ما الذي تغيّر بين الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل نحو شهرين وبين زيارته المستعجلة قبل نحو اسبوع، وما هي المعطيات الجديدة التي طرأت، والتي استدعت مجيئه على وجه السرعة، وماذا أبلغ الذين التقاهم، وبالأخصّ الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري، وبالتالي ماذا قالا له، وما هي الرسالة، التي أراد إيصالها إلى "حارة حريك" عن طريق "عين التينة"، وكيف تلقف "حزب الله" هذه الرسالة، والأهم هو كيف سيتعامل معها انطلاقًا مما يدور على أرض الواقع وفي الميدان العسكري، الذي سيكون له حتمًا انعكاسات على الواقع السياسي، سلبًا أو إيجابًا، بعد فشل محادثات القاهرة وما كان يعوّل عليها كنتائج حيال "هدنة رمضان" في غزة، التي كان لا بدّ من أن يكون لها تأثير على الواقع الجنوبي عكس ما أوحى به هوكشتاين عقب لقائه الرئيس بري من دون أن يتمكّن أحد حتى الآن من فك "شيفرة" ما قاله بالنسبة إلى عدم إمكانية أن تشهد الجبهة الجنوبية هدوءًا مترافقًا مع "الهدوء الغزاوي" في حال تمّ التوصّل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار.

ويُحكى أن الخلافات العميقة والشروط والشروط المضادة أخرّت التوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة، مع تنامي الحركات الأصولية داخل إسرائيل التي تطالب بعدم وقف الحرب، وعلى رأس هذه الحركات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.   وعلى جانب كبير من الأهمية كان لقاء هوكشتاين مع وفد من "المعارضة"، وهو اللقاء الأول بينهما، وقد لا يكون الأخير، وذلك نظرًا إلى ما سمعه الموفد الأميركي من كلام كان عليه سماعه قبل ذلك بكثير بالنسبة إلى وجهة نظر "المعارضة" المسيحية حيال الكثير من القضايا المركزية، التي تعيق مسيرة تطبيق القرار 1701، وتاليًا انعكاس سلبيات عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية، مع التشديد على أهمية أن يكون للجيش دور محوري في تطبيق القرارات الدولية، وبالأخصّ القرار المتعلق بأمن الجنوب والجنوبيين، والذي من دونه يبقى الجنوب ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت غير السارّة وغير المطمئنة.   ولكن الأهمّ من اطلاعه على وجهة نظر "المعارضة" بالمباشر هو ما أبلغه إلى وفدها من "رسائل جنوبية ورئاسية". وهذا ما لم يُكشف عنه بعد وكأن ثمة كلمة سر بين المجتمعين على أن تبقى "المجالس بالأمانات"، مع حرص الجميع على إعطاء محادثات اللقاء طابع "السرية القصوى". وهذا ما يدفع الكثيرين إلى التحليل والاستنتاج والاجتهاد الشخصي وفق ما تفرضه طبيعة تمنيات كل طرف بما يتناسب مع وضعيته وظروفه. إلاّ أن الحقيقة تبقى واحدة، وهي لا تتجزأ، باعتبارها كلًا متكاملًا. وأي تحريف في جوهر هذه الحقيقة سيعرّض الوضع الجنوبي إلى ما تُحمد عقباه، خصوصًا أن ثمة معلومات تشير إلى أن الإسرائيليين، الذين يميلون إلى عدم السماح بسريان مفاعيل "هدنة رمضان الغزاوية" على الجبهة الشمالية لإسرائيل. وهذا يعني أن الجبهة الجنوبية لن تهدأ، وهو احتمال وارد. وقد يكون هذا ما قصده هوكشتاين في كلامه من على بوابة "عين التينة". وقد يكون هذا ما أبلغ الرئيس بري به ليبلغه بدوره إلى "حزب الله".  وقد يكون هذا ما أبلغه أيضًا إلى وفد "المعارضة"، الذي لم يستغرب هذا الكلام. ولكن ما استغربه الوفد قد يكون في الكلام، الذي لم يُفصح عنه بعد، والذي جعل مواضيع البحث محصورة داخل الجدران الأربعة، على رغم أهمية رمزية هذا اللقاء، الذي اعتبره البعض "تعويمًا أميركيًا لدور "المعارضة المسيحية"، التي دعمها البيان الشهري للمطارنة والأساقفة الموارنة، وما تضمّنه من مواقف رافضة لفرضية "وحدة الساحات" وربط مصير لبنان بمصير غزة، على رغم خطورة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر في حق الفلسطينيين، مع تسجيل التضامن الكلي مع القضية الفلسطينية وحقهم الطبيعي في أن يعيشوا في دولة مستقلة بطمأنينة وأمن وسلام، ولكن ليس على حساب أمن لبنان وسلامته واستقراره وسلامه.   المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا ما

إقرأ أيضاً:

اعتقال صحفي تركي انتقد اعتقال عمد البلديات المعارضة

أنقرة (زمان التركية) – تعرض الصحفي التركي تيمور سويكان، للاعتقال بسبب منشوراته على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر)، بتهمة “نشر معلومات مضللة علنًا للجمهور”، وقال في إفادته إنه يتم غض الطرف عن الفساد عندما يتعلق الأمر بحزب العدالة والتنمية الحاكم، بينما المعارضة تحاسب بشكل دقيق في ظل قضاء مسيس.

 وأعلنت الصحفية شوليه أيدين عن اعتقال سويكان عبر تغريدة، قائلة: “تيمور اعتقل! ويتم نقله حالياً إلى مديرية أمن فاتان. السبب: منشورات X…”

من جانبه، أعرب الصحفي باريش بيهليفان عن استيائه من اعتقال سويكان. وصرح بيهليفان: “سيبقون تيمور في الحجز هذه الليلة بسبب ثلاث تغريدات فقط. مع أنه أُخذت إفادته في مديرية الأمن… للأسف يخططون لإحالته إلى النيابة غداً. هذا ليس قانوناً، وليس إنسانية.”

واكتملت إجراءات أخذ إفادة الصحفي تيمور سويكان لدى الشرطة. وقامت قناة Onlar TV المملوكة له بنشر نص الإفادة، حيث قال: “أنا مسؤول عن كلامي وانتقاداتي الواردة في منشوراتي حتى النهاية. هناك تشكيل يسعى لسوء استخدام سلطته بناءً على تعليمات سياسية موجهة للقضاء ويهدف إلى قمع المعارضة. الأشخاص المكلفون بالعمل بناءً على تعليمات سياسية، والذين يتحملون مسؤولية الدفاع عن عدالة المجتمع بأسره، يسيئون استخدام واجباتهم”.

أضاف “إن تنفيذ تحقيقات الفساد فقط بحق لرؤساء بلديات المعارضة، بناءً على توجيهات سياسية، هو دليل على ذلك وحقيقة واضحة للعيان. وعلى الرغم من هذه الحقيقة الواضحة التي يعرفها الجميع، فإن اعتقالي بتهمة نشر معلومات مضللة علنًا للجمهور لا يختلف عن نكتة. ولهذا السبب، عبرت عن غضبي تجاه اعتقال عمدة بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو أولاً، ثم عدد كبير من رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري، ومؤخرًا رؤساء بلديات ومسؤولين آخرين من حزب الشعب الجمهوري في أضنة، أديامان، أنطاليا وبعض البلديات الأخرى. أعلم أن هذه العمليات تمت بناءً على إفادات رجل أعمال كان قد عمل سابقًا مع حزب العدالة والتنمية، وذلك من خلال تصريحات مكتب المدعي العام”.

سنواصل نضالنا كصحفيين

وقال منتقدا “يعلم الجميع في تركيا أن مئات ملفات الفساد المتعلقة برؤساء بلديات حزب العدالة والتنمية، أي الحكومة، قد طُويت تحت السجاد. لم تُنفذ أي عملية واحدة ضدهم. ولكن عندما يتعلق الأمر ببلديات المعارضة، فإن العمليات تتوالى منذ 19 مارس. وهذا انتهاك واضح لمبدأ المساواة أمام القانون. هذه العمليات، التي تتم بتعليمات سياسية، تستهدف رؤساء البلديات المنتخبين بأصوات الشعب، وبالتالي يتم اغتصاب حق الشعب في الانتخاب والترشح بواسطة القضاء. التعبير عن الغضب ضد هذا الأمر ضروري لصحفي يقف إلى جانب الديمقراطية. أنا هنا لا أرتكب جريمة. من يرتكب الجريمة هم الذين يغتصبون حق الشعب في اختيار من يحكمهم. كل هذه الأفكار والانتقادات تندرج ضمن حرية الفكر والتعبير والصحافة. وأود أن أقدم إفادتي بشكل أكثر تفصيلاً أمام النيابة”.

أضاف: “فيما يتعلق بمنشوري الذي كان موضوع أمر التحقيق، والذي جاء فيه: ‘الانقلاب مستمر. إرادة الشعب تُغتصب. لا معنى لصندوق الاقتراع’، فقد كتبته به تعليقا على رؤيتي لخبر اعتقال عمدة بلدية أديامان عبد الرحمن توتديري عندما استيقظت صباحاً. أنا صحفي منذ 25 عامًا، وأعرف الضرر الذي يلحقه بالبلاد من يستخدمون القانون لتحقيق أهداف ومصالح سياسية. في الماضي، كانت العدالة والتنمية وفتح الله جولن ينصبون المؤامرات ويغتصبون حقوقنا الديمقراطية، وكنا في تلك الأوقات نكافح العصابات المتغلغلة في القضاء والمؤسسات الحكومية الأخرى، وكنا نُحتجز ونُحاكم، وأعلم مرة أخرى أن من يقتلون العدالة من أجل مصالحهم السياسية أو المهنية أو الشخصية سيُحاسبون أمام المحاكم المستقلة، وسنواصل نضالنا كصحفيين من أجل أن تكون بلادنا أكثر عدلاً وحرية وإنصافاً. إن الأفكار الواردة في هذه التغريدة تندرج ضمن حرية الصحافة والتعبير والفكر، تماماً كما هو الحال في إفادتي هذه. وأود أن أقدم إفادتي بشكل أكثر تفصيلاً أمام النيابة”.

Tags: اعتقال صحفيتيمور سويكان

مقالات مشابهة

  • لقاء عماد أديب ويائير لبيد: هل يكون مدخلا خلفيّا للتطبيع السيادي القادم؟!
  • سجن وتعذيب المعارضة.. هكذا يحكم بول بيا قبضته على الكاميرون
  • هل استغل نتنياهو صمت وانقسام المعارضة وبدأ حملته الانتخابية؟
  • 4 أسباب بارزة.. لماذا سيطر الفشل على الدول التي دخلتها إيران؟
  • إسطنبول تُشعل معركة جديدة بين الحكومة والمعارضة.. ومذكرة توقيف تفجر الجدل
  • حسني بيّ: لا مبرر لتعالي الأصوات المعارضة لتعويم الدينار الليبي
  • دردور: الحوار والنقاش لن يكون إلا مع مثقف
  • تنفيذاً لقرار المحكمة يكون على المتهم محمد العلواني الحضور إلى المحكمة
  • السيسي وبينوشيه.. تشابهت البدايات فهل تتشابه النهايات؟
  • اعتقال صحفي تركي انتقد اعتقال عمد البلديات المعارضة