صدى البلد:
2025-05-21@10:55:42 GMT

نهى زكريا تكتب: سفينة نوح 2024

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

القصص فى القرآن تُقارب الثلث منه، وهذه النسبة الكبيرة تعنى أهمية معرفة الماضى؛ كى نستفيد منه فى الحاضر، ومن القصص التى أتذكَّرها هذه ألأيام هى قصة سيدنا نوح الذى زرع شجراً وانتظر نموه، ثم بعد ذلك قطع خشبه؛ ليبنى سفينة على الأرض، ورغم ذلك لم يُؤمن به قومه لحساباتهم الدنيوية، ونسوا أنه نبى يملك من المعجزات ما لا يعلمون.

هكذا هم البشر مع الذين ينظرون للأمام دائمًا ولا يلتفتون للخلف، وأبرز مثالٍ على ذلك فى عهدنا اليوم، الرئيس السيسى، الذى بدأ حُكمه ببناء بنية تحتية وشيَّد منشآت ومصانع، ومهَّد لها الطرق والكبارى، ليصرخ مَنْ يجهلون ويَعادون الإصلاح والتطور: "هل نأكل طرقًا وكبارى؟"، والإجابة التى لم يعلموها بالطبع، هى أننا سنأكل (من الطرق والكبارى).

هناك مشروع القطار العالمى الذى سيربط بين رأس الحكمة وما حولها، وأيضًا محور الضبعة السريع، وكذا محور الساحل الشمالى، إضافةً إلى ميناء ومطار، والأجمل أنه يوجد مقرٌ للحكومة ومجلس الوزراء فى المنطقة، كل ذلك سيتم افتتاحه خلال عامين.


والحِكمة من رأس الحكمة هى بيع الصحراء بمائة ألف جنيه للمتر بعد تعميرها، بدلاً من بيعها بألف جنيه للمصريين قطعًا، ومن الممكن ألا نستفيد منها فى الحالة الأخيرة.

مَنْ كان يتخيَّل أن هذه المشروعات ستكون سببًا رئيسيًا فى الوصول لمشروعٍ عملاق مثل رأس الحكمة، وأتذكَّر قوله تعالى هنا: "وَفارَ التَّنُّورُ"، بحالة الغليان التى وصل إليها أعداؤنا المنتظرون سقوط مصر، فما كان منهم إلا السباب والشتائم بشكلٍ يُوضح كم الحقد والغل الذى بداخلهم، وبدأوا فى نشر أسطوانتهم القديمة؛ وهى أن مصر تبيع أرضها، والحقيقة هذا كلام يُعتبر دليلاً كافيًا على جهلهم الشديد، والسؤال: لماذا لم يتهم هؤلاء مصر ببيع أرضها عندما أنشأت شركة إعمار الإماراتية أكثر من كمبوند على أرض المحروسة؟!

الحكاية بكل بساطة أن مصر لديها من الخيرات الطبيعية الكثير والكثير، لكنها لا تملك العملة الصعبة للاستثمار، فاتفقت مع الإمارات على "شراكة" وليس الأمر بيعًا وشراءً كما يُروِّج المرجفون فى المدينة، لتكون مصر بالأراضى الصحراوية والإمارات بالتمويل، كما اتفق البلدان على النسبة والمستفيد الأكبر هو مصر، وفى المستقبل سوف يكون هناك فرص عمل للشباب وخير وفير قادم، وكل شىء حدث لمصلحة مصر، أى أنه بشروطها، فالجميع يعلم أن مصر بها أزمة سيولة دولارية، فدفعت الإمارات 35 مليار دولار مساهمةً فى المشروع.

هل هذا يعنى بيعًا، وأننا سنقوم ذات يوم لنجد دولة الإمارات قد زرعت علمها فى رأس الحكمة وطلبت من المصريين فيزا قبل دخولها، إنها حقًا أفكارٌ صبيانية لعقولٍ أصغر!

لقد صرَّحت وكالة "فيتش" بأن اتفاق مصر والإمارات لتطوير مشروع رأس الحكمة سيُخفِّف ضغوط الديون الخارجية على مصر، كما سيُسهل من إمكانية تعديل سعر الصرف، ومؤخراً خفَّضت الوكالة التصنيف الائتمانى لمصر بالعملة الأجنبية على المدى الطويل إلى مستوى "B –" من مستوى "B"، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة، تماشيًا مع التوقعات.    

وأعتقد أن هذا المشروع كان صدمة لها ولباقى الوكالات الشبيهة، كل هذه الحروب وذلك الغضب من مشروعٍ واحدٍ، فماذا لو علم الكارهون والحاقدون أن صندوق قطر للاستثمار QIA ‏سيُوقِّع قريبًا عقود ريفيرا العلمين -اسم المدينة الجديدة- والتى ‏تبدأ من القصر الرئاسى فى العلمين حتى سيدى عبدالرحمن.

وهناك مناقشات بشأن إنشاء منطقة صناعية صينية كبرى على البحر المتوسط؛ لتوفير احتياجات السوق المحلى والتصدير للأسواق الأوروبية والأمريكية، ومقترح تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية للبلدين، وآخر بإنشاء فرع لبنك صينى داخل مصر بالتنسيق مع الجهات الصينية المعنية، بما يُسهم فى تيسير حركة التبادل التجارى بين البلدين.

نعم هى بداية قوية للاستثمار فى مصر، وكل ذلك يعود الفضل فيه للرئيس السيسى الذى أعلن فى فترة حكمه الأولى أنه ليس لديه برنامج انتخابى، لكن المفاجأة أن البرنامج كان سفينة نوح 2024.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية

منذ نشأة جامعة الدول العربية منذ أكثر من نصف قرن وكان الهدف من إنشائها واضحا وهو اتخاذ قرارات هادفة فى الأزمات ومساعدة الدول العربية الاعضاء فى القمة على مواصلة دعمهم للحصول على الاستقلال وتكوين كيان مستقل ، إضافة إلى أهداف اخرى متفرعة تصب كلها فى مصلحة الدول العربية والوطن العربى كافة . 

الباحث فى تاريخ القمم العربية يتأكد له ان مصر قامت بدور بليغ للحفاظ على قمة القمة واستمرار وجودها وتفاعلها ، والباحث ايضا يكون على يقين أن عددا من الدول العربية  لم تكف للحظة على تعكير صفو مصر والعمل بدأب وقوة على سحب الزعامة والريادة من مصر ومحاولة إظهار أن هناك من يستطيع القيام بدور مصر والزج بها بعيدا لأهداف فى نفس أولاد يعقوب كلهم . 

فى أحدث القمم اصدر الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي المشهد ليعيد للعالم كله بصفة عامة وللمنطقة العربية برؤسائها وملوكها وامراءها ترتيب الموقف ويعلن بكلمته ما يعجز الجمع عن قوله ويؤكد أن السلام لن يتحقق فى منطقة الشرق الاوسط الا بالتوصل لحل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية جنبا إلى جنب ويطالب من العراق حيث انعقاد القمة هناك بانهاء الحرب الإسرائيلية على أهل غزة وإنهاء معاناة القطاع وادخال المساعدات ووقف سياسة التجويع والحصار وحرب الابادة الاسرائيلية الجماعية لغزة وأهلها.

القمة العربية جاءت بعد أيام قليلة من جولة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى منطقة الخليج حصل خلالها على استثمارات عظيمة لبلاده التى يعمل من أجلها بكل حب وإيمان بأن تصبح الافضل والاكثر تاثيرا وانفرادا وهذا العمل الترامبى لابد أن نرفع له القبعة مهما كان اختلافنا مع طريقة إدارته الاوضاع فى منطقة الشرق الأوسط ودعمها للكيان الصهيونى المحتل. 

ترامب يمثل نموذجا وطنيا من الدرجة الأولى فهو لايكل ولايمل من أجل مصلحة بلاده ويوازيه فى هذا الاتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تحفظنا وتنديدنا لكل ما يقوم به فى غزة من قتل وتدمير وتجويع إلا أنه رجل مؤمن بأن تصبح بلده إن صح تسميتها بذلك فهى بلاد مغتصبة ولكن تسليما للأمر الواقع نجد أنه حقق فى سنوات ليست طويلة إنجازات قوية لبلده وأصبح يقترب من تحقيق حلم اسرائيل الكبرى فقد وضع له مكانا فى سوريا ولبنان ومزق غزة ويواصل تهويد كافة الاراضى الفلسطينية المحتلة بل إن حكومته تعمل على ضم الضفة الغربية . 

فى مقابل كل ذلك أنت تجد المنطقة العربية أصابها الوهن والضعف وصارت الخريطة العربية متقطعة وما بقى فيها متناحرا لتظل مصر ومصر فقط هى التى تقول لا لاية املاءات أمريكية آخرها مطالبة ترامب بعبور شاحناته فى قناة السويس بلا رسوم.

مصر فقط هى من تحتفظ بخيوط الكرامة وتؤكد أنها لن ترضخ وستظل كما ذكر التاريخ رمانة ميزان المنطقة الشرق أوسطية ان لم تكن رمانة ميزان العالم أجمع. 

مصر التى قضت على الهكسوس والتتار والمغول والصليبين وانتصرت على بنى صهيون فى حرب اكتوبر وانتصرت على المؤامرات الحديثة كلها تلك الدولة قادرة على الثبات والصمود فى وجه كافة الازمات والغطرسات العالمية مادام ايمان شعبها بقادته يقينا ووحدة اهلها تاريخ لايتغير بتغيرات الزمان والاوضاع . مصر التاريخ باقية وماعدا ذلك فكله زبدا وسيذهب جفاء.

طباعة شارك جامعة الدول العربية عبد الفتاح السيسي القمة العربية

مقالات مشابهة

  • جامعة الحكمة قدمت منحًا تعليمية لطلاب متميزين أكاديميًا
  • هشام زكريا: إلغاء الهبوط يضر بالدوري ويُصعّب مهمة الفرق الصاعدة
  • نهال علام تكتب: وعملت إيه فينا السنين
  • منى أحمد تكتب: صانع البهجة
  • منال الشرقاوي تكتب: فيلم Delicious.. مذاق الصراع الطبقي تحت سطح الهدوء
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • بعد أنباء مقتله.. ما مصير زكريا السنوار؟
  • هل نجا من الموت؟ زكريا السنوار يُنعش بعد لحظات من دخوله الثلاجة
  • عاجل- إعلام فلسطيني: علامات حياة تفاجئ الأطباء.. زكريا السنوار لم يمت؟