قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب بالهداية، لافتا إلى أن الله خلق الكون لاختبار النسان فى هذه الحياة فمنا من نجح ومن من فشل ومنا من تعثر.

 وأضاف خلال حلقة برنامج "نور الدين"، المذاع على قنوات الشركة المتحدة، اليوم الأربعاء: "وصار الأمر على هذا المنوال الحرام حرام والصحيح صحيح، وجاء أقوام بذنوب لم يأت بها أحد من قبله، قوم لوط ابتدعوا فى البشرية بدعة لم يسبقهم أحد من العالمين، وهو أن تكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فالشذوذ هو انحراف عن الفطرة".

 

علي جمعة: الشذوذ الجنسي انحراف يحتاج إلى علاج جسدي ونفسي حبس عامل يحرض الأطفال على ممارسة الشذوذ الجنسي بتطبيقات إلكترونية بدمياط

وتابع: "الله سبحانه أنزل الملائكة لعقاب من يفعلون هذه الفعلة الخبيثة وجابوا عليها واطيها، فى منطقة سادوم وعامورية، ونتج عنها البحر الميت الآن".

وأجاب في ذات السياق على سؤال سيدة حول ما حكم الشذوذ الجنسي ولماذا لا يعتبروها زنا؟. 

وقال : "اختلف الصحابة الكرام، هذا الفعل ضد الفطرة، لكن الزنا مع الفطرة، ربنا وضع جاذبية بين الرجل والمرأة لزوم إعمار الأرض، لكن ده لزومة ايه هو نوع من أنواع الفساد الفكرى، قبل أن يكون نوع من أنواع الطباع، فهناك فارق كبير بينهما فى الدافع والاحتياج". 

وتابع: "الشذوذ نوع من أنواع التعود اعتدى عليه وهو صغير، لكن الزنا رغم أنه فاحشة وكبيرة، والصحابة اختلفوا هل هو أعلى من الزنا أو أقل من الزنا أو مثل الزنا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق الكتب الشذوذ الجنسي قوم لوط

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فطرتي

البحث عن المعرفة، وبذل الجهد الذهني من أجل بلوغ مستويات التفكير، وإدراك الماهية، التي بها نفرق بين أمرين، ومحاولات السعي، التي تقوم على تفكر، وتدبر جميعها منوط بها عقل قد وهبنا الله – تعالى – إياه؛ فصرنا به متفردين، والشعور بالطمأنينة، التي نستلهمها من عقيدة، مقرّها نوازع الروح، التي تترسخ من فيض عطاءات تزيد من وشائج الرباط بخالق الكون بلا عمد، وإقبالنا على الفضيلة، واتصافات القيم النبيلة، التي نتجمع تحت مظلتها، وحرصنا على نداء الغريزة بصورة منضبطة، ومتزنة، وعواطفنا، التي نتشارك ترجمات معانيها، وتذوق الجمال، والانبهار بمظاهره، وتضافرنا من أجل بناء حضارات نتفاخر بها، كل هذا لا يتجاوز حدود أبعاد الفطرة، التي منحنا نعمتها من الباري.
البنيان الذي يحب الخير، ويسير في دروبه، ويؤمن بخالق الكون- سبحانه-، ويغازل مكنون الطبيعة، ويستمتع بمفرداتها، ويسعى إلى معرفة كل ما يجعله يبحث بشتى الأساليب؛ ليصل إلى غاياته، ويتعاون؛ ليضبط السلوك؛ ليعيش في أمن، وطمأنينة، ويأخذ بمسببات السِّلم، والسَّلام، ويتحرَّى الطريق المجهول؛ ليتفادى مخاطره، ويدرس الأزمات؛ ليخرج من رحمها بمنح تجعل المستقبل مشرقًا، والوجدان على يقين بأن بذور الخير حتمًا ستنبت الكلأ، إنها الفطرة في صورتها المتكاملة، التي تكونت إلى مجتمعات على وجه البسيطة قد حققت ماهية الاستخلاف دون مواربة.
منْ ينادي بتلبية احتياجات الجسد على حساب الروح؛ فهو لا يعي ماهية الطبيعة الإنسانية، التي لا تستقر مكوناتها، بعيدًا عن معنى التوازن؛ فترى من يبالغ في إكرام البنيان، ويقلل من الاهتمام بالوجدان يفقد المقدرة على العطاء، الذي ينبعث من فطرة سويّة، تقوم فلسفتها على المحبة، هنا ندرك أهمية العناية بالجانب المعنوي، الذي يدفعنا تجاه المكارم، ويحمينا من براثن السوء، وهذا بالطبع لا يجعلنا نغالي في غذاء النفس، دون رعاية البدن؛ فالسجيّة، والطباع السوية لابد من حفظها في معية الاعتدال، وتلك فلسفة الأصول، التي جبلنا عليها.
مراعاة تكامل الفطرة فينا تعزز لدينا فهم ماهية الاستقرار، فلا ننجرف تجاه ما يناقض فلسفة الهوية، التي تأصلت عبر بوابة القيم، آمنا بجدواها، ومارسنا ما يترجمها في سلوكيتنا، وهذا ما عزّز الرباط بيننا؛ فصار النسيج ذا منعة، وأضحت مقدرتنا على مواجهة الصعاب، التي تتأتى من الحين إلى الآخر سهلة في خضم تكافلنا، وتراجمنا، واتحادنا، وتماسكنا؛ حينئذٍ ترى مسار النهضة، والتقدم واضح في سيناريوهات خطتها أقلامنا، وتعاهدنا على بلوغ غايتها، مهما واجهتنا العثرات، وزادت الضغوطات؛ فقد خُلقنا مدركين للمسئولية.
عين اليقين ما نؤمن به تجاه تكامل الفطرة فينا؛ إذ لا يستقيم الأمر عند فقْد بُعد من أبعادها؛ ومن ثم يطيب لنا أن نؤكد على حتمية الانسجام الفكري، الذي يبعث به العقل، مع الإيمان الذي يستقر في الوجدان، وتتوق له النفوس، ومحاسن الممارسة التي ترصدها العيون، من خلال سلوكيات حميدة نقوم بها، سواءً كنا متفردين، أو مجتمعين، ويقظتنا في الحفاظ على نسلنا، بالطرائق القويمة، التي سمحت بها شرائع السماء، وتلبية مقومات العيش، التي تمكننا من أن نؤدي مهام فرضت علينا، وتمعننا في فضاء الوجود المفعم بجمال يُسر الأفئدة، ويفتح المجال؛ لنضفي عليه مزيدًا من الحسن، وهنا ندرك وصية، لا تفارق الخلد؛ حيث لا إفراط، ولا تفريط؛ فخير الأمور أوسطها.
سلامة الفطرة خاصتنا، وتكامل تراكيبها تزيدنا رغبة، وأملا في تحقيق أحلامنا، بل، تسمح لنا بقبول التحدي، ومنازلة الصعاب؛ لنبلغ المنى، وهنا نقابل ضغوطات الحياة باليقظة، والتريث، والمثابرة، والصبر الجميل؛ فلا مكان للاستسلام في مستقر نوازعنا، ولا قيد منزع؛ لضعف الإرادة في مكون عزيمتنا؛ فاستقرار النفوس، لا يعني تثبيط الهمم، بل، تركيز على الهدف نحو بناء يستديم بسواعد البشر.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك الطمأنينة الفضيلة القيم النبيلة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الكريم إذا وهب ما سلب.. أبرز قواعد الطريق إلى الله
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فطرتي
  • أية واحدة جمعت أسس الإدارة والعلاقات الإنسانية الناجحة.. تعرف عليها
  • علي جمعة: المسلم يتعامل مع الكون كله برِقة ولِينٍ وانسجام
  • حكم الدعاء الجماعي بعد دفن الميت
  • عائلتا شهيدي جنين تكشفان ما جرى لحظة إعدام الاحتلال للشابين
  • علي جمعة: الله يضع الإنسان في المكان المناسب وعليه أن يرضى ويُتقن عمله
  • مفتاح العلاقة بين العبد وربه.. علي جمعة يحذر العصاة من 5 أفعال
  • كيف يضعنا الله في المكان المناسب لنحيا برضا وتسليم
  • جمعة يوضح سر السلام الداخلي والسكينة في التعامل مع أقدار الله