أبوظبي (الاتحاد)
أكد مسؤولون وخبراء وباحثون أن الشراكة الإماراتية الصينية تُعد أيقونة للتعاون الدولي القائم على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، وأن هذه الشراكة لا تقتصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فحسب، بل تشكل نبراساً يُضيء دروب الابتكار والاستدامة.
جاء ذلك، في ندوة نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالتعاون والشراكة مع المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام، ضمن أنشطة «تريندز» الرمضانية بعنوان «الحوار الإعلامي العالمي - الاقتصاد الصيني في مرحلة الازدهار» في قاعة المؤتمرات بالمركز في أبوظبي.


وأضافوا أن مبادرة الحزام والطريق تعكس التزام الصين بتعزيز التعاون الدولي المبني على التجارة والنمو الاقتصادي المتبادل، وأن هذه الممرات ليست مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل هي جسور تربط بين الثقافات وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم اليوم.
وقالوا إن انضمام دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مؤخراً لتكتل بريكس سيدفع الشراكة بين الصين ودول الخليج العربية إلى مزيد من الازدهار، كما أن العلاقات الاقتصادية بين الصين ودولة الإمارات على سبيل الخصوص ستزدهر، حيث لديهما تاريخ طويل من الشراكة التجارية، ولديهما رؤية مشتركة، وتحركهما دوافع متشابهة تجاه قضايا دولية متعددة.

دراسة الفرص
وقد بدأت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، أكد خلالها أهمية الندوة التي تعقد بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام، والتي تسلط الضوء على موضوع الاقتصاد الصيني في مرحلة الازدهار، لتبرز انعكاسات هذا الازدهار على آفاق النمو الاقتصادي العالمي.

وأشار إلى أن دراسة آفاق النمو الصيني تعد من صلب اهتمامات المركز البحثية، مؤكداً أن دراسة الفرص التي يخلقها هذا النمو، سواء على صعيد التجارة الدولية أم على صعيد تدفقات الاستثمارات العالمية، تكتسب أهمية خاصة في عالم يكافح حالياً ليتعافى ما أصابه من تداعيات الأزمات المتعاقبة. ونوه الدكتور محمد العلي بأن الصين حددت هدفاً طموحاً للنمو الاقتصادي بنحو 5%، خلال العام الجاري 2024، وهو ما زاد من تفاؤل كبريات الشركات متعددة الجنسيات حول إمكانات الصين على المدى الطويل.
وأكد أن انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية مؤخراً لتكتل بريكس سيدفع الشراكة بين الصين ودول الخليج العربية إلى مزيد من الازدهار، متوقعاً المزيد من الازدهار للعلاقات الاقتصادية بين الصين ودولة الإمارات على سبيل الخصوص، حيث لديهما تاريخ طويل من الشراكة التجارية، ولديهما رؤية مشتركة وتحركهما دوافع متشابهة تجاه قضايا دولية متعددة، كما أن دولة الإمارات تشكل أهمية كبيرة لنجاح مبادرة الحزام والطريق الصينية لقيادة التنمية، إقليمياً وعالمياً.

علاقات مزدهرة
وفي الكلمة الرئيسة، استهل تشانج يي مينج، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات كلمته بتقديم التهنئة لمركز تريندز على استضافة حوار الإعلام العالمي، مستشهداً بمثل صيني يقول «خطة السنة تبدأ في الربيع»، مؤكداً أن الربيع هو الفصل الأكثر حيوية، والوقت المناسب لبدء الأعمال، وهو ما يتناسب مع موضوع وتوقيت الحوار العالمي للإعلام.
وذكر أن الاقتصاد الصيني تعافى بسرعة من وباء كورونا، ودخل المسار الصحيح للتنمية النشطة. وفي عام 2023، وصل إجمالي الناتج الاقتصادي للصين إلى 18 تريليون دولار أميركي، بنمو سنوي قدره 5.2%، ما ساهم بما يقرب من ثلث النمو الاقتصادي العالمي.
وأشار إلى أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية، صمدت العلاقات الصينية - الإماراتية في وجه التغيرات الدولية المختلفة، موضحاً أن العلاقات بين البلدين تشهد ازدهاراً ونمواً بشكل مطرد، لافتاً إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة.
وبين أنه في عام 2023، وصل حجم التجارة الثنائية بين دولة الإمارات والصين إلى 95 مليار دولار أميركي، وفي الوقت ذاته يزدهر التعاون المشترك في المشاريع الكبرى بين البلدين في كل مكان، مشيراً إلى أن مشروع تعليم الصينية بـ200 مدرسة إماراتية أصبح مشروعاً عالمياً لتعليم اللغة الصينية.

أخبار ذات صلة الإمارات: حرب غزة مثال صارخ على الحاجة لمنع نشوب الصراعات «الإمارات الإنسانية»: أيادٍ حانية تضمد جراح أهالي غزة

واختتم السفير كلمته بالتأكيد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، شريك استراتيجي شامل للصين، معرباً عن تطلعه لمزيد من التعاون المثمر بين البلدين.

نموذج يحتذى
وفي الكلمة الافتتاحية قال سعيد حمد الغفلي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بسفارة الدولة في بكين «نحتفل هذا العام بمرور أربعين عاماً على العلاقات الصينية – الإماراتية، بما يعكس عمق وقوة هذه العلاقات»، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الماضية تعمقت الروابط السياسية والتجارية والثقافية بين البلدين، بما يعزز الطموحات نحو مستقبل مشرق.
وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين تشتركان في الكثير من المشتركات، والتي من بينها الطموحات الكبيرة في الساحة الدولية، فضلاً عن عمق وتميز هذه العلاقات، حيث باتت الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير، مشيراً إلى أن البلدين يسعيان للوصول بها إلى نحو 200 مليار دولار في عام 2030.
وأكد سعيد حمد الغفلي أن العلاقات بين البلدين تعكس التزاماً مشتركاً نحو تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، حيث يوجد أكثر من 6000 شركة صينية تعمل في دولة الإمارات. وقال إننا نشهد اليوم عصراً جديداً من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، وتعد العلاقات الوثيقة بين البلدين نموذجاً يحتذى به في العلاقات الدولية، حيث تشترك الدولتان في الطموح وروح الابتكار.

فرص وسمات
عقب ذلك بدأت أعمال الندوة بمناقشة المحور الأول حول النموذج الصيني في التنمية: الفرص والسمات الرئيسة، بإدارة السيدة مو لي، مديرة المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط، وتحدثت تشاولي يان، الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في منطقة الخليج حول نموذج التحديث الصيني مع التركيز على مبادرة الحزام والطريق، ومساعي الصين لعلاقات اقتصادية دولية متوازنة، وقال: إن الصين ودولة الإمارات تتقاسمان العديد من المُثُل المشتركة فيما يتعلق بالاقتصاد، وخاصة التركيز على التخطيط طويل المدى. ودعت تشاو ليان، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال المشاركة في معرض سلسلة التوريد الدولي الذي تنظمه المنظمة. وأشارت تشاو ليان، خلال كلمتها، إلى القيم المشتركة التي تجمع الصين والإمارات، لافتة إلى مسيرة النمو الاقتصادي الناجحة للصين، وتركيزها الحالي على تحسين جودة الإنتاج، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وعادل.
كما سلطت الضوء على المبادرات العالمية التي أطلقتها الصين لدعم التنمية الاقتصادية العالمية، مثل مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى تطلع بلادها لتعزيز التعاون مع الإمارات، التي تسعى لتصبح مركزاً صناعياً رائداً.

دور الإعلام
تناول المحور الثاني من الندوة دور الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية - الخليجية، حيث تمت مناقشة دور الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية - الخليجية، ودوره رافداً للدبلوماسية العامة، وتعزيز العلاقات بين الدول، إضافة إلى دوره في تعزيز العلاقات الإيجابية بين الصين ودولة الإمارات، وأهمية تعزيز التعاون الإعلامي الإماراتي-الصيني.
قال الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ «مركز الاتحاد للأخبار»، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع اللبنة الأولى للعلاقات الإماراتية الصينية منذ أربعين عاماً، وبعد ذلك سارت قيادة الدولة على المسار ذاته. وأضاف أن وجود 6 آلاف شركة تجارية صينية على أرض الإمارات، يعكس أن الإمارات حاضنة رئيسة للعديد من العلامات التجارية الصينية، بالنظر لموقع الإمارات مركزاً للتجارة العالمية.
وأشار إلى أن الأربعين عاماً الماضية شهدت العديد من الزيارات المتبادلة لمسؤولي قطاعات الثقافة والإعلام في البلدين، ولهذا تحتل هذه الجوانب من العلاقة بين الإمارات والصين مرتبة متقدمة لا تقل أبداً عن العلاقات التجارية المزدهرة بين البلدين.
وأكد وجود علاقات ثقافية وإعلامية متشعبة بين دولة الإمارات والصين، كما أن هناك نتاجاً فكرياً لتلك العلاقات، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه في عام 2001 تم توقيع اتفاقية للتعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين، كما أن دولة الإمارات تستضيف مجموعة الصين للإعلام منذ عام 2009، وكذلك العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية الصينية.

مستقبل مبادرة الحزام والطريق
تناول المحور الرابع الاتجاهات المستقبلية للنمو الصيني وتأثيراتها عالمياً، حيث تطرق عبدالعزيز الشحي، الباحث بمركز تريندز للبحوث والاستشارات إلى مقومات النمو الصيني في عصر التنافس الاقتصادي الدولي، ومستقبل مبادرة الحزام والطريق وتأثيراتها التنموية عالمياً، والصين وبريكس وقيادة التنافس العالمي. وأكد أهمية الدور الكبير الذي تلعبه الصين في النظام العالمي، سواء من حيث القوة الاقتصادية أم السياسية، مشيراً إلى أن الصين تُعد قوة اقتصادية عالمية صاعدة لها تأثير كبير على النظام الدولي.
وقال إنها تسعى من خلال مبادرة الحزام والطريق، ومجموعة بريكس إلى تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التوازن في النظام الاقتصادي العالمي، لافتاً إلى أن الصين تواجه بعض التحديات، لكن إدراكها هذه التحديات، والتعامل معها بحكمة سيساعدها على تحقيق أهدافها.
وقدم للندوة وأعلن توصياتها الباحث في «تريندز» زايد الظاهري.

آفاق واعدة
تطرق المحور الثالث إلى العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الصينية: تعاون متنامٍ وآفاق واعدة، وتطرق الباحث والمحلل الاستراتيجي أمجد طه في ورقة عمل بعنوان «الإمارات بوابة الصين للمنطقة الخليجية، إلى التنمية الصينية والتنمية الإماراتية وأوجه التشابه ونقاط الالتقاء، ومؤشرات ازدهار التجارة والاستثمارات البينية الإماراتية-الصينية، ودور القطاع الخاص في تعميق العلاقات الإماراتية-الصينية.
وأكد أمجد طه أن دولة الإمارات تتألق كنبض حي للشرق الأوسط، بينما تتلألأ الصين كعبقرية مشرقة، وأنهما معاً يجسدان قصة فريدة، حيث يتآزر القلب والعقل لغاية أسمى، مشيراً إلى أن هذه الشراكة الرائدة لا تُعزز التقدم المشترك فحسب، بل تُساهم في رسم ملامح مستقبل مشرق للعالم أجمع.
وأضاف أنه في زمن تتشابك فيه خيوط العولمة، تُعد الشراكة الإماراتية الصينية أيقونة للتعاون الدولي القائم على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، مشيراً إلى أن هذا التحالف لا يقتصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فحسب، بل يُعد نبراساً يُضيء دروب الابتكار والاستدامة، خصوصاً في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، ما يَعِدُ بمستقبل أفضل، ليس للمنطقة وحدها، بل للعالم كله.
وخلص إلى أنه مع تنامي التعاون الاقتصادي بين الإمارات والصين، نشهد تبلور ممرات تجارية جديدة تمهد الطريق لآفاق رحبة من التنمية المستقبلية، موضحاً أن هذه الممرات ليست مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل هي جسور تربط بين الثقافات، وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم اليوم.
وشدد على أن ما يميز دولة الإمارات والصين أنهما لا تعرفان كلمة المستحيل، وأن كل شيء ممكن. وقد بلغ عدد الرخص الاقتصادية الصينية في دولة الإمارات أكثر من 14 ألف رخصة، وتعد الصين اليوم أكبر مصدر لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات والصين الإمارات الصين مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز حمد الكعبي محمد العلي السفير الصيني الإمارات العربیة المتحدة مبادرة الحزام والطریق العلاقات الاقتصادیة الإماراتیة الصینیة العلاقات الصینیة أن دولة الإمارات النمو الاقتصادی الإمارات والصین تعزیز العلاقات الصین للإعلام تعزیز التعاون بین البلدین الصینی فی بین الصین إلى أنه أن هذه إلى أن فی عام کما أن

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد: استراتيجية الجينوم ترسخ مكانة الإمارات

أبوظبي (الاتحاد)
ترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، اجتماع مجلس الإمارات للجينوم.
وتم خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات ومستجدات عدد من المبادرات الاستراتيجية، وعلى رأسها النتائج التي توصّلت إليها دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي، وكشفت عن أكثر من خمسة ملايين متغير جيني، مما سيسهم في فهم أعمق للعوامل الجينية المرتبطة بالأمراض الوراثية.
كما تم اعتماد إطلاق منصة الجينوم المرجعي الإماراتي التي توفّر نتائج الدراسة للأطباء والباحثين، وتتيح لهم فهم التركيب الجيني لمواطني دولة الإمارات بشكل أفضل. وتمّ الاطلاع على مستجدات برنامج الجينوم الإماراتي الذي تمكن من تحقيق 60 % لغاية الآن من هدفه المتمثّل في جمع مليون عينة من مختلف أنحاء الدولة.
وأكَّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الإمارات للجينوم، أنَّ ما تم تحقيقه من إنجازات على صعيد الاستراتيجية الوطنية للجينوم ومنظومة البحث والتطوير في علوم الجينوم، يُسهم بشكل كبير في تعزيز وترسيخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للبحوث والابتكار في علوم الجينوم.

وأشار سموّه إلى أنَّ القيادة الرشيدة تُولي اهتماماً كبيراً ومستمراً بهذا المجال الحيوي، وتواصل التركيز على المبادرات الاستراتيجية التي تمكّن برامج الطب الشخصي والدقيق، وتسهم بشكل فاعل في تسريع حلول الرعاية الصحية ذات الأولوية للصحة العامة، بما يضمن تعزيز صحة وجودة حياة أفراد المجتمع في دولة الإمارات.
واعتمد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الاجتماع، منظومة تمكين الطب الشخصي والوقائي في دولة الإمارات والتي ستعمل على تعزيز استخدام أبحاث ودراسات علم الجينوم في تصميم البرامج العلاجية الشخصية والدقيقة للمواطنين وتطوير منظومة متكاملة وشاملة للصحة الوقائية تشمل مختلف الأمراض الوراثية والجينية، والاعتماد على القدرات التحليلية المتطورة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تسريع التشخيص والعلاج، بما يتماشى وتطلعات أجيال المستقبل. 
واطّلع سموّه، خلال الاجتماع، على نتائج دراسة الجينوم المرجعي الإماراتي التي تم استكمالها، والتي أشرف على تنفيذها جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وجامعة الإمارات، وجامعة الشارقة وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة لوبيك في ألمانيا، وشركة M42.

أخبار ذات صلة منصور بن زايد ومكتوم بن محمد يحضران اجتماع لجنة الميزانية العامة الإمارات تؤكد دعمها وتقديرها لجهود الوساطة لحل الأزمة في غزة

وتمكن الباحثون المشاركون في الدراسة، من خلال تحليل 50 ألف عينة جينية، من اكتشاف 5.296.683 متغيراً جينياً، تمثّل 12% من المتغيرات الوراثية الجديدة وغير المكتشفة في خريطة الجينوم الإماراتي. وسوف تُسهم هذه النتائج الواعدة في إنشاء مرجعية جينية تشكّل ركيزة أساسية لفهم الأساس الجيني للصحة والأمراض في دولة الإمارات بشكل أفضل، مع فتح آفاق جديدة في علم الصيدلة الجينية، وتعزيز جهود البحث والتطوير والابتكار في مجالات بحثية جديدة.
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على مستوى العالم من حيث التركيز على التنوع الجيني في المنطقة العربية، وهو ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية وقيمتها العلمية، حيث تعتمد 90% من الدراسات الجينومية التي تم إجراؤها عالمياً على أشخاص من أصول أوروبية. كما تتميز هذه الدراسة بنهجها المبتكر في تحليل التسلسل الجيني الكامل، وتغطيتها العديد من الفئات السكانية محل الدراسة.
واعتمد سموّه، خلال الاجتماع، إطلاق منصة الجينوم المرجعي الإماراتي، التي طوّرتها دائرة الصحة - أبوظبي، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وشركة M42، لتمثل التركيب الجيني لأكثر من 140 ألف مواطن إماراتي، وهي أكبر مجموعة في الشرق الأوسط حتى الآن، وذلك لتوفير بيانات ونتائج الدراسة للأطباء والباحثين لمساعدتهم في تحديد عوامل مخاطر الأمراض الوراثية الشائعة بين المواطنين وتسريع وتيرة تطوير حلول الرعاية الصحية الشخصية والوقائية. وسوف تلعب هذه المنصة دوراً مهماً في تعزيز صحة وجودة حياة الأجيال القادمة، من خلال دعم الأبحاث التي تُسهم في تحوّل خدمات الرعاية الصحية والارتقاء بها في الدولة.

وتسهم نتائج دراسة الجينوم المرجعي في تعزيز صحة وجودة حياة أفراد المجتمع بشكل ملحوظ من خلال دعم برامج الطب الشخصي وتمكين العلاجات التي تستند إلى التسلسل الجيني الخاص بكل مشارك، وتطوير منظومة الطب الوقائي، ووضع استراتيجيات وحلول وقائية للحدّ من الأمراض الوراثية. 
ويساعد اكتشاف المتغيرات الوراثية التي تؤثِّر على استجابة المرضى للأدوية في الارتقاء بعمليات تصنيع الأدوية، وهو ما يؤدِّي بدوره إلى التوصل إلى علاجات أكثر فعالية وأماناً. كما تُسهم هذه البيانات الحيوية في تطوير سياسات الصحة العامة والبرامج التي تعزز صحة وجودة حياة أفراد المجتمع. 
واستعرض سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان مستجدات برنامج الجينوم الإماراتي، حيث تمكّن البرنامج من جمع وتحليل أكثر من 600 ألف عينة جينية، محققاً 60% من هدفه المتمثّل في جمع مليون عينة. ويستمر البرنامج في توسيع عملياته وتحقيق مستهدف البرنامج في جمع مليون عينة جينية، كما نجح في تدريب أكثر من 1000 من الكوادر الطبية الوطنية لدعم البرنامج في المراحل القادمة.
وحضر الاجتماع كلٌّ من معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، والدكتور عامر أحمد الشريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية ومدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والبروفيسور الدكتور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والدكتور يوسف محمد السركال، المدير العام لمؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية.

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد: استراتيجية الجينوم ترسخ مكانة الإمارات
  • وزارة شؤون مجلس الوزراء تحصل على الشهادة الخضراء من “مورو”
  • طارق الطاير ووزير العدل الأوزبكي يبحثان تعزيز العلاقات
  • رئيس وزراء أستراليا: رئيس حكومة الصين يبدأ زيارة للبلاد السبت المقبل
  • وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • العلاقات التركية الصينية في النظام العالمي المتغيير
  • لافروف ووانغ يي يبحثان تعزيز العلاقات بين الصين وروسيا
  • علاقات تاريخية.. تفاصيل مشاركة وزيرة الهجرة في الاحتفال بالعيد القومي لإيطاليا
  • وزير الخارجية الإماراتي ونظيره النيوزيلندي يبحثان هاتفيا تعزيز العلاقات الثنائية
  • علاقات تاريخية.. نواب: لقاء الرئيس مع نظيره الأذربيجاني يأتي في توقيت هام