حكم استعمال الصابون والمعقمات المعطرة أثناء الإحرام.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
اجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونه:"حكم استعمال الصابون والمعقمات التي تحتوي على رائحة معطرة أثناء الإحرام؟".
وردت دار الإفتاء موضحة: أنه لا يجوز شرعًا أن يستخدم المحرم أيَّ نوعٍ من أنواع الطِّيب أو العطور سواء كان للتطيب والتعطر أو لتنظيف بدنه أو ثوبه، أما إذا استخدم المحرم أنواع الصابون المعقم؛ لتنظيف جسده أو ثيابه من العرق والأوساخ، أو كان بنية التطهير والتعقيم، فهذا أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، لأنه وإن احتوى هذا الصابون المعقم على بعض الروائح، فإنه ليس المقصود منه التطيب بحالٍ.
يَحْرُم على المُحْرِم أشياء مخصوصة تسمى (المحظورات) هي ما يلي:
1- لبس المَخِيط بالنسبة للرجل.
2- تغطية الرأس أو جزء منه بالنسبة للرجل.
3- تغطية الوجه أو جزء منه بالنسبة للمرأة.
4- حَلْق الشعر.
5- استعمال الطِّيب في الثوب والبدن.
6- تقليم الأظافر.
7- قتل الصيد.
8- عقد النكاح لنفسه أو لغيره بولاية أو وكالة.
9- مقدمات الوطء من اللمس والتقبيل بشهوة.
كما يحرم الامتشاط في الإحرام على من يعلم أن شعره يتساقط به، فإذا لم يعلم ذلك فهو مكروه في حقه، وإذا امتشطت المرأة أو الرجل ورأى في مشطه شعرات لا يدري هل قطعت بسبب المشط أو كانت ساقطة أصلًا: فلا تلزمه الفدية في هذه الحالة؛ لاحتمال أن تكون مقطوعة من الأصل، ولا تجب الفدية بالشك والاحتمال.
وعن سُنن الإحرام، قالت دار الإفتاء المصرية، إن سُنن الإحرام تتلخص فيما يلي :
- الغُسل قبل الإحرام مباشرة.
- صلاة ركعتين بعد الغسل وقبل الإحرام.
- قصُّ الأظفار قبل الغسل.
- قصُّ الشارب قبل الغسل.
- النظافة الشخصية
- التلبية بعد الإحرام.
- الدعاء بعد التلبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محظورات الإحرام دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
ذكرى انتصار الثورة.. سوريون يستعيدون أماكنهم بعد سنوات الغياب
دمشق- بعد سنوات طويلة من الشتات والمنافي القسرية، بدأت أعداد متزايدة من السوريين الذين شاركوا في الثورة السورية أو دعموها من الخارج بالعودة إلى الوطن عقب انتصارها النهائي.
لكن العودة لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مطار إلى منزل؛ كانت في البداية رحلة وجدانية عميقة نحو "المكان" الذي شكّل ذاكرتهم الشخصية والجماعية على حد سواء، ليس بالضرورة أن يكون البيت العائلي، بل قد تكون مدرسة فُقدت في سن المراهقة، أو حيّا دُمر بالكامل، أو زقاقا في بلدتهم القديمة حمل ذكريات الشباب واقتسام الأحلام الأولى.
التقت الجزيرة نت بشخصيات سورية عادت بعد الانتصار، تروي كل منها قصة لقاء مَر أو يستمر مع "مكانها" الذي اختارته بنفسها، حيث شعروا آخر مرة أنهم "مواطنون"، قبل أن يتحولوا إلى "مطلوبين" أو "لاجئين" أو "مغتربين".
يكشف المستشار الأميركي للشؤون الاقتصادية والدبلوماسية، السوري الأصل طارق نعمو، للجزيرة نت، تجربته الشخصية بعد سنوات المنفى الطويلة، وعودته إلى سوريا عقب انتصار الثورة. ويقول إن أول ما خطر بباله عندما سُئل عن المكان الذي عاد إليه بعد الانتصار كان "المقعد الخشبي في الصف الأخير من مدرسته"، والذي كان آخر عهده برفاقه الذين فرقهم نظام بشار الأسد قبل 17 عاما، فتشتتوا بين المنافي حول العالم، لكن ذلك المقعد ظلّ "أثمن من كل مقاعد الدرجة الأولى في طائرات الهجرة" حسب قوله.
ويؤكد نعمو أنه حين غادر سوريا لم يكن يبحث عن "عنوان جديد في جواز سفره، بل عن فرصة جديدة للكرامة"، فكان يبحث عن مكان "إذا تعبت يحترم تعبك، وإذا نجحت يحترم نجاحك، لا يسألك عن طائفتك ولا عن واسطتك، بل عن فكرتك وجهدك" حسب وصفه.
ويضيف أن أميركا لم تكن بالنسبة له هروبا من بلده، بل "التفافا طويلا للعودة إلى سوريا من باب أكبر: باب الخبرة ورأس المال والعلاقات الدولية".
إعلانعاد المستشار إلى حيه القديم، ودخل المدرسة زائرا لا طالبا، ويصف المكان الذي شهد فيه دروسه الأولى بأنه صار في ذاكرته "درسا في معنى الوطن، كيف يمكن لقرار سياسي أحمق أن يقتلع جيلا كاملا من مقاعده، وكيف يمكن لإصرار هذا الجيل أن يعيد نفسه إلى الأرض من بوابات أخرى".
ويتساءل وهو يمرّ بجانب غرفة الإدارة التي كان الخوف يسكنها سابقا "هل نعود فقط لأن الحنين يضغط على صدورنا؟"، ثم يجيب نفسه "بأن العودة الحقيقية معنى ومسؤولية، أن تجد لنفسك دورا حقيقيا في بناء شيء جديد، حتى لو كان مشروعا صغيرا في الحيّ، فهو جزء من لوحة كبيرة لنهضة بلد بأكمله".
يتمشى في الساحة، فيسمع في رأسه صوت جرس الحصة الأولى ممزوجا بصوت أول هتاف للحرية، بالنسبة له، لم يعد هذا المكان مجرد "مدرسة"، بل صار "ذاكرة عبور نشطة، وحارسا أمينا على باب الانتصار"، يذكّره دائما أن "ثمن الكرامة كان مقعدا مدرسيا خسرناه، مقابل بلد قررنا ألا نخسره".
بالنسبة للدكتور بكر غبيس، الطبيب السوري المغترب في الولايات المتحدة وعضو منظمة "مواطنون لأجل أميركا آمنة"، فإن غوطة دمشق الشرقية، وبالأخص مدينة حرستا مسقط رأسه، تبقى المكان الأكثر تميزا في وجدانه، رغم اغترابه عن سوريا منذ نحو 20 عاما.
وأوضّح في حديثه للجزيرة نت أنه منذ أن اندلعت الثورة السورية عام 2011، ظل على ارتباط وثيق بالحراك في الغوطة، حيث كان يتواصل مع الناشطين والكوادر الطبية هناك، وبصفته طبيبا، ساهم في دعم المراكز الطبية داخل المناطق المحررة.
وبعد تحرير الغوطة في ديسمبر/كانون الأول 2024، زار مسقط رأسه حرستا بعد أسبوع واحد من التحرير، فوجد المدينة مدمرة بنسبة 80%، ومن بينها بيته وحارته، وعلى جدران ما تبقى من منزله عبارات كتبها جنود النظام "من هنا مر الجيش العربي السوري.. وإن عدتم عدنا".
وأكد غبيس أن هذا المكان يحمل رمزية كبيرة بالنسبة له، ولأهالي الغوطة وللسوريين عموما، فكل زيارة لسوريا لا تخلو من تفقد معالم المدينة والمشافي التي صمدت لأكثر من 5 سنوات، في مواجهة ما وصفه بـ"أبشع الجرائم".
وأشار إلى أن الغوطة كانت خزانا بشريا للثورة السورية، وأن مقاتليها شكلوا طلائع القوات التي ساهمت لاحقا في تحرير مناطق أخرى، واعتبر أن المدينة تُستعاد فيها اليوم لحظات الصمود والتكافل بين السوريين، ويقول "من الغوطة نستمد معنويات الصمود، ونذكّر أولادنا بأن هذا المكان كان مسرحا لأبشع الهجمات الكيماوية على الثوار السوريين، ومع ذلك بقي رمزا للكرامة".
في أول زيارة له إلى دمشق بعد سنوات الغياب، توجه الدكتور أحمد جاسم الحسين، رئيس اتحاد الكتاب العرب، مباشرة إلى كلية الآداب في جامعة دمشق، وتحديدا قسم اللغة العربية، حيث المكان الذي قضى فيه نحو ربع قرن من حياته.
يقول الدكتور الحسين للجزيرة نت إنه مكث في هذا القسم منذ أن كان في الـ17 من عمره حتى أصبح أستاذا دكتورا في الجامعة، ويصفه بالقول إن "هذا المكان يعني لي الكثير؛ فيه تشكّلت شخصيتي، وحصلتُ على كثير من الفرص، وتراكمت لي فيه ذكريات، معظم فترة شبابي كانت فيه، وكان هو مدخلي إلى الحياة والتغيير والتطور وتكوين الشخصية".
إعلانوأضاف أن مكانا آخر لا يقل أهمية بالنسبة له هو "مقهى النوفرة" خلف المسجد الأموي، حيث كان يجلس فيه بشكل شبه أسبوعي مع أصدقاء محددين، بات كل منهم اليوم في مكان مختلف من العالم، وربما توفي بعضهم، أو لم تعد ظروف الحياة تسمح بلقائهم.
ويستذكر حتى اليوم طعم كأس الشاي وطعم تلك الجلسات، مضيفا أن "نفس العاملين ما زالوا موجودين، لكن الزمن تقدم بهم كما تقدم به".
ويستطرد الدكتور في سرد ذكرياته قائلا إن "المشي في شوارع دمشق القديمة، وخاصة زقاق القيمرية، كان جزءا رئيسيا من حياته العائلية، حيث كانوا يتوقفون لأكل كروسان القيمرية الشهير"، ويؤكد أنه كان يقصد هذه الأماكن كلما شعر بالضيق لتضفي عليه شعور الراحة والطمأنينة.
يحرص الحسين على زيارة منطقة ساروجة، ليكتشف أزقتها من جديد ويلاحظ وجوه الناس المتغيرة، ويمر بساحة المرجة فيستذكر عراقتها وكيف كانت مركز المدينة قديما، ثم يتفقد المقاهي مفرقا بين الحديث والقديم منها، ويتفقد ما يحدث في المدينة من تحولات في المهن والحياة اليومية، ويقول "هذه أماكن لا يُشبع منها؛ فالبشر المارّون يتغيرون يوميا، لكن التواصل مع المكان وجداني عميق".
ويلاحظ رئيس اتحاد الكتاب العرب أن "دمشق عادت خلال فترة قصيرة نسبيا إلى سحرها وحضورها الكامل"، ويضيف "هناك أماكن كثيرة في دمشق، لكن المدينة بالنسبة لي هي مكان التشكل والوجود".