مسوؤلو الحوار الوطني في السنغال يسلمون الرئيس التقرير النهائي
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
تسلم الرئيس السنغالي 4 مارس، ماكي سال التقرير الذي كتبه بعد الحوار الوطني الذي عقده الأسبوع الماضي.
وقبل إطلاق الحوار، قال الزعيم إنه سيعتمد على توصيات التقرير لتحديد موعد جديد لانتخابات 25 فبراير المؤجلة.
وإذا اختار الرئيس التمسك بمقترح المحادثات، فقد تجرى الانتخابات الرئاسية في 2 حزيران/يونيو.
واتفق المشاركون في الحوار على هذا التاريخ وكذلك على الاستئناف الجزئي للعملية الانتخابية.
وعند تلقي التقرير، كرر ماكي سال عزمه على تقديم قراره المرتقب إلى المجلس الدستوري لمراجعته.
في غضون ذلك، لا تزال المعارضة معبأة وتواصل مطالبة رئيس الدولة بالتنحي عندما تنتهي ولايته في 2 أبريل.
وفي الوقت نفسه، تدرس الجمعية الوطنية قانون العفو الذي اقترحه الرئيس سال خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تدرس اللجنة القانونية الاقتراح يومي (5 و 4 مارس) جاء دور مؤتمر رؤساء الجمعية الوطنية.
اقترح المشاركون في الحوار السياسي بالسنغال، الـ2 من يونيو 2024 موعدا لإجراء لانتخابات الرئاسية المؤجلة عن موعدها الأصلي الـ25 من فبراير الجاري.
وقال باباكار غاي عضو لجنة "تاريخ وإدارة الانتقال،" إحدى لجان الحوار السياسي، إن أعضاء اللجنة قرروا بالإجماع تقريبا 2 من يونيو، موعدا للانتخابات.
وأضاف باباكار غاي، وهو رئيس حركة "النهضة" المنبثقة من رحم الحزب الديمقراطي السنغالي المعارض، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية السنغالية أنه "يبقى الآن العمل على كيفية دمج المترشحين الآخرين الذين تم استبعادهم بشكل غير عادل" من طرف المجلس الدستوري.
ومن جانبه قال رئيس كتلة "الحرية والديمقراطية" في الجمعية الوطنية السنغالية، مامادو لامين تيام، إن "إدارة ما بعد 2 من شهر ابريل المقبل ضرورية"، محذرا من "احتمال حدوث فراغ مؤسسي مرتبط بمغادرة ماكي صال السلطة".
وأوضح تيام، في تصريح له أن المشاركين "اقترحوا أن يتمكن رئيس الدولة الحالي من إدارة الفترة الانتقالية حتى تنصيب خليفته".
وقد تركزت نقاشات اللجان المشكلة في إطار الحوار السياسي، على تحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية، أخذا في الاعتبار انتهاء ولاية الرئيس في الثاني من ابريل.
وترأس اللجنة المسؤولة عن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة وزير الداخلية صديقي كابا، فيما ترأس وزير الخارجية إسماعيل ماديور فال بوصفه وزير العدل بالنيابة، لجنة أخرى تعنى بآليات إجراء العملية الانتخابية بعد الثاني من ابريل.
وكان الرئيس ماكي سال، قد قال لدى افتتاحه أعمال الحوار إنه سيطلب من المجلس الدستوري تعيين خلف له، إذا لم يتوصل المشاركون في الحوار إلى توافق حول موعد الانتخابات الرئاسية.
وقبل ذلك كان سال قد أكد في حوار مع عدد من الصحفيين السنغاليين أنه سيترك رئاسة الجمهورية عندما تنتهي ولايته في 2 من ابريل 2024.
وقد عرف الحوار مشاركة قيادات دينية، وممثلي عدد من النقابات ومنظمات المجتمع المدني، ومترشحين مستبعدين من الانتخابات الرئاسية، فيما قاطعه 16 من المترشحين الـ19 الذين قبل المجلس الدستوري مشاركتهم في الاقتراع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس السنغالي الحوار الوطني الانتخابات الرئاسية الانتخابات الرئاسیة المجلس الدستوری
إقرأ أيضاً:
عضو المجلس الوطني الفلسطيني لـ صدى البلد : مصر شريك رئيسي في حماية التعليم وتراثنا
تستمر القضية الفلسطينية في مواجهة تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والإنساني، وسط محاولات لتقليص الوجود الفلسطيني ودمار واسع طال قطاع غزة والمؤسسات التعليمية والثقافية.
تحدثنا مع المستشار غازي فخري مرار، عضو المجلس الوطني الفلسطيني والمستشار الثقافي الفلسطيني الأسبق بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، في موقع صدى البلد، للوقوف على الجهود الفلسطينية في صون الهوية الوطنية وحماية التراث، ودور المؤسسات والمثقفين في مواجهة السياسات الإسرائيلية وفرض واقع صعب على الشعب الفلسطيني.
بصفتكم عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني .. ما رؤيتكم للمسار السياسي في فلسطين في ظل التطورات الإقليمية و الدولية الأخيرة.بعد أحداث السابع من أكتوبر، أصبح العالم أكثر إدراكا لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر دفاعا عن حقوقه المشروعة ووجوده على أرضه، وهو ما انعكس على المواقف الإسرائيلية التي تميل إلى تقليل أي دور فعلي للسلطة الوطنية الفلسطينية أو منظمة التحرير، حتى على المستوى التنسيقي مع الإدارة الأمريكية، التي لا تزال تراهن على إمكانية استمرار وجود فلسطيني محدود بعد سنتين من الآن، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر شرم الشيخ، مع تغييرات مطلوبة في البنية الأساسية للمؤسسات الفلسطينية.
و تسعى الإدارة الأمريكية، بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو، إلى تهميش وتقليص الوجود الفلسطيني على كافة المستويات، سواء على مستوى السلطة الوطنية الفلسطينية أو المؤسسات الفلسطينية بشكل عام مثل منظمة التحرير الفلسطينية.
وقد ظهر هذا التوجه في التنسيق المستمر بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو بايدن، في محاولة لإبعاد أي سلطة فلسطينية عن الرؤية السياسية المستقبلية ومنع قيام دولة فلسطينية على الرغم من الاعتراف الدولي الواسع بفلسطين، والذي وصل إلى حوالي 160 دولة.
وتؤكد إسرائيل في هذا السياق أن أجهزة الشرطة الفلسطينية ودورها في دعم المقاومة، وعدم التنسيق الكافي مع الاحتلال رغم التزام السلطة باتفاقيات أوسلو، تشكل عائقًا أمام تقليص وجودها في المشهد السياسي. بالمقابل، تبذل بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر وقطر، جهودًا لضمان وجود فلسطيني مؤثر في قطاع غزة خلال مراحل وقف إطلاق النار، بما يشمل الدعم الإداري والتقني، حيث يشارك نحو خمسة آلاف مدرب فلسطيني في تدريب وإدارة العمليات الأساسية في القطاع.
وعلى الرغم من هذه الجهود، يواجه إدخال المساعدات الإنسانية عقبات كبيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، الذي يوقف بشكل متكرر دخول الأدوية والمعدات الطبية والوقود، وهي حاجات أساسية للمستشفيات ولأطفال فلسطين ولعموم الشعب الفلسطيني.
في البداية عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة عن سياساتها العدائية تجاه الفلسطينيين، تمكنت مصر من التصدي للعديد من محاولات الهجرة القسرية ووقفها.
كما لعبت مصر دورا فاعلا في دعم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث وصل مجموع الشحنات التي تم إدخالها إلى نحو سبعٍ وسبعين أو ثمانيٍ وسبعين جولة من المساعدات، رغم محاولة الاحتلال الإسرائيلي منع مرور العديد من هذه المساعدات، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية والوقود، وهي لوازم أساسية للمستشفيات الفلسطينية ولأطفال الشعب الفلسطيني.
وتؤكد مصر دائما دعمها للقضية الفلسطينية، وعدم السماح بتصفية هذه القضية كما يحاول العدو الإسرائيلي باستمرار، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وذلك بحجة التوسع الإسرائيلي أو لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية. ويظهر هذا بوضوح في تصريحات بعض القادة الإسرائيليين، مثل الرئيس الأمريكي السابق ترامب، الذي أشار في وقتٍ سابق إلى ضآلة مساحة إسرائيل وحاجتها للتوسع، مما يعكس موقف إسرائيل تجاه الأراضي الفلسطينية.
كما تواصل إسرائيل اعتداءاتها اليومية، سواء عبر العمليات العسكرية المباشرة على جنوب لبنان، على الرغم من اتفاقية 1701، أو الهجمات على جنوب سوريا واستيلائها على جبل الشيخ وأجزاء من الجولان، إضافةً إلى الاعتداءات المستمرة والمتصاعدة في قطاع غزة.
إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تمارس عدوانها يوميًا، مما يؤدي إلى سقوط شهداء بجرائم قد تصل أعدادهم أحيانًا إلى أكثر من مئة شهيد، وأحيانا أخرى بين عشرة وخمسة عشر شهيدًا، مع وقوع عدد كبير من الجرحى والمصابين.
في هذا السياق، يواجه المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم تحديا كبيرا في التصدي لتأثيرات الحرب على قطاع التعليم والثقافة في فلسطين، فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي معظم المؤسسات التعليمية في قطاع غزة، وما زال أبناؤنا من الطلاب والمعلمين يسعون بكل جهدهم للحفاظ على التعليم وضمان استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة، ساعين إلى صون الهوية الفلسطينية وتأمين مستقبل جيل جديد قادر على مواجهة التحديات.
أما على المستوى التعليمي، فقد دمرت إسرائيل معظم المؤسسات التعليمية في قطاع غزة، واستشهد مئات المدرسين، بينما تضرر آلاف الطلاب وطفلوا من المدارس نتيجة القصف والظروف المعيشية القاسية، ما جعل عشرات الآلاف بحاجة إلى علاج خارج القطاع بسبب الإصابات والأمراض الناتجة عن الحرب والخيام البالية وظروف المعيشة القاسية. ومع ذلك، يواصل الفلسطينيون حرصهم على التعليم، حيث تقدم نحو ستين ألف طالب لامتحانات الثانوية العامة ونجحوا رغم الظروف القاسية والدمار الشامل، ما يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على التعليم كركيزة أساسية لاستمرارية نضاله.
في المجال الثقافي، تقوم المؤسسات الفلسطينية والمثقفون بدور جوهري في الحفاظ على التراث والهوية الوطنية الفلسطينية، من خلال الرواية والمسرح والسينما والفلكلور والفعاليات الثقافية المختلفة داخل فلسطين وخارجها. ويشارك المثقفون الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم العربي، بما في ذلك مصر، في دعم الثقافة الفلسطينية، والمشاركة في ندوات وفعاليات في دار الأوبرا المصرية والأكاديميات الثقافية، مع الحرص على تعزيز العلاقة بين فلسطين ومصر في المجالات الثقافية.
تلعب الثقافة الفلسطينية دورا أساسيا في دعم القضية الوطنية، إذ تعتبر ركيزة متكاملة إلى جانب المقاومة والتضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، سواء في الانتفاضات أو الصمود اليومي في مواجهة الاحتلال. كما أن المرأة الفلسطينية والشباب والمثقفون يساهمون بفاعلية في صون الثقافة والهوية الفلسطينية، في مواجهة محاولات الاحتلال طمسها، سواء في القدس أو الضفة الغربية وقطاع غزة.
تعتبر إعادة بناء المؤسسات التعليمية والثقافية في قطاع غزة من الأولويات الكبرى للقيادة الفلسطينية، بهدف إعداد جيل قادر على حماية الهوية الوطنية والمشاركة في النضال الفلسطيني المستمر.
وتشمل هذه الجهود إعادة تأهيل المدارس والجامعات والمكتبات، تطوير البرامج التعليمية والثقافية، ودعم الأنشطة الإبداعية التي تسهم في صون الهوية الفلسطينية ونقلها للأجيال الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص الشعب الفلسطيني على متابعة التعليم رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المخيمات والمدن والمقدسات التاريخية والثقافية، والتي تشمل القصف المتكرر واستهداف المؤسسات التعليمية والأماكن التراثية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين وإلحاق أضرار واسعة بالممتلكات.
بالتأكيد.. قدمت الثقافة الفلسطينية في مصر مساهمات كبيرة وملموسة على صعيد تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، فقد نظمنا ندوات عدة، من بينها ندوة أقيمت في السفارة الفلسطينية، تناولت الثقافة الفلسطينية وأهمية الحفاظ عليها، وشارك فيها عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، ما يعكس حرص المجتمعين الفلسطيني والعربي على دعم الثقافة الفلسطينية.
كما ساهمت الأكاديمية الثقافية في مصر في تخريج العديد من الطلاب الفلسطينيين، الذين أصبحوا جزءًا من الحركة الثقافية الداعمة للقضية الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، شاركنا في عدد من الفعاليات الثقافية في دار الأوبرا المصرية، وتناولنا مجالات متنوعة تشمل المسرح التجريبي، والغذاء، والفلكلور، وغيرها من المجالات التي أثرت الثقافة الفلسطينية وأسهمت في انتشارها وتعزيز حضورها.
اعتمدنا منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية على إقامة أعمق العلاقات بين فلسطين ومصر في المجالات الثقافية، بما يعكس حرص القيادة الفلسطينية على توثيق الروابط الثقافية وإثرائها بين البلدين.
عند تقييم دور المثقف الفلسطيني اليوم، نجد أن مساهمته في المعركة السياسية والإعلامية لا تزال مؤثرة، خاصة من خلال الإنتاج الأدبي والفكري. فالمثقف الفلسطيني، سواء من خلال التأليف أو الشعر أو الرواية، يسعى إلى تجسيد الهوية الفلسطينية وتجربة الصمود. وقد برز ذلك بوضوح في أعمال رواد مثل صادق الناصر و الشاعر محمود درويش وغيرهم من المثقفين الذين قدموا إسهامات كبيرة في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية وجعلها ركيزة أساسية إلى جانب المقاومة والانتفاضات والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وما قبله.
ونجد أن هناك رموزًا ثقافية فلسطينية بارزة، سواء من أبناء جيل عام 1948 أو من أبناء الضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، الذين أسهموا بشكل كبير في دعم النضال الفلسطيني والثقافة الوطنية. هؤلاء المثقفون يمثلون قاعدة صلبة أسهمت في تعزيز الهوية الفلسطينية على المستويين الثقافي والسياسي.
أولويات فلسطين المستقبلية، فهي ترتكز بشكل أساسي على إعادة بناء جيل قادر على حماية الهوية الوطنية. ومن أهم هذه الأولويات اليوم إعادة الإعمار في قطاع غزة، ودعم المؤسسات الثقافية، والجامعات، والمدارس، لضمان استمرار نقل التراث الفلسطيني وصون الثقافة الوطنية للأجيال القادمة.
إن حرص الفلسطينيين على التعليم والثقافة يشكل معا دعامة أساسية لاستمرار القضية الوطنية، إذ يشهد قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية جهودا متواصلة لإعادة بناء المدارس والجامعات والمكتبات، وتشجيع الطلاب على التعليم والمثابرة على النجاح، رغم الظروف القاسية التي يشهدها القطاع، وهو ما يعكس صمود الشعب الفلسطيني وحرصه على الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع النضال السياسي والمقاومة.