الوضع الإنساني في هايتي يزداد سوءا في ظل العنف المسلح
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
تواجه بور أو برنس عاصمة هايتي وضعا محفوفا بالمخاطر في نهاية الأسبوع، في سياق الاشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلحة التي تهاجم مستشفيات وتهدد توزيع الأغذية وتوقف بنى تحتية.
وحذر مدير بعثة المنظمة الدولية للهجرة في هايتي فيليب برانشات امس من أن "سكان العاصمة يعيشون في عزلة، وليس لديهم مكان يذهبون إليه"، مؤكدا أن "المدينة تحت الحصار".
وأضاف "لا يتمكن الأشخاص الذين يفرون من الاتصال بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم الموجودين في بقية أنحاء البلاد بحثا عن ملجأ. فالعاصمة محاطة بالجماعات المسلحة والمخاطر".
تسيطر العصابات الإجرامية على معظم العاصمة وكذلك الطرق المؤدية إلى بقية أنحاء البلاد، وتهاجم مراكز الشرطة والسجون والمحاكم منذ أيام، في غياب رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تطالبه العصابات بالاستقالة، مثلها مثل جزء من السكان.
وفق آخر الأخبار، تقطعت السبل بهنري في بورتوريكو الأميركية بعد رحلة إلى الخارج.
من جانبه، أعلن الجيش الأميركي في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد أنه اتخذ إجراءات "لتعزيز الأمن في السفارة الأميركية في بور أو برنس، والسماح باستمرار مهام السفارة، وإتاحة الفرصة للموظفين غير الأساسيين للمغادرة".
وفي مواجهة أعمال العنف، لجأ عشرات السكان السبت إلى مقرات إدارة عامة في العاصمة على أمل الاحتماء فيها، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
في الليلة السابقة، هاجم مسلحون القصر الرئاسي ومقر شرطة العاصمة، حسب ما أكد المنسق العام للاتحاد الوطني للشرطة لوكالة فرانس برس، مؤكدا مقتل عدد من المهاجمين.
من جهته، حذّر فيليب برانشات من أن "انعدام الأمن يتزايد على المستوى الوطني: هناك أعمال عنف في أرتيبونيت (شمال غرب العاصمة)، وإغلاقات في كاب هايتيان (شمال)، ونقص في الوقود في الجنوب".
ووفق المنظمة الدولية للهجرة، هناك 362 ألف شخص - أكثر من نصفهم من الأطفال - نازحون حاليا في هايتي، بزيادة 15% عن بداية العام.
يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في المقاطعة الغربية التي تشمل بور أو برنس، بالإضافة إلى حظر تجول ليلي يصعب على قوات الأمن تنفيذه.
وروت فابيولا سانون، وهي من سكان العاصمة، لوكالة فرانس برس كيف قُتل زوجها جيمس (32 عاما) خلال أعمال العنف الأخيرة.
وقالت بعدما عثرت عليه "ملقى في الشارع"، إنه "لم يكن في صراع مع أي شخص على الإطلاق. إنه بائع سجائر بسيط".
بدوره، قال رينالد بريستول الذي أصبح بلا مأوى منذ هجوم العصابات المسلحة، لفرانس برس "لقد فقدنا كل ممتلكاتنا، كل ما نملكه. لقد فقدنا عائلاتنا".
ومن الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس اليوم عن قلقه من أعمال العنف.
وقال "أتابع بقلق وأسى الأزمة الخطيرة في هايتي وأحداث العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة"، داعيا الى "الصلاة... كي تتوقف جميع أشكال العنف ولكي يقدم الجميع مساهمتهم في نمو السلام والمصالحة في البلاد، بدعم متجدد من المجتمع الدولي".
وفي مواجهة أعمال العنف، دعت مجموعة الدول الكاريبية (كاريكوم) ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة إلى اجتماع الاثنين في جامايكا.
في الأثناء، أغلقت الإدارات والمدارس، وتوقف المطار والميناء عن العمل.
كما بات الحصول على الرعاية صعبا بعدما "تعرضت المستشفيات لهجوم من العصابات واضطرت إلى إجلاء الطاقم الطبي والمرضى، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة"، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وأفاد المدير العام للهيئة الوطنية للموانئ جوسلان فيلييه عن وقوع عمليات نهب في الميناء.
حذّرت منظمة "ميرسي كور" غير الحكومية من المخاطر التي تهدد إمدادات سكان أفقر دولة في الأميركيتين.
وقالت الخميس إنه "مع إغلاق المطار الدولي، فإن المساعدات القليلة المقدمة حاليا لهايتي قد لا تصل بعد الآن"، مضيفة "إذا لم يعد بإمكاننا الوصول إلى هذه الحاويات، فسوف تعاني هايتي من الجوع قريبا".
بدورهم، حذّر العديد من ممثلي الأمم المتحدة في هايتي من أنه "إذا استمر الشلل في منطقة العاصمة بور أو برنس خلال الأسابيع المقبلة، فإن ما يقرب من 3000 امرأة حامل معرضة لخطر عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية".
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد أولريكا ريتشاردسون إن "عددا كبيرا جدا من النساء والشابات في هايتي يقعن ضحايا للعنف العشوائي الذي ترتكبه العصابات المسلحة"، مضيفة أن المنظمة الدولية "ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة لهن".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنظمة الدولیة أعمال العنف فی هایتی
إقرأ أيضاً:
عاجل- الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذائية وصحية حادة في غزة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق بشأن نتائج تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي أصدرته الأمم المتحدة بالتعاون مع جهات دولية، والذي أشار إلى تزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة، حيث يواجه نحو واحد من كل خمسة أشخاص في القطاع خطر التجويع.
كما حذر من الوضع المأساوي الذي يعاني منه السكان، خصوصًا الأطفال الذين يعانون من حرمان غذائي شديد.
الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها عاجل- الأمم المتحدة تحذّر من جرائم حرب في ليبيا عقب مقتل عبدالغني الككلي الأمن الغذائي في غزة
كشف تقرير الأمم المتحدة عن أرقام مقلقة تشير إلى أن غالبية سكان قطاع غزة يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ووفقًا للتقرير، يواجه العديد من الأشخاص في غزة خطر المجاعة بسبب الحصار والتصعيد العسكري المستمر، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
قلق بشأن الأطفال وحرمانهم الغذائي
أبدى جوتيريش قلقًا بالغًا بشأن الأطفال في غزة، حيث يواجه معظمهم حرمانًا غذائيًا شديدًا، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض وسوء التغذية.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الوضع بالنسبة للأطفال في غزة يمثل أزمة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان الحصول على الغذاء والتغذية اللازمة لهم.
المساعدات الإنسانية وتحديات تقديمها
وأشار دوجاريك إلى أن المساعدات الإنسانية لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل مجموعة من القطاعات الأخرى مثل المياه والصحة والتغذية والتعليم.
وأضاف أن عمليات المساعدة تتطلب زيارة المجتمعات المحلية، تقييم احتياجات الناس، وتحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر.
إلا أن نقص الإمدادات الأساسية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق في غزة جعل تقديم هذه المساعدات أكثر تعقيدًا.
القطاع الصحي في خطر
أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن الوضع الصحي في غزة يتدهور بشكل سريع، حيث تواجه المستشفيات صعوبة في التعامل مع الحوادث الجماعية والإصابات بسبب نقص حاد في الإمدادات الطبية، مثل المعدات والدماء، بالإضافة إلى نقص حاد في عدد الموظفين الطبيين.
كما أوضح أن نقص الوقود يؤثر بشكل كبير على تشغيل مرافق الرعاية الصحية ومحطات المياه، ما يفاقم الأزمة الإنسانية.