هل ينجح مجلس الأمن الدولي في الوصول لهدنة إنسانية بالسودان؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية الأمر الذي أدي إلى تدهور الأوضاع في السودان بالإضافة إلى زيادة معاناة المواطنين.
خرجت وسائل الإعلام العالمية تكشف أن مجلس الأمن الدولي يدرس دعوة لوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان قبل شهر رمضان.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023.
تركّزت الاشتباكات في يومها الأول في العاصمة الخرطوم (ولاية الخرطوم) وخصوصًا في محيطِ القصر الرئاسي وفي مطار الخرطوم الدولي لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن وبلدات أخرى تقعُ في ولايات ثانية وتحديدًا الولاية الشمالية وولايات دارفور (الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب).
تسبَّبت هذه الاشتباكات في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها حتى الـ 22 من أبريل مقتل نحو 250 مدنيًا وإصابة أكثر من ألف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكادُ تصل الضعف بحيثُ شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرَفين المتحاربين مع توقّعات بأنّ الأرقام أكبر بكثير في ظلّ استمرار المعارك وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة من على الأرض.
نص مشروع القرار
كشفت صحيفة "رويترز"، مشروع قرار مجلس الأمن الذي جاء فيه:" أن جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر مختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، قبل شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
ويحث مشروع قرار مجلس الأمن جميع الدول على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار"، ويطالبهم بـ "دعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم".
اتهمت الولايات المتحدة الطرفين المتحاربين بارتكاب جرائم حرب، وتقول إن قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معه اترتكب جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليونا، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات، ونزح نحو 8 ملايين عن منازلهم، كما أن مستويات الجوع مستمرة في الارتفاع.
دور المجتمع الدولي
أوضحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين، الأربعاء: أن المجتمع الدولي لا يبذل ما يكفي لمعالجة هذه الأزمة الرهيبة.
ومن جانبه قال الباحث سمير رمزي، المتخصص في الشأن السوداني، إنه بنسبة كبيرة سينجح مجلس الأمن في وقف إطلاق النار في السودان خصوصًا مع تدهور الأوضاع.
وأضاف "رمزي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن مصالح الأطراف الدولية والاقليمية تصب في صالح موافقة دول المجلس على مبدأ الهدنة، لكن التحديات الأكبر تتعلق بتفاصيل القرار وما إذا كان سيتضمن نقاط خلافية فيما بين الأعضاء الدائمين.
تابع المتخصص في الشأن السوداني قائلًا:" فضلا عن مدى قدرتهم على دفع طرفي القتال السوداني نحو تنفيذ كافة شروط الهدنة".
أوضح المحلل السياسي السوداني صلاح غريبة، أن القوي الدولية هي التي تستطيع الضغط على القوي المتحاربة في السودان من أجل إنهاء الصراع في الخرطوم.
وأضاف "غريبة" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن مجلس الأمن يستطع الضغط على الجيش السوداني وأيضا على الدعم السريع ولكن في حالة عدم التصدي لهذا القرار خصوصًا أن الأوضاع في السودان أصبحت في غاية الصعوبة.
واختتم المحلل السياسي السوداني، أن الأوضاع في السودان في غاية الصعوبة ويجب على المجتمع الدولي بذل جهودًا أكثر من أجل حماية المدنيين من هذه الحرب التي تهدد أمن واستقرار القرن الإفريقي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان مجلس الأمن الجيش السوداني قوات الدعم السريع الدعم السریع فی السودان مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيرة في أجواء بورت سودان
نقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم، إن صواريخ مضادة للطائرات تصدت السبت لتحليق مسيرات في أجواء بورت سودان التي تحولت إلى عاصمة للسودان في زمن الحرب وشكلت ملاذا للنازحين في السابق.
وتعرضت بورت سودان، مقر الحكومة المدعومة من الجيش، هذا الشهر لأول هجوم بطائرات مسيرة تم تحميل مسؤوليته لقوات الدعم السريع.
واستهدفت غارات الطائرات المسيرة بنى تحتية بينها آخر مطار دولي مدني عامل في البلاد ومحطات لتوليد الطاقة ومستودعات وقود.
وتوقفت الغارات شبه اليومية لأكثر من أسبوع حتى السبت، حين أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بسماع “دوي صواريخ مضادة للطائرات شمال وغرب المدينة وتحليق طائرات مسيرة في السماء.
ومنذ انسحاب الجيش السوداني من العاصمة الخرطوم في بداية الحرب، استضافت بورت سودان وزارات حكومية ووكالات أممية ومئات الآلاف من الأشخاص.
وتمر جميع المساعدات تقريبا إلى البلاد التي يعاني فيها نحو 25 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد، عبر بورت سودان.
ومع دخول النزاع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب.
ومنذ خسارتها السيطرة على الخرطوم في آذار/مارس، تبنت قوات الدعم السريع استراتيجية من شقين: غارات بعيدة المدى بطائرات مسيرة على المدن التي يسيطر عليها الجيش مصحوبة بهجمات مضادة لاستعادة الأراضي في جنوب البلاد.
وأثرت الغارات على البنية التحتية في جميع أنحاء شمال شرق السودان الذي يسيطر عليه الجيش، كما تسببت الهجمات على محطات الطاقة بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.
وأدى انقطاع التيار الكهربائي في الخرطوم إلى انقطاع المياه النظيفة أيضا، وفقا للسلطات الصحية، ما تسبب في تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو 300 شخص هذا الشهر.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.