مني أركو مناوي لـ ” المحقق”: السودان كان مهدداً بالتقسيم وبأن تقوم فيه ثلاث حكومات
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
– حمدوك رئيس لمجموعات متبعثرة وتقدم هي الجناح السياسي للدعم السريع
– كل المدن والقرى التي دخلت إليها قوات الدعم السريع تمت استباحتها
– الفاشر هي المدينة الوحيدة الآمنة في دارفور وسقوطها كان سيكون بداية لحكومة في غرب السودان
– رؤيتنا في الحل هي الجلوس مع الآخرين وعدم الإقصاء ونزع الملف من الأجانب ووقف إطلاق النار طويل الأمد
القاهرة – المحقق: صباح موسى
التقى مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان حاكم إقليم دارفور بعدد من السياسيين والإعلاميين والفنانين من مختلف فئات الشعب السوداني مساء أمس “الثلاثاء” في أحد فنادق القاهرة، على رأسهم دكتورة مريم الصادق المهدي، نائب رئيس حزب الأمة، والدكتور التجاني سيسي رئيس الحوار الوطني، ومعتز الفحل الأمين السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، والدكتور أمجد فريد مستشار رئيس الوزراء السابق، ونبيل أديب رئيس لجنة التحقيق في فض الإعتصام، وعدد من رؤساء التحرير والكتاب والمحللين السياسيين، في لقاء مفتوح تحدث فيه مناوي بشفافية وروح تصالحية وتسامح، في وقت تشتد فيه المعارك داخل السودان.
واستمع مناوي إلى مختلف آراء الحاضرين في هذا الصدد، واتفق مع الحضور على ضرورة تكوين آلية متمثلة في “قروب” تفاعلي مع الذين حضروا لمزيد من النقاش، بغية الوصول إلى رؤية تكاملية تفضي إلى الحل في البلاد.
وعلى هامش اللقاء جلست “المحقق” مع مني أركو مناوي ووقفت معه على آخر تطورات الأوضاع بالبلاد…وفيما يلي نص الحوار
– بداية نريد أن تحدثنا عن الأوضاع في الفاشر الآن بحكم أنك حاكم لإقليم دارفور؟
الفاشر هي الوحيدة الأمنة الآن في دارفور، ففيها قوات مسلحة والقوات المشتركة، ونشرنا قوة كبيرة جداُ في الفاشر حتى لا تسقط، حدثني أحد الدبلوماسيين الكبار عن مدى إمكانية تكوين 3 حكومات في السودان، وهذا الحديث عندما يسأله دبلوماسي كبير بالتأكيد هو حديث خطير، ومعناه أن هناك بعض الدول تفكر في ذلك، ولذلك استشعرنا بالخطر، وصممنا على عدم دخول التمرد للفاشر، لأن دخولها سيكون بداية تكوين حكومة في غرب السودان، ويمكن تكوين حكومة أخرى في بورتسودان وثالثة بقيادة عبد العزيز الحلو في المنطقتين.
– وما هو موضع قواتكم الآن هل هي في الفاشر فقط؟
في الفاشر ومناطق أخرى من دارفور.
– وهل يمكن أن تطلعنا على الأوضاع العسكرية في السودان ومن المسيطر الآن؟
مازالت الأوضاع طلوع ونزول، طالما الحرب لم تضع أوزارها لا ندري من هو الفائز، لكن يجب أن ينتصر السودان في نهاية الأمر.
– هناك من يوجه أصابع الإتهام إلى الإمارات وعدد من دول الجوار في تأجيج الحرب في السودان؟
لا أستطيع أن أتهم دولة بعينها في تأجيج الحرب، وليس عندي القدرة على ذلك، فأنا حركة صغيرة.
– وما رأيك في قرار مجلس الأمن بوقف الحرب في شهر رمضان؟
مجلس الأمن قراره طيب في وقف الحرب، لكن مبدأ وقف الحرب يجب ألا يرتبط برمضان فقط.
– وهل هذا القرار يمكن أن ينفذ على أرض الواقع؟
توجد صعوبات كثيرة جداً، لكن ندعو كل الأطراف لتطبيق ذلك من أجل القضايا الإنسانية.
– وما هي أخبار الوضع الإنساني؟
كل المناطق في دارفور والجزيرة وغيرها الوضع الإنساني بها سيئ جدا.
– هل أنت مستقر في الفاشر الآن؟
لا… أنا ليس لدي وضع معين، أنا متحرك في داخل الأراضي السودانية.
– وما رأيك في زيارات الفريق البرهان الأخيرة مصر بعد ليبيا؟
دول الجوار هي دول مهمة جداً لإيقاف الحرب، وحتى في مستقبل السودان يجب أن نتعاون مع هذه الدول وهي دول محورية بالنسبة للسودان، وبالتالي زيارات البرهان لهذه الدول طبيعية.
– يمكن الزيارة لمصر أن تكون طبيعية باعتبار أنها دولة مفتاحية للحل في السودان، هل طرابلس يمكن أن يكون لها دور في هذا الحل؟
بالتأكيد لها تأثير، رغم أن التأثير درجات.
– وكيف ترى تحركات آلية الإتحاد الأفريقي؟
حتى هذه اللحظة موقف الإتحاد الأفريقي ضعيف بحكم الصراع وتأثيرات دول أخرى، صحيح موقفه بتكوين لجنة للحل كان جيداً، لكن التطبيق صعب.
– ما الذي غير موقفكم من الحياد في الحرب إلى دعم موقف القوات المسلحة ؟
موقف الحياد كان في بداية الحرب، لأنها ظهرت في البداية أنها حرب بين القوات المسلحة والدعم السريع، لكن عندما انحرف الدعم السريع إلى المجازر والجرائم والانتهاكات وغيرها، رأينا أنه من الأخلاق ألا نقف محايدين.
– هل ترى أنه حدثت حرب إبادة جماعية في الجنينة؟
ليس الجنينة وحدها، بل في كل المدن التي دخلت فيها قوات الدعم السريع، وتمت استباحة المدن ما بعد الدخول، وبعد انسحابات القوات المسلحة، ولذلك كان الأمر يتطلب تغيير الموقف.
– الحكومة وافقت على توصيل الاغاثات من نقاط مختلفة من بينها ممر الطينة في تشاد حتى الفاشر، هل ترى أن هذا الممر يمكن أن يمثل خطورة بتسريب أسلحة وسط الإغاثات؟
هذا ما سمعناه، وأفتكر أنه لا يشكل خطورة، ولا أظن أن هناك مصلحة لتمرير أسلحة من الطينة، فالذين يسيطرون على الطينة ليست عندهم مصلحة، أوالحكومة التشادية مع الناس الذين يسيطرون على الطينة.
– وما هي رؤيتكم في الكتلة الديمقراطية لحل الأزمة في السودان؟
لابد من الجلوس مع الآخرين، ولا يمكن أن تحل الأزمة بالإقصاء، بل بالحوار الوطني الجامع، ولابد من نزع الملف من الأجانب، ووقف إطلاق النار طويل الأمد.
– وما رأيك في زيارة حمدوك ووفد تنسيقية القوى المدنية “تقدم” للقاهرة؟
القاهرة محطة مهمة، وحمدوك جاء للقاهرة ليقول رؤيته ويستمع للآراء الأخرى، حمدوك متجول وهو رئيس لمجموعات مبعثرة، وتقدم هي الجناح السياسي للدعم السريع، وهما وجهان لعملة واحدة.
– تحدثت في اللقاء عن عدم إقصاء الإسلاميين هل تقصد كل الإسلاميين؟
اذا استثنينا الإسلاميين لن يكون هناك سلام، فالاسلاميين في داخل الدعم السريع، وداخل الجيش وداخل تقدم، ومواطنون سودانيون عاديون، فلابد ألا نقصي الإسلاميين كإسلاميين، ومن ثم القانون بعد ذلك هو الذي يفصل، ومسألة عزلهم أو إبعادهم يجب أن يترك للقانون.
– وما تعليقك على منبر جدة في حل الأزمة؟
منبر جدة وضع مبادئ عامة أساسية وفقاً للإطار القانوني الدولي والقانون الإنساني، وبالضرورة أن الإعلان الذي تم توقيعه في المنبر يجب أن ينفذ، ويجب أن يتم الإلتزام به في أي منبر آخر.
– وما هي المبادرة الأوفر حظا للحل في السودان؟
الحل النهائي داخل السودان.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان فی الفاشر یجب أن
إقرأ أيضاً:
محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
دفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانا بشرية واقتصادية فادحة خلال الحرب الأخيرة، لكن ما دفعته إسرائيل من تماسكها الداخلي وصورتها العالمية لا يقل فداحة، بل ولا يمكنه تعويضه، كما يقول محللون.
فقد قتلت إسرائيل نحو 55 ألف مدني -أغلبيتهم من النساء والأطفال- خلال 600 يوم من الحرب، ودمرت القطاع بشكل شبه كامل تقريبا، لكنها لم تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء المقاومة واستعادة الأسرى وجعل غزة منزوعة السلاح، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
ووفقا لما قاله حنا خلال برنامج "مسار الأحداث"، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق المنجزات العسكرية إلى مكاسب سياسية، في حين خسرت صورتها الإستراتيجية عندما باغتتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشلت في الحسم السريع، وتحولت من الردع العسكري إلى معاقبة المدنيين.
وإلى جانب ذلك، يقول حنا إن إسرائيل ذهبت إلى ساحة قتال أعدتها المقاومة مسبقا وحددت طريقة الحرب فيها، مضيفا أن تل أبيب غيرت تكتيكاتها أكثر من مرة لكن النتائج بقيت واحدة.
فشل سياسي وانقسام سياسي
ولعل هذا الفشل في استغلال النجاحات العسكرية سياسيا هو ما جعل الحرب سببا لانقسام داخلي إسرائيلي غير مسبوق بعدما كانت محط إجماع في بدايتها، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي.
إعلانولم يعد هذا الانقسام محصورا في جدوى مواصلة هذه الحرب، ولكنه تجاوزها إلى صراع على شكل إسرائيل التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية جعلها بلدا دينيا مستبدا يطوف حول شخصه هو، وفق تعبير عرابي.
ولا يمكن لإسرائيل تجاوز تداعيات هذا الخلاف -برأي عرابي- لأنه خلاف على مستقبل إسرائيل التي أسسها آباء علمانيون كملاذ آمن لكل يهودي في العالم، وحددوا طريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ومع العرب.
فعلى مدار تاريخها كانت هذه الدولة تقدم حياة اليهودي على أي مكسب، في حين نتنياهو واليمين المتطرف يقدمان ما يعتبرانها "أرض إسرائيل" على حياة اليهود، وبالتالي فهم يحاولون ضرب كل ما قامت عليه هذه الدولة، كما يقول عرابي.
وتكمن خطورة هذا الخلاف الإسرائيلي -برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي- في أنه يضرب كيانا لا جذور له، ودائما ما تعامل مع الحروب بجدية لم تعد موجودة اليوم.
خسارة لا يمكن تعويضها
لذلك، يرى مكي أن غزة دفعت ثمنا بشريا واقتصاديا هائلا خلال هذه الحرب، لكنه يرى أيضا أن "إسرائيل هي الأخرى دفعت أثمانا سياسية واجتماعية باهظة بعدما تمرد عليها الأوروبيون، وأصحبت الولايات المتحدة تتعامل معها كعبء".
كما خسرت إسرائيل أيضا -والحديث لمكي- من خلال تجميد اتفاقات التطبيع لأجل غير مسمى، فضلا عن طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ومع الاعتراف بأن لكل حرب أثمانها التي يجب دفعها -يضيف مكي- "سنجد أن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا سياسيا كبيرا خلال هذه المواجهة التي صمدت فيها 600 يوم، ووصلت إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، في حين حزب الله اللبناني -الذي كان أقوى جماعة مسلحة في العالم- لم يصمد أكثر من شهرين أمام إسرائيل".
إعلانلذلك، يعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن كلا الطرفين دفع ثمنا لهذه الحرب، وأن كليهما استفادا منها، لكنه يرى أن ما خسرته إسرائيل أخلاقيا لا يمكن تعويضه، خصوصا أنه دفع دولا إلى المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، في حين المقاومة ستفرض سرديتها لو خرجت من هذه المواجهة دون التخلي عن سلاحها.
وخلص مكي إلى أن أهل غزة "لن يتبخروا أبدا"، وأن العبرة بالمكاسب التاريخية وليست بالخسائر البشرية، مشيرا إلى أن حركة فتح -التي تحكم فلسطين اليوم- "اكتسبت شرعيتها بالمقاومة المسلحة التي جعلت الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث أمام الأمم المتحدة".