أكد عدد من الفلسطينيون، في بيانهم، أن تضحيات الشعب الفلسطيني، والمسيرات النضالية، لن تُنسى، بالقول: "إخواننا وأخواتنا في غزّة، وصل صوتكم للعالم. نعمل بكل ما هو متاح لإيقاف نزيفكم".

وصاغ البيان التالي، فلسطينيون، في فلسطين والمنفى، يُدركون أن المحاولات الهادفة إلى المزيد من تقسيمهم وفك شملهم تستمر لعقود، فيما تشكل خطرا جسيما على تحررهم الوطني.



تاليا نص البيان كاملا: 
إلى أهلنا في غزة
في البداية، نحيّيكِ يا غزّة ونحيّي شهداءنا البواسل. أنتِ قلب مسيرتنا النضالية، ولهذا يحاول العدو عبثًا كسر روحك المقاوِمة. لكنّ تضحيات شعبنا لن تُنسى ولن تذهب سدى. 

إخواننا وأخواتنا في غزّة، وصل صوتكم للعالم. نعمل بكل ما هو متاح لإيقاف نزيفكم. نعمل الآن بكل طاقتنا لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا. نعمل على تكثيف وتفعيل آليات المحاسبة والمقاطعة الممكنة كافة، ومواجهة كل تواطؤ دولي مع النظام الصهيوني المجرم. نحشد اليوم على رفض العودة إلى الحصار الخانق والإجرام اليومي، الذي أصبح واقعًا، وساد قبل بداية الإبادة الجماعية القائمة.

يا شعب فلسطين في كل مكان
نمرّ اليوم بمراحل حاسمة وتاريخية في مسيرة شعبنا ونضاله للحرية، والتي لا عودة فيها إلى الوراء بعد هذه الإبادة الجماعيّة. بعد قرن من الاستعمار في فلسطين، ندخل الآن عصر التحرير، الذي بات فيه عدونا أوهن وأضعف مما سبق. إن غزة اليوم، أوقدت بدمائها ومقاومتها سبيل استعادة شعبنا حقه بحريته بكل عزة وكرامة وبثبات تاريخي يلهم كل من سعى لحرية في وجه ظلم. 

إنّ النظام الصهيوني الاستعماري الذي يحتل أرضنا يعمل على توسيع حرب الإبادة الجماعية، ويواصل محاولاته لمحو وجودنا من وطننا من خلال إبادة غزة، وإرهاب وتهجير أهلنا من الضفة الغربية، وسجن وتعذيب وقتل أبناء شعبنا في كل أنحاء فلسطين التاريخية.

النصر حتمي ما دامت مقاومة شعبنا حية في وجه هذا الاستعمار
بعد أكثر من قرن من الاستعمار الصهيوني في بلادنا، وبعد 75 عامًا من النكبة المستمرّة والفصل العنصري، لا يزال وجود شعبنا الفلسطيني حيًا وراسخًا في أرضه، مقاومًا المستعمر بكل أشكال وجوده. ومع حراك تضامني يتسع دوليًا، فإن قضيتنا العادلة لا تزال في قلوب أحرار العالم أجمع كبوصلةٍ أخلاقيةٍ وجدانية صارخة لنضال الحرية والعدل والكرامة.  

ومع كلّ جيل جديد، نجدد التزامنا نحو مشروعنا التحرري، فيما تتعمق وتتفاقم الأزمات في صلب وهيكلية النظام الصهيوني البنيوي على الأصعدة كافة. 

يا شعبنا العظيم لا تنسَ انتصاراتك 
أكد شعبنا في عام 2021 على عدالة قضيته على الرغم من وحشية الكيان الغاشم وعدوانه. ففي انتفاضة الوحدة، نهضنا كشعب واحد بكرامة، وأظهرنا حقيقة بسيطة للعالم أجمع: أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد، ونحن ننتمي إلى فلسطين وطننا بكامل ترابها، وستفشل الجهود الاستعمارية لتجزئة وتفتيت وجودنا كما فشلت أمام كل نضالات التحرر الوطني في التاريخ.


أما في عام 2023، فأظهرنا أننا قادرون على مفاجأة المستعمر، محطمين أسطورته العسكرية، كما قوضنا افتراضه بأن استعمار أرضنا وشعبنا يمكن أن يستمر بلا أي تكلفة.

اليوم، غزة على خط المواجهة، لكنها ليست وحدها. يقود الفلسطينيون نضالنا في الشوارع، بين التلال وفي باطن الأرض وفي المنابر الدولية وفي السجون وفي مخيمات اللاجئين، تحديًا للنظام الصهيوني في جميع أنحاء فلسطين المستعمرة وفي العالم. إن شعبنا اليوم يواجه قوى استبدادية عالمية تحاول إسكاتنا، وفي فلسطين، يحاول النظام الإجرامي وعملائه زرع الخوف من خلال اعتقال وتعذيب الآلاف واغتيال مناضلينا في سعي يائس لكسر إرادة شعبنا في الحياة. 

وعلى الرغم من ذلك كله، باتت أصواتنا أعلى وأقوى من أي وقت مضى، مطلقة العنان لأصداء عدالة قضيتنا في جميع أنحاء العالم. إننا ننتفض اليوم في مواجهة الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو بشكل همجي على شعبنا في غزة بدعم وتواطؤ قوى عالمية، وأولهم الولايات المتحدة التي توفر كل وسائل الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لكي يُمعن العدو بدماء أهلنا وأطفالنا.

يدرك حلفاؤنا في العالم وخاصة في جنوب إفريقيا أن رياح التغيير باتت أكبر من أي وقت سبق، ونحن بهذه اللحظة التاريخية في نضال مشترك نحو نظام عالمي جديد أكثر عدلًا مبني على القيم وليس على الهيمنة الغربية.

وبينما يناضل شعبنا من أجل كرامته، تستمر قوات الأمن في خدمة المصالح الإسرائيلية بدلًا من حماية شعبنا، فيما تحافظ الأنظمة العربية القمعية على التطبيع والتواطؤ، وتنشغل الطبقة السياسية الفلسطينية الحائرة والفاقدة لأي شرعية بإيجاد طرق جديدة للانتقاص من قضيتنا العادلة والتنازل عن حقوقنا.

في سبيل تجسيد مصالح الاحتلال والإبقاء على النظام الصهيوني، سيحاولون استرضاءنا والتلاعب بنا لقبول أوهام الدولة والاستقلال من خلال إعادة تغليف نظام «الأبارتيد» تحت ستار «حل الدولتين» المبني على إبقاء السيطرة الأمنية والاحتلال بمسميات جديدة. وسيتحدثون عن «اليوم التالي» في غزة بزعم دعم ومساعدة شعبنا.

لا مجال اليوم للمغالطات. إن عروض «الدولة الفلسطينية» مجرد وهم ولن تكون هناك سيادة فلسطينية دون تفكيك الصهيونية. إن شعبنا يناضل من أجل العدالة ولن يرضى بما دون ذلك. ما هذه العروض إلا استمرارًا للنظام الاستعماري الإجرامي والعنصري بصيغ جديدة. لذلك فإن تقسيم فلسطين والقبول بأوهام الدولة ليس إلا شرعنة للصهيونية، وخيانة لشعبنا، وإكمالًا نهائيًا للنكبة.

ورغم هذا الفساد الأخلاقي والسياسي لما يسمى بالقيادة، فإننا نحن الشعب الفلسطيني ما زلنا نؤكد أن نضالنا التحرري هو من أجل مستقبل الحرية والعودة والعدالة والكرامة بين النهر والبحر في كل فلسطين. 


إن تحررنا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وحدة النضال المبنية على وحدة الشعب ووحدة الأرض. ولذلك ندعو جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 14 مليون نسمة في كل مكان -في فلسطين وفي محيطها، في المنفى البعيد والقريب- إلى الاتحاد تحت راية العمل النضالي. فلا يمكن أن يكون هناك «حل» دون عودة لاجئينا إلى وطنهم الأبدي الذي يتوق إليهم. ولا يمكن أن يكون هناك سلام دون عدالة. لا يمكننا أبدًا أن نتعايش مع الاستعمار الصهيوني الذي يعد جريمة ضد الإنسانية جمعاء.

يا شعب فلسطين الحر
فلسطين لم ولن يتم تقسيمها أبدًا. فلسطين هنا، حيث كانت دائمًا وستكون. نريد بلادنا حرة ومزدهرة. نريد لم شمل شعبنا، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وتوحيد أرضنا ورتقها، وبناء مستقبلنا معًا. وستكون فلسطيننا المحررة، بعودة لاجئيها، منارة للإنسانية جمعاء، ترحب بكل من يريد أن يعيش فيها على مبادئ المساواة، وسعيًا وراء الحرية والعدالة في كل مكان.


قضيتنا قضية عادلة.. ندعو أصحاب الضمير كافة أن يتبنوها
إننا ندعو إلى قيادة تمثيلية، كفئة، وثورية تناضل من أجل تحررنا الوطني وتمثل الإجماع السياسي لشعبنا وتنهي كل أشكال التعاون مع المستعمر.

متحدون، لن يهدأ لنا بال حتى نفكك أنظمة الهيمنة والاستعباد والفصل العنصري بأشكالها كافة، وننهي استعمار أرضنا وشعبنا نهائيًا.
ولن ينتهي نضالنا حتى تسترد غزة، وحتى تتحرر فلسطين بكامل ترابها.
فلسطين هي وحدة الأرض، ووحدة الشعب، ووحدة النضال.
تحيا فلسطين موحدة، يحيا الشعب الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيون غزة فلسطين غزة قطاع غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة النظام الصهیونی الشعب الفلسطینی فی فلسطین شعبنا فی یمکن أن لا یمکن من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

37 لاعباً برازيلياً يكتبون التاريخ في الهلال!

 
زيوريخ (د ب أ)

أخبار ذات صلة إنزاجي يؤكد ثقته بالهلال أمام فلوميننسي «المنظّم» إلزام "آبل" بدفع 110 ملايين دولار لشركة إسبانية


لطالما استفاد الهلال السعودي من نجومه البرازيليين على مر العصور منذ تجربته الأولى في الاعتماد على لاعب من قارة أميركا الجنوبية قبل 47 عاماً، حينما تعاقد مع واحد من أبرز النجوم العالميين آنذاك.
وواصل «الزعيم» توهجه على الساحة العالمية بجيل استثنائي، لم يخل أيضاً من نجوم برازيليين من أصحاب البصمة الواضحة.
وكان الدوري السعودي الممتاز، الذي أصبح يعرف باسم الدوري السعودي للمحترفين في عام 2008، يقطع خطواته الأولى، عندما أبرم نادي الهلال صفقة تاريخية في عام 1978 بالتعاقد مع أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية آنذاك، وهو ريفيلينو الذي شد الرحال إلى الرياض في خطوة اعتبرت رائدة في ذلك الوقت، بعد بضعة أشهر من مشاركته مع منتخب البرازيل في كأس العالم 1978.
وفي الوقت الذي اختار زاجالو، الذي كان يشتهر بلقب «الذئب العجوز»، العودة إلى بلاده مع نهاية ذلك الموسم، واصل ريفيلينو مسيرته في الهلال لثلاثة مواسم إضافية، ليصبح النادي قوة كروية كبيرة فرضت حضورها في الشرق الأوسط وآسيا، ومع نهاية مشواره مع «الموج الأزرق»، أسدل الستار على مسيرة حافلة بالألقاب والإنجازات.
وفي الوقت الحالي يوجد أربعة نجوم برازيليين في صفوف الهلال هم: ماركوس ليوناردو ومالكوم ورينان لودي وكايو سيزار، حيث يمثلون الفريق في كأس العالم للأندية، حيث استمروا في كتابة إرث كروي امتد لنحو نصف قرن، وسيخوض هؤلاء اللاعبون مواجهة قوية أمام نادي فلوميننسي البرازيلي اليوم الجمعة في أورلاندو ضمن أولى مباريات دور الثمانية للمونديال.
واللافت أن ريفيلينو نفسه سبق أن لعب بقميص فلوميننسي في سبعينيات القرن الماضي قبل انتقاله إلى السعودية، وخلد اسمه في ذاكرة النادي بفضل التتويج بلقب بطولة ولاية ريو دي جانيرو عامي 1975 و1976، بينما كان زاجالو أيضاً جزءاً من تاريخ فلوميننسي بعدما تولى تدريبه لفترة من الزمن.
وعندما سئل ريفيلينو، أو «ريفو» كما كان يعرف في موطنه الجديد، عن تجربته مع الهلال، قال إنه ظل يشعر بأنه لاعب من النخبة، بل إنه حظي بفرصة الانضمام إلى التشكيلة الذهبية بقيادة تيلي سانتانا للمشاركة في كأس العالم 1982 .
وأضاف مبتسماً: «كان شرفاً أن يتم ترشيحي للانضمام إلى السيليساو، وأنا ألعب في السعودية، لكن في ذلك الوقت، كنت في حالة بدنية سيئة للغاية».
ترك تأثير ريفيلينو وتسديدته «الذرية» بصمة عميقة على الهلال، الذي واصل بعده الاستثمار بكثافة في نجوم البرازيل أصحاب التاريخ اللامع بطلاً للعالم خمس مرات، وعلى مدار العقود، استقطب النادي 37 لاعباً برازيلياً وتعاقد مع 20 مدرباً برازيلياً، كان أولهم باولو أمارال، الذي شغل منصب مدرب اللياقة البدنية للمنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1958، وسبق له اللعب في صفوف يوفنتوس الإيطالي، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كأكثر ناد نجاحا في كرة القدم الآسيوية، يدين الهلال بالكثير من نجاحاته القارية الأربعة إلى المواهب البرازيلية، مع وجود عدة روابط مع نادي فلومينينسي عبر تاريخه.
في عام 1991، توج الهلال بأول ألقابه في دوري أبطال آسيا تحت قيادة المدرب باولو إميليو، الذي سبق له أن توج أيضا ببطولة ولاية ريو دي جانيرو مع ريفيلينو في فلومينينسي.
ومن أبرز الأسماء البرازيلية أيضاً، لاعب الوسط تياجو نيفيس، الذي أحرز لقب الدوري السعودي مع الهلال عامي 2009 و2010، وأضاف إليهما كأس ولي العهد، كما فاز مع فلوميننسي بالدوري البرازيلي وبطولة ولاية ريو في 2012 .
وفي السنوات الأخيرة، واصل البرازيليون كتابة التاريخ مع الهلال، وكان لهم دور حاسم في الانتصار الكبير على مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية. وسجل مالكوم الهدف الثاني ليمنح الهلال التقدم، وظل يشكل مصدر خطر دائم على دفاع الخصم بفضل انطلاقاته السريعة في الهجمات المرتدة، وفي الشوط الثاني، تم استبداله بكايو سيزار الذي تولى مهمة مواصلة الضغط عبر التمريرات الطويلة.
أما رينان لودي، فقد تألق في الخط الخلفي وأثبت تميزه في التمرير وإرسال الكرات العرضية الدقيقة، خاصة عبر الكرات الثابتة. لكن نجم تلك المواجهة المثيرة، التي امتدت حتى الوقت الإضافي، كان ماركوس ليوناردو، بعد أن أحرز الهدفين الأول والرابع للهلال، ليعزز بذلك حظوظه في المنافسة على جائزة هداف البطولة.
وقال ليوناردو: «عندما سجلت الهدف، وبينما كنت أتحكم بالكرة، شعرت بتشنجات في ساقي الاثنتين، لكنني قلت لنفسي لا يمكنني التوقف الآن، الحمد لله أن الأمر نجح». وأضاف: «علي أن أشكر الفريق بأكمله على مجهودهم في هذه المباراة، كانت مباراة صعبة جداً، لكننا نجحنا في تحقيق النتيجة. إنها لحظة تاريخية».
وتابع قائلاً: «سنتعامل مع البطولة مباراة بمباراة، والمباراة التالية هي دور الثمانية، لا توجد مباريات سهلة، سنواجه فريقاً رائعاً، وبإذن الله نصل إلى نصف النهائي».

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعترف بفشلها في حماية الشعب فلسطين
  • 94 مسيرة جماهيرية بالمحويت نصرة لغزة وتنديداً بالعدوان الصهيوني
  • مليونية العاصمة صنعاء .. أي تصعيد للعدو الصهيوني المجرم لن يثنينا عن مساندة الشعب الفلسطيني
  • "الخارجية" تُصدر بيانا بشأن الدعوات التحريضية لضم الضفة وتفكيك السلطة
  • 37 لاعباً برازيلياً يكتبون التاريخ في الهلال!
  • حماة الوطن: القائمة الوطنية لانتخابات الشيوخ تجسد وحدة الصف السياسي
  • رئيس بعثة الجامعة العربية: وحدة عربية غير مسبوقة لدعم فلسطين بالأمم المتحدة
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • قيادة حماس تُجري لقاءات مع مسؤولين في تركيا بشأن وقف العدوان الصهيوني
  • “العشائر الفلسطينية” تدين مجازر العدو الصهيوني بحق منتظري المساعدات بغزة