خالد فرج يكتب: أمير كرارة.. باشا الدراما العربية

«أنا شفت كتير وفضلت ساكت لكن لحد كدة وكفاية».. قد تبدو هذه الجملة تحمل تهديداً ووعيداً في مضمونها فحسب، بخاصة مع حالة الصراع الدرامي بين «ياسين» وابن عمه، ويجسد دوريهما أمير كرارة وأحمد رزق في مسلسلهما الرمضاني «بيت الرفاعي»، ولكن بالإمعان فيها فهي تلخص في حقيقتها رحلة الأول مع عالم الفن التي بدأت بأدوار صغيرة ثم أدواراً ثانوية إلى أنَّ انتفض بموهبته ووصل لمرحلة البطولة في الدراما التليفزيونية والسينما.

رحلة فنية تنقل فيها أمير كرارة بسلاسة من شخصية لأخرى، فشاهدنا الجدع ابن البلد «ميمي الرايق» في مسلسل «طرف تالت»، ووجدناه رومانسياً مع حسن الرشيدي في مسلسل «أنا عشقت»، ثم انتقل لدراما الفانتازيا بشخصية «نجم الدين» في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وسرعان ما اصطحبه «سيد بوخارست» للدراما الشعبية في مسلسل «حواري بوخارست»، إلى أن جسد الشخصية الأبرز بمشواره «سليم الأنصاري» في الأجزاء الثلاث من مسلسل «كلبش» وأعقبه تجسيده لشخصية الشهيد «أحمد منسي» في الجزء الأول من مسلسل «الاختيار»، ليستحق من بعدها عن جدارة لقب «باشا الدراما العربية». 

اللافت للنظر في كرارة هو حرصه على التغيير والتجديد، وذلك أن يكترث بتوابع هذه الخطوة التي لا يعلم الممثل عواقبها، فحينما قرر مثلاً العودة بالزمن في مسلسله الأخير «سوق الكانتو» الذي كان مبهراً في ديكوراته وشخصياته الدرامية، فكان يعلم جيداً أن توقيت عرضه في رمضان لم يكن الأنسب، إذ أن مسلسلاً كهذا بتلك المواصفات يحتاج للعرض في فترة هادئة نسبياً، وليس في وجود الدراما الشعبية التي تكتسح من أمامها بحكم أنها المُحببة إلى الجمهور المصري والعربي.

وقرر كرارة هنا إرضاء نفسه كممثل بتجسيده لشخصية «طه القماش» التي لم يلعب مثلها في مشواره، وهنا تتضح شخصية الممثل الذي لا يريد الوقوف عند منطقة بعينها، بل يريد أن يخطو بقدميه كل المناطق في التمثيل لإرضاء موهبته ومن ثم تحقيق حالة التنوع في الشخصيات التي يبغاها الجمهور.

وفي مسلسله الجديد «بيت الرفاعي» عاد أمير كرارة إلى تميمة نجاحه بيتر ميمي، ولكن ليس كمخرج هذه المرة وإنما كمؤلف كتب القصة والمعالجة الدرامية، وأسند الأخير مهمة كتابة السيناريو والحوار للثنائي عمرو أبو زيد وهند عبدالله، نظراً لانشغاله بتصوير مسلسل «الحشاشين» مع كريم عبدالعزيز، وتبدو المؤشرات الأولى أن «بيت الرفاعي» عمل فني متكامل فنياً، ويحمل كل عناصر الجذب من دراما وأكشن وإثارة وتشويق، وذلك حسبما اتضح من الإعلان الدعائي له الذي لاقي تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: الوطن