يمن مونيتور:
2025-06-23@19:26:26 GMT

ناطحات سحاب يافع… متحف يمني مفتوح للعمارة

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

ناطحات سحاب يافع… متحف يمني مفتوح للعمارة

يمن مونيتور/اندبندنت عربية

كثيراً ما اشتهر اليمن بالفن المعماري منذ القدم حتى صارت مدنه متاحف مفتوحة تختزل ثالوث المعمار الذي يضم إلى جانبي العمارة الحجرية والطينية عمارة الياجور، وفي صورة هندسية بديعة لا تزال تتحدث عن مرحلة زاهية من التمدن والرقي والحضارة عاشها اليمنيون قديماً.

وإذ تطاول أبناء “بلاد العرب السعيدة” في البنيان وشيدوا أقدم ناطحات سحاب مدهشة في التاريخ “شبام حضرموت” فإن الحاضر لا يعدو عن كونه إلا امتداداً للماضي في التخطيط للمدن والقرى وتحصيناتها، بناءً وهندسة وتخطيطاً وفناً في بعض مناطق البلاد.

ناطحات سحاب

كما هو الحال مع ناطحات السحاب الحجرية في منطقة يافع اليمنية، التي تشتهر بالمعمار الحجري منذ القدم، وما زال أبناؤها يتباهون به على طريقة الأجداد فيتطاولون في البنيان باعتباره تراثاً عمرانياً وجزءاً من ذاكرتهم الحسية المشتركة.

تبدو مباني “يافع” السامقة كقلوب مرصوصة موحدة الطابع ومتشابهة الروح، كما لو كانت ثريات معلقة على رؤوس الجبال، إلا أن اللافت في المعمار اليافعي أنه يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويتميز بطراز خاص وتصميم فريد في البناء والتشكيل والتصميم لبنايات عالية من الأحجار مع سقوف حجرية. مما يبعث التساؤل عن أصل هذا الطراز المعماري والزخرفي المتميز؟

محصلة تراكمية لحضارة حمير

المتخصص في البناء المعماري اليمني الدكتور علي الخلاقي قال في حديث لـ”اندبندنت عربية”، إن “العمارة اليافعية الفريدة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وإنها من دون شك محصلة تراكمية لحضارة حمير القديمة”.

وأضاف “لا يزال اليافعيون حتى اليوم يبنون بيوتهم الحجرية المرتفعة السامقة كما كان يفعل أسلافهم من أبناء حمير منذ غابر الزمن”.

وتابع “شيد اليافعيون بفضل مهاراتهم كثيراً من القصور والدور والسدود وغيرها من المباني العامة، وما زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا كشاهد على حضارة عريقة، وما كانوا بوسعهم ذلك لولا وجود المواد الصالحة للبناء التي تستطيع البقاء ومقاومة الطبيعة أمداً طويلاً”.

وتقع يافع في الجهة الشرقية من عدن إلى الجنوب من البلاد وهي إحدى مناطق لحج، وساعدها في التفرد بهذا المعمار وقوعها في منطقة غنية بالأحجار الصلبة ذات الألوان المختلفة، تسمى (سرو حمير).

بدوره، أشار المتخصص في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، إلى أنها “كانت قديماً تشكل المسكن القديم للحميريين قبل نزوحهم إلى مواطنهم الجديدة في القرن الأول قبل الميلاد”.

نقوش وأكاليل وزخارف

تأخذ ناطحات السحاب الحجرية أشكالاً متعددة منها ما هي مربعة المسقط ومستطيلة، ويصل ارتفاعها إلى خمسة وستة وسبعة طوابق.

أما الحزام الناصع البياض الذي يلتف حول خاصرة البيت اليافعي ويفصل بين الطابق والآخر فيضيف طابعاً جمالياً على البيت اليافعي.

وتتوج البيوت الحجرية بأكاليل تزدان بها أعلى السطح تسمى “تشاريف”، وهي علامة على اكتمال بنيان طوابق البيت. ومن الداخل تزين النقوش والزخارف الحميرية القديمة جدران المنازل في مظهر جميل ومتفرد.

والعمارة الحجرية اليافعية ليس مجرد مكان لإيواء أفراد الأسرة، بل تتمتع بنظام دفاعي شديد الدقة، لمراعاة الأمان، إذ إنها أشبه بحصون وقلاع عسكرية منيعة فيها جميع الاستحكامات الدفاعية بما في ذلك فتحات أو مزاغل خاصة لرمي الرماح أو لتوجيه البنادق.

عمارة دخيلة

وأشار المهتم بالعمارة اليافعية نجيب صبري إلى أن العمارة الأسمنتية الدخيلة باتت تتهدد المعمار اليافعي الأصيل، قائلاً “هذه الظاهرة بدأت تغزو مدننا وقرانا اليافعية، وإذا ما استمرت دون أن نتنبه لأخطارها فقد تقضي تدريجاً على خصوصيتنا المعمارية الأصيلة”.

ولفتت العمارة الحجرية في يافع، هندسة وارتفاعاً، اهتمام المتخصصين، إذ يضعونها إلى جانب عمارتي الياجور في صنعاء القديمة والطينية في حضرموت كأنماط معمارية متميزة تزين لوحة الفن المعماري وشواهد أثرية على حضارة الأجداد العظيمة.

خلفية تاريخية

وتعد العمارة من أهم سمات الثقافة المادية للإنسان وتحتل مكانة مهمة في تطور المجتمع البشري وفي حضارات الشعوب والأمم المزدهرة، التي نجد التعبير الصادق عنها فيما خلفته من آثار عمرانية بالغة تدل على ذلك المستوى من الرقي الحضاري الذي بلغته.

ويشكل اليمن متحفاً حياً يجمع بين ثالوث المعمار الطيني والياجوري والحجري، في صورة تعكس حالة من التمدن والرقي والحضارة العمرانية، عاشها هذا البلد في التاريخ القديم ولا تزال آثارها باقية حتى اليوم.

وإلى ذلك، وبحسب إفادة المتخصص في العمارة اليافعية الدكتور على الخلاقي “فإن يافع اليمنية عرفت النشاط الإنساني والحضاري في وقت مبكر من تاريخ اليمن القديم” وعرفت قديماً باسم “دهسم” كما جاء في نقش النصر.

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التاريخ الثقافة اليمن

إقرأ أيضاً:

رسائل حب من فيرمير محور معرض يقتصر على ثلاث لوحات في نيويورك

نيويورك "أ.ف.ب": يخوض متحف "مجموعة فريك" في نيويورك تحديا غير تقليدي عبر تقديم معرض يقتصر على ثلاث لوحات تحمل توقيع يوهانس فيرمير تتمحور حول رسائل حب للرسام الهولندي من القرن السابع عشر.

استحوذ مؤسس المتحف، الصناعي هنري فريك، سنة 1919 على لوحة "العشيقة والخادمة" Mistress and Maid الشهيرة للرسام الملقب بـ"سفنكس دلفت". ولهذا المعرض الجديد، استعار الموقع عملين آخرين هما "سيدة تكتب رسالة وخادمتها" Lady Writing a Letter with her Maid من المعرض الوطني الايرلندي، و"رسالة حب" The Love Letter من متحف رييكس Rijksmuseum في أمستردام.

هذه ثلاثة من الأعمال الستة التي كرّسها فيرمير (1632-1675) لقراءة الرسائل أو كتابتها أو تبادلها، في فترة كان فن الرسائل خلالها في ذروته.

وتُجسد الأعمال الثلاثة التي جُمعت في نيويورك شخصية الخادمة "الثانوية" التي تؤدي دور "الوسيط" بين العشيقة، التي "يُرجّح أن تكون على علاقة غرامية أو رومانسية"، وكاتب الرسائل أو متلقيها، على ما يوضح مُنسّق المعرض روبرت فوتشي.

في زمن كانت فيه النساء من خلفيات ميسورة معينة يتمتعن بحرية متزايدة في اختيار عشيقهنّ في أوروبا، كان الخدم "شهودا" على فنّ الإغواء بالرسائل، وفق هذا المُختصّ في الرسم الهولندي في القرن السابع عشر.

ويُضيف فوتشي "هذا الشعور بالترقب، وحالة الانتظار المتصاعدة، هو ما يستخدمه فيرمير كنقطة محورية في هذه الأعمال، والذي ما زال بالإمكان التماهي معها حتى اليوم"، في إشارة ربما إلى تطبيقات المواعدة التي ينتظر من خلالها ملايين الأشخاص ردا من شخص يُعجبون به.

دَين

على الرغم من اختلافها لناحية الحجم والحركة والمنظور، تُقدّم الأعمال الثلاثة "سرديات غامضة" تُميّز أعمال فيرمير، وفق القائمين على هذا المعرض الذي سيبقى مفتوحا حتى نهاية أغسطس في المتحف المُجدّد حديثا. بعد قرابة خمس سنوات من الإغلاق لأعمال تجديد ناهزت تكلفتها 330 مليون دولار، أُعيد افتتاح متحف "مجموعة فريك" في نيويورك في أبريل مع إضافة عشر صالات جديدة استُصلحت في الطبقة الثانية داخل الغرف الخاصة السابقة لهذه العائلة التي جنت ثروتها من الفحم والصلب.

يبدو أن اثنين من الأعمال المعروضة، "رسالة حب" و"سيدة تكتب رسالة وخادمتها"، احتلّا مكانة خاصة في حياة زوجة فيرمير، كاثرينا بولنز. فبعد أن توفي الرسام تاركا وراءه أحد عشر ابنا، اضطرت لاستخدام هاتين اللوحتين لتسديد دَين للخباز، على أمل أن تستعيد يوما ما العملين اللذين باتت قيمتهما تساوي ثروة.

يُعد "رسائل حب فيرمير" أول معرض مُخصص للفنان الهولندي في نيويورك منذ عام 2001، وأول معرض أصلي ينظمه متحف "مجموعة فريك" منذ إعادة افتتاحه. ويتباين هذا التكريم المتواضع نسبيا مع أكبر معرض استعادي مُخصص على الإطلاق لرسام العصر الذهبي الهولندي في عام 2023.

فقد عرض متحف رييكس في أمستردام 28 لوحة من أصل حوالى ثلاثين عائدة للفنان، بما في ذلك "ساقية الحليب" و"الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، في هذا المعرض الذي استقطب مئات الآلاف من مُحبي الفن.

بالنسبة للكندية إيمي نغ، أمينة "مجموعة فريك"، لا شك في أن "فيرمير لا يزال يأسر ويلهم الجماهير حتى اليوم".

مقالات مشابهة

  • إخلاء عمارة آيلة للسقوط بمنطقة الحبشي بالمنيا والمحافظ يوجه بتوفير سكن بديل
  • متحف الآثار في إسطنبول.. مرآة لتاريخ الحضارات المتعاقبة على تركيا
  • سياحة جاك السفاح في لندن..ما سر شهرة رجل قتل أكثر من 5 نساء؟
  • إثراء” يشارك في مهرجان “كونسينتريكو” الدولي للعمارة
  • عيد الأب.. متحف المركبات يبرز مقتنيات ترمز لعلاقة الآباء بالأبناء
  • روبيو: الرد الإيراني سيكون “الخطأ الأكبر” والباب مفتوح للحوار
  • رسائل حب من فيرمير محور معرض يقتصر على ثلاث لوحات في نيويورك
  • هل وثّق فيلم ليلة سقوط بغداد الحاضر قبل 20 عاما.. القوس مفتوح والوطني عاجز
  • عمليات قلب مفتوح وقسطرة علاجية للمرضى الأولى بالرعاية بمحافظة أسوان
  • العدالة الانتقالية وعلاقتها بالسلم الأهلي… في حوار مفتوح بحلب