أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارة جديدة إلى العاصمة العُمانية مسقط، ضمن جولة جديدة يقوم بها الرجل لأجل استئناف مساعي السلام وتنفيذ خارطة الطريق التي جرى الإعلان عنها في ديسمبر الماضي.

وأفاد المبعوث غروندبرغ، في بيان، بأنه اختتم زيارة إلى مسقط، والتقى خلالها وزير الخارجية، بدر البوسعيدي وعدداً من كبار المسؤولين العمانيين لمناقشة التطورات الأخيرة، ودعم الاستقرار الإقليمي، والبحث عن سبل نحو عملية سلام يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة.

ولم يكشف البيان ما إذا كان المبعوث الأممي عقد لقاء مع وفد ميليشيا الحوثي الإيرانية المتواجد في مسقط كما هي العادة أثناء القيام بزيارة إلى أراضي السلطنة.

من جانبها نقلت وكالة الانباء السعودية "واس" تصريحاً لوزير الخارجية العُمانية البوسعيدي أكد فيه على الأهمية التي توليها السلطنة في سبيل استقرار اليمن وأمنه ووحدته وسيادته على أرضه ودعمها للجهود كافة الرامية إلى ذلك بما يتلاقى مع مصالح الشعب اليمني وتطلعاته، ويعزز من دعائم الأمن والسلام في المنطقة.

ومنذ إحاطته في 14 مارس الماضي، بدأ المبعوث الأممي جولة جديدة لإحياء مسار السلام، في ظل عودة التوترات والتصعيد العسكري في الداخل؛ واستهل "غروندبرغ" جولته من واشنطن حيث عقد في 16 مارس سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة الأميركية بينهم المبعوث الأميركي لليمن السيد تيم ليندركينج. أعقبها زيارة إلى العاصمة السعودية "الرياض" في 18 مارس، واقتصرت على لقاء سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر قبل أين ينتقل إلى العاصمة العُمانية مسقط. 

ويرى مراقبون، أن تحركات المبعوث الأممي تركزت مؤخرا على الوسطاء في السعودية وعُمان، وهذا ما أكدته الزيارات الأخيرة للرياض ومسقط وعدم إجراء "غروندبرغ" أي لقاءات مع مسؤولي القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية أو حتى مع وفد الميليشيات الحوثية المتواجد في مسقط. مجمل اللقاءات تركزت لمناقشة التطورات الأخيرة وسبل تيسير التقدم نحو استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وإيجاد تسوية مستدامة للنزاع؛ كما ركزت اللقاءات ايضاً على العمل على إيقاف التصعيد العسكري واستئناف الجهود السياسية من خلال الالتزام ببنود خارطة طريق السلام التي جرى الإعلان عنها في ديسمبر 2023.

تحركات المبعوث الأممي قابلتها الميليشيات الحوثية بإشعال فتيل الحرب من خلال تصعيد الهجمات العسكرية التي تشنها على المحافظات المحررة؛ وآخرها قبل أيام شنت أعمال قصف صاروخي على مدينة مأرب وهجمات ومحاولات تسلل في عدة محاور في تعز والضالع وشبوة والجوف والساحل الغربي. الأعمال العسكرية في الجبهات تؤكد سعي الميليشيات الحوثية نحو نسف التهدئة الهشة، والعودة إلى القتال بعد أن استغلت الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف.

وأكدت الحكومة اليمنية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، أن الهجمات المتواصلة صوب مأرب ومحافظات محررة أخرى تؤكد أن الميليشيات قامت باستثمار مسرحية البحر الأحمر، والتعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني، من أجل تعزيز قواتها وحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين.

وقال الإرياني إن عمليات التحشيد المتواصلة للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر في مختلف جبهات القتال تؤكد أن الميليشيات تسعى لتفجير الوضع عسكرياً، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتهم في التصدي لأنشطة الميليشيا الحوثية، وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة؛ لاستعادة الدولة، وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المبعوث الأممی

إقرأ أيضاً:

سموترتيش: مواجهتنا مع إيران وحماس تخدم السعودية.. رفض التنازلات

أعلن الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، عن رفضه لأي ربط بين مسار توسيع اتفاقيات التطبيع وإقامة دولة فلسطينية، متهما اليسار الإسرائيلي بالترويج لأوهام، بشأن تقديم تنازلات مقابل السلام.

وقال سموتريتش في تغريدة عبر منصة "إكس": "يجب أن يبنى الشرق الأوسط الجديد على أساس الهيمنة الإسرائيلية"، مدعيا أن "مصلحة المملكة العربية السعودية، تتمثل في الانضمام إلى اتفاقيات التبطبيع مع إسرائيل".

وتابع قائلا: "السعودية يجب أن تكون هي من يدفع ثمن السلام، لا أن نحصل نحن على هذا الاتفاق مقابل التنازل عن الأرض والسيادة"، على حد قوله.

وهاجم الوزير المنتمي إلى "الصهيونية الدينية" فكرة إقامة دولة فلسطينية، واعتبرها "ابتزازاً لا يليق بدولة قوية مثل إسرائيل"، مشدداً على أن بلاده "بذلت جهداً شاقاً في التصدي لإيران وحماس، وهو ما يخدم مصالح السعودية نفسها، وبالتالي لا مبرر لتقديم مزيد من التنازلات".

אנחנו אחרי שבועיים ניסיים ממש. התרוממות רוח של עם כלביא שהפעם לא חיכה. יזמנו והיכנו באויבים בעוצמה והסרנו את האיום הקיומי המיידי שנשקף לנו מאיראן.

ביצוע יותר ממדהים של צה"ל והמוסד, הוכחה כבל עם ועולם של הברית האיתנה בינינו לבין ארצות הברית והפגנת חוסן ועמידות יוצאים מגדר הרגיל… pic.twitter.com/NdukVMYvE6 — בצלאל סמוטריץ' (@bezalelsm) June 28, 2025
"إسرائيل" مركز الشرق الأوسط الجديد
وأضاف سموتريتش في رسالته أن إسرائيل "ليست في موقع الضعف"، بل "قوة عالمية" في الشرق الأوسط، قائلاً: "لسنا بحاجة لتوسّل السلام من أحد، من يريد السلام معنا فليفعل، ومن لا يريد فسنواصل النمو والازدهار بدونه، كما فعلنا طيلة 77 عاماً".

ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي بات "المحور الأساسي لربط آسيا بأوروبا وأفريقيا"، وأن من يختار الوقوف إلى جانبها "سيحصل على الأمن، والفرص الاقتصادية، والابتكار، والتكنولوجيا، والقيم"، على حد تعبيره.

وبينما تحفل الساحة الإسرائيلية بتقارير عن تقدّم في المفاوضات حول تطبيع العلاقات مع السعودية، يشدد سموتريتش على أن هذا المسار لا يمكن أن يرتبط بأي شكل من أشكال "الاعتراف بحقوق قومية للعرب على أرض إسرائيل"، على حد زعمه.

وأوضح أن موقف حكومته من التطبيع واضح: "نؤيد اتفاقات سلام إضافية، لكن شريطة أن تكون مبنية على الحقائق، وليس على أكاذيب تُروج لدولة فلسطينية أو لوجود حقوق قومية للعرب في الضفة وغزة".

كما أكد أن أي اتفاق مع السعودية "لا يجب أن يُرافقه أي أمل أو وعد بإقامة دولة فلسطينية"، قائلاً إن هذا "مرفوض من أساسه، ولا ينبغي أن يُطرح على طاولة النقاش".

سموتريتش، المعروف بمواقفه المتشددة والمتطرفة ضد الفلسطينيين، ربط بين المسار الدبلوماسي للتطبيع، والأهداف العسكرية التي تنفذها حكومته في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وقال: "لا ينبغي لأي اتفاق سلام أن يُضعف الجهود الإسرائيلية في تحقيق النصر على حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية والسياسية، وتأمين استعادة المحتجزين الإسرائيليين".

وتابع: "اتفاق السلام يجب أن يعزز الأمن القومي لإسرائيل، لا أن يقوّضه"، مطالباً بتكثيف العمليات الهجومية في شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم، في إطار ما يُعرف بـ"عملية السور الحديدي".


السعودية: لا تطبيع دون دولة فلسطينية
وفي المقابل، يذكر أن السعودية تجدد على موقفها الرافض لإقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي في غياب حل سياسي للقضية الفلسطينية. 

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أصدرته 5 شباط/فبراير الماضي، أن "الموقف من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، موقف ثابت لا يقبل التفاوض أو المساومة".

وأضاف البيان أن السعودية "أبلغت الإدارة الأمريكية بوضوح" بهذا الموقف، نافية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين ادعيا أن الرياض لم تعد تشترط إقامة الدولة الفلسطينية مقابل السلام.

ويأتي التأكيد السعودي الأخير، استناداً إلى الخطاب الذي ألقاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال افتتاح أعمال مجلس الشورى السعودي في 18 أيلول/سبتمبر 2024، والذي أكد فيه تمسك المملكة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، واعتبار ذلك شرطاً أساسياً لأي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الخارجية السعودية في بيانها إن "ولي العهد أوضح هذا الموقف بشكل لا يحتمل التأويل، ولا يمكن لإسرائيل أو غيرها أن تتجاوزه أو تلتف عليه".

في سياق متصل، كرر وزير المالية الإسرائيلي أن بلاده لا تعارض مبدأ السلام، بل تطالب بأن يكون "مبنيًّا على الحقيقة، وليس على أساطير سياسية"، حسب وصفه. 

واعتبر أن اتفاقيات "أبراهام" تمثل نموذجاً لسلام ناجح "لم يتطلب من إسرائيل تقديم تنازلات"، داعياً إلى السير على النهج ذاته.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي "شريك أساسي" في توسيع هذا المسار، وقال إن الحكومة الإسرائيلية "ملتزمة" بالمضي في توسيع رقعة التطبيع، تحت شعار "سلام مقابل سلام"، لا "سلام مقابل دولة".

مقالات مشابهة

  • الحوثية والاستبداد المستحدث
  • مدبولي: أهمية صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر ومنخفض التكلفة
  • خوري تبحث مع النائب «الهادي الصغير» سبل دفع العملية السياسية وصياغة خارطة طريق
  • الشرع يلتقي المبعوث الأممي وسط تأكيدات على احترام السيادة السورية
  • الشرع يلتقي المبعوث الأممي إلى سوريا
  • الرئيس الشرع يلتقي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا
  • تقرير اقتصادي يسعرض أبرز التحولات التي طرأت على خارطة التمويل الدولي لليمن ويحذر من تبعات تقليص الدعم الخارجي
  • سموترتيش: مواجهتنا مع إيران وحماس تخدم السعودية.. رفض التنازلات
  • الكأس الذهبية لا تبتسم للضيوف.. السعودية ثامن المنتخبات التي تفشل في التتويج باللقب
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت