لبنان ٢٤:
2024-06-12@06:04:08 GMT

هذه هي خسائر لبنان من استمرار حرب المساندة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

هذه هي خسائر لبنان من استمرار حرب المساندة

قد يكون أسوأ ما في الحروب هو ما يعيشه اللبنانيون اليوم. فما يتعرّض له الجنوب يوميًا هو حرب حقيقية، وإن كانت غير شاملة وغير موسّعة، ولكن مفاعيلها المباشرة وغير المباشرة قد يكون ضررها أخطر بكثير من توسّعها. فقسم من اللبنانيين، وبالتحديد أهل الجنوب يعيشون بالفعل مخاطر الحرب فيما القسم الآخر منهم يعيشون هاجس وقوع حرب شاملة قد تطال كل لبنان، ويعيشون بالتالي على وقع التهديدات الإسرائيلية اليومية بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، مع ما ينتج عن الحرب الدائرة في الجنوب من خسائر بشرية ومادية واقتصادية وسياحية، خصوصًا إذا استمرّ الوضع على ما عليه حاليًا حتى فصل الصيف، الذي بات ينتظره لبنان كل سنة بفارغ الصبر لما لمردود تمضية المغتربين اللبنانيين بأعداد كبيرة جزءًا من عطلهم السنوية في ربوعه من تأثير إيجابي على الدورة الاقتصادية.


فالذين كانوا يقصدون وطنهم الأم كل سنة في فصل الصيف يتردّدون هذه السنة، مع أن أهاليهم في لبنان يشجعونهم على المجيء ويطمئنونهم إلى أن الحرب بمفهومها الشامل لن تقع، وأن المناطق غير المستهدفة بالنيران الإسرائيلية تعيش حياة طبيعية، وإن كان القلق على أهل الجنوب ومصيرهم وما تتعرّض له منازلهم وأرزاقهم من قصف وحشي ينغّص عليهم هدوء الحياة شبه الطبيعية التي تعيشها تلك المناطق، التي لا تزال حتى الساعة في منأى عن الاعتداءات الإسرائيلية الآخذة بالتوسع جنوبًا وبقاعًا، وكأن ثمة مخطّطًا مبطّنًا لإبقاء جميع اللبنانيين وليس الجنوبيين فقط في حال من الترقّب والانتظار، حيث يعّد العدو في كل يوم مفاجأة أمنية مختلفة عن الأخرى كاستهداف بلدة أنصار في منطقة بعلبك البقاعية، وقبلها قصف مدينة النبطية، وقبل قبلها ضرب إقليم التفاح باستهداف بلدة جدرا؛ وقبل كل ذلك الوصول إلى الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري.
كثيرون من المغتربين اللبنانيين قرروا، ولو بحسرة، عدم السفر إلى لبنان هذا الصيف، لأن الأخبار تصل إليهم مضخّمة، وهم البعيدون عن مسرح الأحداث، خصوصًا أن قسمًا كبيرًا منهم يتحمّل قساوة الغربة عن وطنه لأنه عانى الكثير من الحروب العبثية. فإذا لم يقصد المغتربون وطنهم الأم هذا الصيف فإن ذلك يعني أن لبنان سيخسر أولًا هذه الحركة الحميمية النابعة من تعّلق المغترب بأرض أبائه وأجداده، وسيخسر أيضًا المردود المادي الناتج عما يُصرف في تلك الفترة، والذي يقدّر سنويًا بعشرة مليار دولار تعيد بعضًا من الحيوية إلى الميزان التجاري في بلد يحتاج إلى كل دولار حتى يستطيع أن يوازن بين ما يستهلكه وبين ما يستورده، فضلًا عن الخسائر المباشرة التي تقع على رأس كل لبناني نتيجة هذه "الحرب العبثية" كما سمّاها البطريرك الراعي، ولو اقتباسًا عن بعض أهل الجنوب.
فاللبناني المغترب اليوم كاللبناني المقيم. كلاهما يخافان على المصير ويخشيان من أن يكون مستقبل الوطن على غير ما كان عليه في الماضي يوم قال الشاعر إيليا أبو ماضي "أرجع لنا ما كان يا دهر في لبنان".
وعلى رغم معرفتهما المسبقة أن بعض الغيارى على مصلحة لبنان لا يزالون يعملون على الحؤول دون تفاقم الأمور إلى ما هو أسوأ، أقّله بالنسبة إلى منع جرّ لبنان إلى حرب لن تقتصر أضرارها على الجنوب، بل قد تشمل كل لبنان، ومنه قد تمتد نيران الحرب إلى المنطقة كلها. ولذلك نرى الموفدين الدوليين، في حركة دائمة، وقد أصبحت بيروت محطة رئيسية لهم في جولاتهم في المنطقة، وهم يقدمون النصح للجميع بأن تكون لديهم مقاربات متقاربة، أقّله لناحية توحيد بعض المصطلحات، التي من شأنها أن تسهم في تنظيم إدارة هذا الاختلاف قبل الحديث عن المراحل المتقدمة في أي مفاوضات قد يسعى إليها بعض، الذين يرون أبعد من أنوفهم، وهم يتوقعون أن تصل أمور اللبنانيين إلى الأسوأ في حال لم ينزل جميع الافرقاء اللبنانيين عن أشجار مواقفهم المتصلبة، وبالأخص في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي.   وقد يكون ما نُقل عن الرئيس السابق ميشال عون لوفد "حزب الله" مدار أخذ وردّ في الأيام المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البيان الأميركي الفرنسي جدَّد المظلة الدولية حول لبنان

كتب معروف الداعوق في " اللواء":وصف مصدر ديبلوماسي الفقرة التي تضمنها بيان القمة الاميركية الفرنسية الاخير المتعلق بلبنان، بالمهم ويعبّر بوضوح عن اهتمام مشترك، بالاوضاع في لبنان، وتحديدا المواجهات العسكرية الجارية على الحدود اللبنانية الجنوبية، وضرورة وضع حد لها، وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن.
واشار المصدر الى ان تخصيص لبنان بحيِّزٍ في البيان المذكور، يؤشر الى امرين، الاول الاخذ بعين الاعتبار التوتر والاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي وحرص الدولتين على ضرورة وضع حدٍّ لها ومنع توسعها إلى حرب واسعة، وتحديد القرار ١٧٠١، اساسا لأي اتفاق يعقد بين لبنان وإسرائيل.
اما النقطة الثانية، فهي القلق الشديد الذي عبر عنه البيان، للفراغ الرئاسي، والدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن، كشرط لتقديم المساعدات والقروض اللازمة، لحل الازمة المتفاقمة وانعاش الاقتصاد اللبناني.
ويختم المصدر بالقول، أنه يمكن الاستخلاص من فحوى البيان الاميركي الفرنسي،بأن تفاهمات الدولتين، التي جنبت لبنان تمدد الحرب الإسرائيلية على غزّة اليه بشكل واسع، ماتزال سارية حتى اليوم، وهذا الامر يُنظر اليه بارتياح، ولكن قد لايكون ذلك كافيا، اذا لم يقترن بانهاء هذه الحرب في وقت قريب.
 

مقالات مشابهة

  • "حزب الله" ينعى "القائد أبو طالب" عقب غارات إسرائيلية على منزل في عمق الجنوب اللبناني (صورة)
  • البيان الأميركي الفرنسي جدَّد المظلة الدولية حول لبنان
  • الأزمة الاقتصادية تفرض تحولا في شراء هدايا الحجاج اللبنانيين
  • هل يكون بن شرقي بديل زيزو في الزمالك؟.. رد حاسم
  • الاتحاد الماروني العالمي: على حزب الله تنفيذ القرار 1559
  • الحرارة الى مزيد من الارتفاع.. صيف لاهب بانتظار اللبنانيين هذا العام
  • هوكشتاين مجدداً وحزب الله يضغط لتحقيق اختراقات إيرانية؟
  • عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس: قرار الاستقالة من الحكومة كان صعبا
  • قصفٌ وتوتر.. كيف يبدو وضع الجنوب الآن؟
  • المنطقة الحدودية: قلاع وآثار ومزارات دينية.. هل تضررت جراء العدوان الاسرائيلي على الجنوب؟ (صور)