ذكرى وفاته|الشاعر «ديفيد هربرت».. هرب مع زوجة أستاذه ومُنعت أشهر رواياته من النشر
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
ديفيد هربرت لورنس هو شاعر وروائي بريطاني يُعتبر أحد أهم كتاب اللغة الإنجليزية وأكثرهم تأثيراً في الحركة الأدبية البريطانية في القرن العشرين، يحل اليوم ذكرى وفاته.
ديفيد هربرت لورنسولد في بلدة صغيرة تدعى إيستوود، وكان والده عامل بمنجم، فقد عانى منذ صباه من الفقر وضيق الحال، كان لورنس في طفولته ضعيف البنية، ومريضًا بشكل مستمر، لكن هذا لم يمنعه من العمل مع والده في مناجم الفحم، إلى جانب عدم إهماله دراسته، فالتحق بمدرسة بوفيل بورد، والتي تسمى الآن مدرسة ديفيد هربرت لورنس الابتدائية، تكريمًا له، وأصبح أول تلميذ محلى يفوز بمنحة من مجلس المحافظة للدراسة في مدرسة توتتنهام الثانوية.
في عام 1907 فاز لورنس بمسابقة في القصة القصيرة، وكان في تلك الفترة يعمل على مسودة روايته الجديدة أيضًا، المرة الأولى، التي كتبت عنها الجارديان وعن موهبته، في عام 1910، أصيب لورنس بصدمة كبيرة، عندما ماتت والدته بالسرطان، وكانت وفاتها نقطة تحول رئيسية في كتاباته بعد ذلك.
التقى لورنس في عام 1912 بفريدا فون ريشتهوفن، زوجة إرنست ويكلي أستاذه في الجامعة، وكان لها ثلاث أطفال منه، وقع لورنس في حبها رغم أنها متزوجة وتكبره بـ 6 أعوام، إلا أنهما هربا سويًا، إلى ألمانيا، في منزل والد فريدا، وقبض عليه هناك بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، وتوسط له والد فريدا حتى أطلق سراحه، وخلال تلك الفترة كتب أول ما يعرف بمسرحيات التعدين.
لقد تعرض لورنس للعديد من المحن والصعاب في حياته، بدءًا من تجاربه مع الحرب وصولاً إلى أيامه الأخيرة. في عام 1913، نشر لورنس أول كتاب له في أدب الرحلات وسجل فيه رحلته عبر جبال الألب إلى إيطاليا. عاد لورنس إلى إنجلترا وتزوج فريدا في 13 يوليو 1914. في عام 1915، نشر روايته "الموظف البروسي" ومجموعة قصص أخرى. خلال أيام الحرب، واجه العديد من الصعوبات بسبب زوجته الألمانية، وقضى عامين يتنقل بين بيوت أصدقائه. في تلك الفترة الصعبة، نشر أيضًا أربعة مجلدات شعرية.
أُصيب لورنس بمرض السُل، وقرر السفر إلى إيطاليا في عام 1927. هناك، كتب روايته الأشهر "ليدي تشاترلي لوفر"، والتي تعتبر من أهم أعماله. ومع ذلك، تم حظر الكتاب لسنوات طويلة في الولايات المتحدة وإنجلترا بسبب محتواه الذي وُصِفَ بأنه فاحش ومخالف للقوانين.
تفاقمت مشاكله الصحية خلال تلك السنوات، وعانى كثيرًا من المرض، حتى توفي في 2 مارس 1930 عن عمر يناهز 44 عامًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مناجم الفحم كاتب بريطاني شاعر تهمة التجسس فی عام
إقرأ أيضاً:
الشاعر عبد العال السيد: الفن قوة ناعمة أكثر تأثيراً من آلة الحرب
في زمنٍ تتداخل فيه رائحة البارود مع أصوات الفن، ويبحث فيه السوداني عن معنى للطمأنينة وسط العصف اليومي، يطلّ الشاعر عبدالعال السيد — أحد أبرز أصوات الشعر الغنائي السوداني — صاحب (عز المزار، غربة ومطر، إنت المهم، وغيرها) ليقدّم شهادته الخاصة على زمنٍ مثخن بالأسئلة. شاعرٌ عاش الغربة بلا انقطاع، لكن الوطن ظلّ يسكن نصوصه كنبضٍ أبدي، تشهد عليه قصائده التي عبرت الأجيال، وغنّاها فنانون من مدارس مختلفة.
في هذا المقابلة التي أجرتها معه “التغيير” يتجوّل عبدالعال السيد بين محطات أغنيتنا الحديثة، وصدام قلمه الصحفي مع الواقع، وتحوّلات الذائقة، وصولاً إلى دور الشعر في زمن الحرب. حديثٌ شفيف يكشف عن شاعر يرى في الفن قوة ناعمة قادرة على ترميم الروح، وفي الكلمات ملاذاً يتجاوز الخراب.
التغيير: الخرطوم
كتبتَ لشتى الأجيال من الفنانين، من المخضرمين وحتى الأصوات الشابة؛ كيف ترى تطوّر الأغنية السودانية من موقعك كشاعر كان شاهدًا وصانعًا في الوقت نفسه؟
التطور في المطلق من سمات الزمن، وإذا كان حراك الحياة يتطور؛ والخطاب الجمعي للأفراد يتغير طبقا للراهن، فإن مجريات المشهد الثقافي والفني هي الأخرى تتطور بوتيرة مضطردة تبعا لتغييرات الذائقة.
مثلا النص الغنائي في السابق كان يتماشى مع حراك تلك المرحلة، ولكن حاليا فإن الأفكار والطروحات الغنائية تغيرت، ولكن على كل فإن الأغنية في الماضي ما زالت حاضرة في الوجدان الجمعي عكس أغنية الراهن، والتي سرعان ما تنطفئ مثل “فقاعة الصابون” وعلى فكرة أنا لا أبرئ نفسي من هذا المشهد.
بين الصحافة والشعر مساحة واسعة من الاشتباك مع الواقع؛ كيف ينعكس “القلم المشاكس والمصادم” — كما وصفتَ نفسك — على لغتك الشعرية؟
رغم أن الفعل الإبداعي في المطلق هو الأقرب إلى ” دكانه” الاحتراف الصحفي، ولكن ثمة مساحة، وتباعد بينهما عبد العال السيد المشاكس في كتابته وفقا لقولكم يختلف تماما عن الشخصية التي تكتب الشعر فحينما أتناول طرحا في المشهد العام أتداعى وامتطي ” عربة” الواقع، ولكن في حال الكتابة الشعرية ارتدي ” قفازات ناعمة” لمخاطبة الوجدان الجمعي والطائفة.
اشتغلتَ مع أصوات مختلفة جدًا في الأسلوب والخطاب الفني… كيف تُكيّف القصيدة مع شخصية المغنّي، دون أن تتنازل عن هويتك الشعرية؟
عفوا حينما أكتب النص لا يكون في ذاكرتي الفنان الذي سوف يؤديه وأذكر هنا أن لدي نصوصاً ملحمية من عمق الحياة وأخرى تساير اليومي الراهن، وكثيرا ما يتماشى مع اتجاه بوصلة الذائقة، ولا أخجل من ذلك.
عشتَ سنوات طويلة في الغربة، ومع ذلك ظلّ الوطن يتكرر في نصوصك كعودة دائمة؛ كيف أثّرت المسافة في بنية شعرك، وفي علاقتك بالسودان؟
بالتأكيد ذلك لأن الوطن هو الأم الرؤوم بشمسه ونيله ونخيله وصحرائه كلها تعيش في وجدان الإنسان مهما طالت غربته، ومن هذا المنطلق أسأل الله أن يتعافى الوطن من “سرطان” الدم اليومي.
في عز المزار: “وبقيت أعَاين في الوجوه… أسأل عليك وسط الزحام قبال أتوه” — هل ترى أن الشعر قائم أصلًا على المفارقة وتوليد المعنى من التفكير الاعتيادي؟ أم هو مجرد إعادة اكتشاف لما نعرفه مسبقًا بطريقة أعمق؟
نعم الفن في المطلق بمثابة وطن للتجاوزات وحينما أكتب النص لا أعرف كيف سوف ينتهي المفارقات في الفن كثيرة، وهي تأتي “عفوا الخاطر” ولا نفتعلها على الإطلاق.
كثير من النقاد يصفونك بأنك رقم لا يُمكن تجاوزه في الشعر الغنائي… ما الذي يجعل الشاعر، في رأيك، يتحوّل من كاتب نص إلى صانع وجدان؟
“يضحك” لا يا عزيزي ربما هذه “اكليشيهات” من بعض المحبين يدافع” تعاطفهم مع العبد لله. ولكن مجمل القول إن المصداقية هي التي تمنح أي فعل إبداعي هويته وترسخ المنتوج في الوجدان بحيث يعتمد كل إنسان أن هذا المنتج كتب من أجله فقط.
أغانيك تعبر الأجيال، ويغنيها فنانون من مدارس مختلفة… كيف تفسّر استمرار صلاحية نصك عبر الزمن؟ وهل تكتب وأنت تفكر في قارئ المستقبل؟
دوما أبحث عن فكرة النص التي تساير الذائقة والخطاب اليومي للمتلقين، ولا افتعل ذلك، ولكن ذلك نابع من إحساس ضرورة تقديم تجاربي للأجيال المتلاحقة، وعلى فكرة آخر نصوصي تغنى بها إمبراطور الريقي ود الزين وهو فنان يسير بقوة لاحتلال صدارة المشهد.. النص بعنوان “درويش يا ناس درويش” ويسجل مشاهدات عالية في مواقع التواصل. ولدي عنده الكثير من النصوص ٠.
الحرب في السودان تركت جرحًا عميقًا في وجدان الناس… كيف يعبر الشعر — وشعرك تحديدًا — عن آلام الحرب؟ وهل ترى أن دور الشاعر هو المواساة، أم الشهادة، أم الاحتجاج؟
رغم أن الحرب أحدثت شرخاً من العيار الثقيل في مكونات الشعب السوداني، لكن الفعل الإبداعي المتمثل في الفن والثقافة والدبلوماسية والرياضة وجودة الحياة كل هذه المنظومة تنتمي إلى مصطلح ” القوة الناعمة) وهذه القوة أكثر تأثيرا من آلة الحرب الجهنمية، ولكن القوة الناعمة تحتاج إلى تكنيك وتقنيات ومؤثرين لإطلاقها
بعض نصوصك تبدو كأنها “شخصيات” تعيش وتتحرك داخل الأغنية… كيف تُبنى لديك الشخصية الشعرية؟ وهل تشعر أحيانًا أنها تقودك أكثر مما تقودها؟
التجارب في المطلق تصنع الفعل الإبداعي، كما أن الكتابة تكون وفق مجريات الأحداث من أحزان وهموم والنص هو الذي يقود الإنسان إلى اتجاهات مختلفة، وربما متاهات يصعب الخروج من دهاليزها.
لو قُدّر لك أن تكتب “وصية شعرية” للشعراء الشباب الذين يرثون بلادًا مثقلة بالفقد والاشتباك… ماذا تقول لهم؟
وظِفوا الشعر هذا الصيد الجميل من أجل التسامح والتصالح وتجاوز الخيبات فالفن في المطلق يرمم المشاعر، ويؤلف بين النفوس.
الوسومالسودان الشاعر عبد العال السيد الشعر الغنائي حرب الجيش والدعم السريع