ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (بعض الأزواج يقومون بالاعتداء بالضرب على زوجاتهم، ويدّعون أن ذلك  توجيه من الشرع؛ فما ردّكم على هذه الدعوى؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن النبي قد جعل معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى» رواه الترمذي في "السنن" عن السيدة عائشة رضي الله عنها.

كما حضَّ الشرع الشريف على الرفق في معالجة كل شئون الحياة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ» رواه مسلم من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.

وتابعت دار الإفتاء: ولم يضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا من زوجاته أبدًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا» أخرجه مسلم.

وأما الضرب المذكور في قوله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء: 34]؛ إنما جاءت إباحته في بعض الأحوال على غير جهة الإلزام وفي بعض البيئات لإظهار عدم رضا الزوج وغضبه بإصرارها على ترك واجباتها؛ وذلك على جهة العتاب والإنكار عليها بحيث لا تترك أثرًا، وفارق كبير بين هذا السلوك وبين العنف أو الجلد أو الأذى أو الإهانة.

وممَّا يدلُّ على صحة هذا الفهم للآية، وأنَّ إباحة ضرب الزوجة ليس على إطلاقه في كل الأحوال وفي جميع الأزمنة والبيئات: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صَحَّ عنه أنه نهى عن ضرب النساء بقوله: «لَا تَضْرِبُوا إمَاء الله»، فجاء عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه تمرُّدَ النساء على أزواجهن فرخَّص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الضرب الذي هو على هيئة العتاب، ففهم بعض الصحابة أن ذلك ترخيص في مطلق الضرب، فذهبت زوجاتهم للشكوى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعند ذلك عنَّف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه وغضب منهم، وقال لهم: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كثيرٌ يَشْكُونَ أزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أولَئكَ بخيَارِكُمْ» رواه أبو داود في "سننه".

وبناءً على ذلك: فالعقاب البدني -وهو ما يطلق عليه: "العنف الأسرى"-، حرامٌ شرعًا، ويجب على جميع البشر الوقوف ضده، وممارسة العنف ضد الزوجة لا علاقة له بالإسلام، بل المصادر التشريعية للمسلمين تحث على الرحمة والمودة في الحياة الزوجية ولا تدعو بحالٍ إلى ضرب النساء وظلمهنَّ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الضرب الازواج دار الإفتاء ضرب الزوجة النبی صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله

إقرأ أيضاً:

تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر.. النبي حذر من القسوة أو الإساءة لـ5 مخلوقات

لاشك أن الشرع الحنيف ونصوصه بالقرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة أولت كل أفعالك التي قد تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر اهتمامًا كبيرًا، لا يجوز معه التغافل أو الاستهانة بكل ما يمكنه أن تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر ، فهي سبيل النجاة من مصائب الدنيا التي تثقنا بها كبائر ما فعلنا من ذنوب، وكذلك عذاب الآخرة، من هنا ينبغي معرفة أي من تلك الأفعال التي تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر لتجنبها .

كيف تكفّر الذنب؟ .. علي جمعة: اتبع وصية النبي وامحُه بهذه الحسنةسبب لدخول النار.. الإفتاء تحذّر من 3 أفعال شائعة مع الكلاب والقططتدخلك جهنم أو تكفر الكبائر

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلم رحيم بالكون كلِّه، يتعامل معه برِقَّةٍ ولِينٍ وانسجام، لأنه يراه قائمًا بالوظيفة التي أمره الله بها، وهي "العبادة"؛ فيشعر أنه يشترك مع الكون في أخوَّة العبودية لله وحده.

وأوضح " جمعة" ، أنه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبِّ الريح، فقال: «لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمِرَتْ به، ونعوذ بك من شرِّ هذه الريح وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُمِرَتْ به» [رواه الترمذي].

وأضاف أن المسلم يخاطب مخلوقات الله بهذا المشترك، وهو يتأسَّى في ذلك بنبيه  -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ يخاطب الهلال فيقول: «اللهم أهِلَّه علينا باليُمن والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» [رواه الترمذي].

وأشار إلى أنه تجلَّت تلك الرحمة في التعامل مع الحيوان؛ فنهى  -صلى الله عليه وسلم- عن قتل العصفور، فقال: «ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حق إلا سأله الله عز وجل عنها» [رواه النسائي].

حكم الإساءة للحيوان وتعذيبه

وبيَّن أن الإساءة للحيوان وتعذيبه والقسوة معه تُدخِل الإنسانَ في عذاب الله ونار جهنم والعياذ بالله؛ فيقول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: «دخلت امرأةٌ النارَ في هرَّةٍ حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري ومسلم].

وأفاد بأنه بيَّن رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- – في المقابل – أن الله قد يتجاوز عن السيئات، وإن كانت من الكبائر، بسبب رحمة الإنسان بحيوان لا حول له ولا قوة؛ فقال: «دخلت امرأةٌ بَغيٌّ من بني إسرائيل الجنةَ في كلبٍ وجدته عطشان فسقته»، قالوا: ألَنا في البهائم أجر يا رسول الله؟ قال: «في كلِّ كبدٍ رطبة أجر» [رواه البخاري ومسلم].

واستشهد بما ورد عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً - طائر صغير كالعصفور- معها فرخان، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش - تفرش جناحها وترفرف في الأرض-، فجاء النبي  -صلى الله عليه وسلم- فقال: من فجع هذه بولدها؟ رُدُّوا ولدها إليها» [رواه أبو داود].

إرشادات الرسول واقع عملي

ولفت إلى أنه قد طبَّق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية في كثير من مؤسساتهِم الخيرية؛ ليس فقط في المستشفيات ودور الإيواء للإنسان، بل امتدَّت رحمتهم إلى الحيوان كما أمرهم بذلك شرعهم الحنيف؛ فأنشأوا مساقي الكلاب رأفةً بها.

واستند إلى قول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: «في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبة أجر»، ولما علموا أنه قد دخلت امرأةٌ النارَ في هرَّةٍ حبستها، ودخلت أخرى الجنةَ في كلبٍ سَقَتْه، منوهًا بأنه في العصر المملوكي، وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الذهب، بُنِيَت صوامعُ للغلال لتأكل منها الطير.

ونبه إلى أنه هكذا كان المسلمون يحوِّلون إرشادات رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- إلى واقعٍ عمليٍّ يعيشون فيه؛ فحازوا الشرفَ والعِزَّ وخيرَ الدنيا والآخرة. رزقنا الله الأخلاقَ الفاضلة، وجعلنا من الرحماء.

طباعة شارك تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر تدخلك جهنم تكفر الكبائر حكم الإساءة للحيوان وتعذيبه الإساءة للحيوان وتعذيبه إرشادات الرسول واقع عملي

مقالات مشابهة

  • حقيقة ميتة السوء.. علي جمعة: النبي استعاذ منها فاتقوها بهذا العمل
  • أمين الإفتاء يوضح المعنى الصحيح لحديث لولا حواء لم تخن أنثى زوجها
  • ما المقصود بقول الله إن قرآن الفجر كان مشهودا؟.. اعرف المعنى الصحيح
  • أمين الفتوى: حديث "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" موضوعٌ ولا يصح عن النبي
  • ماذا عساي أفعل؟.. من أي صنف أنت؟
  • تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر.. النبي حذر من القسوة أو الإساءة لـ5 مخلوقات
  • حكم الدعاء الجماعي بعد دفن الميت
  • آداب اتباع الجنائز وحكم الظهور فيها بمظاهر السعادة
  • حكم استخدام اليد اليسرى في التسبيح
  • حكم الحذاء المصنوع من جلد الخنزير