سفينة مساعدات ثانية ستغادر قبرص إلى غزة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قالت منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة بأنه جرى اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024 ،تسليم شحنة مساعدات غذائية تقدر بنحو 200 طن في شمال قطاع غزة بعد عدة أيام من وصولها إلى القطاع عبر طريق بحري من ميناء لارنكا القبرصي.
وأرسلت مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن"، بالتعاون مع دولة الإمارات ومؤسسة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية، شحنة المساعدات الغذائية من ميناء لارنكا القبرصي إلى رصيف مؤقت قبالة سواحل قطاع غزة عبر طريق بحري طوله 322 كيلومترًا.
وتولت قافلة من ثماني شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي نقل المساعدات، نحو نصف مليون وجبة، إلى وجهتها النهائية اليوم الثلاثاء.
وأمس الإثنين، ذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة أن المجاعة "وشيكة" في شمال قطاع غزة حيث يحاصر القتال نحو 300 ألف شخص. وفي جميع أنحاء قطاع غزة، ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون "جوعًا كارثيًا" إلى نحو 1.1 مليون شخص، أي نصف عدد سكان القطاع.
وقالت مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" ومسؤولون في الحكومة القبرصية، إن سفينة ثانية راسية الآن في لارنكا وعلى متنها 240 طنًا من المواد الغذائية في انتظار الظروف الجوية المناسبة للتحرك.
وأضافت المؤسسة في بيان: "وورلد سنترال كيتشن مستعدة لإرسال أطنان من المواد الغذائية أسبوعيًا إلى غزة بدعم من المجتمع الدولي".
وتقول وكالات إغاثة إن الغذاء الذي يمكن إيصاله بحرًا إلى غزة، رغم أنه مرحب به، غير كاف على الإطلاق لتلبية احتياجات الناس، وحثوا إسرائيل على السماح بدخول مزيد من المساعدات عن طريق البر.
وتهدف قبرص، التي دعمت مبادرة "وورلد سنترال كيتشن"، إلى تنسيق مزيد من المساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إن الحكومة ستستضيف مسؤولين من عدة دول في 21 مارس/ آذار لإجراء محادثات حول تنسيق المساعدات.
وأضاف للصحافيين: "سنتبادل وجهات النظر حول الدعم الملموس الذي يمكن أن تقدمه الدول.. حجم المساعدات الإنسانية التي يحصل عليها المدنيون في غزة يتطلب دعم العديد من الدول".
كما قال إن الاجتماع يشارك فيه ممثلو 40 دولة من أجل "ضمان التنسيق اللازم لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية المخصصة للسكان المدنيين في غزة وضمان استمرارية هذا التدفق".
وكانت سفينة أولى قد وصلت إلى غزة الجمعة، وبدأ توزيعها عن طريق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شمال القطاع المحاصر، على ما أعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" ("وورلد سنترال كيتشن").
المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: قطاع غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
مؤرخ فرنسي يرصد "أدلة دامغة" لدعم الاحتلال سارقي مساعدات غزة
غزة - ترجمة صفا
قال مؤرخ فرنسي أمضى أكثر من شهر في غزة في مطلع العام إنه رأى أدلة "مقنعة تماما" على أن "إسرائيل" دعمت اللصوص الذين هاجموا قوافل المساعدات أثناء شهور العدوان.
وقالت صحيفة "الغارديان" البربطانية إن جان بيير فيليو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة العلوم السياسية الفرنسية المرموقة، وصل غزة آخر العام الماضي؛ حيث استضافته منظمة إنسانية دولية في المواصي.
ومنعت "إسرائيل" وسائل الإعلام الدولية ومراقبين مستقلين آخرين من دخول غزة، لكن فيليو تمكن من التهرب من التدقيق الإسرائيلي الصارم.
وفي النهاية، غادر القطاع بعد وقت قصير من سريان الهدنة الثانية قصيرة الأمد خلال الحرب في يناير.
ونُشرت روايته كشاهد عيان، بعنوان "مؤرخ في غزة"، باللغة الفرنسية وباللغة الإنجليزية هذا الشهر.
ويصف فيليو في كتابه هجمات الجيش الإسرائيلي على أفراد الأمن الذين يحمون قوافل المساعدات.
وجاء في كتابه: هذه الهجمات سمحت للناهبين بالاستيلاء على كميات هائلة من الغذاء والإمدادات الأخرى المخصصة للفلسطينيين المحتاجين بشدة وكانت المجاعة تهدد أجزاءً من غزة في ذلك الوقت، وفقًا لوكالات إنسانية دولية.
وصرحت وكالات الأمم المتحدة آنذاك لصحيفة الغارديان بأن حالة الأمن والنظام تدهورت في غزة منذ أن بدأت إسرائيل استهداف ضباط الشرطة الذين يحرسون قوافل المساعدات.
في كتابه، يصف فيليو حادثة يقول إنها وقعت على مقربة شديدة من مكان إقامتهم في المواصي، وهي "منطقة إنسانية" مفترضة مليئة بمئات الآلاف من النازحين من منازلهم المدمرة في كثير من الأحيان في أماكن أخرى، عندما قررت الأمم المتحدة، بعد هجمات متواصلة على قوافلها على مدى أسابيع من قبل مجرمين محليين وميليشيات وأشخاص عاديين اختبار مسار جديد كان مسؤولو الإغاثة يأملون أن يمنع النهب.
ويقول فيليو إن 66 شاحنة محملة بالدقيق ومستلزمات النظافة اتجهت غربًا من نقطة التفتيش الإسرائيلية في كرم أبو سالم على طول الممر الحدودي مع مصر، ثم شمالًا على الطريق الساحلي الرئيسي وكانت حماس مصممة على تأمين القافلة، وجندت عائلات محلية نافذة على طول طريقها لتوفير حراس مسلحين. إلا أن القافلة سرعان ما تعرضت لإطلاق نار.
ويقول المؤرخ: في إحدى الليالي، كنتُ على بُعد مئات الأمتار. وكان من الواضح جدًا أن طائرات استطلاع إسرائيلية كانت تدعم اللصوص في مهاجمة فرق الأمن المحلية.
ويقول فيليو إن الجيش الإسرائيلي قتل "شخصين بارزين بينما كانا يجلسان في سيارتهما، مسلحين ومستعدين لحماية القافلة"، كما تعرضت 20 شاحنة للسرقة، على الرغم من أن الأمم المتحدة اعتبرت خسارة ثلث القافلة تحسناً نسبياً مقارنة بنهب جميع الحمولة السابقة تقريباً، وفقاً لفيلو.
وقال فيليو: "كان الأساس الإسرائيلي هو تشويه سمعة حماس والأمم المتحدة في ذلك الوقت والسماح لعملاء الاحتلال، اللصوص، إما بإعادة توزيع المساعدات لتوسيع شبكات دعمهم الخاصة أو لكسب المال من إعادة بيعها من أجل الحصول على بعض النقود وبالتالي عدم الاعتماد حصريًا على الدعم المالي الإسرائيلي.
وقال فيليو أيضا إن قوات الاحتلال هاجمت طريقًا جديدًا فتحه مؤخرا منظمات الإغاثة الدولية للسماح لها بتجنب نهب المناطق السوداء.
وقال المؤرخ لصحيفة الغارديان: "كان برنامج الغذاء العالمي يحاول إنشاء طريق بديل للطريق الساحلي، وقامت إسرائيل بقصف منتصف الطريق، فقد كانت محاولة متعمدة لتعطيله".
ومان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقرّ بأن إسرائيل ساعدت القوات الشعبية، وهي ميليشيا مناهضة لحماس ضمّت بين صفوفها العديد من اللصوص.
وقال فيليو، الذي يزور غزة منذ عقود، إنه صُدم عندما اكتشف أن "كل ما كان قائمًا" في القطاع قد "مُحيَ وأُبيد" في الحرب وحوّل معظم القطاع إلى أنقاض.
وقال فيليو "إن أي عملية ناجحة لمكافحة التمرد في أي مكان عبر التاريخ ... يجب أن توازن بين العملية العسكرية ونوع من الحملة السياسية لكسب القلوب والعقول".
قال المؤرخ: "لطالما كنتُ مقتنعًا بأنها الحرب في غزة مأساة عالمية. إنها ليست صراعًا آخر في الشرق الأوسط. إنها تجربةٌ لعالم ما بعد الأمم المتحدة، وعالم ما بعد اتفاقية جنيف، وعالم ما بعد إعلان حقوق الإنسان، وهذا العالم مُخيفٌ للغاية لأنه غير عقلاني. إنه ببساطة شرس".