صراع الإخوة الأعدقاء “Frenemies” في حرب التدمير العبثية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :-
الجنجوكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام (ينكرون)
وفي قرى الجزيرة يبطشون وينهبون وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
الإسلاموكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام(يستنكرون)
وفي قرى الجزيرة يستنفرون للحرب وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
***
الإخوة الأعدقاء"Frenemies"في حرب التدمير العبثية .
كنا دائماً مانميل إلى توصيف الإسلامويين في تقلباتهم وتغيرات وتبدلاتهم المتواصلة في تسمية تنظيماتهم حسب المرحلة التي يتواجدون فيها بوصفهم بالحربائية ، ولا أظن أن هذا الوصف ينطبق عليهم ، فالحرباءهذه الحشرة المسالمة الزاهية بألوانها القزحية ، تُغَّير من ألوانها حماية لوجودها الذاتي من كلة لحوم الجسد الأملس اللين المسالم ، ومثلها هناك ، من لايجد الحماية من الذين يغيرون ألوانهم من أكلة لحوم البشر الصامتين الزاحفين النازحين ، من شجرة لظل أخرى ، ومن خفاء لخفاء آخر ، ومن دانة لقذيفة ، وإن كانوا حتماً ، يوماً أو لحين إلى قبورهم ذاهبون ، ومن تبقى إلى بيوتهم مغادرون .
في الحالة الإسلاموية لا يغيرون ما بأنفسهم ، وإنما يغيرون ألوانهم ليس لحماية وجودهم كما تفعل الحرباء ، وإنما لحماية منهوباتهم ، العينية والبنكية والنقدية ، وما خفي في الظل كان دائماً أبشع ، ولم تقتصر المنهوبات على نهب المال والجاه والسلطة وحدها ، وإنما تمتد منهوباتهم منذ القدم ، إلى مسار السياسة والدين ، حين كانوا ينهبون الأحزاب المسماة بالكبيرة ، قياداتها ثم يتبعونها حتى بقواعدها ، وأصحاب هذه الأحزاب لدين الخديعة وهم مصدقون ، مما أدى إلى تمزيق جسد السودان التي كانت ، " كل أجزائه لنا وطن " . كان ذلك قبل أو بعد تمكنهم من السلطة بكاملها بعد إنقلابهم المشوؤم في صباح جمعة (أول إنقلابهم كان كفراً) يوم أطل في الثلاثين من يونيو 89م ، حين كانوا قبلها يبتزون نهباً ، هذه الأحزاب بكاملها بإسم الدين ، كل ذلك ليحافظوا على وجودهم هم أولاً ، في الأرض والوطن الذي اغتصبوه بقوة السلاح ، ثم بعد ذلك يجتثون أي وجود آخر يجدونه أمامهم .فالحرباء المتلونة السمحاء بعيدة بألوانها القزحية ،عن نواياهم الخبيثة هذه ، فأقرب وصف اليهم هي"القرادة" هذه الحشرة ، خبيثة فجوراً في الخصومة ، حين تلتصق بجسد الحيوان ، لتمتص دمه حتى آخر قطرة فيه ، ولا تفارق هذا الجسد إلا بموته أو موتها هي .. أيهما كان أسرع للفناء . وهم في العداوة وفجور الخصومة وإجتثاث ومص دم من تظن أنه العدو ، مثلها وأكثر وأعني الإسلاموكوز ، يبدأ مص الدم والإجتثاث ، بالأحزاب والكيانات والهيئات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشاركهم المشهد السياسي في الفترات الديمقراطية على قلتها . وعلى ما أعتقد ، أن هذه الخصلة ، لا تقف عند حالنا نحن في السودان مع الإسلام السياسي ، القوا نظرة على هذا التنظيم الأخطبوطي من حولنا ، حتى في قضية فلسطين ، التى نقدس نضال شعبها الطويلو ضد الإحتلال الإسرائيلي الممتد ، هي أيضاً ، كماو الإسلاموكيزاني ،و حذوه النعل بالنعل ، لا تتورع في سبيل تثبيت وجودها الديني الأسلاموي ، أن تقوم بمغامرة غير محسوبة ، يروح ضحيتها أكثر من ثلاثين الفاً ، طفلاً وشيخاً وشاباً وإمراة من شعب فلسطين ، وتدمر منازلهم وبيوتهم والبنية التحية المجهزة بعرق الكادحين النازحين عمرهم منذ ميلادهم ، وهم آمنون في خفائهم ، وهي تعرف نتائج مغامرتها غير المحسوبة لمصلحة تحرير الأرض وإنما لمصلحة تثبيت وجود التنظيم ، وإن لم تحصد من هذه المغامرة ما تبغاه ، فقد تعاطف العالم وشعوبه ، بما فيها الشعب الأمريكي والأوربي وكل شعوب العالم ، مع الشعب الفلسطيني المنكوب ، وليس مع التنظيم العالمي للإسلام السياسي بكل ألوانه ، والكل اليوم يعمل على ابعادها عن السلطة ، التي نهبتها بليل في إنقلاب دموي ، ضد تنظيم فتح في غزة المنكوبة بهم ، كما القرادة الكيزانية في السودان فهي ملتصقة بالجسد الفلسطيني في غزة الملئ بالجراح والآلام ، ولم تجد من يعزف معها مفامرتها غير المحسوبة نتائجها الكارثية ، إلا صنوها الإسلاموي الشيعي ، والتشارك معها في نشر المغامرة إلى شعوب ضعيفة أخرى ، ولم تجد من يتجاوب معها في العزف الدموي ، غير ايران الجاسمة على صدر الشعب الإيراني الرافض لسلطتها ، وإعلانه من قبل رفضه بثورة عاتية ، تم قمعها بوحشية لا مثيل لها في تاريخ قمع ثورات الشعوب ، ووصل تحريك العزف الإيراني إلى حلفاء العقيدة والدم الإسلاموي المغامر في اليمن ، حيث اعلن الحوثيين حربهم ليس على اسرائيل ليغزوها وينقذوا شعب غزة من الآبادة الجماعية ، إنما الوجهة إلى سواحل البحر الأحمر ، تحرشاً بالعالم ممثلاً في إرسال صواريخ الشر الإيرانية لسفن الشحن التجارية لوقف وإيذاء الإقتصاد العالمي المتآذي أصلاً ، وبالتالي نشر الفوضى الاقتصادية التي تؤثر على كل شعوب العالم عدواً كان لهم حليفاً أو صديق بما فيهم شعبهم الذي بحكمه يتشبثون ، ومن هناك يشاركهم العزف على المغامرة ، حزب الله الذي أدخل لبنان في أمر ضيق ، على أمرهم المر وضيق أصلاً وقبلاً .
ومن الذين تضرروا من هذه المغامرة الحمساوية غير المحسوبة ، والتي خرجت منها حماس دون ثمار تحررية جنتها القضية الفلسطينية ، كان ضرراً ، وأظنه كان بنداً من بنود هذه المغامرة قبل تنفيذها هي حرب العبث في دولة السودان ، وتوقيت مغامرة حماس ، كان وكأنه متعمد ، وشعب السودان يعيش وسط حرب ، داعس والغبراء ، وأجزم من ضمن خطة المغامرة ، أن يقدموا العون ، لتنظيمهم العالمي ، بأن يصرفوا نظر العالم عن حصد الشعب السوداني بسلاح المتنازعين على السلطة ، وتصفية أحدهما في الحرب لصالح أحد الطرفين ، الأقرب إليهم في إسلامويته ، وقطعاً هو ذاك ، من كان يزودهم بالمال والسلاح ، وجعله ينفرد بحكم السودان ، وهذا ما حدث بالفعل ، وأنصرف العالم عن حرب السودان العبثية ، وتحول الإهتمام بشعب غزة ، ومحاولة إنقاذه من الفك الاسرائيلي المفترس ، لإعتبارات معلومة ، يستحق شعب غزة الصامد الصابر ، انقاذه منها .
ومن هذا المدخل الحقيقي ، وإن أخذ درب المتخيل ، أستطيع أن أقول ، أن هذه الحرب عبثية بأمتياز ، لأن الإسلام السياسي ، بفرعيه فصيل القصر ( المخلوع) وفصيل المنشية( الترابي) ، وإن لم يكونا ، بذات وبلحم وشحم قديمهم ، فهم ظلهم من الخارج ، وجنينهم الذي خرج من رحمهم من الداخل ، توأمين ، تحولا إلى عدوين ، فصلت بينهم عمليات جراحية يطول شرحها .
استطاعا كل بقدراته الخُبثية الثعلبية ، أن يتلاعبا بالجميع ، ففي فترة المرحلة الإنتقالية ، وبعد ان أطمأنا علي نجاح خطتهم ، بتنصيب لجنتهم الأمنية الإسلاموية ، استطاعا خداع الجميع ، وخرجوا منهم في البداية بوثيقة دستورية معيبة ، ضمنوا من بنودها ، سيادة لجنتهم الأمنية التى طعموها بربيبتهم ، وحمايتهم ذلك الوقت الدعم السريع ، خدعوا جيش من المنافقين طلاب المصالح الذاتية ، وجمعهم تكالب على ثورة ديسمبر "القرنعالمية"والتي فتحت الأبواب على مصراعيها ، لنقل السودان وشعبه إلى ذرى الدولة الحلم ، الدولة العظمى ، بحق وحقيق ، لا كما كانوا يرددون ، حين كانوا يروجون لإنقلابهم ، المشوؤم في 89م من القرن الماضى ، يوم بشرونا بهذه العظمة التي إدعوها ، ولكنهم ، كانوا شبيهوا "القرادة" التي التصقت ، بجسد السودان وشعبه حتى كانت آخرة عظمتها التي إدعتها ، علمتهم كيف يكون الدمار والخراب والموت الزؤام ، والقتل المجاني ، حتى وصل الحد الداعشي في التلذذ بقطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بها ، طمعا في السلطة كاملة وإستمرارها ، دون أن تزعجهم لجنة تمكين ، شرعت ونفذت قراراتها في حقهم ، أو حتى تلك الوثيقة الدستورية ، التي يلزم أحد بنودها ، لجنتهم الأمنية بتسليم المدنيين السلطة في التاريخ الذي حددته ، فقرروا إستلام السلطة كاملة بإنقلابهم في 25 أبريل 2021م ، الذي يجيدون تدبيره بنجاح
تصوروه في مخيلتهم المسعورة للسلطة ، ولكنهم عاشوه وشهدوه ، وهو يترنح أمامهم . حينها لجأت ، مستشارية حميدتي دون جنده الذين هم في واد آخر ، زرعه النهب والقتل والإغتصاب ، اما المستشارية ، وهم الخارجون من رحم الفكر الترابي بثعلبيته الماكرة ، وقرروا استخدام كرت العداوة الأحمر مع رفيق دربهم ومصيرهم ، وهو كرت التقية وفقه الضرورة ، من أضابير أدراج خبثهم ، وأعلنوا على لسان حميدتي ، الذى كان أقصى طموحه أن يحافظ فقط على جنجويده ، كذراع عسكري بتار يستخدمه عند اللزوم والحاجة ، والحفاظ على مركزه كالرجل الثاني في حكم البلد الهامل كما يرونه ، وكان هذا أقصى طموحه ، ولكن جاءته فتوى التقية ودخل على الخط فقه الضرورة ، وكان الشعار الجديد ، الذي بدأ بالإنسحاب من الإنقلاب الذي شارك فيه ، وساهم في تدبيره قلباً وقالباً ، سلاحاً وجنجويداً ، وأعلن بملء فيه أنه إنقلب على الإنقلاب واعتذر عنه ، وتبرأ من جرم إرتكابه والمشاركة فيه ، مبرراً أنه اكتشف أن عودة الديمقراطية والحكومة المدنية هي الحل ، التي يحتاجها شعب السودان ، وهو مع الثورة المتمسكة بهذه المطالب ، (كوميديا جنجوكوزية وعجبي!!) ، وهو لن يتخلى عنها للبرهان ، وهم ومستشاريته ، يبطنون كعادتهم ما لايظهرون ، فلن يتخلوا عنها ، لفرعهم مستشارية القصر والبرهان شخصياً ، مما رسب في تحليلات المحللين أنها سباق حنرالين للفوز ، ولو كانت كذلك لهانت ولحلتها المساومة والجودية ، باستمرار تقاسم السلطة بين الجنرالين ولكنها كانت أخطر من ذلك ، كانت سباقاً بين تنظيمين توأمين منفصلين ، واصبحا تنظيمين للإخوة الأعدقاء ، وما أشرها من عداوة وحرب بين الإخوة الأعداء ، فهي تقود قادتها بغبائنها
الى الحرب الضروس بكل ضراوتها وعنفها ، والبحث الآن عن من هو صاحب الطلقة الأولى ، لا جدوى منه ، فالطرفان كان كل منهم يتربص بالآخر ، لذلك دخلا فيها ، وكل منهما كان جاهزاً لخوضها حتي نهاية النصر أو الشهادة دونها .
وفي الختام أقول لكل من انحاز لأحد الطرفين بحسن نية أو سوئها ، أن فوقوا لأنفسكم ، وليتحد الحادبون على الوطن وبذل الجهد والعمل على وقف هذه الحرب اللعينة ، فقد أكلت منا الأخضر واليابس ، ولم يتبقى ، لعشائنا الأخير ، إلا الإنهيار التام .. والنهاية المحتومة .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل
ولا وألف لا للحرب
[email protected]
//////////////////////
////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المحكمة الجنائية الدولية تصدر حكمًا مخففًا على “علي كوشيب” قائد الجنجويد في السودان بإرتكاب جرائم في دارفور
لاهاي – متابعات تاق برس- وكالات – قضت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، اليوم الثلاثاء بالسجن 20 عامًا، على محمد علي عبد الرحمن المعروف بـ”علي كوشيب” قائد الجنجويد الاو ،بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال النزاع في إقليم دارفور بالسودان عامي 2003 و2004.
وذكر ممثلو الاتهام أن كوشيب (76 عاما)، ارتكب جرائم قتل وإصدار أوامر لآخرين بارتكاب جرائم جماعية.
وأدين كوشيب في أكتوبر بما يصل إلى 27 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل والتعذيب وتدبير عمليات اغتصاب وفظائع أخرى نسبت إلى ميليشيات الجنجويد في دارفور قبل أكثر من 20 عاماً.
وخلال جلسة علنية في لاهاي، خلصت الدائرة الابتدائية الأولى إلى أن “كوشيب” مذنب في 20 تهمة تتعلق بجرائم حرب، من بينها القتل والاضطهاد والاغتصاب.
وأوضحت المحكمة أن كوشيب ارتكب بعض هذه الجرائم بنفسه، مشيرة إلى أن مبادرته بتسليم نفسه لا تشكل سوى عامل محدود في تخفيف العقوبة. فيما رفضت المحكمة جميع طلبات الدفاع التي سعت لتخفيف العقوبة.
جاءت هذه الجلسة في إطار الإجراءات الختامية للقضية، بعد أكثر من عامين من الاستماع إلى الشهود وتقديم المرافعات، وتعد هذه أول قضية تتعلق بجرائم الحرب في دارفور.
وأعلنت الدائرة الابتدائية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية خلال جلسة استماع علنية بمقرها في لاهاي، الحكم بذنب “كوشيب” في 20 تهمة تتعلق بجرائم حرب، كما أشارت إلى أن قائد الجنجويد ارتكب جرائم ضد الإنسانية، وطالب الادعاء بسجن كوشيب مدى الحياة.
وقال ممثل الادعاء جوليان نيكولز في جلسة خاصة عُقدت لتحديد الحكم على كوشيب إنه استخدم في إحدى المرات فأسا لقتل شخصين، وأضاف أنه لعب دورا كبيرا في ارتكاب الانتهاكات التي شهدها إقليم دارفور منذ أكثر من 20 عاما.
ويحاكم قائد الجنجويد الاول في السودان في 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت بين أغسطس 2003 وأبريل 2004 في إقليم دارفور غرب السودان، الذي شهد نزاعات دامية منذ 2003، في أيام حكم حزب المؤتمر الوطني المحلول بقيادة عمر البشير، وقتل خلال المعارك آلاف من المدنيين.
كوشيب وآخرين.
واتُهم بلعب دور قيادي في الهجمات المنهجية التي نفذتها الجنجويد بالتعاون مع القوات السودانية ضد المدنيين من جماعات الفور والمساليت والزغاوة العرقية في دارفور بين عامي 2003 و2004، وتطلب المحكمة الجنائية عدد من قيادات النظام السابق المثول أمامها، من بينهم الرئيس السابق عمر البشير، ووزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة للداخلية السابق أحمد هارون، حيث تتهمهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وقال قضاة المحكمة الجنائية ان العقوبة جاءت مخففة لجهة أن المدان كوشيب سلم نفسه للمحكمة، كما أنه كان حسن السلوك خلال المحاكمات وفي فترة الاحتجاز.
كوشيب كان سلّم نفسه للمحكمة الدولية في يونيو 2020، في أفريقيا الوسطى.
وأشار مكتب الادعاء إلى أن الحكم على المدان ب(20) عاما عقوبة لا تتناسب مع الجرائم التي ارتكبها، وقال المكتب في بيان ” سنراجع القرار بعناية لتقييمه وتحديد ما إذا كان من المناسب اتخاذ إجراءات قانونية إضافية”.
كان مكتب الادعاء قد التمس توقيع عقوبة السجن المؤبد على كوشيب نظرًا للجسامة الاستثنائية للجرائم التي أدين بها، والتي شملت القتل والاغتصاب والتعذيب والاضطهاد وجرائم أخرى ارتُكبت بدرجة عالية من الوحشية والعنف، سواء بصفته مرتكبًا مباشرًا أو شريكًا في ارتكابها أو آمراً بارتكابها،ومن بين العوامل التي استند إليها مكتب الادعاء في طلبه للعقوبة المؤبدة، العدد الكبير من الضحايا، بما في ذلك مائتان وثلاثة عشر شخصًا من أهالي دارفور الذين قُتلوا، ومن بينهم أطفال، وست عشرة امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب، إضافة إلى ارتكاب أفعال بوحشية خاصة، والانتشار الجغرافي للجرائم، والفترة الزمنية الممتدة التي ارتُكبت خلالها.
ويؤكد مكتب الادعاء مجددًا التزامه بتحقيق المساءلة في الوضع في دارفور، حيث لا تزال التحقيقات جارية، ويواصل المكتب عمله المكثف في التحقيق في الأحداث الأخيرة، ولا سيما في مدينتي الجنينة والفاشر، لضمان تقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.
وكان كوشيب قد سلّم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2020 عقب سقوط الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بعد أكثر من اثني عشر عاماً من الإفلات من الاعتقال.
وافتتحت المحاكمة أمام الدائرة الابتدائية الأولى في 5 أبريل 2022، حيث استمعت المحكمة إلى 74 شاهداً (56 من جانب الادعاء، و17 من الدفاع، وأحد الضحايا المشاركين عبر ممثليه القانونيين).
المحكمة الجنائية الدوليةجرائم دارفورعلي كوشيب