السلطات باليمن تسابق الزمن لإصلاح قطاع الكهرباء المتدهور قبل رمضان
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
تسابق السلطات المعنية في اليمن الزمن لمحاولة إصلاح قطاع الكهرباء المتدهور لتحسين الخدمة وزيادة ساعات التيار خصوصاً في مناطق الحكومة اليمنية قبل حلول شهر رمضان.
يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه المواطنون في عدن ومحافظات عديدة تحت إدارة الحكومة المعترف بها دولياً بجنوب اليمن من انقطاع الكهرباء المتكرر.
كما توجد معاناة مماثلة تشهدها محافظة تعز جنوب غربي البلاد التي لم تحقق فيها الحملات الشعبية التي قادها ناشطون لإعادة تشغيل محطات الكهرباء الحكومة المتوقفة في المحافظة التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء التجارية كما هو الحال في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
يفيد المواطن سامي مرشد، من سكان مدينة عدن، تحدث لـ"العربي الجديد"، بأن الكهرباء هي أهم مشكلة تؤرق سكان العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية مع حلول الصيف وقرب شهر رمضان، إذ لا يمكن أن يحل شهر آخر يصوم الناس فيه وسط انقطاع للكهرباء يمتد لأغلب فترات اليوم.
بينما يوضح المواطن عامر المقطري، أن الوضع الحالي لم يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة حيث ساعات الانقطاع ثلاثة أضعاف ساعات الإضاءة.
يرصد "العربي الجديد"، انقطاعا للتيار الكهرباء في عدن يمتد لنحو 6 ساعات مقابل ساعتين فقط إضاءة، في حين وثق ناشطون ومراقبون وضعية الكهرباء وعدد ساعات الإضاءة عشية أداء رئيس الحكومة الجديد أحمد بن مبارك لليمنيين الدستورية وبدء مهامه بشكل رسمي، وذلك لتقييم الأداء ومستوى الإنجاز في أهم الملفات المعقدة التي قد تواجها الحكومة خلال الفترة القادمة.
وتم تعيين رئيس الحكومة الجديد مطلع فبراير/ شباط ليخلف معين عبد الملك؛ وأرسل بن مبارك إشارة صريحة إلى أن قطاع الكهرباء يأتي في مقدمة أولويات ومهام الحكومة بعد تعيينه خلال الفترة القادمة.
وذكرت مصادر حكومية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة تدرس عددا من الخطط المعدة لإيجاد بدائل لزيادة الطاقة التوليدية للكهرباء استعداداً للصيف القادم وشهر رمضان حيث يزيد مستوى استهلاك الكهرباء، لكي يتم تخفيف معاناة المواطنين.
وأشارت المصادر، التي رفضت ذكر هويتها، إلى نقاش مستفيض من قبل مختلف الجهات الحكومية المعنية حول آليات الاستفادة من البدائل الأكثر كفاءة والأقل كلفة لتوفير خدمة الكهرباء، وتجاوز المشاكل والمعوقات لتنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقاً في هذا الجانب.
الخبير المتخصص في النفط والغاز والطاقة، والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية، عبدالغني جغمان، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك مشكلة كبيرة في الكهرباء تتطلب عملا شاقا وقرارات جريئة وقوية لمعالجتها، فمثلاً من الحلول المطروحة هناك من يعول على إعادة تصدير النفط وتوفير جزء من الإيرادات لتحسين وتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، لكن في هذا السياق حتى لو تم إعادة إنتاج وتصدير النفط بمتوسط 100 ألف برميل يومياً ستغطي بالكاد عائداتها تكاليف إنتاج الكهرباء، لذا فإن محطات الغاز لتوليد الكهرباء هي الحل، أو المحطات الجيوحرارية.
بحسب بيانات رسمية فإن تكلفة الوقود الذي يتم شراؤه لتشغيل محطات الطاقة في عدن تصل إلى نحو 700 مليون دولار سنوياً، بينما النتيجة وفق قول جغمان؛ ساعة أو ساعتا إضاءة وست أو ثماني ساعات ظلام، في حين غاز اليمن يذهب لشركة توتال مقابل الفتات الذي تدفعه للحكومة بحسب العقود المبرمة قبل العام 2015.
فيما تستهلك محطات الطاقة الكهربائية في محافظة حضرموت التي تشهد نزاعا متواصلا بين مكونات الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي ما يقرب من 400 مليون دولار سنوياً، بمعدل 35 مليون دولار شهرياً.
الناشط في محافظة حضرموت أوس باكثير، يقول لـ"العربي الجديد"، إن المزارعين والصيادين ومختلف الفئات المهنية أكبر المتضررين من هذه الوضعية للكهرباء والطاقة وأزمات الوقود، مشيرا إلى أن الكثير يعول على شهر رمضان كموسم رائج لمنتجات مثل العديد من الأعمال والأنشطة الاقتصادية لكن الكثير منهم يصطدم بهذه الوضعية المكلفة للكهرباء.
في السياق، أعلنت الحكومة اليمنية عن تشكيل لجنة متخصصة بمناقصات شراء وقود محطات توليد الكهرباء، وذلك بهدف تحقيق مبدأ الشفافية وكفاءة الإجراءات، وتجاوز أي إشكالات سابقة في جانب تزويد محطات توليد الكهرباء بالوقود.
تتولى اللجنة القيام بعدد من المهام أبرزها تلقي احتياجات محطات توليد الكهرباء من الوقود، المرفوعة من قبل وزارة الكهرباء والطاقة (المؤسسة العامة للكهرباء) ولجنة الإشراف والرقابة على الوقود بناءً على معدل الاستهلاك لكل محطة ونوع الوقود المطلوب وإدراجها ضمن خطة اللجنة، وإعداد المواصفات والشروط الخاصة بعملية شراء الوقود وتحديد الكميات المطلوب الإعلان عنها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الكهرباء تعز الحكومة العربی الجدید شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الأديب الكبير يحيى حقي، أحد أعمدة الإبداع العربي في القرن العشرين، وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال.. ويستعيد الوسط الثقافي في هذه المناسبة إرثا أدبيا ظل حاضرا في الوجدان الجمعي، لما اتسم به من صدق التعبير وعمق الرؤية وقدرته الفائقة على تصوير المجتمع المصري في تحولاته المختلفة.
ولد يحيى حقي في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة ذات جذور تركية، وبدأ مسيرته التعليمية في الكتاب قبل أن ينتقل إلى عدد من المدارس حتى حصوله على البكالوريا عام 1921.. التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وتخرج عام 1925، ليبدأ رحلة مهنية شملت النيابة والمحاماة والإدارة المحلية، قبل أن يشق طريقه إلى السلك الدبلوماسي.
خدم حقي دبلوماسيا في جدة وإسطنبول وروما، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عاد إلى القاهرة حيث تدرج في مناصب وزارة الخارجية حتى أصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية عام 1949، كما عمل سكرتيرا أول في سفارتي مصر بباريس وأنقرة، ثم وزيرا مفوضا لمصر في ليبيا.
ومع زواجه من الفنانة التشكيلية الفرنسية جان ميري، اتخذ مساره تدريجيا نحو العمل الثقافي، فعمل بوزارة التجارة، ثم مستشارا بدار الكتب المصرية، قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة "المجلة" التي شكلت في ذلك الوقت منصة رئيسية للحراك الفكري والأدبي.
ترك يحيي حقي إرثا أدبيا ثريا اتسم ببساطة الأسلوب وعمق الفكرة، مما وضعه في طليعة رواد القصة العربية الحديثة.. ومن أبرز أعماله رواية "قنديل أم هاشم" الصادرة عام 1944، والتي ترجمت إلى لغات عدة، إلى جانب أعماله الخالدة مثل "البوسطجي"، و"سارق الكحل"، و"أم العواجز"، و"فكرة وابتسامة"، و"صح النوم"، و"عنتر وجولييت"، و"يا ليل يا عين"، و"حقيبة في يد مسافر". وقد تحول عدد من هذه الأعمال إلى أفلام ومسلسلات رسخت حضوره في وجدان الجمهور، وفي مقدمتها "البوسطجي" و"قنديل أم هاشم".
حظى حقي خلال مسيرته الإبداعية بتكريمات وجوائز رفيعة، تعبيرا عن تقدير المؤسسات الثقافية والأكاديمية لعطائه المتميز، من أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ووسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983، والدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا في العام نفسه، قبل أن يتوج مسيرته بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1990، تقديرا لريادته وإسهامه في تطوير فن القصة.
رحل يحيى حقي عن عالمنا عام 1992، غير أن أعماله ما زالت تتردد أصداؤها في وجدان قرائه، شاهدة على عبقرية أدبية فريدة تجدد حضورها مع كل قراءة، ليظل اسمه واحدا من العلامات الخالدة في تاريخ الأدب العربي.