ورد إلى دار الإفتاء سؤالا مضمونه: والده المتوفى تزوج أمه في رمضان وظنا منه أن الزواج عذر للإفطار فقد قام العروسان بإفطار رمضان كله، الأم تقول: إنها قضت الصيام بينما زوجها المتوفى لم يفعل. فهل يمكن لولده أن يقضي صيام والده؟ و هل هناك التزامات أخرى؟

هل الزواج عذر للإفطار في رمضان.. وماذا يفعل من تزوج وأفطر؟

وقالت الإفتاء ضمن فتاوى الصائمين: إذا كان ذلك الرجل قد أفطر بأكل وشرب ولم يعقد النية أصلًا لصيام رمضان ظانًّا أنه ليس فرضًا عليه وهو حديث عهد بزواج وهو ظن خطأ فإنه يكون عليه قضاء رمضان من غير كفارة؛ لأن ما أحدثه من جماع كان بعد إفطاره أو في حالة عدم انعقاد صومه، وعلى ورثته أن يخرجوا عنه فدية طعام مسكين من تركته عن كل يوم من أوسط ما كان يأكله هذا المتوفى بما مقداره مد، وهو مكيال يساوي 510 جرامات من القمح ويجوز إخراج قيمتها وتوزيعها على المساكين على ما عليه الفتوى وإن لم يكن له تركة فيستحب لأولاده وأقاربه أن يخرجوا عنه هذه الفدية.

فتاوى الصائمين.. هل القيء يفسد الصيام؟.. دار الإفتاء تجيب فتاوى الصائمين| هل يجوز قراءة القرآن بدون حجاب مع وضع المكياج في رمضان؟ هل يجوز للمرء المسلم أن يصلي صلاة التراويح في منزله؟

وفيما يتعلق بسؤال: هل يجوز للمرء المسلم أن يصلي صلاة التراويح في منزله؟

وقالت الإفتاء: يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

وقال ابن قدامة في «المغني» (2/ 123): «وَالْمُخْتَارُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِعْلُهَا -أي التراويح- فِي الْجَمَاعَةِ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: الْجَمَاعَةُ فِي التَّرَاوِيحِ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُقْتَدَى بِهِ فَصَلاهَا فِي بَيْتِهِ خِفْت أَنْ يَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِ، وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اقْتَدُوا بِالْخُلَفَاءِ»، وَقَدْ جَاءَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَةِ».

وذهب السادة المالكية إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن هذا الندب مشروط بثلاثة أمور ذكرها الصاوي في «حاشيته على الشرح الصغير» فقال: «قَوْلُهُ: (وَنُدِبَ الِانْفِرَادُ بِهَا) إلَخْ: حَاصِلُهُ أَنَّ نَدْبَ فِعْلِهَا فِي الْبُيُوتِ 

مَشْرُوطٌ بِشُرُوطٍ ثَلَاثَةٍ: أَنْ لَا تُعَطَّلَ الْمَسَاجِدُ، وَأَنْ يَنْشَطَ لِفِعْلِهَا فِي بَيْتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ غَيْرَ آفَاقِيٍّ بِالْحَرَمَيْنِ، فَإِنْ تَخَلَّفَ مِنْهَا شَرْطٌ كَانَ فِعْلُهَا فِي الْمَسْجِدِ أَفْضَلَ». وعليه فصلاة التراويح في المسجد أفضل من صلاتها في المنزل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء افطار رمضان صلاة التراويح صلاة التراویح فی فتاوى الصائمین

إقرأ أيضاً:

إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ..من تجب عليه صلاة الجمعة؟ وحكم تاركها

المعنى الشرعي لوجوب صلاة الجمعة

صلاة الجمعة تأتي في مقدمة الصلوات التي يرتبط بها المسلم ارتباطًا مباشرًا، فهي شعيرة جماعية لها مكانة خاصة في القرآن والسنة. نصّ القرآن الكريم على وجوبها بنص واضح حيث قال تعالى:
{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ}.
هذه الآية تؤكد أن حضور الجمعة ليس خيارًا.

الحديث النبوي دعم هذا الحكم وأوضح الفئات التي تشملها الفريضة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض".

بهذا يظهر أن صلاة الجمعة فريضة عين على رجال المسلمين الذين تتوافر فيهم شروط محددة.

من تجب عليه صلاة الجمعة

يتضح من النصوص الشرعية أن أداء هذه الصلاة يرتبط بمجموعة شروط. عليك مراجعة هذه الشروط لتعرف إن كان الحكم يشملك وهي كالتالي:

الإسلامالذكورةالعقلالبلوغالحريةالقدرة البدنية وعدم وجود مرض يمنع الحضور

من تحققت فيه هذه الشروط تتوجه إليه الفريضة مباشرة. ولا يُقبل منه تركها دون عذر.

أما المرأة فلا تجب عليها الجمعة، لكنها إن حضرت تُقبل صلاتها. الطفل غير المكلّف لا تلزمه الجمعة، وكذلك المريض الذي يمنعه مرضه من الحضور.

آراء العلماء حول العدد الذي تنعقد به الجمعة

الفقهاء الأربعة قدموا اجتهادات مختلفة حول العدد اللازم لانعقاد صلاة الجمعة. هذا الاختلاف لم يُلغِ الاتفاق على أنها صلاة جماعية لا تُؤدى منفردة. الآراء جاءت بالشكل التالي:

مذهب أبي حنيفة يرى انعقاد الجمعة بثلاثة أشخاص.المذهب المالكي يرى أن العدد لا يكون ثلاثة أو أربعة فقط، بل عدد تتقرى به القرية.مذهب الشافعية والمشهور عن الإمام أحمد يشترطان أربعين شخصًا لانعقادها.

هذه التقديرات الفقهية توضح مساحة الاجتهاد لكنها لا تؤثر على أصل الفريضة.

السنن التي يستحب القيام بها قبل صلاة الجمعة

السنن المتعلقة بيوم الجمعة جاءت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:
"من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها".

هذه السنن تعكس قيمة اليوم وفضل الصلاة. أهم السنن:

الاغتسالالتطيبلبس أحسن الثيابالتبكير إلى المسجدالمشي بسكينةالاقتراب من الإمامترك اللغو والاستماع للخطبة

هذه الأعمال تمنح المسلم ثوابًا مضاعفًا وتزيد من أثر صلاة الجمعة في حياته.

فضل صلاة الجمعة في حياة المسلم

صلاة الجمعة تحمل قيمة دينية واجتماعية. المسلم يدرك أن حضورها يحقق له ثباتًا في العبادة ويعزز ارتباطه بالمجتمع. النصوص الشرعية ذكرت فضلها الكبير، وقد ارتبط يوم الجمعة بخصائص لا توجد في غيره من الأيام.

هذه الصلاة تجمع الناس في وقت واحد ومكان واحد لسماع الخطبة التي تذكرهم بالعبادة وتوجههم لمعاني الاستقامة. هذا يخلق وعيًا عامًا لا يتحقق في الصلوات الأخرى.

كما أن خطبة الجمعة منبر لتعليم الدين وتقديم التوجيه. المسلم يسمع فيها كل أسبوع ما يعينه على حياته ودينه.

حكم ترك صلاة الجمعة

ترك الجمعة دون عذر يدخل في باب التقصير. النصوص شددت على هذا الجانب. الأحاديث تشير إلى أن الله يختم على قلب من يتهاون فيها ثلاث مرات. هذا يبين قيمة المحافظة عليها.

من انقطع عنها دون عذر يفقد فضائلها ويبتعد عن الجماعة، بينما من يحافظ عليها ينال الأجر المرتبط بها.

تطبيقات عملية لفهم واجب الجمعة

يمكن تلخيص الفئات التي تجب عليها الجمعة بالشكل التالي:

رجل مسلم بالغ عاقل قادر بدنيًامقيم وليس مسافرًالا يشغله عذر قهري كالمرض أو الخطر

بينما تُعفى الفئات التالية:

النساءالأطفالالمرضىالمسافرونالعبيد في زمن التشريع

من يفهم هذه الضوابط يعرف الحكم بدقة ويتجنب الوقوع في خطأ ترك الفريضة دون سبب.

الحكمة من فرض صلاة الجمعة

شرع الإسلام صلاة الجمعة لتحقيق أهداف مهمة:

جمع المسلمين في وقت موحدنشر الوعي الديني عبر الخطبةتوثيق الروابط الاجتماعيةتذكير الناس بالله أسبوعيًاتعزيز الانضباط في العبادة

هذه الحكم تظهر أثر الصلاة في الفرد والمجتمع.

الجمعة ليست مجرد ركعتين، بل شعيرة تعمل على إعادة توجيه المسلم أسبوعيًا نحو قيم الدين.

الأحكام المتعلقة بالجمعةصلاة الجمعة فريضة على كل رجل مسلم تتوافر فيه شروط التكليف.لا تجب على النساء والأطفال والمسافرين والمرضى.تنعقد بعدد جماعي مختلف حسب اجتهاد الفقهاء.لها سنن مؤكدة تزيد ثوابها.يُكافأ من يلتزم بها، ويُعاتَب من يتركها بلا عذر.

 

مقالات مشابهة

  • حكم المدومة على صلاة ركعتين على روح أبي المتوفى.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز توزيع المال بدلا من العقيقة؟.. الإفتاء تجيب
  • الحسابات الفلكية تحدد بدء رمضان 2026 وساعات الصيام بالدول العربية
  • الإفتاء: يجوز أداء النوافل جالسا على الكرسي وإن كان القيام أفضل
  • هل يجوز إعطاء الابن المحتاج من زكاة مال الأم؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يجوز للأرملة الزواج بدون موافقة الوالدين؟ .. أمين الفتوى يجيب
  • فتاوى وأحكام| هل البشعة حرام وشرك بالله؟.. احذر كشف الكذب بها لـ7 أسباب.. ما حكم إجراء عملية ربط المبايض حفاظا على استقرار صحة الأم؟.. حكم إعطاء فدية الإفطار للأخ المريض لشراء علاجه
  • هل يجوز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة؟ «الإفتاء» تجيب
  • هل يجوز للمرأة أن تصلى فى المكتب أمام الرجال؟..الإفتاء تجيب
  • إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ..من تجب عليه صلاة الجمعة؟ وحكم تاركها