تواجه نيجيريا أزمة غذائية حادة في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية متصاعدة، مما أثار موجة من الاضطرابات العنيفة ونهب الإمدادات الغذائية. وتسلط الاضطرابات الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن انتشار الجوع على نطاق واسع واحتمال انهيار القانون والنظام في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.

ووفقا للتقرير الذي نشرته فاينانشيال تايمز، سلطت حوادث الاعتداءات الأخيرة على مستودعات الحبوب في جميع أنحاء البلاد الضوء على عمق الأزمة، مع ورود تقارير عن عمليات نهب وأضرار لحقت بمرافق التخزين.

ويأتي تصاعد العنف وسط ارتفاع معدلات التضخم في أسعار الغذاء، حيث وصل إلى مستويات لم نشهدها منذ منتصف التسعينيات، مما أدى إلى تفاقم محنة السكان الضعفاء بالفعل.

وردا على الاضطرابات، نشرت الحكومة قوات الأمن لحماية المستودعات، وخاصة في العاصمة أبوجا. ومع ذلك، فإن حوادث مثل التدافع عند بيع الحبوب في لاغوس، والذي أدى إلى سقوط قتلى، تؤكد الحاجة الملحة إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمة.

حذر صندوق النقد الدولي من أن نسبة كبيرة من سكان نيجيريا يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وحث الحكومة على إعطاء الأولوية للحلول للتخفيف من الأثر. وعلى نحو مماثل، أثار بنك التنمية الأفريقي المخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الغذاء الذي يساهم في الاضطرابات الاجتماعية.

ويعزو المحللون الأزمة إلى مجموعة من القضايا الهيكلية طويلة الأمد، بما في ذلك انخفاض الإنتاجية الزراعية وانعدام الأمن في المنطقة الشمالية من البلاد. وأدت عمليات الاختطاف والهجمات المتفشية من قبل العصابات الإجرامية والمتمردين الإسلاميين إلى تعطيل إنتاج الغذاء وتوزيعه، مما أدى إلى تفاقم نقص الغذاء وارتفاع الأسعار.

وزادت الإصلاحات الحكومية، بما في ذلك إلغاء دعم الوقود وتعديلات العملة، من الضغوط الاقتصادية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم الأزمة الغذائية. أثار التدفق الأخير للمساعدات، بما في ذلك التبرع بالقمح من أوكرانيا، جدلاً حول اعتماد البلاد على المساعدات الخارجية وسط التحديات الداخلية.

وقد تم تحديد معالجة انعدام الأمن الغذائي كحالة طوارئ وطنية، مع دعوات لبذل جهود متضافرة لتعزيز إنتاج الغذاء، وضمان أمن المزارعين، وتعزيز القدرة على التخزين للحد من الهدر. وبينما اتخذت الحكومة بعض الخطوات للإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية واتخاذ إجراءات صارمة ضد الاكتناز، يحذر المحللون من أن هناك حاجة إلى استراتيجيات أكثر شمولاً لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة.

وتطرح الأزمة الغذائية المتصاعدة تحديات كبيرة لنيجيريا، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى العمل المنسق لتجنب المزيد من عدم الاستقرار وتخفيف معاناة الملايين الذين يواجهون الجوع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أدى إلى

إقرأ أيضاً:

ما علاقة نيجيريا بإفشال انقلاب بنين؟.. بيان صارم لرئيس البلاد

أكدت نيجيريا أنها تدخلت عسكريا في بنين بعد محاولة انقلاب قام بها مجموعة ضباط في الدولة المجاورة، وفق ما أكد بيان لمكتب الرئاسة النيجيرية وفقا لفرانس برس.

وذكر البيان أن الرئيس النيجيري بولا تينوبو وفي استجابة لطلبين من حكومة بنين، أمر طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية النيجيرية بدخول البلاد والسيطرة على المجال الجوي للمساعدة في إخراج المتآمرين الانقلابيين من التلفزيون الوطني ومعسكر أعادوا تجميع صفوفهم فيه.

وقالت نيجيريا إن وزارة خارجية بنين طلبت دعما جويا نيجيريا فوريا، مشيرة إلى الحاجة الملحة وخطورة الوضع، بالإضافة إلى ضرورة حماية النظام الدستوري والمؤسسات الوطنية وأمن السكان.

كما طلبت بنين نشر مقاتلات نيجيرية داخل مجالها الجوي “لعمليات المراقبة والتدخل السريع بتنسيق تقوده بنين، بالإضافة لنشر قوات برية نيجيرية مخصصة للمهام التي وافقت عليها قيادة بنين لدعم حماية المؤسسات الدستورية واحتواء الجماعات المسلحة.

وأكد تينوبو أن قواته تصرفت في إطار بروتوكول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” المتعلق بالديمقراطية والحكم الرشيد، مؤكدا في بيانه أن بلاده ساعدت “بتحقيق الاستقرار في دولة مجاورة”.

وكانت مجموعة “إيكواس” قد أعلنت في وقت سابق عن إرسال جنود من نيجيريا وسيراليون وساحل العاج وغانا إلى بنين للمساعدة في احتواء محاولة الانقلاب.



وصباح الأحد، نفذ عسكريون في بنين، انقلابا على الرئيس باتريس تالون، وأعلنوا عبر التلفزيون الرسمي، إقالته من منصبه، قبل أن يخرج وزير الداخلية ويعلن إحباط المحاولة.

وأعلن العسكريون الذي يعرفون عن أنفسهم باسم "اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس" أن مجموعتهم "اجتمعت الأحد في 7 كانون الأول/ديسمبر 2025 وتداولت وقررت " إقالة باتريس تالون من مهامه كرئيس للجمهورية".

وقالت وسائل إعلام، إن أصوات طلقات نارية سمعت في معسكر غيزو، القريب من مقر الرئاسة في العاصمة كوتونو، لكن دون معرفة مصير الرئيس الذي كان من المفترض أن يتنحى عن السلطة في نيسان/أبريل المقبل.


من جانبه قال وزير خارجية بنين إن جنود الجيش والحرس الوطني الموالين للدولة استعادوا السيطرة على الوضع بعد أن قال جنود عبر التلفزيون الرسمي إنهم سيطروا على السلطة.

وقال الوزير أوليشيجون أدجادي باكاري لرويترز "هناك محاولة ولكن الوضع تحت السيطرة... إنها مجموعة صغيرة من الجيش. لا يزال جزء كبير من الجيش مواليا للدولة، ونحن نسيطر على الوضع".

وأضاف أن مدبري محاولة الانقلاب سيطروا فقط على التلفزيون الرسمي وأن الإشارة انقطعت لعدة دقائق.

وخرج وزير داخلية بنين الحسن سيدو في بيان وقال، إن القوات المسلحة البنينية، أحبطت المحاولة الانقلابية على السلطة.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار: 11 مليار دولار صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية في 2024
  • الغذاء والدواء: تنفيذ 244 حملة تفتيشية على المنشآت الغذائية أمس
  • رئيس غرفة الصناعات الغذائية يتوقع قفزة في الصادرات إلى 11 مليار دولار
  • أبو الغيط: المنطقة العربية تواجه شحًا مائيًا يضع ضغوطا متزايدة على قطاع الزراعة
  • أبو الغيط: الفجوة الغذائية العربية من الأكبر عالميًا وبعض الدول تستورد 90% من احتياجاتها
  • أبو الغيط: بعض الدول العربية تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية
  • ما علاقة نيجيريا بإفشال انقلاب بنين؟.. بيان صارم لرئيس البلاد
  • السُلطات المحلية: خطف 13 مزارعًا في شمال شرقي نيجيريا
  • ماكرون: سنعزز دعم نيجيريا في مواجهة التحديات الأمنية
  • حملات الهيئة التفتيشية على الأسواق بمختلف المحافظات