يتوقع على نطاق واسع أن ينفذ صناع القرار في  الاحتياطي الفدرالي الأميركي  (المركزي الأميركي) تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، على الرغم من الضغوط التضخمية الأخيرة.

ويتفق كل من المستثمرين والاقتصاديين مع هذا التوقع على الرغم من أن عدم الدقة التاريخية تنبئ بالحذر.

وفيما يلي تحليل للعوامل التي حددتها شخصيات بارزة في التمويل العالمي تحدثت إليها بلومبيرغ والتي يمكن أن تعرقل أجندة خفض أسعار الفائدة من قبل رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول:

1- ثبات الأسعار.

. التضخم ما زال مرتفعًا

تظهر البيانات الأخيرة استمرار الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، لا سيما في أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، والتي تجاوزت التوقعات للشهر الثاني على التوالي.

ويشير هذا الاتجاه إلى أن التضخم قد لا يكون مؤقتا كما كان يعتقد في البداية، مما يثير المخاوف بشأن مدى فعالية أدوات السياسة النقدية في الحد من ضغوط الأسعار.

وشدد محمد العريان، أحد الأصوات المسموعة في الأسواق المالية على مرونة أسعار قطاع الخدمات في مواجهة ارتفاع تكاليف الاقتراض. وتؤكد هذه الملاحظة التحدي الذي يواجهه صناع السياسات في تحفيز النشاط الاقتصادي مع إدارة توقعات التضخم، وفق بلومبيرغ.

2- الإنفاق خلال الصيف.. ما إمكانية التسارع الاقتصادي؟

يمكن أن يؤدي النمو القوي في الوظائف والأجور إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي القوي هذا الصيف وفقا لبلومبيرغ، مما يشكل تحديًا لخفض أسعار الفائدة الفدرالية.

وسلط تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة "أبولو مانجمنت" الضوء على الزخم الاقتصادي المستدام وتأثيره المحتمل على سلوك المستهلك. ومع إظهار الاقتصاد علامات التسارع، تضعف الحجة الداعية إلى التخفيضات الوقائية لأسعار الفائدة.

ويشير تحليل تورستن سلوك إلى أن تحول بنك الاحتياطي الفدرالي نحو سياسات التيسير النقدي قد يؤدي عن غير قصد إلى زيادة التوسع الاقتصادي، مما يعقد عملية صنع القرار في البنك المركزي.

3- الوفرة غير العقلانية

تشير الوكالة إلى أن الوفرة التي تشهدها الأسواق تثير المخاوف بشأن فقاعات الأصول. وحذر وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سامرز من احتمالية حدوث فقاعات في السوق خلال ظهوره على قناة بلومبيرغ التلفزيونية.

وتلفت تصريحات سامرز الانتباه إلى الانفصال بين تقييمات السوق والمبادئ الاقتصادية الأساسية. فمع ارتفاع أسعار الأصول إلى مستويات قياسية، يظل خطر تصحيح السوق يلوح في الأفق بشكل كبير، مما يشكل تحديات أمام صناع السياسة النقدية للحفاظ على الاستقرار المالي، كما أشارت بلومبيرغ.

4-  تآكل استقلال المركزي الأميركي

تقول بلومبيرغ إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تشتد الضغوط السياسية على بنك الاحتياطي الفدرالي.

وتؤكد تصريحات الرئيس جو بايدن بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة ودعوة الديمقراطيين في الكونغرس إلى ذلك على تقاطع السياسة النقدية والخطاب السياسي.

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، تشتد الضغوط السياسية على بنك الاحتياطي الفدرالي. (رويترز)

وسلط لورانس سامرز في حديثه مع بلومبيرغ الضوء على مخاطر التدخل السياسي في عملية صنع القرار في بنك الاحتياطي الفدرالي، مؤكدا على أهمية الحفاظ على استقلال البنك المركزي.

وتعكس تعليقات سامرز مخاوف أوسع بشأن تآكل الاستقلال المؤسسي والعواقب المحتملة على فعالية السياسة النقدية.

أسبوع حاسم

ويستعد البنك الفدرالي الأميركي الأسبوع القادم لإصدار قرارات بشأن السياسة النقدية، وتقديم نظرة بشأن مخاطر التضخم.

وتشير بلومبيرغ إلى أن المساهمين في السوق سيراقبون هذه القرارات من كثب بحثًا عن أدلة حول إجراءات السياسة المستقبلية.

ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، تواجه البنوك المركزية ضغوطا متزايدة لتحقيق التوازن الصحيح بين دعم النمو وإدارة الضغوط التضخمية.

وبينما يتنقل بنك الاحتياطي الفيدرالي عبر حالات عدم اليقين الاقتصادي والضغوط السياسية، فإن هذه العوامل تؤكد على التعقيدات المحيطة بقرارات السياسة النقدية في عام 2024.

ويظل تحقيق التوازن بين أهداف تعزيز النمو الاقتصادي، وإدارة التضخم، والحفاظ على الاستقرار المالي بمثابة تحد هائل لمحافظي البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات بنک الاحتیاطی الفدرالی السیاسة النقدیة أسعار الفائدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: تحركات إسرائيل بغزة تثير مؤيدي ترامب بأميركا

كشف مسؤول أميركي لصحيفة وول ستريت جورنال عن أن التحركات الإسرائيلية بقطاع غزة تثير غضب مؤيدي الرئيس دونالد ترامب من حملة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا).

ونقلت وول ستريت جورنال عن المسؤول الأميركي قوله إن البيت الأبيض ينسق تنسيقا وثيقا مع إسرائيل، وله نفوذ كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يدرك أن الولايات المتحدة هي السبب الوحيد لوجود دولة إسرائيل، حسب تعبير المسؤول الأميركي.

وأشار إلى أن ترامب يتحدث مع نتنياهو عند أي مشكلة كقصف كنيسة بغزة، وحثه على إصدار بيان توضيحي.

من جهته، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس ميرفي إن غزة تتجه نحو المجاعة وترامب يتجاهل هذه الأزمة الأخلاقية.

وأكد أنه لا مبرر إطلاقا لحرمان المدنيين من الغذاء والماء وهم بأمس الحاجة إليهما، مطالبا ترامب بالضغط على إسرائيل لإنهاء هذا الحصار.

كما دعا زعيم الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز إدارة ترامب للتحرك فورا وإنهاء الأزمة الإنسانية بغزة.

وقال إن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت نقطة الانهيار، وإن تجويع وقتل الأطفال والمدنيين الفلسطينيين أمر غير مقبول، مطالبا بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة.

وشدد على الحاجة إلى سلام عادل ودائم، مضيفا أنه لن يتحقق إلا بحل الدولتين.

وكان بيان مشترك لأعضاء بالكونغرس الأميركي قال إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة "مروعة وغير مقبولة"، وأكد أن فوضى وخطورة إيصال المساعدات في القطاع أدتا إلى استشهاد نحو 700 شخص.

ونقل البيان الصادر عن 7 أعضاء في الكونغرس تحذير أكثر من 100 منظمة غير حكومية (منها أطباء بلا حدود، وإنقاذ الطفولة، وأوكسفام) من انتشار المجاعة في أنحاء قطاع غزة.

ودعا أعضاء الكونغرس إدارة ترامب إلى الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى في أسرع وقت ممكن.

إعلان

أزمة أخلاقية

واستشهد 10 فلسطينيين، بينهم رضيعة، في قطاع غزة بسبب المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين طالب مقرر الأمم المتحدة للحق في الغذاء المجتمع الدولي بمعاقبة إسرائيل.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن "العدد الإجمالي لمن تُوُفُّوا بسبب المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 122، بينهم 83 طفلا".

وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يحدث في غزة بأنه "أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي"، وليس مجرد أزمة إنسانية فقط، مشددا على أن الكلمات لا تطعم الأطفال الجياع هناك.

كما شدد غوتيريش على ضرورة العمل للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين فورا ودون قيد أو شرط، ووصول إنساني فوري ودون عوائق، وأبرز أهمية اتخاذ "خطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين".

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • باحث: ترقب من المستثمرين لإعلان الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة
  • بالقانون.. حالات استحقاق التعويض عن الحبس الاحتياطي
  • الأسهم الآسيوية تتراجع وسط عدم يقين بشأن أسعار الفائدة الأمريكية
  • وول ستريت جورنال: تحركات إسرائيل بغزة تثير مؤيدي ترامب بأميركا
  • باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟
  • للأسبوع الخامس .. استمرار مبادرة تخفيض أسعار الأسماك بالإسماعيلية
  • جدل علني بين ترامب وباول داخل مقر البنك المركزي الأمريكي
  • جدال وتوتر خلال اجتماع ترامب ورئيس المركزي الأميركي
  • تحذير من استمرار العجز: حسني بي يدعو لإصلاحات جذرية في السياسة النقدية
  • بعد استقرار التضخم .. المركزي الأوروبي يوقف تخفيض الفائدة ويترقّب تداعيات الحرب التجارية الأمريكية