غانتس يبدأ اليوم زيارة لواشنطن ونتنياهو متفاجئ ويتملكه الغضب
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
يبدأ اليوم الاثنين العضو في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس زيارة واشنطن للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف مؤقت لإطلاق النار" و"الحاجة إلى زيادة كبيرة" في المساعدات الإنسانية لغزة، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض.
وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة، الداعم العسكري والدبلوماسي الرئيسي لإسرائيل، إلى التوصل لهدنة في الحرب المستمرة منذ حوالي 5 أشهر.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، إن من المقرر أن يجتمع غانتس مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك ساليفان الاثنين.
وأضاف "هذا الاجتماع جزء من جهودنا المستمرة للتحدث مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب في غزة والاستعدادات لليوم التالي".
وخلال زيارته الولايات المتحدة، من المقرر أن يلتقي غانتس أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وفق ما قال مسؤول في الوزارة.
وأوضح المسؤول في البيت الأبيض أن هاريس "ستشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة من حماس"، لكنها ستؤكد أيضا "الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والذي من شأنه أن يسمح بوقف موقت لإطلاق النار، والحاجة إلى زيادة كبيرة في المساعدات لغزة".
وستُذكّر نائبة الرئيس أيضا بأن "الولايات المتحدة مستعدة لبذل مزيد من الجهود لزيادة المساعدات، ولا سيما من خلال عمليات الإنزال الجوي التي بدأت السبت" إضافة إلى "ممر بحري محتمل لنقل المساعدات بحرا".
وغانتس وزير بلا حقيبة ووزير سابق للدفاع، وهو منافس سابق لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ويتصدر حزبه الاتحاد الوطني (وسط) بفارق كبير نوايا التصويت، في وقت تبدو الحكومة الائتلافية الإسرائيلية أكثر هشاشة.
وقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول مطلع قوله إن غانتس أبلغ نتنياهو بزيارته لواشنطن بعد تحديد جدول الأعمال، وإن نتنياهو فوجئ بزيارة غانتس ويتملكه الغضب الشديد.
وأكدت أن زيارة غانتس لواشنطن تعكس انقساما حادا في القيادة السياسية الإسرائيلية.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ردا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 30410 أشخاص، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة في القطاع.
وتتزايد الدعوات الدولية لوقف النار في مواجهة الوضع الصعب للفلسطينيين في القطاع المهدد بالمجاعة والمحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الغارديان: الرواية الإسرائيلية بتكذيب المجاعة في غزة تتناقض مع الأدلة الواضحة
تفتخر "إسرائيل على مدار عقود طويلة بقدرة مسؤوليها على الدفاع والإقناع في أنحاء العالم، إلا أن الحرب ضد قطاع غزة شكّلت أعظم اختبار لدبلوماسيتها العامة، كما تبيّن بوضوح في مواجهة حادة بين ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ونيك روبنسون، مقدم برنامج "توداي" الرئيسي على إذاعة "بي بي سي".
وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن مينسر شدد على أنه يتحدث باسم رئيس الوزراء، وقدم موقفًا غير متساهل مدافعًا عن الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك اتهام حركة حماس، التي وصفها بـ"عبادة الموت الإبادي"، باستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وقال لروبنسون: "تواجه إسرائيل مفارقة أخلاقية في الوقت الحالي. لقد خلقتها حماس. لدينا فرصة لضرب كل هدف عسكري، لكن حين نفعل، نتعرض للإدانة، أو لا نضرب ونكافئ استخدام الدروع البشرية".
وأوضح التقرير أن جوهر المواجهة كان حول الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وهنا، ربما شعر بعض المستمعين بأن مينسر يحاول عمداً التعتيم على الواقع الموثق جيدًا على الأرض، لأغراض سياسية وأيديولوجية واستراتيجية.
وذكر أنه "بالتأكيد، من الصعب الدفاع عن الحجة الإسرائيلية الأساسية بأن لا وجود للجوع في غزة، وينطبق الأمر ذاته على مزاعم مينسر بأن هناك طعاما في غزة وأن الأسواق مفتوحة".
وأوضح "صحيح أن بعض الأساسيات ما زالت متاحة في القطاع، حتى بعد 11 أسبوعًا من الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل، وأن بعض الأكشاك والمتاجر لا تزال تعرض سلعًا محدودة، لكن الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء ما يحتاجونه للبقاء، وحتى إن استطاعوا، فإن الكميات المتوفرة تكفي فقط لعدد ضئيل جدا".
وذكر أن "هناك كميات محدودة من الطحين الفاسد في الغالب، وتكلفة كيس الطحين الواحد (25 كغ) تصل إلى مئات الدولارات، في حين يصل سعر الكيلو الواحد من البطاطا أو الطماطم إلى ما بين 10 و15 دولاراً، ولا تتوفر مشتقات الألبان، واللحوم شبه معدومة، المخابز المجانية أُغلقت منذ أسابيع بسبب نفاد الوقود والطحين، والمطابخ المجتمعية التي كانت تقدم مليون وجبة يوميًا تغلق أبوابها بسرعة. أما المستودعات الرئيسية التي تديرها منظمات الإغاثة الدولية الكبرى مثل برنامج الأغذية العالمي والأونروا، فقد أصبحت شبه فارغة".
وأوضح "الكثير من الناس يعيشون الآن على البازلاء المعلبة أو الفاصوليا المجففة، التي لها مخزون محدود، ومع ذلك، هناك آلاف الأطنان من المواد الغذائية، والأدوية، والمأوى، والوقود، وكل ما هو ضروري للبقاء، جاهزة للإرسال إلى غزة، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا عندما تفتح إسرائيل المعابر التي تسيطر عليها على حدود القطاع".
وأكد أنه "صحيح، كما قال مينسر، أن كمية كبيرة من المساعدات أُدخلت وخُزنت خلال فترة الهدنة التي استمرت 10 أسابيع وبدأت منتصف كانون الثاني/ يناير، لكنها نفدت كلها – ولم تكن كافية لتعويض آثار الحرب التي دمّرت الزراعة، وإمدادات المياه، وأنظمة الصرف الصحي، والخدمات الصحية، مما جعل السكان في حالة ضعف شديد وعرضة للأمراض".
يقول عمال الإغاثة إن الأدوية الأساسية المستخدمة لعلاج سوء التغذية تخضع الآن للتقنين، والإمدادات الطبية توشك على النفاد.
وقال التحليل "ثم هناك الأدلة الواضحة في صور لأشخاص يعانون من سوء تغذية – غالبًا أطفال. وقد لمح مينسر إلى أن هذه الحالات قد لا تكون دليلاً على أن الآلاف أو عشرات الآلاف في الحالة نفسها، لكن تقريرًا صدر عن "تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل" (IPC) – وهو ائتلاف من الخبراء الذين يقدمون المشورة للأمم المتحدة والحكومات منذ عقود – أفاد بأن الفلسطينيين هناك يواجهون خطرًا حرجًا من المجاعة".
وقد وجد التصنيف، الذي يعتمد نظامًا من خمس درجات للتحذير من المجاعة، أن ما بين 1 نيسان/ أبريل و10 أيار/ مايو من هذا العام، هناك 244 ألف شخص في غزة في أسوأ وضع من حيث الأمن الغذائي: المرحلة الخامسة، "كارثة أو مجاعة". وأشار التقرير إلى "تدهور كبير" في الوضع منذ تقييمه الأخير في أكتوبر 2024.
وأنكر مينسر أن "إسرائيل" تستخدم التجويع كاستراتيجية متعمدة، متسائلًا: "لماذا، إذا كان ذلك صحيحًا، أرسلت إسرائيل مساعدات غذائية تكفي لملء ملعب ويمبلي في لندن حتى الحافة 80 مرة؟".
وأكد التحليل أن "المساعدات التي سُمح بإدخالها إلى غزة خلال معظم فترة الصراع الممتدة على 19 شهرًا، كانت غير كافية، وغير منتظمة، وخاضعة لإجراءات بيروقراطية كثيرة الانتقاد منعت دخول العديد من الشحنات وأبطأت وصول أخرى. كما كان توزيعها صعبًا بسبب الدمار الواسع والعنف المستمر".
ويجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن حماس تسرق وتبيع المساعدات لتمويل عملياتها العسكرية وغيرها. ولذلك، يقولون، فإن تقييد المساعدات ضروري لهزيمتها.
وبدلاً من ذلك، وضعت إسرائيل خطة لتوزيع المساعدات من ستة مراكز رئيسية في جنوب غزة، يديرها مقاولون خاصون وتحميها قوات إسرائيلية.
لكن وكالات الإغاثة تقول إن لديها آليات صارمة لمنع تسرب المساعدات، وإن حماس لا تسرق شيئًا يُذكر منها، إن كان هناك أي شيء أصلاً. كما تؤكد أن الخطة الإسرائيلية الجديدة غير عملية، وغير كافية، وقد تكون خطرة، وربما غير قانونية، لأنها قد تؤدي إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين داخل غزة، وتكديسهم في مناطق أصغر وأصغر من القطاع. ولهذا السبب، تقول هذه الوكالات إنها لا تستطيع الموافقة على التعاون مع هذه الخطة.