مَروان مُحمَّد الخطيب: عائشةُ.. والشَّوقُ والحَنِين!
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
مَروان مُحمَّد الخطيب
يغمرُنِي حَنينٌ طَافحٌ إلى عَينَيكِ،
وتُلقي بي أشواقي إلى مَراقي الشَّواهِقِ والأعلام،
وكأنِّي في جبل التُّوبادِ، مُحَلِّقٌ معَ جميل بُثينةَ، والسَّابقينَ في عهدِهِ المُسَوَّرِ بالأصالةِ،
والمُنَجَّدِ بالعِشقِ العَميقِ المُنير!.
تغمرُنِي أنفاسٌ حَرَّى للُقياكِ،
وللطَّيرانِ سَويَّاً ومعاً،
فوقَ فيافي الحُزنِ والبُرتُقال،
وللتَّكاتُفِ الأبيِّ،
كي نعبرَ يداً بيد،
أرخبيلَ المَشَقَّةِ والرَّهبةِ،
ومُثَلَّثَ برمودا الرَّعُوب،
ونكتبَ مَلحمةَ انتصارِ الحُبِّ على الخَوف،
ثُمَّ نُحلِّقُ مُنْدَغِمَِينِ في سُحُبِ الوِلادةِ ومُزونِ الأخضرِ والأُرجوان…!.
ومعاً نمضي، كما لو كنَّا بَطَلَي رِوايةِ إيزابيل الليندي(سفينة نيرودا)، فأنا دالماو وأنتِ كارمي، وأمامنا صِراعٌ مريرٌ لإسقاطِ فكرِ فرانثيسكو فرانكو وكلِّ مُكَوِّناتِ الفاشيَّةِ ورديفاتِها…!.
ومعاً نمضي، ونجولُ في كلِّ الأمكنةِ المُوحيةِ، من الغابةِ السَّوداءِ في بلادِ الجِرمان، إلى ماضينا الحميمِ في قرطبةَ وغِرناطةَ، ونُعَرِّجُ على باريسَ، ونُرَدِّدُ معَ فيلسوفِها المُعاصر(جان باتيست برونيه): ” العربيَّةُ، كانتْ قديماً لغةَ الفكرِ بامتياز، ولا بُدَّ من أن تكونَ كذلكَ حديثاً”*، وإذَّاكَ يحدونا أملٌ عميقٌ، بأنَّ آتينا سيكونُ زاهياً، وَلَمِيعَاً تحتَ الشَّمس، وبأنَّ القمرَ سيُغَنِّي معنا إشراقةَ حُبِّنا فوقَ الأرضِ والزُّهرةِ والمَرِّيخ، وسيغترفُ د. جون غراي صاحبُ كتابِ (الرِّجالُ من المَرِّيخ…النِّساءُ من الزُّهرة)، مرَّةً خامسةً وسابعةً من ثقافتنا، وسنعودُ بحرفنا وفكرِنا وحُبِّنا خيرَ أمَّةٍ أُخرجتْ للنَّاس…، وسنكونُ معاً يداً بيد، وهاءً بهاء، ونصَّاعدُ كالنُّورِ حاملينَ الصُّبحَ على أكتافنا، كي تنعمَ الأرضُ ومَنْ عليها بالطّمأنيةِ والأمان…!.
…، ونمضي يا عائشتي وروعةَ حُلمي ونبضِي،
ويمضي معنا الأبيضُ المِشفافُ،
تَحَالِيقُ البنفسجِ والسُّنونواتِ والعِقبان،
ونقرأُ للقمرِ ما كان،
وللنَّجمِ الهادي سورةَ الرَّحمن،
ونكتبُ في رِياضِ الرُّوحِ أبجديَّةَ الوَردِ والنَّخيلِ والسِّندِيان،
…، ثُمَّ أقولُ في عِينيكِ السَّاحِرَتين،
فَوقَ ما قالَ أراغونُ في عينيِّ إلسا،
ونمضي معاً حَرفَاً وتُفَّاحةً وسيفاً،
ونقرأُ للَّيلِ فَلسفةَ النَّهار،
وللسَّفَرجلِ فِتنةَ الجُلَّنار،
ونُخاطبُ الحُزنَ معاً:
لنْ تقهرَنا،
لنْ تُسقطَ رايتَنا،
لنْ تُبَدِّدَ أحلامَنا،
ولنْ تقتلَ آمالَنا،
وسنمضي معاً حتَّى آخر الفرح،
وسنكتبُ مُعَلَّقَتَنا بحِبرِ بالا وعُثمان،
ونرفعُ كتابَنَا السَّخيَّ، الشَّهيَّ والبَهِيَّ إلى جلجامشَ وأنكيدو:
إذا كانتِ الأرضُ غيرَ مُتَاحَةٍ للخُلود،
فالفكرةُ المُستنِيرةُ عمَّا قبلها وبعدها،
مَعقُودَةٌ بالعَقلِ العميق،
ومعلوليةٌ إلى كُنهِ السَّرمديَّةِ والخُلود،
والحياةُ،
والفناءُ اللَّصيقُ بها،
جناحان مصطفقان إلى تلك الباقيةِ بلا انتهاء…!.
ونمضي وعائشتي،
إلى عَنَاقيدِ الأكاسيا،
وإلى عِنَبِ سَلجوقَ وبُوطانَ والخليل،
وإلى كُرومِ الزَّيتونِ الكُورانيّ،
ونرقصُ معاً لفجرِ الحُبِّ والقدس،
ونجلو العُتُومَ عن الرُّؤيا،
ونجوبُ الأرضَ بِهِمَّةِ مُحَمَّدٍ بنِ القاسم،
ولا ننسى أوديسيوسَ وبينلوبي،
لكنَّا نعبرُ الأرضَ والسَّماءَ بِنَفَسِ الصَّاعدينَ إلى سِدرةِ المَلكُوتِ…، ثُمَّ نُقَصِّلُ عُنُقَ الأحزانِ…وننتصر…!.
مَروان مُحمَّد الخطيب
17/7/2023
———————————-
*أنظر مجلة(العربي) الكويتية، ص68، العدد 775 حزيران 2023م.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
والد الطالبة روان يكشف تفاصيل جديدة عن وفاة ابنته بجامعة الزقازيق
كشف والد الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية العلوم روان ناصر تفاصيل جديدة عن وفاة ابنته والتي توفيت في حادث مأساوي بعد سقوطها من الطابق الخامس داخل مبنى الكلية بجامعة الزقازيق، مساء الأحد الماضي
وقال والد الطالبة:"الواقعة قيد التحقيق في النيابة العامة، وجلست مع الطالب الذي اسعف روان وحضر الاسعافات الأولية مبينا ان ابنته سقطت على وجهها وليس على ظهرها كما تردد وكان يوجد علامات زرقاء على وجهها، والعميد الكلية قال للطلاب " محدش له دعوة بيها"، ورفض العميد طلب الاسعاف".
وحول ماانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن انتحارها بسبب وجود خلافات مع اسرتها قال والد روان "لايوجد اي خلافات وان العريس مجرد شخص متقدم ولم يتم اي اتفاقات والموضوع كلام واستبعد انتحار ابنتي، مشيرا إلى ان يوجد شيء غامض وراء وفاة ابنته "
وأضاف: "يوم الحادث روان خرجت من المنزل بعدما قالت الورد اليومي وتوجهت للجامعة لحضور امتحان الكيمياء والفيزياء وخرجت سعيدة لحلها في الامتحان"
وفي وقت سابق أصدرت جامعة الزقازيق بيانًا رسميًا، حول واقعة وفاة الطالبة روان ناصر، الطالبة بكلية العلوم، والتي لقيت مصرعها، أمس الأحد، إثر سقوطها من أحد طوابق كلية العلوم.
وأكدت الجامعة، في البيان، تعاونها الكامل مع النيابة العامة من خلال تقديم جميع المعلومات المتوافرة بشأن الحادث.
في بيانها الرسمي، نعت الجامعة الطالبة روان ناصر وتقدمت بخالص العزاء لأسرتها وزملائها. كما أوضحت أن التحقيقات الجارية تحت إشراف النيابة العامة هي الوحيدة المخولة بتحديد الملابسات الدقيقة للواقعة.
وأكدت أنها لم تدخر جهدًا في تقديم المعلومات والتفاصيل المتوافرة لمساعدة السلطات القضائية في تحقيقاتها، مشددة على أن الواقعة ما زالت قيد التحقيق.
كانت الأجهزة الأمنية في محافظة الشرقية قد تلقت بلاغًا من مستشفى الزقازيق الجامعي، يفيد بوصول روان ناصر، الطالبة البالغة من العمر 22 عامًا، إلى المستشفى وهي جثة هامدة.
وبحسب التحريات الأولية، فإن الطالبة تعرضت لإصابة بالغة نتيجة سقوطها من الطابق الرابع داخل مبنى كلية العلوم، ما أدى إلى وفاتها في الحال. وقد تم نقل الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى، وتولت النيابة العامة التحقيق في الحادث