خطيب المسجد النبوي: الصوم تربية على حسن التعامل بين الخلائق بجميل الأقوال والأعمال
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن فريضة الصوم تربية للأخلاق على حسن الخلّق، وحسن التعامل بين الخلائق بجميل الأقوال، وأزكى الأعمال.
تربية للأخلاقوأوصى " آل الشيخ " خلال خطبة أول جمعة في رمضان من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بالتحلي بفضائل الصيام التي حثّ عليها ديننا الحنيف، منوهًا بأن الهدف الأسمى والغاية العليا من شعائر العبادات هو تحقيق التوحيد الخالص للخالق جل وعلاً، والوصول إلى الغاية الكاملة في حبه عزّ شأنه والتذلل التام له جلّ جلاله، واتسام بالاستسلام والانقياد له وحده.
وأضاف : والتخلّص من التعلّق بمن سواه من التأله والتعبّد بحيث لا تصرف جميع العبادات إلا لله الأحد خالصة لوجهه عمن سواه، فالألوهية لله وحده، فهو الذي يطاع ولا يعصى، هيبة له وإجلالاً، محبة وخوفاً، رجاءً وتوكلاً، سؤالاً ودعاءً، فهو الذي جل جلاله الذي لا يخاف إلا منه، ولا يخشى إلا هو.
وتابع: وهو الذي تنيب إليه القلوب والجوارح في شدائدها، وتدعوه وحده في ضروراتها وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه في سرّائها وضرّائها، وتطمئن بذكره، وتسكنُ إلى قربه عزّ وشأنه، وليس ذلك لأحد إلا لله جل وعلا، مشيرًا إلى أن فريضة صوم رمضان تبرز فيها هذه المقاصد العقدية العظيمة، فهو السرّ بين العبد وربّه.
من صام مضانوأوضح أنه يصومه العبد إخلاصاً لله واحتساباً، ومحبة وتعظيماً، وهذا ما تشير إليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، من التذكير بغاية الصوم وأن المراد به تحقيق التقوى الذي رأسها التوحيد لله جل وعلا، يقول الله سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" .
واستشهد بما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" من صام مضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه، منبهًا إلى أن من أعظم الغايات التبعية للتعبّد تربية الإنسان على السلوك الأحسن والتصرف الأجمل للعيش الإنساني الكريم، فتلك مقاصد تشريعية خاصة لتعليم الإنسان على أجمل الأحوال وأكمل السلوكيات.
وأشار إلى أنه يكون العبد زاكياً في تصرفاته مع بني مجتمعه ومع الخلق كلهم، إذ تربيه العبادات على زكاة النفس وعلى تربيتها وعلى طهارة الأقوال والأفعال وجمالها، فشعائر الدين تربّي الإنسان على أجمل القيم وأطهر التصرفات والتعاملات وأحسن الأخلاق وأجملها وبهذا تتحقق للمجتمعات الحياة الفاضلة والعيشة الرضية .
وأفاد بأن للصوم الحضّ الأوفر لهذه المنظومة، وهذا ما يتجلّى بالتوجيهات النبوية بحثّ الصائم على أفضل الأخلاق وأزكاها والبعد عن سيء الأخلاق وأرذلها، كما أن من الحكم الظاهرة والعلل البارزة لفريضة الصوم تربية الصائمين على عبادة السلامة من أذى الخلق والإضرار بهم من أي تصرف قولي أو فعلي وتلك مقاصد كلية تعود بالخير الكلّي على الفرد والمجتمع والعالم ككل.
ودعا الله تعالى في ختام خطبته أن يكون صومناً باعثاً على أجمل الأخلاق، وأزكى الأعمال، عاصماً من سيء الخصال، وأن نحرص على اكتساب مقاصد هذا الشهر العالية، والتحلّي بفضائله الطاهرة، مؤكداً أن الشريعة كلها تخلّقٌ بمكارم الأخلاق فهي مقاصد كلية للدين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي خطبة أول جمعة في رمضان
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: النبي كان يأخذ بالأسباب ويصدق التوكل على الله.. فيديو
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، إن النبي الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يحتاط ويأخذ بالأسباب لأن من صدق التوكل على الله أن تصدق في الأخذ بالأسباب دون أن تعبد الأسباب أو تعلق النتائج عليها.
وأضاف إبراهيم الهدهد، في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، أن سيدنا يعقوب كان يخشى على أولاده من الحسد فقال لهم خذوا بالأسباب وقال (يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ).
وأشار إلى أن الله يدرب أنبيائه ويربيهم على صدق التوكل على الله، ولذلك أشار النبي إلى ذلك في الحديث لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا) دون أن يكون لها خطة سوى السعى والأخذ بالأسباب.
وأوضح أن الله تعالى يأمر السيدة مريم عبر وحي الإلهام (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) بالرغم من أن حال المخاض والولادة من أشد لحظات الضعف والوهن إلا أن الله لم يرفع عنها الأسباب، فوضعت يدها على جذع النخلة فتساقط عليها الرطب.
وذكر إبراهيم الهدهد، أن من صدق التوكل على الله أن تأخذ بالأسباب حتى لا يتكل العباد والطير تتحرك، فما عليك إلا أن تأخذ بالأسباب وبعد ذلك تعلق بمسبب الأسباب، لأن حياة الطيبين والصالحين تعلقوا بالله وساروا في الحياة آخذين بالأسباب.