حيروت – خاص

 

اعتبر السياسي أزال عمر الجاوي بأن أطراف الصراع المحلية تشكل نقطة الضعف الأبرز للقوة العسكرية للحوثيين رغم إحكام سيطرة الأخيرة على الطريق التجاري البحري .

 

وقال الجاوي ، في منشور على منصة إكس ، بأن مرور السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية من بحارنا باتت أشبه بالمهمة الإنتحارية ومع ذلك مازالت محاولاتهم مستمرة ، مشيراً إلى وجود دلالة على حاجتهم الماسة والتأثير السلبي الكبير على اقتصادياتهم ، كما أن ذلك يدل على أن الطريق البري “البديل” فشل في أن يكون كذلك .

 

وأضاف :” إحكام سيطرة صنعاء على الطريق التجاري البحري يجعلها قوة إقليمية ذات تأثير دولي قادرة على حسم أي حرب لصالحها ووفقاً لشروطها بما في ذلك حرب الأعوام الماضية مع دول الجوار ، مستدركاً بالقول :” إلا أن تلك القوة الحاسمة المتمثلة في السيطرة على البحر والقدرة على إلحاق أضرار فادحة لاقتصاديات دول الإقليم تفقد قدرتها عند مواجهة اطراف الصراع المحلية ، وهنا تكمن نقطة الضعف الأساسية .

 

ولفت الجاوي إلى أن نقطة الضعف تلك لايمكن تجاوزها إلا بحوار داخلي واتفاق ، حد قوله .

 

ويأتي حديث الجاوي مع التصعيد الكبير الذي تقوده قوات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الاتجاه نحو الطريق المنحدرة

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

 

 

حين فعلّت تطبيق الخرائط على هاتفي ذات مساء للاسترشاد به إلى وجهة مُعينة، نطق المرشد الآلي قائلًا: "الاتجاه نحو الطريق المنحدرة" كانت الجملة عادية في ظاهرها، جزءًا من تعليمات صوتية لم أكن أوليها كثيرا من الانتباه لكن هذه العبارة استوقفتني، شعرتُ فجأة بأنها لا تخصّ خرائط السير وحدها، إنما تصف شيئًا أعمق كأنها تلخّص حياتنا الشخصية، ومساراتنا اليومية، وقراراتنا التي تبدو موجهة وواضحة بينما هي تقودنا نحو منحدرات لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان.

لا شيء يبعث على الاطمئنان في أفق يسير نحو منحدر، والمأساة الحقيقية لا تكمن في اندلاع الحروب فقط إنما في الطرق التي تُسلك نحوها ونحن نظنها ممرات عبور آمن، لكن الطريق المنحدرة لا تعرف الأمان إنها تختبر قدرة الشعوب على الصمود، وقدرة الدول على النجاة، دون أن تنزلق كليًّا في قاع لا قرار له!

ثمة طرقٌ نختارها لا لأنها الأفضل؛ بل لأنها الأسهل، نغري أنفسنا بانحدارها اللطيف، وبأنها لا تطلب منا جهدًا، ولا تستفز خوفنا نسير فيها وكأننا في نزهة لا نلتفت كثيرًا لما حولنا فكل شيء يبدو هادئًا إلى أن نفاجأ بأننا قد قطعنا شوطًا لا عودة منه، وأن السهولة التي أعجبتنا كانت مجرّد خدعة لطيفة تخفي انحدرًا لا يرحم!

الطريق المنحدرة لا تعلن عن نفسها أنما تبدأ بميلٍ خفيف بالكاد نشعر به خطوة تجرّ أخرى، وقرار يتبعه قرار، حتى نصبح في منتصف مسارٍ لا يشبهنا، ولا يشبه نوايانا حين قرارنا السير عليه..

المشكلة ليست في الوجهة وحدها، بل في أننا نقبل بالمسير لأن الأرض تبدو ممهّدة، والجهد فيها أقل، والصوت الداخلي فينا يبرّر كل شيء: "ما دامت الطريق سهلة، فهي آمنة، أليس كذلك؟". لكن السهولة ليست دائمًا برهان الصواب، كما أن التعب ليس دومًا علامة الفشل، الطرق التي تتطلّب منا وقفة تأمل، أو قرارات حاسمة، أو مواجهة مع ذواتنا قد تكون أكثر صدقًا من تلك التي تجرفنا برفق، ثم تتركنا في قاع لم ننتبه أننا كنا ننزلق إليه طوال الطريق، ففي واقع حياتنا اليوم كثيرًا ما نؤجل المواجهة، نختار السكوت بدل الحوار، والمجاملات بدل الصراحة، والتأجيل بدل القرار، نقول: "دع الأيام تفعل ما تشاء"، دون أن نسأل: وماذا لو كانت الأيام تقودنا إلى ما لا نشاء؟ وهكذا نتخذ الطريق المنحدرة بلا وعي لأننا خائفون من عناء الصعود، أو مرارة التوقّف!

الخطورة لا تكمن فقط في الطريق، بل في الإنسان الذي يسلّم نفسه لها، ذلك الذي يمشي لأنه لا يريد أن يزعج راحته، أو يراجع اختياراته، أو يغيّر اتجاهه حين يشعر بالخطأ، الركض في الطريق السهلة يشعره بالإنجاز، لكنه في الحقيقة مجرد انزلاق ناعم نحو فقدان التوازن.

وهنا تتجلّى الحكمة العميقة: "ليس كل طريق سهلة تستحق أن تُسلك"؛ فالراحة المؤقتة قد تقودنا إلى تعاسة طويلة، والسكون الظاهري قد يسبق العاصفة، والمسارات التي لا تطلب منا التفكير قد تسرق منّا القدرة على التمييز، ثم على الوقوف، ثم على النجاة، إن الطريق المنحدرة ليست شرًا بذاتها لكن الشرّ أن نُسلّم أنفسنا لها دون وعي، أن نظن أن الحذر مبالغة، وأن التوقّف ضعف، وأن المراجعة تردد!

بينما القوة الحقيقية تكمن في أن نجرؤ على قول: "لا" حتى ونحن في منتصف الطريق، أن نتراجع حين نشعر بأن المسير يفقدنا ذواتنا، أو يبتعد بنا عن أهدافنا، أو يعمّق فينا الخواء.

ربما لا نستطيع تغيير شكل الطرق من حولنا، ولا منع انحدارات العالم، لكننا نملك دومًا خيار الوقوف، والتأمل، والاختيار قبل التدهور أو الانحدار الخطير الذي يقود إلى انزلاق نفقد فيه القدرة على الكبح!

ذلك الاختيار الذي يقول: "أنا لا أسير لأن الطريق سهلة؛ بل لأنني اخترت السير فيها، وأنا واعٍ إلى أين أمضي".

ففي زمنٍ تتكاثر فيه المنحدرات، وتغري السرعة، وتغوي السهولة، تبقى الشجاعة الحقيقية أن نقف، ونُدرك أن أول النجاة هو ألا نسلّم أنفسنا لكل ما يبدو مريحًا.

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن تخفيض 20% من أجور النقل من ميناء عدن إلى مناطق الحوثيين
  • تمرد قبلي ضد الحوثيين في ذمار.. اقتحام مكاتب الجبايات وحرقها بالنار
  • الاتجاه نحو الطريق المنحدرة
  • «طرق دبي» توفر خدمة «واي فاي» مجاناً في جميع محطات الحافلات والنقل البحري
  • صور.. توضيح مهم بشأن الخط البحري الدولي العقبة - نويبع
  • نتنياهو: ''إيران حاولت نقل أسلحة نووية الى الحوثيين''
  • نتنياهو: إيران خططت لنقل أسلحة نووية إلى الحوثيين
  • نتنياهو: إيران أرادت نقل الأسلحة النووية إلى الحوثيين
  • نتنياهو: إيران أرادت نقل أسلحة نووية إلى الحوثيين
  • الزهيري: 1.3 مليار جنيه أقساط التأمين البحري في مصر