بوابة الوفد:
2025-05-24@21:30:55 GMT

رمضان فى السينما المصرية

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

كيف تناولت السينما المصرية شهر رمضان المبارك؟ وهل استطاعت أن تعكس، بصدق وعمق وفن، أجواء الشهر الكريم وطقوسه فى فيلم أو أكثر؟

قبل أن أجيب عندى ملحوظة أود تحريرها، وهى أن المصريين القدماء، أى قبل ظهور الديانات السماوية الثلاث، كانت لهم طقوسهم الدينية الخاصة بهم والتى يعبرون بها عن فرحتهم بحلول أيام العبادات والشعائر والأعياد، تلك الطقوس التى استمر الناس يمارسونها حتى بعد دخول المسيحية والإسلام، فذابت مع كل دين جديد، حتى باتت كأنها جزء أصيل من هذا الدين الجديد.

تقول الدكتورة بسمة الصقار الباحثة فى علم المصريات فى لقاء تليفزيونى عبر قناة ON إن مطلع أغنية (وحوى يا وحوى إياحا) التى يغنيها أطفال مصر كلها فى شهر رمضان منذ مئات القرون، والتى يترنم بها المطرب القديم أحمد عبدالقادر وتذاع طوال أيام الشهر الفضيل، تقول الدكتورة بسمة: ذلك المطلع هو عبارة عن كلمات مصرية قديمة، فكلمة (إياح) تعنى القمر، وكانت هناك ملكة مصرية قديمة اسمها (إياح حتب)، أى (قمر الزمان)، وهى زوجة الملك (سقنن رع) والد الملك أحمس الشهير الذى طرد الهكسوس من مصر.

وتواصل الدكتورة بسمة الصقار الشرح قائلة: إن كلمة (واح) يعنى (اظهر)، ولما كان المصريون القدماء مفتونين بالملكة (إياح)، فكانوا ينشدون لها قائلين (واح واح إياح)، أى (اظهر اظهر أيها القمر).

من هنا نستطيع أن نعى كيف أن طقوس الشهر الكريم فى مصر ذات مذاق متفرد خاص جدًا، لا شبيه له فى أى بلد فى العالم، فهل نجحت السينما فى رصد هذا التفرد وعرضه على الشاشة البيضاء بفن وجمال؟

الحق أن هناك العديد من الأفلام المصرية التى مرت مرور الكرام على الشهر الكريم وظلاله وطبائعه، لكن يظل فيلما (العزيمة)، و(فى بيتنا رجل) أهم تلك الأفلام التى سلطت الضوء بفن وذكاء على كيفية تعامل المصريين مع طقوس الشهر الكريم وعاداته وروحانياته.

عرض فيلم (العزيمة) فى 6 نوفمبر 1939، وهو من إخراج كمال سليم وبطولة كل من فاطمة رشدى وحسين صدقى وأنور وجدى وزكى رستم وعبدالعزيز خليل، وفيه تتجلى أجواء الشهر الكريم من خلال بعض الحوارات بين أبطال العمل المستبشرين بأيامه المباركة، علاوة على مشهد لطيف لمرح الأطفال وهم يتجولون فى الحارة ليلا حاملين الفوانيس وهم يغنون (وحوى يا وحوي)، بينما الأنوار تزين الجامع وبيوت الحارة.

أما فيلم (فى بيتنا رجل)، فقد عرض فى 17 إبريل 1961، وهو من إخراج هنرى بركات وبطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدى أباظة وحسين رياض وحسن يوسف.

فى ظنى أن بركات، هذا المخرج المسيحى، أفضل من قدم مشاهد رمضانية فى السينما المصرية من خلال ذلك الفيلم الجميل، فالرجل امتلك حساسية مفرطة فى التعامل فنيًا مع لحظة الإفطار وأذان المغرب وأحوال القاهرة وبيوتها وشوارعها وأزقتها، وأظنك لاحظت ذلك عند مشاهدتك للفيلم.

أجل... السينما المصرية كنز لا يفنى، وكل سنة وأنت طيب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق السينما المصرية شهر رمضان المبارك المصريين القدماء الطقوس علم المصريات السینما المصریة

إقرأ أيضاً:

"إسماعيل ياسين.. ضحكة خالدة وضمير السينما النظيفة"

 

 

حين نتحدث عن السينما المصرية، لا يمكن أن نتجاهل بعض الأسماء التي لا تزال محفورة في ذاكرتنا رغم مرور السنوات، ومن أبرزها الفنان الراحل إسماعيل ياسين، أحد عمالقة الكوميديا وصاحب البصمة التي لا تُمحى. واليوم، السبت 24 مايو، تمر ذكرى رحيله، لتعيد إلى أذهاننا سيرة فنية وإنسانية استثنائية.

قد يعرفه الجميع كنجم للضحك، لكن الجانب الإنساني من حياته لا يقل إشراقًا عن فنه. فرغم أنه ترك التعليم مبكرًا في الصف الرابع الابتدائي، كان مثقفًا شغوفًا بالقراءة، وتعلّم من تجاربه ومجتمعه ما لم تُدرسه المدارس. كان يحمل في داخله مزيجًا من الحدة والطيبة، تلك التناقضات الجميلة التي جعلته يشبه المواطن المصري البسيط، ويقترب من قلوب الناس أكثر.

أفلامه، التي تجاوزت الـ210 عملًا، لم تكن مجرد كوميديا للترفيه، بل كانت رسائل إنسانية واجتماعية مغلفة بالضحك. وقد ظل إسماعيل ياسين وفيًا لمبادئه الفنية، إذ اشترط في عقوده عدم تقديم مشاهد قبلات، في وقت كان فيه هذا النوع من المشاهد رائجًا، احترامًا لجمهوره وصورته.

بعد وفاته، طاردته شائعات الحزن والفقر، لكن عائلته نفت ذلك، مؤكدة أنه لم يمت مديونًا، بل ترك لهم ما يكفيهم، وكان من بينهم عمارة في الزمالك باعها ابنه لسداد الضرائب وتقسيم الإرث.

إسماعيل ياسين لم يكن مجرد فنان، بل كان مدرسة للفن النظيف الذي صنع البسمة دون إسفاف، وسيظل إرثه شاهدًا على زمن الفن الأصيل، ومرآة تعكس أجمل ما قدمته السينما المصرية من روح وصدق وبساطة.

 

مقالات مشابهة

  • رحيل سلطان القراء الشيخ السيد سعيد بعد رحلة حافلة مع القرآن الكريم
  • حفل لتكريم حفظة القرآن الكريم وتجهيز العرائس بمركز الواسطي
  • "إسماعيل ياسين.. ضحكة خالدة وضمير السينما النظيفة"
  • في ذكرى رحيلها.. زينب صدقي “أم السينما المصرية” ووجه الطيبة الخالد (بروفايل)
  • خادم الحرمين يصدر توجيهه الكريم باستضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة لأداء مناسك الحج
  • خادم الحرمين يصدر توجيهه الكريم باستضافة 1300 حاج وحاجة من 100 دولة لأداء مناسك الحج هذا العام
  • بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه
  • علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم
  • منذ بداية الشهر.. الإفراج عن قرابة 4 آلاف سجين مشمول بقانون العفو
  • السينما وعلم النفس علاقة لا تنتهي