لأول مرة.. شركة يابانية تسعى لإزالة حطام صاروخ سابح في الفضاء
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تعتزم شركة "أستروسكيل" اليابانية أن تكون أوّل مشرّع لعملية إزالة مخلّفات الفضاء وبقايا الحطام السابح حول الأرض على مدار قريب.
فعلى مدار 70 عاما من النشاط البشري في الفضاء الخارجي على حدود الغلاف الجوّي للأرض، أرسل الإنسان أطنانا من الأقمار الصناعية التي صعدت إلى الفضاء ولم تعد. ولم يكترث حينها المجتمع الدولي بما سينتهي إليه الأمر لاحقا، وعلى إثر ذلك تكوّمت العديد من مخلفات الفضاء والحطام الناتج من اصطدام الأقمار الصناعية التي خرجت عن الخدمة وتحوّلت إلى قطعٍ وأجزاء صغيرة تسير بسرعات عالية في الفضاء، وهو ما يهدد المساحات والمناطق الآمنة لنشاط البشر في الفضاء.
وعليه أخذت شركة أستروسكيل على عاتقها البدء بعمليات إزالة الحطام وإعادة الفضاء إلى سابق عهده، فكانت المركبة الفضائية التي انطلقت في 18 فبراير/شباط الماضي من نيوزيلندا، وبدأت رسميا في 22 فبراير/شباط في مهمة الوصول إلى قطع حطام كبيرة فقدت التواصل مع الأرض ولا تُطلق أيّ إشارة.
ويعد الهدف الأساسي لهذه المهمة هو مراقبة جسم الصاروخ الياباني "إتش 2 إيه" المهجور الذي يطفو على مقربة من الأرض في مدارٍ منخفض، والذي لا يحتوي على أي أدوات مساعدة بصرية تسمح باكتشافه، ولا يحتوي أيضا على أي نقاط التحام مع مراكب الفضاء.
ويبلغ طول الصاروخ الخردة نحو 11 مترا وقطره 4 أمتار، ويزن حوالي 3 أطنان، ولا يُعرف أي شيء آخر عنه. ويرجِّح البعض أنّه من الممكن أنّ الصاروخ أصيب بخردة فضائية أخرى فتضرر، وبالتالي لم يعد من الممكن السيطرة عليه أو تحريكه.
وعلّقت شركة أستروسكيل في بيان صحفي: إن عمليتي الالتقاء والاقتراب مهمتان حقا لاستصلاح الفضاء في المستقبل، ويتعلق الأمر بالتأكد من أن مركبة الفضاء التي تقوم بالإصلاح يمكنها الاقتراب بأمان من المخلفات الفضائية والقطع المدمّرة.
وستُظهر هذه الخطوة الأولى إمكانية العثور على قطع تائهة من النفايات الفضائية، والاقتراب منها، وتوصيفها لأخذ كافة التفاصيل.
وتشير الشركة إلى أنه إذا نجحت هذه المهمة فمن الممكن الالتقاء بأي جسم في مدار أرضي قريب؛ فإما أن يكون حطاما فضائيا فتلتصق بالمركبة الفضائية الموكّلة بالمهمة وتدفع الحطام في مسار متحكم فيه عبر الغلاف الجوّي ليحترق، أو يمكن استخدام المركبة الفضائية لغرض تحريك الأقمار الصناعية في المدارات وتغيير اتجاهاتها إذا لزم الأمر.
ويهدد هذا الحطام الفضائي المساحات والمناطق الآمنة التي تسمح للبشرية بالتنقّل من وإلى الفضاء، وأعرب عن هذه المشكلة عالم محطة الفضاء الأميركية "ناسا" الأميركي دونالد جي كيسلر في عام 1978، بعد أن لاحظ ارتفاع النشاط الفضائي على نحو متسارع في المدار الأرضي المنخفض، مما دفعه إلى وضع نظريته التي أطلق عليها اسم "متلازمة كيسلر"، متناولا الضرر الناجم من النشاط البشري غير المقيّد.
ووضع كيسلر سيناريو للمستقبل، وافترض فيه تضاعفا لأعداد الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أنه في نقطة ما سيكون المدار مكتظا بالأجسام فيتسبب بسلسلة من الأحداث التي تمنع البشر من مغادرة الأرض.
وافترض أنّ ثمّة نقطة حرجة تبدأ حينها الأجسام والأقمار الصناعية بالاصطدام معا، وفي كل اصطدام يقع في الفضاء الخارجي سينتج عنه مزيد من الأجسام السابحة في الفضاء، وبالتالي سيحدث مزيد من الاصطدامات ثم مزيد من الأجسام، وهكذا تتشكل سلسلة من الأحداث لن تتوقف، فيصبح مغادرة الأرض أمرا مستحيلا يصعب تحقيقه دون التعرض للمخاطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأقمار الصناعیة فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
مناورات جوية يابانية أمريكية ردا على دوريات مشتركة لطائرات روسية وصينية
طوكيو "أ.ف.ب": أعلنت اليابان اليوم أنها أجرت تدريبات جوية مشتركة مع الولايات المتحدة، في استعراض للقوة بعد يومين من تنفيذ طائرات روسية وصينية دوريات مشتركة، و
وأفادت طوكيو الأربعاء بأن قاذفتين روسيتين من طراز "تو-95"، قادرتين على حمل أسلحة نووية، حلّقتا الثلاثاء فوق بحر اليابان لملاقاة قاذفتين صينيتين من نوع "اتش-6" فوق بحر الصين الشرقي، قبل أن تنفّذ معا طلعة جوية مشتركة في محيط اليابان، ما دفع طوكيو إلى إرسال طائرات مقاتلة لاعتراضها.
واشارت هيئة الأركان المشتركة في طوكيو إلى أن المناورات المشتركة بين الطيران الياباني والقوات الجوية الأمريكية الأربعاء، نُفِّذت في ظل "بيئة أمنية تتصاعد حدتها" في محيط الأرخبيل.
وجاء في بيان نشرته هيئة الأركان على منصة إكس "أكدنا من خلال هذه المناورة الإرادة الصارمة لليابان والولايات المتحدة في عدم السماح بأي تغيير للوضع القائم بالقوة..، وكذلك جاهزية قوات الدفاع الذاتي (اليابانية) والجيش الأمريكي".
وأوضحت الهيئة في بيان منفصل أن قاذفتَي "بي-52" أمريكيتين وست مقاتلات يابانية، بينها ثلاث من طراز "إف-35" وثلاث من نوع "إف-15" شاركت في "المناورات التكتيكية" التي نُفذت فوق بحر اليابان.
"أكثر اتحادا من أي وقت مضى"
وتأتي هذه المناورات المشتركة في وقت انتقدت الولايات المتحدة الصين للمرة الأولى الأربعاء، بعد أن ثبّتت طائرات عسكرية صينية راداراتها على مقاتلات يابانية.
وأشارت طوكيو إلى أن مقاتلات "جاي-15" انطلقت من حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" ركّزت راداراتها مرتين السبت على طائرات يابانية فوق المياه الدولية بالقرب من جزيرة أوكيناوا في جنوب اليابان، مما دفع اليابان إلى إرسال طائرات أخرى للدعم.
ورأى ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس الأربعاء أن "تصرفات الصين لا تُصب في مصلحة السلام والاستقرار الإقليميين".
وأكّد أن التحالف الأمريكي الياباني أقوى وأكثر اتحادا من أي وقت مضى". واضاف "التزامنا تجاه حليفنا الياباني راسخ، ونحن على تواصل وثيق في شأن هذه المسألة وسواها من المواضيع".
وتُستخدم رادارات الطائرات المقاتلة لتوجيه النيران وتحديد الأهداف، فضلا عن عمليات البحث والإنقاذ.
واستدعت طوكيو السفير الصيني عقب الحادث الذي كانت روايتا البلدين في شأنه متضاربتين.
فاليابان أوضحت أنها أرسلت طائراتها من طراز "إف-15" تحسبا "لإمكان حصول انتهاكات" لمجالها الجوي.
أما الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غو جياكون، فقال الأربعاء إن الطائرات اليابانية أُرسلت "لدخول منطقة التدريب الصينية من دون إذن... بهدف افتعال توترات ومواصلة تضخيم الوضع بنوايا خبيئة".
غياب الدعم
ولمّحت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي الشهر الفائت إلى أن طوكيو قد تتدخّل عسكريا في حال شنت الصين هجوما على تايوان، ما أثار غضب بكين. وتطالب الصين بالسيادة على الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها، ولا تستبعد ضمّها بالقوة.
ونفت طوكيو ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نصح تاكايتشي بعدم استفزاز الصين في شأن قضية سيادة تايوان.
لكنّ اليابان تبدو مستاءة من عدم إبداء أي من المسؤولين الكبار في واشنطن دعما علنيا لها، وحضت الولايات المتحدة على اتخاذ موقف أكثر حزما، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشل تايمز" الأحد.
وفي منشور على "اكس"، نقل وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وصفه حادثة الرادارات بأنها "مؤسفة"، وكذلك الدوريات المشتركة الأخيرة التي نفذتها طائرات صينية وروسية.
وأضاف كويزومي بعد محادثة عبر الفيديو مع الأمين العام للحلف أن روته "أكد أن أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ لا ينفصل إطلاقا عن أمن منطقة المحيط الأطلسي وأوروبا".
وأعلنت كوريا الجنوبية الثلاثاء أنها نشرت في الأجواء طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي "استعدادا لأي طارئ" بعد دخول سبع طائرات روسية وطائرتين صينيتين مجالها الجوي الدفاعي.
وأشارت بكين وموسكو إلى أنهما أجرتا مناورات عسكرية مشتركة، شملت بحسب وزارة الدفاع الروسية "قاذفات استراتيجية" وسواها.
وتنفذ بكين وموسكو منذ عام 2019 طلعات جوية بصورة دورية فوق منطقة الدفاع الجوي لكوريا الجنوبية.