسلحة المادية والمعنوية والنفسية ومنها حروب التجويع والأمعاء الفارغة، والتلاعب بنوعية الغذاء الضروري لدوام حياتهم، وذلك بعد أن تأكدت بأن وسائل تعذيبها الجسدي والفكري لم تُحقّق أهدافها في كسر إرادة الأسرى وعزيمتهم!
وقد ركّز تقرير لصحيفة «هآرتس» العبرية، نُشِر يوم 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، وعَنْوَنته: «يَموتون من الجوع ويحلمون بالطعام» على موضوع «الجوع داخل السجون الإسرائيلية»!
وقالت الصحيفة: إنه، وبعد ثلاثة أشهر على قرار «المحكمة العليا الإسرائيلية» بتزويد الأسرى الفلسطينيين بكمية طعام مناسبة وكافية، يتّضح «من شهادات لأسرى داخل السجون عدم حدوث أي تغيير في توزيع الطعام»!
وكشف التقرير أن كمّية الطعام التي يحصلون عليها، وفقا لمحام زار 53 أسيرًا في سجون متفرقة، قليلة ورديئة الجودة، وقد اشتكى بعضهم من «شعور دائم بالجوع»، وأنهم «تلقّوا طعامًا منتهي الصلاحية»!
والغذاء ليس حاجة كمالية في حياة الإنسان بل ضرورة من ضروريات الحياة، ولا يُمكن أن تستمر حياة الإنسان بيسر وسهولة دون طعام كافٍ لأنه كما يُقال «بغير الطعام لا يحيا الإنسان»، وبهذا مَن يُحارب الإنسان بطعامه هو بالمحصلة يُحاربه في صحته، وفكره، ونفسيته، واستمرارية حياته!
سياسة التجويع المتبعة في السجون «الإسرائيلية» واحدة من أدوات التعذيب القاتلة للأسرى، ووسيلة من وسائل الإيذاء الجسدي والنفسي والفكري للمعتقلين، وهي، أيضا، جريمة تُخالف القوانين الدولية والإنسانية المتعلقة بمعاملة الأسرى!
محاولات «إسرائيل» تنفيذ إعداماتها «السرّية» للأسرى الفلسطينيين وبأدوات خفية وماكرة، ومنها التجويع، واحدة من أخبث الجرائم السوداء والضاربة للقوانين، والمؤكدة لأحقادها الدفينة ضد الإنسان!
وهكذا تواصل «إسرائيل» حربها الشاملة المهلكة للفلسطينيين، ولا ندري متى سَتَكُفّ عن أساليبها الوحشية وهمجيّتها في معاملة الفلسطينيين في السجون والمعتقلات والمستشفيات والأسواق والمنازل والمعابر وفي عموم المدن المحتلة؟
الشرق القطرية