الأورومتوسطي: جيش الاحتلال شن هجمات مباشرة ومدمرة استهدفت مقار الشركات الناشئة والمتخصصة في تكنولوجيا المعلومات

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف بشكل منهجي عشرات المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والعاملين في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب تدمير مقار شركاتهم، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

اقرأ أيضاً : "خارجية الاحتلال": مستعدون لدفع ثمن مقابل استعادة المحتجزين ولن نوقف الحرب

وأبرز المرصد الأورومتوسطي في بيان له استهداف جيش الاحتلال وقتل أصحاب العقول والخبرات، لاسيما ذوو الكفاءة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وهندسة الحاسوب والمؤثرين في هذه المجالات الحيوية، كحال نخب أخرى في المجتمع المحلي مثل الأطباء والأكاديميين وغيرهم. 

ووثق المرصد قائمة شملت عدة خبراء تكنولوجيا المعلومات، بمن في ذلك البرمجة والذكاء الاصطناعي، ممن قضوا جراء الهجمات العسكرية التي استهدفت أماكن تواجدهم في أماكن متفرقة في قطاع غزة.

من بين هؤلاء مهندس البرمجة البارز هيثم محمد النباهين، الذي كان يعد أحد أمهر الخبراء في مجاله في القطاع، وقد قضى مع زوجته المهندسة "نسمة زهير صادق" في قصف للاحتلال استهدف منزلًا كانوا نزحوا إليه في مخيم "البريج" للاجئين وسط قطاع غزة في 14 آذار/مارس الجاري.

وقال أحد أقارب النباهين في إفادة للأورومتوسطي إنه كان نزح مع عائلته إلى منزل إلى رفح أقصى جنوب قطاع غزة، لكنهم تعرضوا إلى قصف للاحتلال أدى في حينه إلى مقتل طفليه "محمد" و"ليان" وإصابة زوجته بجروح، ما دفعهم إلى النزوح مجددًا إلى منزل آخر في مخيم "البريج" ليستهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددًا ويقتلهما بعد نحو أسبوعين.

وأضاف أن النباهين كان بانتظار صدور اسمه في كشوفات التنسيق للراغبين بالسفر إلى خارج قطاع غزة بغرض النجاة بنفسه وعلاج زوجته من إصابتها، وقد دفع رسومًا مالية كبيرة مقابل ذلك، لكن الاستهداف الإسرائيلي لهما كان أسرع ليلحقا بطفليهما القتيلين.

وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي طارق ثابت، مدير برامج حاضنة "يوكاس" التكنولوجية التابعة للكلية الجامعية في قطاع غزة، وخريج برنامج زمالة (Hubert H. Humphrey) الأمريكي، من خلال قصف استهدف منزله، مما أدى إلى مقتله وزوجته وأبنائه ووالديه وعدد من أفراد عائلته.

وقتل في قصف للاحتلال مماثل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مهندس البرمجيات براء عبدالله السقا مؤسس شركة (DITS) والمتخصص في برمجة المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهاتف الذكي (Senior and lead developer)، وقد عمل في العديد من الشركات المتخصصة في المجال، منها مديرًا تقنيًا في شركة (CTO)، وكان ينشط في تقديم الدورات البرمجية وورشات العمل المختصة.

وكان السقا يعد من أشهر المبرمجين الشباب في غزة،وحصل على العديد من الشهادات والجوائز تقديرًا لجهودهفي تدريب العديد من الموظفين الجدد في المجتمع التقني، فضلًا عن أنه طالب في برنامج الماجستير في مجال هندسة الحاسوب باختصاص الذكاء الصناعي. وكان "السقا" قتل في استهداف لمنزله بشكل مباشر ودون سابق إنذار في مدينة غزة، مع زوجته الحامل بطفلهما الأول، وعائلة زوجته.

وتضم القائمة كذلك محمد العطل الذي قضى في 26 تشرين الأول/أكتوبر، وحمزة الشامي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، وكل من عبيدة خاطر في 20 كانون الأول/ديسمبر، وأنس الشيخ في 9 من الشهر نفسه، وعبد الرحمن حمادة في 15 آذار/مارس الجاري، إضافة إلى مجموعة أخرى من المبرمجين الشباب، بينهم رامي السوسي وعبد الحميد الفيومي وبلال زقوت، وأحمد نضال قدورة والمهندس محمد حسونة وغيرهم.

في الوقت نفسه، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات مباشرة ومدمرة استهدفت مقار الشركات الناشئة والمتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والشركات التشاركية في قطاع غزة، في إطار ما وثقه المرصد الأورومتوسطي من دمار واسع النطاق لحق بالقطاع التكنولوجي واستنزاف للبنى التحتية ذات العلاقة به.

وقال الأورومتوسطي إن القطاع التكنولوجي في قطاع غزة تعرض إلى أضرار فادحة دمرت البنية التحتية والمنشآت وتسببت بفقدان العاملين في القطاع لأعمالهم بفعل تدمير مقار الشركات التقنية والاتصالات، ما قوض القدرة على استمرار العمل والابتكار في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر أساسًا ومُمكنًا لكل القطاعات الاقتصادية والتحول الرقمي. 

وأوضح أن قطاع غزة كان يضم قبل بدء الهجمات العسكرية الأخيرة نحو 65 شركة تعمل في مجالات تكنولوجية متعددة، كالبرمجيات والمعدات التقنية والاستشارات والتدريب التقني والاتصالات وغيرها من المجالات الفرعية، وتوفر فرص عمل لآلاف الشبان والخريجين المتخصصين في هذا المجال.

وذكر الأورومتوسطي أن التقديرات الأولية تفيد بتدمير وتضرر مقار شركات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات وخروج 6 حاضنات أعمال عن الخدمة في القطاع وجميع المراكز التكنولوجية، ومنها تلك التي تضمها جامعات قطاع غزة، نتيجة التدمير الكلي أو الجزئي للبنية التحتية.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن الجرائم التي تنتهجها تل أبيب من استهداف وقتل الكفاءات والنخب الفلسطينية وتدمير واسع النطاق والمتعمد ضد الشركات والبنية التحتية من شأنها عرقلة تطور المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عام، وتقويض منظومته العلمية والتعليمية والاقتصادية، وحرمان قطاعاته الحيوية من الكوادر المتخصصة والمميزة التي يصعب تعويضها على المدى القريب، إلى جانب خلق حالة من الذعر والإكراه لدى باقي الكفاءات، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الهجرة. 

ويرى الأورومتوسطي أن تلك الجرائم تأتي تنفيذًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي العلنية والداعية إلى جعل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة والسكن، من خلال تصفية الكفاءات وتدمير مقومات وبنى الحياة الأساسية، مما يهدد بخلق مجتمع مشلول غير قادر على التطور والبناء، أو التعافي السريع من الآثار المدمرة للجرائم الخطيرة التي ارتكبتها تل أبيب خلال تلك المدة. 

وقال الأورومتوسطي إن جرائم قتل المدنيين وتعمد توجيه هجمات ضد مواقع مدنية، وإلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات، ودون اعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني، تعتبر بحد ذاتها انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتشكل كذلك ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها تل أبيب ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة تل أبيب جيش الاحتلال الإسرائيلي جیش الاحتلال الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی تکنولوجیا المعلومات تشرین الأول أکتوبر فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المرصد الأورومتوسطي يطالب بوقف جريمة التهجير القسري في قطاع غزة

القدس المحتلة-سانا

جدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مطالبته بوقف جريمة التهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكداً أن الاحتلال يمعن في تدمير ما تبقى من الأحياء السكنية ومراكز الإيواء الأممية في مخيم جباليا شمال القطاع.

وقال المرصد في بيان اليوم: “على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة تعمدت قوات الاحتلال في مخيم جباليا شمال قطاع غزة الإمعان في جريمة التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين عبر تدمير شامل لمقومات الحياة والسكن والنجاة المتبقية في المخيم، بما في ذلك محو مربعات سكنية بأكملها ومراكز طبية وتموينية، حيث طال التدمير الهائل مئات المنازل والمباني، فضلاً عن التدمير الكلي والجزئي لمراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة والمراكز الطبية والتموينية التابعة لـ “الأونروا”، وآبار المياه التي كانت المنظمة الأممية تشرف على تشغيلها”.

وأظهرت المعاينة الميدانية التي أجراها فريق المرصد للأوضاع في مخيم جباليا أنه لم تسلم أي بناية سكنية من القصف المدفعي والجوي والتجريف والحرق مع تدمير كامل للبنية التحتية، وإحراق السوق الرئيسي والمحال في الشوارع المحيطة بالمخيم، كما تم رصد تدمير جميع مقار وكالة “الأونروا” وإحراق المقر الرئيسي لها وإتلاف مستنداته، وكذلك إحراق مخزن توزيع المساعدات للاجئين.

وأشار المرصد إلى أن المدارس ومقار “الأونروا” المستهدفة في مخيم جباليا كانت تعد مراكز إيواء لآلاف الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية، مبيناً أن التدمير الممنهج والشامل لكل أشكال الحياة والسكن في مخيم جباليا يمثل نهجاً واضحاً يتكرر في كل مناطق القطاع بهدف ترسيخ جريمة التهجير القسري للفلسطينيين فيه، كما أنه يندرج في إطار أفعال جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • الاتصالات: تأسيس 689 شركة تكنولوجيا خلال الربع الأول من 2024
  • جيش الاحتلال يفيد باستشهاد 36 فلسطينيا بمراكز الاحتجاز بغزة منذ 7 أكتوبر
  • نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية: قطاع تكنولوجيا المعلومات شهد طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي
  • استشهاد الصحفية عُلا الدحدوح جراء قصف الاحتلال منزلها في غزة
  • استشهاد الصحفية عُلا الدحدوح جراء قصف الاحتلال منزلها في غزة
  • جرائم ضد العدالة.. خبراء قانونيون ينتقدون استهداف الاحتلال لـالجنائية الدولية
  • المرصد الأورومتوسطي يطالب بوقف جريمة التهجير القسري في قطاع غزة
  • تقرير يكشف تمعّن إسرائيل في جريمة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة
  • الأورومتوسطي: الاحتلال تعمّد التدمير الشامل لمقومات الحياة والسكن في جباليا
  • جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابط برتبة لواء وجندي في غزة