“البرهان” في مصر و”حميدتي” بليبيا مع انتهاء مهمة البعثة الأممية بالسودان
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، لاجراء مباحثات ثنائية، فيما يجري قائد قوات الدعم السريع السودانية مباحثات في ليبيا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، في بيان، بأن الرئيس السيسي أكد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشدداً على “حرص مصر لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين”.
وأوضح أن اللقاء “شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني، نحو تحقيق الأمن والاستقرار”.
وأضاف: “أعرب السيسي عن حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين، كما أكد استمرار مصر في الاضطلاع بدورها لتخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني”.
بدوره، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني تقدير بلاده الكبير للدعم المصري في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السودان، مشيراً إلى أن هذا الدعم “يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة، وذلك وفق ما جاء بالبيان”.
ونشرت الرئاسة المصرية مقطع فيديو يظهر استقبال السيسي للبرهان بمطار القاهرة، فيما أشار مراسل الرئاسة إلى أن هذه الزيارة “تتناول أبعاداً سياسية واقتصادية”.
وكان مجلس السيادة السوداني أفاد بتوجه البرهان إلى مصر من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الاحمر، وكان في وداعه بمطار بورتسودان الدولي عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، وأمينه العام محمد الغالي وعدد من الوزراء.
ويرافق البرهان، خلال الزيارة، كل من وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وكانت مصادر رفيعة المستوى قالت، لـ”الشرق”، الثلاثاء، إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان سيزور القاهرة، الخميس، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة بعد توجهه إلى العاصمة الليبية طرابلس، الاثنين، في زيارة رسمية، أجري خلالها مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الوزراء المقال من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، حول العلاقات الثنائية بين ليبيا والسودان.
في المقابل، وصل قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى طرابلس الخميس، بحسب المتحدث باسم الحكومة الليبية المقالة من البرلمان.
وذكرت تقارير إعلامية ليبية أن دقلو سيلتقي رئيس الحكومة المقالة عبد الحميد الدبيبة.
كان الدبيبة قد استقبل في طرابلس، الاثنين، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، حيث بحثا عدداً من الملفات الإقليمية والدولية المشتركة بين البلدين.
وقال المتحدث باسم حكومة الوحدة الليبية وقتها إن ليبيا تسعى إلى “توفير مناخ قد يسهم في تقريب وجهات النظر ووقف إطلاق النار” بين طرفي الصراع في السودان.
من ناحية أخرى، تنتهي مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، الخميس، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان، أطراف النزاع في السودان إلي وضع السلاح والانخراط في مباحثات سلمية واسعة النطاق تؤدي لاستئناف مسار عملية الانتقال الديمقراطي، بقيادة مدنية.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، إن بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) تكمل انسحابها من السودان في 29 فبراير.
وأشار إلى أن فريقاً صغيراً سيبقى في بورتسودان للإشراف على عملية تصفية البعثة ابتداء من 1 مارس، “ويعول الأمين العام على التعاون الكامل من جانب السلطات السودانية لضمان إتمام هذه العملية بأكبر قدر ممكن من السلاسة والسرعة”.
وحذر البيان من أن “الصراع الذي لا يزال مستعراً في السودان يزيد من تآكل سيادة القانون وحماية المدنيين، فضلاً عن تعريض البلد والمنطقة بأكملها للخطر”.
ومع ذلك شدد البيان الأممي على أن “الأمم المتحدة لن تغادر السودان، ولا تزال ملتزمة التزاماً قوياً بتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة ودعم الشعب السوداني في تطلعاته إلى مستقبل سلمي وآمن”.
وأشار البيان إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان رمطان لعمامرة “بدأ عمله في دعم جهود الوساطة، بالتنسيق والشراكة الوثيقة مع الشركاء الأفارقة وغيرهم من الشركاء الدوليين، وستكمل جهود الوساطة هذه العمل الأساسي الجاري الذي يقوم به فريق الأمم المتحدة القطري في الميدان، والذي يشمل تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة”.
وأكد أن استمرار الدعم الدولي في ذلك الصدد “له أهمية حاسمة”، مع تأكيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة السلطات السودانية إلى “مواصلة تعاونها، بما في ذلك من خلال تيسير إصدار تأشيرات الدخول في الوقت المناسب وتنقل موظفي الأمم المتحدة وشركائها دون عوائق في البلد لتقديم هذا الدعم الذي تمس الحاجة إليه”.
الشرق للأخبار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس السیادة الأمین العام فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تقرر فرض عقوبات على السودان والخرطوم تتهمها بالابتزاز
أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات على السودان بعد توصلها إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية عام 2024 خلال صراعه مع قوات الدعم السريع، في حين سارعت الخرطوم لرفض تلك الاتهامات والعقوبات واتهمت بدورها واشنطن بالابتزاز والتزييف.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن العقوبات ستتضمن قيودا على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية الأميركية، وستدخل حيز التنفيذ في موعد قريب من السادس من يونيو/حزيران بعد إخطار الكونغرس.
وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تدعو حكومة السودان إلى وقف استخدام الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية" التي تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة.
وجاء في بيان بروس أن الولايات المتحدة قررت رسميا في 24 أبريل/نيسان الماضي بموجب قانون (مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء على الحرب) لعام 1991 أن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية العام الماضي، لكنها لم تحدد نوع الأسلحة المستخدمة أو موعد أو مكان استخدامها على وجه الدقة.
وقالت بروس "تؤكد الولايات المتحدة التزامها الكامل بمساءلة كل من يسهم في انتشار الأسلحة الكيميائية".
من جانبها سارعت الخرطوم لرفض التصريحات والاتهامات الأميركية، وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية إن ما صدر عن واشنطن من عقوبات هي "اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز وتزييف الحقائق".
إعلانوأشار المتحدث إلى أن واشنطن "دأبت على انتهاج سياسات تعرقل مسيرة الشعب السوداني نحو الاستقرار"، وفق تعبيره. وأضاف أن "عقوبات واشنطن استهدفت الجيش بعد إنجازات ميدانية غيرت واقع المعركة".
وفرضت واشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، متهمة إياه بالتمسك بإنهاء الصراع عن طريق الحرب وليس عبر المفاوضات.
كما خلصت الولايات المتحدة إلى أن أعضاء من قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على بعض قيادات القوات بما في ذلك قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم (حميدتي).
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وبوتيرة متسارعة منذ أسابيع بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش الذي تمددت انتصاراته في العاصمة الخرطوم، بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار الوزارات بمحيطه والمطار ومقار أمنية وعسكرية.