مركز إعلام شلاتين يناقش تاثير التغيرات المناخية على محميات علبة الطبيعية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
في اطار حملة معا لمواجهة تغير المناخ التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للإستعلامات نفذ مركز إعلام شلاتين ندوه بعنوان ( التغيرات المناخية وتاثيرها على محميات جبل علبة الطبيعية )
حيث استعرض احمد البشاري مدير مركز إعلام شلاتين دور الهيئة العامة للإستعلامات فى توعية المواطنين بمخاطر وتبعات تغير المناخ وطرق المواجهة من خلال الندوات والمؤتمرات التى يتم عقدها فى مراكز الإعلام المنتشرة داخل مختلف مدن الجمهورية من خلال الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات
وأكد البشارى على أن تغير المناخ له تأثير على صحتنا وقدرتنا على زراعة المحاصيل بمختلف أنواعها سواء الغذائية أو الصناعية أو الطبية وكذلك هناك تأثير مباشر على السكن والعمل.
وأشار عيسى حامد الباحث البيئى بجهاز شئون البيئة إلى أن تغير المناخ يرجع إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس التى يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة.
ولكن منذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط والغاز) الذي ينتج غازات تحتبس الحرارة.
وأكد حامد على أن تغير المناخ يخلف آثارا خطيرة على البيئة من تغيرات في مستوى سطح البحر وحياة النباتات و الحيوانات وعمليات الانقراض الجماعي، كما يؤثر على المجتمعات البشرية.
و أشار إلى أن المحميات الطبيعية تؤدى دورا مؤثرا في الحفاظ على البيئة والحد من التغير، وذلك بما تملكه من تنوع بيولوجي وثروات حيوانيه نباتية و شعاب مرجانية وكائنات بحرية نادرة، ما يؤدي إلى التوازن البيئي وصيانة البيئة ومنع تدهور الموارد الطبيعية بما يضمن بقاء وحفظ التنوع البيولوجي
و أضاف حامد ان التغيرات المناخية لها تأثير ضار على المحميات الطبيعية و فى حالة محميات علبة الطبيعية، فى ظل ندرة سقوط الأمطار أكد أنها سوف تؤثر على التنوع البيولوجي حيث هناك بعض النباتات التى تنمو فى الصحراء سوف تزحف إلى أعلى الجبال بسبب ارتفاع درجة الحرارة، كما إن العديد من النباتات غير قادرة الآن على البقاء ما يعنى فى الوقت ذاته حيوانات أقل من تلك الآكلة للنبات ما يعرض المحمية للخطر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بوابة الوفد الالكترونيه الشلاتين التغيرات المناخية محمية جبل علبة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
تصحر ولاتة: منازل مهدمة ومخطوطات تحت رحمة المناخ
يتعرض إرث المخطوطات الهش في ولاتة للدمار مع زحف رمال الصحراء على البلدة الموريتانية العريقة. وتشكل ولاتة جزءًا من أربع مدن محصنة، أو قصور، مُنحت مكانة التراث العالمي لليونسكو لأهميتها التاريخية كمراكز تجارية ودينية. واليوم، تحتفظ هذه المدن بآثار ماضٍ غني من العصور الوسطى.
زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة مدينة ولاتة (أسماها "ولاتن") في عام 753 هـ / 1352 م، حيث أقام فيها قرابة خمسين يومًا وتحدث عن دورها التجاري في إمبراطورية مالي، وقد شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا في القرنين الـ13 والـ14 الميلاديين، حيث أصبحت مركزًا ثقافيًا عربيًا إسلاميًا مرموقًا، جذب إليه أعدادًا كبيرة من العلماء والمفكرين من مناطق مختلفة مثل تومبكتو، فاس، مراكش، وتلمسان.
في جميع أنحاء ولاتة، تتخلل الواجهات الطينية أبواب مصنوعة من خشب السنط، مزينة بتصاميم تقليدية رسمتها نساء محليات. وتحمي المكتبات العائلية مخطوطات تعود لقرون، وهي سجلات لا تقدر بثمن للتراث الثقافي والأدبي المتوارث عبر الأجيال.
ومع ذلك، فإن قرب ولاتة من الحدود المالية يجعلها عرضة بشدة لبيئة الصحراء القاسية. وقد خلفت الحرارة الحارقة والأمطار الموسمية أكوامًا من الحجارة وثقوبًا واسعة في أسوار المدينة التاريخية، وهي آثار أمطار غزيرة بشكل خاص هطلت مؤخرًا.
إعلانوقالت خدي، وهي تقف بجانب منزل طفولتها المنهار، والذي ورثته الآن عن أجدادها: "لقد انهارت العديد من المنازل بسبب الأمطار".
وقد أدى تناقص عدد السكان إلى تسريع تدهور ولاتة. وأوضح سيديا، وهو عضو في مؤسسة وطنية مكرسة للحفاظ على المدن القديمة في البلاد: "أصبحت المنازل أطلالاً لأن أصحابها تركوها".
على مدى أجيال، تناقص عدد سكان ولاتة باطراد مع رحيل السكان بحثًا عن عمل، تاركين المباني التاريخية مهملة. وقد صُممت الهياكل التقليدية، المغطاة بالطوب اللبن المحمر المعروف باسم "بانكو"، لتحمل مناخ الصحراء، ولكنها تتطلب صيانة بعد كل موسم أمطار.
وبات جزء كبير من المدينة القديمة مهجورًا الآن، إلّا نحو ثلث مبانيها. وقال سيديا: "مشكلتنا الكبرى هي التصحر. ولاتة مغطاة بالرمال في كل مكان".
وفقًا لوزارة البيئة الموريتانية، يتأثر ما يقرب من 80٪ من البلاد بالتصحر – وهي مرحلة متقدمة من تدهور الأراضي ناجمة عن "تغير المناخ (و) ممارسات التشغيل غير الملائمة".
بحلول الثمانينيات، كان مسجد ولاتة نفسه مغمورًا بالرمال. ويتذكر بشير باريك، وهو محاضر في الجغرافيا بجامعة نواكشوط: "كان الناس يصلون فوق المسجد" بدلاً من داخله.
على الرغم من الرمال والرياح التي لا هوادة فيها، لا تزال ولاتة تحتفظ بآثار من أيامها كمحطة رئيسية على طرق القوافل العابرة للصحراء ومركز مشهور للتعليم الإسلامي.
وبصفته إمام المدينة، يتحدر محمد بن باتي من سلالة مرموقة من علماء القرآن وهو المؤتمن على ما يقرب من ألف عام من العلم. وتضم المكتبة العائلية التي يشرف عليها 223 مخطوطة، أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر.
في غرفة ضيقة ومكتظة، فتح نصف خزانة لعرض محتوياتها الثمينة، وثائق هشة تعود إلى قرون، بقاؤها على قيد الحياة ليس أقل من معجزة.
إعلانوقال بن باتي مشيرًا إلى صفحات عليها بقع ماء، ومخزنة الآن في أغلفة بلاستيكية: "هذه الكتب، في وقت ما، كانت سيئة الصيانة للغاية ومعرضة للتلف". وأوضح: "في الماضي، كانت الكتب تُخزن في الصناديق، ولكن عندما تمطر، تتسرب المياه إليها ويمكن أن تفسد الكتب"، متذكرًا عندما انهار جزء من السقف قبل ثماني سنوات خلال موسم الأمطار.
قدمت إسبانيا تمويلاً في التسعينيات لإنشاء مكتبة في ولاتة، ودعمت ترميم أكثر من 2000 كتاب وحفظها رقميًا. ومع ذلك، يعتمد الحفاظ المستمر على هذه الوثائق الآن على تفاني حفنة من المتحمسين مثل بن باتي، الذي لا يعيش في ولاتة على مدار العام.
وقال: "تحتاج المكتبة إلى خبير مؤهل لضمان إدارتها واستدامتها لأنها تحتوي على ثروة من الوثائق القيمة للباحثين في مختلف المجالات: اللغات، وعلوم القرآن، والتاريخ، وعلم الفلك".
تعيق عزلة ولاتة تطوير السياحة، فلا يوجد فندق، وأقرب بلدة تبعد ساعتين سفرًا عبر تضاريس وعرة. كما أن موقع المدينة في منطقة تحذر العديد من الدول من السفر إليها، مشيرة إلى تهديد عنف المتمردين، يزيد من تعقيد الآفاق.
شملت جهود مكافحة زحف الصحراء زراعة الأشجار حول ولاتة قبل ثلاثة عقود، لكن سيديا يعترف بأن هذه الإجراءات لم تكن كافية.
تم إطلاق عدد من المبادرات لإنقاذ ولاتة والمدن القديمة الثلاث الأخرى المدرجة معًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1996. ويُقام كل عام مهرجان في إحدى المدن الأربع لجمع الأموال للترميم والاستثمار، وتشجيع المزيد من الناس على البقاء.
مع غروب الشمس خلف جبال الظهر وبرودة هواء الصحراء، تمتلئ شوارع ولاتة بأصوات الأطفال وهم يلعبون، وتعود المدينة القديمة لفترة وجيزة إلى الحياة.
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline