تسعى نماء لخدمات المياه إلى الإسهام الفاعل في الخطة الوطنية للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني لسلطنة عُمان، وفقًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - باعتماد 2050 عامًا للوصول إلى الحياد الصفري لسلطنة عُمان، بحيث يصبح التوازن بين انبعاثات الغازات الدفيئة؛ بسبب حرق الوقود الأحفوري وعمليات خفض تلك الانبعاثات يعادل الصفر بحلول ذلك العام.

وقال المهندس أحمد بن راشد الخميسي مدير عام الجودة والصحة والسلامة والبيئة والمختبرات بنماء لخدمات المياه: إن مساعي الشركة للوصول إلى الحياد الصفري لسلطنة عُمان تأتي متسقة مع الجهود الوطنية للتصدي لظاهرة التغير المناخي، وذلك من خلال التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، والعمل على زيادة المساحات الخضراء والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعة.

وأضاف: يندرج في هذا الإطار سعي الشركة لتطبيق التقنيات الأساسية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى الحياد الصفري والمتمثلة في التركيز على الاستدامة البيئية من خلال كفاءة استهلاك الطاقة، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتبني الحلول القائمة على الطبيعة، حيث خطت سلطنة عُمان خطوات متسارعة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وإقامة الصناعات قليلة الانبعاثات الكربونية من خلال تبني الاستراتيجيات اللازمة لتطوير مشروعات البنية الأساسية في هذا القطاع.

وأكد مدير عام الجودة والصحة والسلامة والبيئة والمختبرات بقوله: تمضي نماء لخدمات المياه بعزم أكيد للإسهام في دعم التوجه الوطني للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال العمل على تنفيذ المطلوبات ذات الصلة بأعمال وأنشطة الشركة وفق أسس علمية وعملية، وبناءً على أولويات «رؤية عمان 2040» من خلال أولوية «البيئة والموارد الطبيعية»، إلى جانب التمشي بموجب أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2030، والتي ضُمِّنَت في الخطة الاستراتيجية للشركة (2023-2027) ويجري العمل على تنفيذها وفقًا للبرنامج الزمني المحدد.

وأوضح الخميسي أن نماء لخدمات المياه أبرمت اتفاقية مع شركة «أوكيو» لبيع الوحدات المعتمدة للحد من الانبعاثات الضارة بالصحة والبيئة، وذلك وفقًا لمعايير آلية التنمية النظيفة التابعة للأمم المتحدة تحت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وتأتي الاتفاقية ترجمة لاهتمام الشركة بكهربة العمليات وتعزيز كفاءة استخدام الغاز واحتجاز وتخزين الكربون بهدف التحكم في الانبعاثات التي تضر بالبيئة، وتؤثر سلبًا على المناخ جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتابع المهندس أحمد الخميسي قائلا: يعبّر سجل الشركة في هذا السياق عن رؤى طموحة، وخطط عملية فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الكربون من خلال خارطة طريق تعتمد على الخفض التدريجي وصولًا إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.

وقال: إنه لأهمية البُعد البيئي في تحقيق التوازن المناخي، أولت نماء لخدمات المياه هذا الجانب اهتمامًا ملحوظًا، وبما يتماشى مع المعايير الدولية، مما أهّل الشركة للحصول على العديد من شهادات أنظمة إدارة الجودة العالمية ومنها: أنظمة الإدارة البيئية (الآيزو 14001).

وأضاف الخميسي: يعمل قسم البيئة في الشركة بصورة منهجية لضمان عدم وجود أي آثار سلبية على البيئة والمجتمع من جميع أنشطة الشركة، وتتركز مهام القسم في استيفاء المتطلبات البيئية، وضمان التحسين المستمر للأداء البيئي في الشركة، ودعم المبادرات البيئية وتعزيز الوعي البيئي في أوساط المجتمع. مشيرا في هذا الصدد إلى أن بحيرات الأنصب التي تديرها نماء لخدمات المياه، تُعد من المشروعات البيئية ذات التأثيرات الإيجابية على المناخ من خلال زيادة المساحات الخضراء، وتمثل داعمًا مهمًا لجهود الإصحاح البيئي، ورافدًا للتنوع الإحيائي لكونه معرضًا ذا أهمية وطنية ودولية لأبرز موائل الحيوانات البرية والطيور في سلطنة عُمان، إضافة إلى جهود الشركة في توزيع الشتول على المؤسسات الحكومية وأفراد المجتمع للتشجيع على زراعة النباتات البرية العُمانية دعمًا لمبادرات نشر مظلة الغطاء الأخضر بما ينعكس إيجابًا على البيئة والمناخ عمومًا، ويسهم بالتالي في الحد من التغير المناخي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: للوصول إلى الحیاد الصفری نماء لخدمات المیاه من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

تعرف على خطة غوغل التي استغرقت 25 عاما للوصول إلى الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي هو أعظم اختراع في عصرنا الحالي، ولكنه لم يكن ليوجد لولا بنية تحتية قوية يعمل من خلالها. تخيل أنك تتابع بناء ناطحة سحاب لعدة أشهر أو حتى سنوات، لا ترى سوى حفرة كبيرة في الأرض ولا يبدو أن هناك أي تقدّم، ثم فجأة، يظهر الهيكل الحديدي وترفع الأعمدة وتُبنى الجدران بوقت قصير، فالجزء الذي نراه جميعا يستغرق وقتا أقل بكثير من العمل الذي حصل تحت الأرض، لأنه من دون أساسات عميقة، لن يصمد المبنى.

الأمر مشابه تماما في عالم الذكاء الاصطناعي، فهناك أجزاء أساسية تُبنى في الخلفية على مدار سنوات أو حتى عقود، وهي غير مرئية للمستخدمين، لكنها ضرورية لتعمل منتجات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح.

وبحسب تقرير نشره موقع "بزنس إنسايدر" فإن شركة غوغل تمتلك معظم هذه البنية التحتية، كما أن شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا وأمازون تمتلك بعضها، أما شركة "أوبن إيه آي" فهي تعمل بوتيرة متسارعة لبنائها، وما زال أمامها طريق طويل لتقطعه، وبالنسبة لشركة آبل فهي تفتقر بشكل كبير لبنية تحتية تُشغل ذكاء اصطناعيا خاصا بها وهو ما يشكل تحديا كبيرا لمستقبلها خاصة فيما يتعلق بهواتف آيفون.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المشاكل التقنية قد لا تكون واضحة دائما لأنها تحدث خلف الكواليس، ولكن هذا العام برزت بشكل لافت عندما اضطرت آبل لتأجيل التحديث الكبير لمساعدها الذكي "سيري"، فالشركة تحاول تغيير "سيري" من جذوره ليتماشى مع عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنها لم تكن مستعدة.

ويتطلب إصلاح "سيري" بالشكل المطلوب إنشاء بنية تحتية من الصفر، وإن لم تنجح في ذلك فقد تضطر للاعتماد على شركات أخرى منافسة، أو الدخول في صفقات استحواذ باهظة.

كيف استفادت غوغل من بنيتها التحتية لتطوير الذكاء الاصطناعي؟

تحتاج آبل إلى الكثير من المكونات الأساسية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن لفهم الصورة بشكل أوضح، يكفي أن نلقي نظرة على ما بنته غوغل خلال العقود الماضية لتكون جاهزة لمواكبة تقدم الذكاء الاصطناعي.

إعلان

على سبيل المثال، أطلقت غوغل مؤخرا أداة "فلو" (Flow) وهي أداة ذكاء اصطناعي توليدي تساعد المبدعين على إنتاج فيديوهات احترافية بسهولة، لكن خلف هذه الأداة البسيطة ظاهريا، هناك بنية تقنية ضخمة ومعقدة طورتها غوغل على مدى سنوات، كما أن نموذج "فيو" (Veo) -المخصص لتوليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، وهو الآن في نسخته الثالثة- لم يكن ليوجد لولا مقاطع فيديو يوتيوب التي تدرب عليها. من يملك يوتيوب؟ نعم، غوغل.

وتملك غوغل أيضا نموذج "جيميناي" روبوت الذكاء الاصطناعي منافس "شات جي بي تي"، بالإضافة إلى نموذج "إميجن" (Imagen) لتوليد الصور وهو في نسخته الرابعة.

ولو بحثنا عن منشأ الذكاء الاصطناعي سنجد أن تقنية لمحول (Transformer) التي ابتكرتها غوغل عام 2017 كانت الحجر الأساس الذي جعل الذكاء الاصطناعي ممكنا، بالإضافة إلى معالجات "تينسور" (Tensor) وهي شرائح متقدمة من غوغل.

ولكن القصة لا تنتهي هنا، فشركة غوغل تمتلك كنزا من البيانات، إذ إنها أرشفت محتويات الإنترنت لعقود، وهي تجمع كميات هائلة من المعلومات من مصادر متعددة، وكل هذه البيانات تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر قوة ودقة.

الشركات مثل "أوبن إيه آي" تختار نموذج "الصندوق الأسود"، لأنها تريد أن تخفي معلوماتها وتحافظ على نقاط قوتها (شترستوك) مؤسس غوغل يكشف عن الذكاء الاصطناعي قبل 25 سنة

في مقابلة أُجريت عام 2000 تحدث لاري بايج المؤسس المشارك لشركة غوغل عن رؤيته للذكاء الاصطناعي، وقال إن "الذكاء الاصطناعي سيكون النسخة النهائية لغوغل، والذي يفهم ما تريد بالضبط ويعطيك الإجابة الصحيحة"، وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي سيكون قادرا على الإجابة عن أي سؤال، لأن كل شيء تقريبا موجود على الإنترنت، أليس كذلك؟".

وذكر أن غوغل كانت تمتلك حوالي 6 آلاف حاسوب لتخزين حوالي 100 نسخة من الإنترنت، وقال بايج مبتسما "الكثير من الحوسبة، والكثير من البيانات التي لم تكن متاحة من قبل، ومن وجهة نظر هندسية وعلمية فإن بناء أشياء للاستفادة من هذا يعد تمرينا فكريا مثيرا للاهتمام، لذلك توقعت أن أكون مشغولا بذلك لبعض الوقت".

ويبدو أنه عندما أصبحت غوغل شركة عامة كمزود لمحرك البحث في عام 2004، كانت بالفعل شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وفي عام 2012، حقق الباحثون طفرة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي عندما دربوا الحواسيب على التعرف على الأشياء وتصنيفها بمجرد "مشاهدتها"، إذ طور أليكس كريزيفسكي وإليا سوتسكيفر وجيفري هينتون -الذي كان مستشارهم في جامعة تورنتو- تقنية "أليكس نت" (AlexNet)، وأسسوا شركة "دي إن إن ريسيرتش" (DNNresearch) التي اشترتها غوغل عام 2013، مكتسبة جميع حقوق الملكية الفكرية بما في ذلك كود المصدر الخاص بها.

وفي عام 2014، اشترت غوغل شركة "ديب مايند" (DeepMind)، وهي مختبر سري للذكاء الاصطناعي يديره ديميس هسابيس ومصطفى سليمان، وهذه الخطوة ألهمت إيلون ماسك لإطلاق شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" كقوة مقابلة تنافس غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقد مضى على ذلك أكثر من عقد من الزمن، والآن أصبحت "ديب مايند" بقيادة هسابيس جزءا أساسيا من غوغل، وتقود كثيرا من مشاريع الذكاء الاصطناعي المهمة لديها، بينما يدير سليمان مشاريع الذكاء الاصطناعي الكبيرة في مايكروسوفت.

إعلان

وقبل مؤتمر "غوغل آي/أو" عام 2016، استعانت الشركة بمجموعة من الصحفيين لتعريفهم بمفهوم "تعلم الآلة" -وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي- وقضى هينتون ورواد الذكاء الاصطناعي الآخرون ساعات وهم يشرحون كيفية عمل هذه التقنية المعقدة، وفي العام ذاته كشفت الشركة عن "تي بي يو" (TPU)، وهي سلسلة من شرائح الذكاء الاصطناعي طورتها داخليا والتي تنافس وحدات معالجة الرسومات من شركة "إنفيديا".

وتستخدم غوغل هذه الشرائح في مراكز بياناتها الخاصة كما تؤجرها لشركات ومطورين آخرين عبر خدمتها السحابية، كما طورت إطار عمل للذكاء الاصطناعي يسمى "تينسورفلو" (TensorFlow) لدعم مطوري تعلم الآلة.

وتُخطط غوغل لإنشاء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي بقيمة 75 مليار دولار هذا العام، ولتشغيل كل هذه المراكز أبرمت غوغل مؤخرا صفقات لتطوير 3 محطات نووية لتوفير طاقة كافية تُشغل مراكزها.

آبل تمتلك الكثير من البيانات لكنها حذرة في استخدامها لتطوير الذكاء الاصطناعي بسبب خصوصية المستخدمين (آبل) وضع آبل صعب

في عام 2018، بدا وكأن جهود شركة آبل في مجال الذكاء الاصطناعي قد بدأت تتجه نحو الطريق الصحيح. ففي بداية ذلك العام، جمع كرايج فيديريجي رئيس قسم البرمجيات في آبل كبار موظفيه وأعلن عن تعيين شخصية بارزة جديدة، حيث استقطبت الشركة جون جياناندريا من غوغل ليكون رئيس قسم الذكاء الاصطناعي لديها، والذي كان يدير مجموعات البحث والذكاء الاصطناعي في غوغل، بحسب تقرير من "بلومبيرغ".

ولكن، رغم ذلك ما زالت شركة آبل تفتقر للعديد من العناصر الأساسية أهمها البنية التحتية، فهي لا تدير العديد من مراكز البيانات الكبيرة، وتستعين بمنشآت غوغل من أجل مشاريع مهمة، فعندما يقوم مستخدمو أجهزة آبل بعمل نسخ احتياطية على "آيكلاود"، غالبا ما تُخزن هذه النسخ في مراكز بيانات غوغل، وفيما يتعلق بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من آبل التي تُشغل "آبل إنتلجنس"، فقد طلبت آبل وصولا إضافيا إلى شرائح "تي بي يو" من غوغل لتنفيذ تدريبات للنماذج.

يُذكر أن آبل تمتلك الكثير من البيانات لكنها حذرة في استخدامها لتطوير الذكاء الاصطناعي بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية المستخدمين، وقد حاولت معالجة الذكاء الاصطناعي على الأجهزة مثل آيفون، لكن هذه المشاريع تحتاج إلى قوة حوسبة ضخمة لا توفرها إلا مراكز البيانات.

ومن جهة أخرى كانت آبل بطيئة في جذب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، فلم تسمح للباحثين بنشر الأوراق البحثية علنا أو فرضت قيودا على ذلك، حيث كان ذلك عنصرا أساسيا في استقطاب المواهب الحيوية على مدار سنوات عديدة.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 100 موظف بالـBBC يفضحون “الحياد المزيف” في تغطية غزة
  • سنجل: مسيرة حاشدة للوصول إلى أراضي البلدة المهددة بالاستيلاء
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي
  • العودات: تمكين الشباب سياسيًا أساس التحديث وبناء الأردن الحديث
  • وثائقي عن أطباء غزة يفجّر أزمة داخل بي بي سي حول الحياد والانحياز
  • تعرف على خطة غوغل التي استغرقت 25 عاما للوصول إلى الذكاء الاصطناعي
  • المملكة ترسم ملامح الحلول العالمية لأزمات الجفاف وتؤكد أهمية الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية
  • المياه النيابية: ضعف السوداني وحكومته وراء شحة المياه في العراق
  • «إيدج» تحصل على «الامتثال في إدارة الكفاءات»
  • حماس: جهود مكثفة للوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان وإغاثة شعبنا