رودوس (اليونان)-(أ ف ب) – لقي طيّاران مصرعهما خلال مشاركتهما في مكافحة حرائق الغابات في اليونان اثر تحطم طائرتهما المخصصة لإطفاء الحرائق، في حين عثر على شخص ثالث وقد فارق الحياة وسط استمرار موجة الحر التي تغذي النيران المستعرة في البلاد. وقالت إدارة جهاز الإطفاء اليوناني إن طائرة “كندا اير” تحطمت في واد قريب من مكان اندلاع الحرائق الأحد.
وأظهرت لقطات بثتها محطة “اي آر تي” اليونانية الطائرة وهي تصطدم بشجرة قبل أن تسقط وتنفجر. من جهتها أفادت وزارة الدفاع اليونانية أن الطائرة كانت تشارك مع ثلاث طائرات أخرى على الأقلّ ومئات عناصر الإطفاء في مكافحة النيران في جنوب جزيرة إيفيا الثلاثاء. وأعلنت الوزارة الحداد ثلاثة ايام على الطيارين اللذين ينتميان لسلاح الجو اليوناني. ونعى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الطيارين في بيان قائلا “لقد فقدا حياتهما خلال إنقاذهما حياة الناس”. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع تويتر عن دعمه “للأبطال الذين يخاطرون بحياتهم في اليونان وفرنسا وفي كل مكان آخر كل صيف لمكافحة الحرائق”. هذا وأعلنت كونستانتينا ديموغليدو المتحدثة باسم الشرطة اليونانية العثور على رجل آخر وقد فارق الحياة، مضيفة أنه “ستكون هناك حاجة لاجراء اختبار حمض نووي للتأكد ما إذا كان هو الراعي المفقود منذ الأحد”. وتجتاح حرائق أخرى الجزائر المطلة هي أيضًا على المتوسط المعرّض بشكل خاص لظاهرة الاحترار المناخي. وأدّت هذه الحرائق التي أججتها رياح قوية إلى مصرع 34 شخصًا على الأقلّ. كما طالت الحرائق تونس وصقلية. وأكد خبراء الأرصاد أن اليونان تشهد إحدى أطول موجات القيظ في الأعوام الأخيرة، وإن بقيت الحرارة دون مستواها القياسي التاريخي (48 درجة). في العاصمة اليونانية، بلغت
درجة الحرارة 38 مئوية ظهر الثلاثاء فيما وصلت الحرارة التي يشعر بها الجسم إلى 41 درجة مئوية. في وسط البلد، وصلت الحرارة إلى 44 مئوية ظهرًا، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية. وسجّلت منطقة غيثيو في شبه جزيرة بيلوبونيز بجنوب اليونان حرارة بلغت 46,4 درجة مئوية الأحد. ورفعت السلطات اليونانية مستوى الانذار في مناطق عدة من البلاد الى “الأحمر” الثلاثاء، ما يعني “خطرا بالغا” من اندلاع حرائق غابات. وتسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية التي بلغت سرعتها أحيانًا 60 كيلومترًا بالساعة في بحر إيجه إلى حرائق هائلة مستمرة منذ ثمانية أيام. دُمّر نحو 35 ألف هكتار من المساحات الحرجية حتى الآن في اليونان، بحسب تقديرات الفرع اليوناني لمنظمة WWF غير الحكومية. واجتاحت الحرائق جزرًا تعد مقاصد سياحية شهيرة مثل جزيرة رودوس قبالة السواحل التركية، وجزيرة كورفو في البحر الأيوني، في ظلّ موسم سياحي حافل بالحجوزات في الفنادق. على بعد مئة كيلومتر تقريبًا من أثينا، التهمت النيران جنوب جزيرة إيفيا الكبيرة بعد عامين من حرائق دمّرت الجزء الشمالي من الجزيرة. وتثير جبهة حريق رابعة في غرب بيلوبونيز قلق رجال الإطفاء. كما ارتفعت حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط. وقال مركز البحوث البحرية الإسباني لوكالة فرانس برس الثلاثاء إنها سجلت الاثنين أعلى درجة حرارة يومية بلغت 28,71 درجة مئوية. – “فشلت” – وأكدت أجهزة الإطفاء أن 266 عنصرا معززين بطوافتين وطائرتي إطفاء، يحاولون إخماد الحرائق المندلعة منذ ثمانية أيام في جزيرة رودوس حيث اضطرت السلطات لتنظيم عملية إجلاء غير مسبوقة لآلاف السياح والمقيمين. في قرية فاتي بجنوب شرق رودوس، “ما يحصل مأسوي” حسبما قال رئيس بلدية القرية فاسيليس كالابوداكيس لوكالة فرانس برس. وأضاف “تلقت القرية أمر الإخلاء لكن لا يمكننا تركها … نكافح من أجل حماية قريتنا”. وعبّر آخرون عن غضبهم، معتبرين أن السلطات اليونانية تخلّت عنهم. وقال الموظف في فندق فخم في رودوس كريستوس كيتسوس (34 عامًا) لوكالة فرانس برس “لا شيء أسوأ ممّا عشناه للتو … فشلت السلطات. رئيس البلدية والحاكم والحكومة. كلّهم!” وتابع “هناك نقص تام بالتنظيم، لا توجد معلومات. نحن في ذروة الموسم السياحي، هناك 200 ألف سائح في الجزيرة، وتدبّرنا أمرنا بمفردنا. تمّ التخلي عنّا. هذا معيب!” في شمال الجزيرة، يقدّم متطوعون مساعدة لسياح أجانب تمّ إجلاؤهم السبت ويقيمون في مدرسة منذ يومين. وقالت السائحة البريطانية كريستين مودي (69 عامًا) التي كانت تقضي إجازتها للمرة الأولى في اليونان “لا أصدّق كم هم طيّبون، يقدّمون الكثير وبكل ما للكلمة من معنى. أنا متأثرة جدًا”. في شمال جزيرة كورفو التي تم إجلاء نحو 2500 شخص منها ليل الأحد الإثنين، يعمل 62 عنصر إطفاء وطوافة وطائرتا إطفاء على مكافحة الحرائق.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
فی الیونان
إقرأ أيضاً:
أكبر عملية إجلاء.. حرائق الغابات تفرض الطوارئ في هذه المنطقة| ما القصة؟
تعاني دول العالم من تأثير التغيرات المناخية والتي تلقي بظلالها على المواطنين حيث أن حرائق الغابات أجبرت 17 ألف شخص من عدة مجتمعات على النزوح، في أكبر عملية إجلاء تشهدها مقاطعة مانيتوبا الكندية في ذاكرة معظم السكان. فماذا حدث؟.
سلسلة من حرائق الغابات
وأعلنت مقاطعة مانيتوبا الكندية حالة الطوارئ بسبب سلسلة من حرائق الغابات، ووافق رئيس الوزراء مارك كارني على إرسال الجيش للمساعدة.

حرارة قياسية.. أسوء موجة جفاف منذ عقود تجتاح أجزاء من هذه الدول

سفينة الأشباح.. لغز مدفون قبل ألف عام| ما القصة؟
وقال رئيس وزراء مانيتوبا واب كينو إن هذه الحرائق أجبرت 17 ألف شخص من عدة مجتمعات على النزوح، في أكبر عملية إجلاء تشهدها المقاطعة في ذاكرة معظم السكان.
وأضاف: "تم استدعاء الجيش للمساعدة هنا نظراً لحجم الإجلاء الهائل البالغ 17 ألف شخص الذي علينا تنفيذه بسرعة نسبية".
وتابع: "يسعدني أن أقول إن رئيس الوزراء مارك كارني وافق على هذا الطلب".
وكانت مدينة فلين فلون في مانيتوبا قد أمرت في وقت سابق جميع سكانها البالغ عددهم 5000 شخص بمغادرة المدينة بسبب اقتراب حريق غابات منها.
وطُلب من السكان أن يتجهزوا بالمستلزمات الضرورية ويغادروا نحو الجنوب قبل منتصف الليل، وبدأت السلطات بالفعل في إجلاء المرضى ذوي الاحتياجات الطبية العالية.
ويقول رئيس بلدية فلين فلون، جورج فونتين: "على الجميع أن يكونوا قد غادروا قبل منتصف الليل، وأنا من بينهم.. أنا الآن منشغل بجمع بعض الأغراض، والجميع يحاولون تنظيم أنفسهم بأفضل شكل ممكن".
وأوضح فونتين أن الناس يخططون لاستخدام الطريق السريع رقم 10 لأنه الطريق الوحيد للخروج.
وتقع فلين فلون على بعد نحو 400 ميل (643 كيلومترا) شمال غربي العاصمة الإقليمية وينيبيج.
134 حريق مشتعل فى كندا
واندلع الحريق يوم الاثنين شمال المدينة في مقاطعة ساسكاتشوان المجاورة، وتضخم حجمه بشكل كبير، كما تم إصدار أوامر إخلاء لسكان كريتون البالغ عددهم 1200 شخص، وهي بلدة في ساسكاتشوان.
وتشهد كندا حاليا 134 حريقا نشطا مشتعلا في عدد من المقاطعات، بما في ذلك أونتاريو، وكولومبيا البريطانية، وألبرتا، وساسكاتشوان.
من جهتها طمأنت السلطات الكندية، المواطنين إلى أن موسم حرائق الغابات في وسط البلاد وغربها خلال شهري يونيو ويوليو قد يكون "أعلى من المعدل الطبيعي" و"أعلى بكثير من المتوسط"، لا سيما بسبب الجفاف الشديد الذي لا يزال يؤثر على العديد من المناطق.

طباعة شارك التغيرات المناخية دول العالم كندا 134 حريق مشتعل فى كندا السلطات الكندية