قال الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، خلال احتفال الهيئة الإنجيلية بمنح جائزة القس صموئيل حبيب، إنه ينتهز الفرصة ليعرب لدور الدولة المصرية العظيمة إزاء الأزمة في غزة ونقف وراءها وندعم قيادتنا السياسية في موقفها الحكيم والثابت إزاء القضية الفلسطينيَّة.

وأوضح أن هذه الجائزة التي نحتفل بها اليوم ليست فقط للتكريم والاحتفال، ولكن لتقديم التشجيع لكل المهتمين بالعمل المجتمعي، لتذكير أنفسنا دائمًا بأهمية دورنا في بناء بلادنا والحفاظ عليها وتنميتها، وبالأمانة التي نحملها إزاء بلادنا وتسليط الضوء على النموذج الذي يقدم خدمته للمجتمع من دون أي تمييز على أي أساس لدعم كل الجهود التي تُبذل لتعزيز العيش المشترك في بلادنا ولشحذ الهمم للمزيد من العمل المنظم والمُتقَن لتحسين حياة المواطنين وخدمة الفئات الأولى بالرعاية ولا سيما من الشباب والنساء والأطفال في خطر والأشخاص ذوي الإعاقة، وإطلاق مبادرات تنموية تسهم في تطوير المجتمعات وتنمية القرى الأكثر فقرًا، من أجل بناء مجتمعاتٍ أكثر متانةً ومرونةً.

وأضاف أن الهيئة القبطية الإنجيلية باعتبارها واحدة من منظمات المجتمع المدني المصرية، تؤمن بأنها جزء من نسيج هذا الوطن، وتحمل رسالتها ومبادئها حب الوطن والعمل لأجله في أولويات عملها وأهدافها، تدعم مختلف الجهود التي تُبذل في خدمة بلادنا الغالية، وتعمل في مختلف قطاعاتها ووحداتها على هدف خدمة الإنسان وبناء الشخصية المصرية، وتقدم خدماتها لما يزيد عن أربعة ملايين مواطن مصري بشكل مباشر. 

وهنأ أندريه زكي الفائزين بجائزة صموئيل حبيب للتميز في العمل الاجتماعي وتمنى لهم استمرار النجاح والتميز والتوسع والامتداد لخدمة المزيد من المواطنين من أجل إحداث تأثير أقوى وأكثر استدامةً.

ووجه زكي جزيل الشكر لكافة الجهود المبذولة من لجان جائزة صموئيل حبيب، ولجنة إعداد مستندات الترشيح، ولجنة التحكيم ولجنة إعداد الحفل .

جائزة القس صموئيل حبيب 

وقال رئيس الطائفة الإنجيلية إن هذه الجائزة اسم الراحل الكريم الدكتور القس صموئيل حبيب، رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق، ومؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، هذا العَلَم الذي أثَّر تأثيرًا كبيرًا في المجتمع، وترك إرثًا فكريًّا وعمليًّا يشهد عن قلبٍ مخلِصٍ في حب وطنه وأبناء وطنه، محبَّةً عمليَّةً بالقول والفعل.

وتُمنح الجائزة إلى إحدى المؤسسات الأهلية المميزة في العمل المجتمعي، وإلى قيادة دينية مسيحية لها إسهام في العمل المجتمعي، وهذا نظرًا لأهمية الدور الذي قام به الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب كرجل دين مسيحي انخرط في خدمة المجتمع وصار نموذجًا ومثالًا في هذا المجال.

وتابع: «نحتفل بهذه الجائزة، في سياقٍ ندرك فيه جميعًا حجم التحديات التي تواجهها بلادنا؛ فالمنطقة المحيطة تئن في صراعات ونزاعات وحروب وظروف إنسانية بالغة القسوة، والتحديات الاقتصادية قد أثرت على العديد من البلدان جراء عدم الاستقرار، لكن تأتي بوادر الأمل في تحركات الدولة المصرية على كل الأصعدة وبخاصةٍ الصعيد الاقتصادي، واتخاذ خطوات تحقق للاقتصاد المصري تعافيه وازدهاره، وهو ما يثبت أن مصر دومًا قادرة على تخطي أي ظروف أو تحديات.

دور المجتمع المدني

وأشار إلى أن هذه الظروف تثبت بما لا يقبل الشك الدور المحوري الملقى على عاتق المجتمع المدني، في تغيير حياة الناس وتحسين ظروفهم المعيشية، ومساعدتهم في النهوض بمستوى حياتهم، لضمان الحياة الكريمة، متابعاً «أعطت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالمجتمع المدني وتعاونت معه في العديد من المبادرات التي هدفت لخدمة المواطنين المصريين في مختلف أنحاء مصر.

كانت احتفالية الهيئة القبطية الإنجيلية انطلقت اليوم الأربعاء 28 فبراير، وذلك منح جائزة الدكتور صموئيل حبيب في العمل الاجتماعي التطوعي، أحد أبرز الجوائز التنموية التي تقدمها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية، وذلك للمتميزين من القيادات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني في العمل التنموي و الخدمي التطوعي.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رئيس الطائفة الإنجيلية أندريه زكي غزة الهیئة القبطیة الإنجیلیة رئیس الطائفة الإنجیلیة القس صموئیل حبیب المجتمع المدنی فی العمل

إقرأ أيضاً:

البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي

 

علي بن عبدالله بن منصور السليمي

[email protected]

دائمًا ما نسمع عبارة: "الباحثون عن عمل"، ولعلّك -عزيزي القارئ- واحدٌ منهم الآن. ولكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذه المشكلة التي تواجهها؟

أو عن الآثار التي قد تخلّفها، سواء على حياتك الشخصية أو على المجتمع بأسره؟

وهل حاولت في وقتٍ ما أن تبحث عن حلّ جذري لها؟

أنا لا أشك في ذلك... لكن في السطور القادمة، سنحاول أن ننظر إلى هذه المعضلة من زاوية مختلفة، لعلنا نستلهم منها شيئًا، أو يلتمس -ولو أحدنا- طريقًا نحو المستقبل الذي ينشده.

لا شكّ أنّ مشكلة "البطالة" باتت من القضايا العالمية الملحّة، فلا يكاد يخلو بيت -تقريبًا- من باحث عن عمل. ومع توالي الأزمات العالمية وتفاقم الصراعات الدولية، تتعاظم هذه الظاهرة، ويكون أول المتضررين منها هو المواطن الصالح البسيط، الذي يسعى بشرف إلى لقمة عيشه.

وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومات في سبيل احتواء هذه الأزمة، إلا أننا نلاحظ -مع مرور الوقت- ازدياد أعداد الباحثين عن عمل، دون تحسّن ملموس في الأوضاع. ومن هنا، بات من الضروري عقد لقاءات موسعة ومناقشات جادة لإيجاد حلول واقعية وعملية لهذه الآفة، التي تنهش في نسيج المجتمع مثل سوسةٍ تأكل في صمت، حتى تحدث فيه شرخًا يصعب رأبه.

فهل ننتظر -لا قدّر الله- أن يبلغ السيل الزُبى؟

هل ننتظر انتشار الفقر، وازدياد معدلات الجريمة، وظهور الانحرافات السلوكية في مجتمعنا؟ بالتأكيد لا.

إنّ مجتمعنا المسلم المحافظ، يدرك تمامًا أن البطالة قد تفضي إلى هذه المشكلات الخطيرة، فهي نتيجة طبيعية للفراغ، واليأس، وانعدام مصدر الدخل.

وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، واعتبره من أسباب الكرامة والعيش الكريم، فقال تعالى: 

"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك: 15).

وقال أيضًا: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105).

كما قال النبي ﷺ: "مَا أَكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ..." (رواه البخاري).

إذاً يجب على كل امرئ فينا أن يسعى في طلب رزقه، ويطرق جميع الأبواب حتى يحقق مبتغاه.

وفي المقابل يجب أن تكون هناك تسهيلات كبيرة من لدن الدولة؛ حتى تتحقق للفرد الوظيفة المناسبة له التي يستطيع من خلالها أن يعيش حياة كريمة.

فلا يمكن للإنسان -بطبيعة الحال- أن يكون كائنا خاملا وسط الخلية المنتعشة التي تتطلب كل ذرة قوة فيها حتى تنمو وتزدهر، وإلا سيتم إقصاؤه بعيدًا.

إلا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تكاتف الجميع، وعملوا فيما بينهم على إصلاح الخَلَّة، ومعالجة العِلَّة، فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تظافرت جميع الجهود من أعلى الهرم إلى أدناه.

ولربما هناك بعض الحلول التي من شأنها أن تسهم في تقليص حجم هذه المشكلة ومضرتها، وسنسردها لكم فيما تبقى من سطور قليلة قادمة...

ولمواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبنّي سياسات تنموية واقتصادية شاملة، تستند إلى رؤى واقعية وفاعلة. ومن أبرز هذه السياسات: تنشيط الاستثمارات في القطاعات المنتِجة لفرص العمل، ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الفردية، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في المهن الحرفية والتقنية، ونشر ثقافة الإنتاج والعمل الجاد، باعتبارها أساسًا لبناء مجتمع متماسك واقتصاد مستدام.

وفي الختام، فإنّ البطالة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي تحدٍّ حضاري يمسّ كيان المجتمع واستقراره وأمنه.

ومن هذا المنطلق، يجب علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نستشعر حجم المسؤولية، ونتكاتف جميعًا في السعي الجاد نحو إيجاد الحلول، وتوفير بيئات محفزة للعمل، وتمكين الشباب من أداء دورهم الحقيقي في بناء أوطانهم.

ولنأخذ بأسباب النجاح والتوكل على الله، متيقنين بأن العمل شرف، والكسب الحلال عبادة، وأن في الجد والاجتهاد تُصنع الأمم وتنهض الحضارات.

مقالات مشابهة

  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في خدمة الأحد بالكنيسة الإنجيلية الثانية بالغردقة
  • رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري عمر الحصري لـ سانا: تعمل الهيئة على تنفيذ رؤية شاملة تهدف إلى تأهيل البنية القائمة وإعادة تموضع سوريا كفاعل محوري في حركة الطيران الإقليمي والدولي
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • منظمات المجتمع المدني بغزة تطالب بسرعة إدخال كميات كافية من حليب الأطفال
  • منظمات المجتمع المدني تطالب بوقف سياسة "التقطير" وفتح المعابر بانتظام
  • منظمات المجتمع المدني تطالب بوقف سياسة "التقطير" وفتح المعابر بانتظام دون شروط
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان ينظم لقاء تنشيطيا لمنظمات المجتمع المدني
  • البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي
  • الطائفة الإنجيلية: نقدر الدور التاريخ والراسخ الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • كركي: رفع تعرفات جديدة ودعم المستشفيات والمضمونين