أمريكا تسحب قواتها من البحر الأحمر وخليج عدن بشكل مفاجئ.. ماذا هناك؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
حاملة طائرات أمريكية (وكالات)
قالت صحيفة أمريكية إن وزارة الدفاع بدأت بحث خيارات أخرى في البحر الأحمر بعد فشلها في تحقيق نتائج تذكر.
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية عن مسؤول بوزارة الدفاع قوله إن البحرية الامريكية تبحث الان خيار تتبع خارطة من وصفهم بـ”الحوثيين” البحرية، مشيرة إلى أن الهدف من الخطة الجديدة منع وصول الصواريخ والأسلحة إلى اليمن.
وأفاد المسؤول الأمريكي بأن قواته تواجه مشكلة في البحر الأحمر تتمثل بنقص الموارد العسكرية وبالتحديد مخزون الطائرات المسيرة للقيام بمهمة رقابة.
وتأتي التصريحات الامريكية بالتزامن مع تقارير عن بدء خفض القوات الامريكية في البحر الأحمر.
وكشفت مصادر إعلامية عن سحب مجموعة مشاة البحرية السادسة والعشرون والمعروفة بـ”يو اس اس باتان”.
يشار إلى أن المجموعة تعد الأقوى بين المجموعات المنتشرة في البحر الأحمر وخليج عدن.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: اسرائيل البحر الأحمر الحوثي اليمن خليج عدن صنعاء فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب
في تطور يكشف حجم اليأس والإحباط، أقدم العدو الإسرائيلي على استخدام سلاح البحرية في عدوان مباشر على ميناء الحديدة، بعد أن أثبت سلاح الطيران فشله الذريع في إخضاع اليمن وكسر إرادته.. وهذا التحول ليس تصعيدًا نوعيًا بقدر ما هو اعتراف صريح بالعجز في الجو، ومحاولة أخيرة بائسة للالتفاف على صمود لا يُكسر.. ولكن كما خابت طائراتهم، ستغرق سفنهم في وهم السيطرة، فاليمن اليوم ليس فقط مستعدًا للمواجهة، بل ماضٍ في معركة الوعي والثبات حتى كنس العدوان والانتصار للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى في قلب كل يمني حر.
العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة ليس إلا فصلًا جديدًا من سلسلة الفشل المتواصل لكيان غاصب لم يعد يملك من القوة إلا ضجيج السلاح، ولا من الهيبة إلا ما تصنعه الشاشات. بعد أن انكسر طيران العدوان على صخرة الصمود اليمني، وبعد أن عجزت غارات الأعداء الصهاينة عن إخضاع الإرادة الحرة، لجأوا إلى البحر، ظنًّا منهم أن الموج أضعف من الجبال، وأن الموانئ أسهل من السماء، لكنهم نسوا أو تجاهلوا أن اليمن لا يُؤخذ من الجو، ولا يُركع من البحر، ولا يُساوم على الأرض ولا على المبدأ.
لقد فشل العدوان الإسرائيلي، وسيفشل في كل مرة يظن فيها أن اليمن ساحة مفتوحة لتجريب أدوات القتل، لا البحر ولا الجو سيمنحه نصرًا، ولا كل حلفائه سيمنحونه شرعية، اليمن اليوم أقوى مما يظن، وأكثر وعيًا مما يتخيل، وأشد تصميمًا على كسر كل عدوان، مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، والحديدة التي أراد الأعداء أن يجعلوها بوابة لفرض الحصار، ستكون بوابة لسقوط وهمهم العسكري، ونقطة تحول جديدة في ميزان الردع الإقليمي.
اليمن ليس دولة عابرة، أو شعبًا يمكن عزل بوصلته، هذا الشعب، الذي تحمل الحصار والحرب والمؤامرات، لم يتزحزح يومًا عن موقعه الأصيل في خندق فلسطين. لم تبعده الجراح، ولم تشغله المعارك، ولم تثنه الضغوط، اليمن لا يخذل القدس، ولا يتخلى عن غزة، ولا يصافح قتلة الأطفال في نابلس وجنين، فلسطين ليست مجرد قضية في الوجدان اليمني، بل عهد تاريخي وواجب إيماني وثابت لا يُمَسّ، ولو اجتمع العالم على تغييره.
من يراهن على أن العدوان سيجعل اليمن يراجع مواقفه من القضية الفلسطينية فهو واهم، ومن يعتقد أن القصف سيجبره على الصمت، لا يعرف شيئًا عن شعب لا يعرف الركوع، اليمن لا يباع، ولا يُبتز، ولا يُهدد، وميناء الحديدة سيبقى شامخًا، كما بقيت، صنعاء، وحجة، والجوف، والحديدة، وكل مدن اليمن التي لم تنحنِ لقصف ولا حصار.
العدوان الإسرائيلي فشل وسيفشل، لأن ما يواجهه في اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل وعي عربي أصيل بدأ يستعيد أنفاسه من أقصى اليمن حتى أقصى فلسطين، اليمن باقٍ، وفلسطين في قلبه، ومن يعتقد أن القنابل تستطيع تغيير الحقائق، فليقرأ تاريخ الشعوب الحرة، بل ليقرأ تاريخ اليمن.