موقع النيلين:
2025-05-21@14:35:32 GMT

الطبخ ميزة الإنسان الأولى

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT


قادتني مناسبة ثقافية إلى البحث عن الطبخ في الثقافة والأدب، وهالني ما وقفت عليه من كتابات وتدوينات مهمة عن الطبخ، فعادت بي الذاكرة إلى التجارب الأولى لي في الطبخ، إذ تفرض عليك حياة التنقل والترحال وفضول الطفولة التماهي مع ما يفعله الكبار من حولك، وكان الطبخ تسلية أو ما يشبه اللعبة أو ممارسة تمردية على سلطة الأمهات، وأتذكر أننا كنا في واحدة من تجمعات رعاة الإبل في موسم الخطيل، حيث تجتمع الأسر لعدة أسابيع ثم تفترق من جديد، في إحدى المرات اجتمع مجموعة من الصبية وقررنا أن نطبخ، فبحثنا عما يمكن أن نطبخه فلم نجد إلا الرز ومعجون صلصلة الطماطم، فقررنا استعارة قدر من الأمهات وعدة علب من معجون الطماطم وحفنة رز، وأشعلنا النار وطبخنا الرز ثم أضفنا المعجون، ونجحنا في تسمية الطبخة كبسة طماطم، تلك كانت المرة الأولى التي اكتشفت لاحقا أنها أهم ميزة تميز الإنسان عن الحيوان، مثلما كتب المترجم سعيد الغانمي (66 عاما) في مقدمة كتاب الطبخ في الحضارات القديمة للمؤلفة كاثي ك.

كوفمان (68 عاما) الصادر عن مشروع كلمة “يتفق جميع الأنثربولوجين على أن كل ما هو مطبوخ ينتمي إلى الثقافة بينما ينتمي كل ما هو نيء إلى الطبيعة، ومثلما ينفرد الإنسان باللغة الإبداعية التي تميزه عن جميع الحيوانات فإنه ينفرد عنها أيضا بكونه الكائن الوحيد الذي يطبخ ما يأكله منذ أن اكتشف النار قبل آلاف السنين،

على أن النظرة إلى الأدب المطبخي ظلت تتراوح بين الاحتكار المطلق أو الاحتقار المطلق، فمنذ أن افتض الإنسان لغز الكتابة الأولى كان الكتبة المتعلمون الأوائل في بلاد الرافدين القديمة سدنة الأدب المطبخي الأول في حين كان الطباخون من الأمين في الغالب”، ولكن الاهتمام بالأدب المطبخي لم يستمر كثيرا لعدة أسباب سياسية منها قضاء المماليك على الجيش الانكشاري الذي يهتم بالطبخ ويعتني بالطباخين ويقول الكاتب العراقي علي الوردي (1913-1995): “إنهم يعطون أهمية كبيرة للطبخ وتقديم الطعام، فهم مثلا يقدسون قدور الطبخ ولا يفارقونها حتى أوقات الحرب ويدافعون عنها دفاعا مستميتا، إذ هم يعتبرون ضياعها أثناء الحرب أكبر إهانة تحلق بهم، وهم إذا أرادوا إبداء عدم الرضا من أوامر رؤسائهم قلبوا القدور أمام بيوتهم، ومن مظاهر اهتمامهم بالطبخ أن قائدهم الأعلى يسمونه جوربجي باشي أي “طباخ الحساء”. وفي مقدمة كتاب الطبيخ لابن نصر الوراق الذي ألفه في القرن الرابع الهجري يقول: “كانت الوصية للطباخين أن يطبخوا في القدر البرام المكية فإنها أجود ما يجوّد فيه الطعام”.

مؤخرا وقع بين يدي كتاب (الطاهي يقتل الكاتب ينتحر) الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للكاتب المصري عزت القمحاوي (62 عاما) الذي يقول: “بالحكاية والطبخ تمكن البشر من استئناس بعضهم بعضا وصارت لدينا مجتمعات بشرية”، ويقول في الكتاب أيضا: “لكي تطبخ، عليك أن تتحمل تبعات أن تكون قاتلا تقبض أرواحا لكي تصنع منها أشباحا”.

ومن الكُتاب المرتبطين بالطبخ الكاتب الكردي السوري سليم بركات (72 عاما) والمقيم في السويد، إذ يقول في حوار مع الكاتب والشاعر العراقي وليد هرمز نشرته صحيفة العربي الجديد: “المطبخ هو المكان الذي لا ينازعك أحد عليه، متفردا بامتلاك خزائنه وأدراجه، قديرا في إدارة التوابل مطمئنا إلى ولاء السكاكين بحاشية من الصحون الجليلة، أكتب في المطبخ ما سيجري التعديل فيه مساء على توزيع المحاربين الفرسان على خيول وعلى أفيال وترتيب المدافعين بالأسلحة الكبار عن أجناب المعاني”.

هكذا يتجاوز الطبخ دوره في إنضاج الأطعمة إلى تنضيد النصوص وتشكيل العبارات متبلة بأصناف عدة من الصور الخيالية والمعاني التي يختلف القارئ في تأويلها أو هضمها أحيانا.

محمد الشحري – صحيفة عمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“اغلق التطبيق واذهب إلى النوم”.. “تيك تيك” يطلق ميزة جديدة

يمن مونيتور/قسم الأخبار

أعلنت شركة تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير “تيك توك” إضافة خاصية جديدة إلى التطبيق تقدم مجموعة تدريبات للتأمل والاسترخاء.

وبدأت الشركة اختبار تدريبات التأمل مع عدد من المراهقين في وقت سابق من العام الحالي، قبل أن تتيح الخاصية لجميع مستخدمي التطبيق الآن.

وتستهدف هذه الخاصية مساعدة المستخدمين في تحسين جودة نومهم وتشجيعهم على غلق التطبيق أثناء تصفحه في أوقات متأخرة من الليل والخلود إلى النوم.

وبالنسبة للمستخدمين الأقل من 18 عاما ستعمل هذه الخاصية بشكل افتراضي، وإذا كان المستخدم المرافق يستخدم التطبيق بعد الساعة العاشرة مساء، فسيتم وقف ظهور فيديوهات جديدة، مع عرض تدريب للتأمل يشجعه على الاسترخاء، وتعرض خصائص التأمل شاشة مريحة للأعصاب مع موسيقى خفيفة وتدريبات للتنفس المنتظم.

وإذا اختار المستخدم المراهق تجاهل الرسالة ومواصلة استخدام التطبيق، فستظهر له رسالة أخرى بملء الشاشة تنبهه إلى ضرورة الخلود للنوم.

وخلال السنوات القليلة الماضية أضاف تطبيق “تيك توك” العديد من الخصائص والأدوات التي تستهدف المحافظة على صحة وسلامة المستخدمين المراهقين، استجابة للمخاوف المتزايدة من الآثار السلبية التي يمكن أن يتعرض لها المراهقون بسبب الإفراط في استخدام التطبيق.

وتعتبر خاصية التأمل الجديدة أحدث محاولة من جانب شركة التطبيق لاستراضاء أعضاء البرلمانات الذين يتنقدون التطبيق باستمرار.

وفي الوقت نفسه يمكن للبالغين الراغبين في الاستفادة من الخاصية الجديدة تفعيلها من خلال صفحة إعدادات الشاشة على التطبيق، ومن خلال الصفحة يتم اختيار خاصية “ساعات النوم”. كما يمكن للمستخدم اختيار الساعة التي يرغب في ظهور رسالة التأمل والاسترخاء فيها كل ليلة.

كما أعلنت شركة “تيك توك” اعتزامها التبرع بمبلغ 2.3 مليون دولار في شكل إعلانات ممولة لحساب 31 منظمة معنية بالصحة العقلية والنفسية في 19 دولة على مستوى العالم من خلال “صندوق التوعية بالصحة العقلية” التابع لها.

المصدر: “أسوشيتد برس”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • زعيم إيران يقول إنه لا يتوقع نتائج من المحادثات مع الولايات المتحدة
  • يا أهل اليمن.. اسمعوا ماذا يقول أسر شهداء غزة عنكم!
  • للمرة الأولى منذ 37 عاما .. مصر تستضيف بطولة العالم للكاراتيه 2025
  • الطبخ الجماعي على الحطب.. قصة تقليد متوارث بالأحساء
  • الرئيس تبون يستقبل الكاتب والروائي ياسمينة خضرا
  • تنس.. كارلوس ألكاراز يتوج بلقب بطولة روما المفتوحة للمرة الأولى
  • “اغلق التطبيق واذهب إلى النوم”.. “تيك تيك” يطلق ميزة جديدة
  • آبل تمنح هواتفها ميزة مهمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • بعد 10 مساء.. ميزة ليلية غريبة في تيك توك توقف الفيديوهات| ما القصة؟
  • الأولى في تاريخه.. منتخب جنوب إفريقيا بطلا لأمم إفريقيا تحت 20 عاما