«السنوار» يتلاعب بالاحتلال باستخدام لغة سرية للتواصل مع الفصائل الفلسطينية
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
دفعت ظروف الحرب في غزة، المستمرة منذ نحو خمسة أشهر، قيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة في عمليات الاتصالات، وتتم الخطوات في إطار القيادة السياسية للتنظيم الفصائل في القطاع، وحتى مع القيادة في الخارج، وتستخدمها أيضًا في إدارة إجراءات التفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، بحسب ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرنوت».
ورغم الأنباء عن قطع الاتصال التام بين زعيم الفصائل الفلسطينية في غزة يحيى السنوار، ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، إلا إن القيادة في غزة تناقش كل عرض أو صفقة بل وتتكتم على مصيرهما، وتتم المناقشات المستمرة بشكل سري، وذلك لضمان عدم تسرب المعلومات.
وبحسب ما ذكره التقرير فأن قيادات الحركة اعتمدت آلية تواصل خاصة لإجراء اتصالات بشكل رئيسي مع أطراف خارج فلسطين، ويأتي ذلك، في ظل انقطاع شبه مستمر لوسائل الإعلام والإنترنت في غزة، وحتى لحماية نفسها من مراقبة المخابرات الإسرائيلية.
وزعم التقرير أن القادة اعتمدوا في بداية الحرب على الاتصالات الأرضية للحركة، والتي ابتكرها مهندسو الذراع العسكرية للفصائل بالفعل في عام 2009، وبدأوا في تطويره بين الحين والآخر، باستخدام التكنولوجيا التي يتم جلبها من الخارج بشكل أساسي، كما قامت الفصائل بتركيب لوحات مفاتيح تحت الأرض متصلة بالخطوط القديمة في نقاط معينة فوق سطح الأرض، وتمت صيانة لوحات المفاتيح بشكل شهري وفحصها دوريًا لمنع التطفل.
كل زعيم لديه نقطة اتصال خاصة بهبالإضافة إلى ذلك، فأن كل زعيم كان لديه «نقطة اتصال» خاصة به، يتم من خلالها إجراء الاتصالات في حالات الطوارئ، وحسب الصحيفة فأن الاحتلال الإسرائيلي كان على علم بهذا النظام وحاول اختراقه عدة مرات، وفي بعض الأحيان كانت الغارات الجوية موجهة نحوه.
ويبدو أن الفصائل حافظت على هذا النوع من الاتصالات حتى في بداية الحرب الحالية، على الرغم من أن جيش الاحتلال استهدف ودمر بعض الأنظمة، إلى جانب الأنفاق التي كانت تحتوي على خطوط اتصالات كبيرة، وعلى الرغم من الأضرار إلا أن قائد الفصائل استمر في استخدام الخطوط- بل وأجرى المفاوضات التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الأوائل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنوار الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي يحيي السنوار فی غزة
إقرأ أيضاً:
قراءة في الواقع الإسرائيلي
محمد بن رامس الرواس
في غمرة ما قد يبدو نصرًا عسكريًا بحسابات الكيان الإسرائيلي، تهب رياح الخطر الحقيقية إلى أعماق إسرائيل: اقتصادها، ديمقراطيتها الزائفة، خلافاتها الداخلية، سمعتها في المجتمع الدولي، وغير ذلك الكثير.
الكاتب الإسرائيلي آري شافيت، بمنظار رؤية واقعي للمشهد في غزة، أطلق صرخة تحذيرية من أن إسرائيل تقف على شفا هاوية سحيقة؛ هاوية الانهيار السياسي والأخلاقي، وذلك رغم ضجيج الصواريخ والمدافع والبنادق الذي يوحي بالنصر على حماس.
يقول شافيت: "يتجلى شبح يحيى السنوار، وإن غاب جسده، ليحقق نصرًا في ساحات الاستراتيجيات المعقدة. لقد مدّ يده من قبره، لا ليسحب إسرائيل إلى مستنقع غزة فحسب، بل ليغرقها في واقع لم تعهده، واقع يشبه ظلام الشرق الأوسط الذي طالما حاولت أن تنأى بنفسها عنه."
ويكمل في مقاله: "لم يكن هجوم السابع من أكتوبر مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل كان طعنة عميقة في قلب "الصيغة السحرية للنجاح الإسرائيلي". لقد سعى السنوار إلى تدمير جودة الحياة الإسرائيلية، وإغراق المجتمع في وحل غزة عبر فظائع استدرجت إسرائيل إلى ردود أفعال أفقدتها توازنها.. لقد كانت الحرب -من وجهة نظر السنوار- حربًا على الروح الإسرائيلية، محاولةً لكسرها من الداخل.. فهل ما زالت إسرائيل هي الدولة المستنيرة والديمقراطية التي عرفناها؟ أم أنها تنجرف ببطء، ولكن بثبات نحو فوضى الشرق الأوسط التي طالما حذّرت منها"؟ يتساءل الكاتب شافيت.
ويقول أيضا: "إن أبرز ما يدمي القلب ويخترق الضمير هو مشهد الأطفال الجائعين في غزة. هؤلاء الأطفال ليسوا خطرًا على حماس، بل هم خنجر يطعن إسرائيل في صميم وجودها.. إنهم يمنحون الأعداء انتصارًا سياسيًا، ويُكبدون إسرائيل هزيمة أخلاقية لا تُنسى."
وجاء في مقاله أيضا: "فبينما نجحت إسرائيل في الماضي في صدّ الأعداء كإيران وحزب الله، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍ أخلاقي غير مسبوق؛ تحدٍ يهدد بتقويض أساسات هويتها.. "كفى!"
هكذا يصرخ شافيت في ختام مقاله وهي صرخة تتردد صداها، ليضيف بعدها: "يجب أن نتوقف عن هذا الانحدار، عن هذا التيه الذي يقودنا إلى المجهول. لا يمكن أن نسمح ليحيى السنوار أن يحطم إسرائيل من قبره، أو أن يحوّلها إلى دولة شرق أوسطية تنجرف في أمواج الفوضى والظلام. هذه ليست حربًا على حماس فحسب، بل هي معركة على روح إسرائيل، على جوهرها كدولة يهودية ديمقراطية. إنها حرب على من نحن، وعلى ما نريد أن نكون."
رابط مختصر