بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوعين الذين يقتلون في مصائد الموت المسماة "مؤسسة غزة الإنسانية" في قطاع غزة، بدأت حملة دولية تطالب بمنع عمل هذه المؤسسة التي تقف وراءها إسرائيل وأميركا.

واستشهد نحو 600 فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، حيث يتم إجبار الغزيين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي، وذلك بعدما أظهر تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أدلة على استهدافهم عمدا من قِبل قوات الاحتلال.

وقد أكد ضباط وجنود إسرائيليون -في تحقيق للصحيفة الإسرائيلية- أن أوامر إطلاق النار على المجوّعين صدرت عن قادة في الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، وشددوا على أن الغزيين لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار.

وطالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة استهداف منتظري المساعدات، وقالت إن شهادات جنود الاحتلال التي نقلتها هآرتس "تأكيد جديد على الدور الحقيقي الذي تمثله هذه الآلية الإجرامية من وسيلة للإبادة وقتل المدنيين العزّل بعد تجويعهم والتنكيل بهم".

وتزايدت التصريحات وردود الأفعال الدولية المنددة بعمل هذه المؤسسة المصيدة في ظل استشهاد المئات من الباحثين عن كسرة طعام تسد جوعهم في مساعدات تبيّن أيضا أنها ملغومة بأقراص مخدرة تم دسها في أكياس الطحين، بحسب ما أكد بعض المواطنين الفلسطينيين.

انتقادات دولية

وتعليقا على عمل هذه المؤسسة، قال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إن مقتل 500 شخص وإصابة نحو 4 آلاف آخرين أثناء توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة فضيحةٌ وعار وانتهاك للكرامة الإنسانية.

وأضاف في مقابلة مع قناة "إل سي آي" أن الكرامة الإنسانية لا تقبل المساومة لذا يجب أن يتوقف هذا الأمر فورا، كما أكد أنه "لا مبرر لاستمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة" ولاحتجاز حركة حماس أسرى إسرائيليين، كما أنه لا مبرر لمنع المساعدات الإنسانية.

إعلان

وأول أمس الجمعة طالبت منظمة أطباء بلا حدود بوقف نشاط الشركة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي بدأت عملها منذ 27 مايو/أيار الماضي، معتبرة أنها تتسبب "بمجازر متكررة".

وقالت أطباء بلا حدود في بيان لها إن مؤسسة غزة الإنسانية التي أُطلقت الشهر الماضي "بدعم وتمويل من إسرائيل والولايات المتحدة صُممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الإمدادات"، وطالبت بوقف نشاطها "فورا".

كما وصفتها الأمم المتحدة بعملية "المساعدة الإنسانية العسكرية الإسرائيلية"، وتقول إنها تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات، خاصة أنها بدأت نشاطها بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

ووصفها كذلك المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبي لازاريني بأنها آلية "بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح".

وقال عنها المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة -في مقابلة مع الجزيرة- إنها تعتمد "نظاما قاتلا وبغيضا وغير مسبوق"، مشيرا إلى أن سكان غزة يتعرضون لنوع جديد من القتل يتمثل في جرهم إلى الموت بمناطق توزيع المساعدات.

وتفرض آلية المساعدات على سكان القطاع قطع عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام من أجل الحصول على سلة غذاء في سابقة من نوعها، ومع ذلك يقتلون وهم ذاهبون أو هم ينتظرون أو وهم عائدون من هذه النقاط، وفق أبو حسنة.

واستبدلت الآلية الجديدة بـ400 نقطة وآلاف الموظفين الذين كانوا يقدمون المساعدات للسكان الغزيين، 4 نقاط يشرف عليها عسكريون متقاعدون لا يملكون معلومات ولا خبرة في العمل الإنساني، كما يقول المستشار الإعلامي لأونروا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

قتلى في قصف إسرائيلي على غزة والأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية

أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة عن سقوط ضحايا في أكثر من منطقة، بينهم أفراد من عائلة واحدة في مخيم البريج وصياد في بحر القطاع، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية جراء القيود على دخول المساعدات والهجمات التي استهدفت العاملين على حمايتها. اعلان

أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن ستة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، قتلوا في قصف استهدف منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة. كما قتل صياد وأصيب آخر برصاص أطلق من زوارق إسرائيلية في بحر غزة.

هذه الحوادث تضاف إلى سلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء متفرقة من مدينة غزة، في وقت يجري فيه التحضير لعملية عسكرية موسعة.

تصعيد ميداني واستعداد لعملية برية

ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن القصف الجوي والمدفعي تواصل على أحياء غزة خلال الساعات الماضية، مع تركّز الضربات على مناطق الزيتون والرمال. وأعلنت كتائب القسام أنها نفذت كميناً ضد قوة إسرائيلية في حي الزيتون جنوبي المدينة، بينما تم تسجيل سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في حي الرمال.

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش يستعد لتسريع العملية العسكرية الرامية للسيطرة على مدينة غزة، بناء على توجيهات القيادة السياسية.

أزمة المساعدات الإنسانية

في الجانب الإنساني، أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس، إلى أن القطاع استقبل يومي الأربعاء والخميس 136 شاحنة مساعدات فقط من أصل 1,200 شاحنة مخصصة، مؤكدا أن جزءاً كبيراً من هذه الشحنات تعرض للنهب، واصفاً الأمر بأنه يندرج ضمن سياسة "هندسة التجويع والإبادة" التي تُمارَس بحق المدنيين.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة إذا لم يُسمح بدخول المساعدات الأساسية بسرعة وأمان ودون قيود.

وأصدر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بياناً دعا فيه الجيش الإسرائيلي إلى "وقف هجماته فوراً على الفلسطينيين الذين يحاولون تأمين قوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات في ظل حرب الإبادة والتجويع".

وأضاف البيان أن هذه الهجمات "ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة"، مشيراً إلى أن المكتب وثّق منذ بداية آب/أغسطس الجاري 11 هجوماً استهدف فلسطينيين أثناء عملهم على تأمين المساعدات في شمال ووسط القطاع.

وأكد المكتب أن الاستهداف المتكرر للعاملين على حماية قوافل الإغاثة لا يشكل فقط خرقاً للقانون الدولي الإنساني، بل يفاقم الوضع الكارثي للمدنيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء.

الجيش الإسرائيلي: نعمل على أطراف غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، بدء قوات الفرقة 99 العمل في منطقة حي الزيتون على أطراف مدينة غزة، في إطار ما وصفه بعمليات واسعة تهدف إلى تحديد مواقع المتفجرات، استهداف المسلحين، وتفكيك البنية التحتية فوق الأرض وتحتها. وأوضح الجيش أن وحداته فككت مبنى مفخخاً يحتوي على أسلحة، فيما يواصل سلاح الجو تنفيذ ضربات في المنطقة بالتنسيق مع القوات الميدانية.

وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن القوات أنهت عملية استمرت أربعة أسابيع في بيت حانون، جرى خلالها إغلاق نفق بطول 7 كيلومترات. وأشار إلى أنّ العملية تضمنت ضخ أكثر من 20 ألف متر مكعب من مادة خاصة عبر منظومة هندسية أُنشئت على طول نحو 4.5 كيلومترات من السياج الحدودي، وصولاً إلى عمق المسار التحت أرضي، مع تدمير 2.4 كيلومترات إضافية بواسطة المتفجرات. واعتبر الجيش أنّ هذه العملية ألحقت ضرراً كبيراً بكتيبة بيت حانون وأدت إلى "هزيمتها عملياً".

ويأتي هذا الإعلان بينما تمضي إسرائيل في خطتها للسيطرة على مدينة غزة، بعد موافقة الحكومة الأمنية الأسبوع الماضي على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يستعد الجيش لاستدعاء نحو 100 ألف جندي لتنفيذ الخطة التي تمتد حتى نهاية عام 2026، ما يعكس اتجاهاً نحو تصعيد طويل الأمد رغم التحذيرات الدولية المتزايدة من تداعياتها الإنسانية والقانونية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • قتلى في قصف إسرائيلي على غزة والأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • بكري: مصر ترفض الضغط الدولي لوقف إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الأمم المتحدة: الهجمات “الإسرائيلية” ساهمت بشكل كبير بتفشي المجاعة بغزة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تكشف تلقيها تمويلا من دول أوروبية
  • الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية ساهمت بشكل كبير بتفشي المجاعة بغزة
  • "الداخلية بغزة": الاحتلال يواصل هندسة التجويع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • منظمات دولية تحذر: القواعد الإسرائيلية تحرم غزة من المساعدات الإنسانية
  • الداخلية بغزة: الاحتلال يعرقل توزيع المساعدات ويرعى الفوضى لتجويع الفلسطينيين